خصوم حزب الله منقسمون على أنفسهم.. هل نريد الحرب؟!
تاريخ النشر: 7th, November 2023 GMT
تنفّس الكثيرون الصعداء بعد الخطاب الأخير للأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصر الله. لم يعلن الرجل الحرب الشاملة على إسرائيل كما كان البعض "يهوّل"، بل اكتفى باستكمال "الحرب النفسية" معها، بالتوازي مع تأكيد الانخراط في المعركة منذ اليوم التالي لعملية "طوفان الأقصى" في الثامن من تشرين الأول الماضي، وإن ترك الخيارات "مفتوحة" بناءً على تطور الأحداث، والمسار الذي يمكن أن تأخذه الأمور من غزة إلى جنوب لبنان.
تنفّس الكثيرون الصعداء، فسيناريو "الحرب" بقي بعيدًا بعد الخطاب، تمامًا كما كان قبله، خلافًا لكلّ الأجواء التي سبقته وأحاطت به، من باب التهويل والتحذير والتنبيه. لكنّ "المفاجأة" جاءت من الفريق نفسه الذي "هوّل"، بل الذي أطلق عريضة "لا للحرب" على طريقة "الهجوم الاستباقي"، والذي تصدّى منذ اليوم الأول لمنع فكرة "توسيع رقعة القتال"، مستخدمًا مقولة "لو كنت أعلم" بعد حرب تموز، لدعوة السيد نصر الله لعدم "استنساخ" التجربة.
هؤلاء أنفسهم، أو بعضٌ منهم على الأقلّ، خرجوا بعد الخطاب، ليصبّوا جام غضبهم على الأمين العام لـ"حزب الله"، فبينهم من "سخّف" الخطاب، الذي كان يمكن أن يُرسَل بالبريد الإلكتروني، وبينهم من اعتبر أنّ "سكوته أرعب الإسرائيلي أكثر"، ومنهم من ذهب لحدّ اعتبار خطابه "طمأنة لإسرائيل"، ليأخذ "الحماس" بعضهم الآخر لحدّ "السخرية" لاعتبار أنّ "حزب الله" انتهى، طالما أنّه يترك غزة وحيدة، ولا يعلن الحرب الشاملة تضامنًا معها!
"إذا عُرف السبب.."
قد يبدو مثل هذا الخطاب مستغرَبًا ومستهجَنًا، خصوصًا عندما يصدر عن شخصيّات ترفض أصلاً ما تصفه بـ"مصادرة حزب الله لقرار الحرب والسلم"، بدليل أنها استبقت خطاب الأمين العام لـ"حزب الله" لتحذّر من "مغامرات" يمكن أن يقود البلاد إليها، كما حصل في تموز 2006، وفق توصيفها، ولم تتوقف منذ اليوم الأول لعملية "طوفان الأقصى" عن التحذير من أيّ تبعاتٍ لانخراط الحزب في المعركة، التي لا تخصّ اللبنانيين بشكل مباشر.
مع ذلك، وعلى طريقة "إذا عُرِف السبب بطُل العجب"، يقول العارفون إنّ هذا الخطاب يصبح مفهومًا، إذا ما وُضِع في سياق "الخصومة" التي يكنّها هؤلاء لـ"حزب الله"، واستعدادهم لمهاجمته مهما كان موقفه، وهو سياقٌ لا يبدو أنّ ظروف الحرب وأجواءها نجحت في تعديله، أو في الحدّ منه على الأقل، بدليل تبرير البعض استخدام هذا الخطاب في مواجهة الحزب، على أنه من منطلق "السخرية" على الحزب، الذي سبق أن هدّد بإزالة إسرائيل عن الخارطة.
يشرح هؤلاء أنّ خصوم "حزب الله" كانوا قد أعدّوا العدّة للهجوم عليه أيًا كان موقفه، فعندما جاء موقفه "مهادنًا" برأيهم، انطلق الهجوم من مبدأ "التفريط" بالقضية الفلسطينية التي لطالما اعتبرها "معركته الأصليّة"، ولو ذهب إلى التصعيد، لكان الهجوم قد حصل أيضًا، لكن انطلاقًا من عناوين أخرى، هي "توريط" البلد في حرب لا ناقة له فيها ولا جمل، والمغامرة بالبلاد والعباد من أجل تنفيذ "أجندة إيرانية" لا علاقة للبنان بها.
تباينات بين خصوم "حزب الله"
لعلّ المفارقة وسط كلّ ذلك تكمن في أنّ هذا الخطاب استتبع "ردود فعل مستنكرة" من قلب الصفّ المعارض نفسه، حيث وجد الكثير من المعارضين لـ"حزب الله" في تبنّيه انفصامًا عن الواقع، ومبالغة في الهجوم، بل "خدمة مجانية" للحزب، يكفي للتعبير عنها، عدم اضطراره لإصدار أيّ موقف، أو حتى الدخول في سجالات مع أصحاب هذا المنطق، بعدما تكفّل "حلفاؤهم" بذلك، طيلة الأيام القليلة الماضية.
برأي المعارضين لاستخدام منطق الهجوم على "حزب الله" لأنّه لم يعلن الحرب، فإنّ المشكلة في تبنّيه أنّه بكل بساطة "يناقض" ما كان هذا الفريق ينادي به منذ اليوم الأول، حتى إن أحدهم لم يجد حَرَجًا في دعوة السيد حسن نصر الله إلى التوقيع على عريضة "لا للحرب" بطريقة ساخرة، بعدما تصدّر من يطالبونه بعدم زجّ البلاد في الحرب تحت أيّ ذريعة، وهو ما رأى معارضون آخرون أنّه لا يخدم منطق هذا الفريق السياديّ.
وثمّة بين خصوم "حزب الله" المعارضين للهجوم عليه من بوابة عدم إعلان الحرب، ولو تحت شعار أنّه "إذا لم تحقق وعدك بإزالة إسرائيل في سبيل قضية فلسطين، فمتى تعلن ذلك"، من يعتبر أنّ الحزب هو "الرابح الأكبر" من هذا المنطق، الذي يثبت أنّ الهجوم عليه "سياسي" بالدرجة الأولى، وأنّ هناك من هو جاهز للذهاب إلى حرب شاملة، فقط من أجل "تصفية الحسابات" مع الحزب، بدل ركن الخلافات جانبًا تحسّبًا لأي سيناريو من هذا النوع.
لم يكن خطاب السيد نصر الله، الذي يتوقع أن تعقبه خطابات أخرى في الأيام المقبلة، بعدما "كسر" الرجل "صمتًا" اتّبعه كتكتيك "نفسي" منذ اليوم الأول، حاسمًا بالمعنى الكامل، فهو ترك الباب مفتوحًا أمام كل الخيارات والاحتمالات، تبعًا لمسار الأحداث. المفارقة أنّ الخطاب الذي كان يفترض أن يوجّه رسائل للعدو الإسرائيلي، تحوّل إلى مادة أخذ وردّ، بل ابتزاز وسخرية في الداخل اللبناني، وهو ما يفترض باللبنانيين التنبّه له!
المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: منذ الیوم الأول هذا الخطاب نصر الله حزب الله ما کان
إقرأ أيضاً:
التحية للدكتور الصادق الرزيقي القوي الذي وقف وقفة مشرفة
حضرت حلقتين من برنامج بودكاست بالسوداني مع الدكتور الصحفي الصادق الرزيقي وشايف نزلو حلقة ثالثة
د.الصادق عهدي بيهو قديم منذ أن كنت في الأساس،وذلك انو الوالد رحمة الله عليه كان محبا للاطلاع والقراءة فكان في اليوم يقرأ قرابة الست سبع صحف
أنا لمن وعيت كده كانت صحيفة الانتباهة هي التوب و لا صحيفة تعلوا عليها
الصادق في الحلقة الأولى تكلم عن نشأته وتنقله بين نيالا والجنينة و الضعين فهو رزيقي وتكلم عن مراحل تعليمه بتلك المناطق وتكلم كلام يغيب عن الكثيرين فيما يخص مشاكل دارفور و أن السبب الرئيس فيها هم فيه الآن بعض مثقفيها الذين تأثروا بجون قرنق وغيره
و إلا دارفور كانت حاضنة لشتات كبير من القبائل العربية و الإفريقية و من شمال السودان وشرقه وكانت سوقا تجاريا كبيرا والناس يعيشون في وئام وسلام ومصاهرة، ومن منتصف السبعينات تقريبا بدأت الاضطرابات شيئا فشيئا،مهم جدا لو زول مهتم بشأن دارفور يراجع الحلقة الأولى
وتكلم عن الانتهاكات و الضغوطات التي تمارس على كل أبناء تلك المناطق الآن في حالة أن واحدا منهم أنكر جرائم الميليشيا وذكر أن كثيرا من معارفه و أهله تعرضوا للأذى بسبب موقفه القوي في دعم الجيش
وهنا أنا داير أنبه لمسألة انو في كثير من الأهالي الهم من حواضن الميليشيا هم كارهون لفعالها لكن ما بقدرو يصرحو و لا يتكلموا وحكمهم حكم المضطر ،بتذكر لمن تحررت مدني تواصل معي أحد الفضلاء المشهورين باعتباره وهو من تلك المناطق وفرحان فرح شديد لكن قالي ما بقدر أنشر و لا أكتب و لا أظهر شيئا من ذلك ،دي نقطة مهمة جدا لازم الناس تفهمها وما تعمم في حكمها
أثناء كلامه عن المراحل التعليمية وقدراتهم الوقت داك كطلاب و حبهم للاطلاع وده كان حال غالب طلاب الفترات تلك جمعيات ثقافية وأدبية و سياسية
وتجي تقارن حسي تتأسف أسف شديد لما آلت إليه الأمور و آل إليه التعليم
ياخي لوقت قريب كانت في ثقافة الصحف و الاطلاع وتلقى الناس الصباح متلمين حول بتاع الجرائد الكلام ده قل و تأثر بانتشار الميديا و جات قحت كمان وانتهت منه فعليا بمحاربتها لصحفيين كبار و بذلك توقفت العديد من الصحف إلى أن اختفت ظاهرة الصحف تماما
أنا بقول الكلام ده لانو الوالد الله يرحمو كان لازم كل يوم أمشي اجيب ليهو جرائد وكان كلما يوم التحصل عليها ببقى صعب و بتعب جدا عشان ألقاها لحدي ما اختفت تماما
فللأسف الآن بقت مصادر الثقافة شبه مختفية ومعدومة ماف إلا مشاهير الميديا ديل البغلب عليهم السفه و الطيش و الجهل والعوارة
ما تقدر تقارن واحد بربع أي صحفي في بدايات الألفينات خلي ما قبلها
ياخي زمان ثقافة قراية العواميد و النقاشات
حسين خوجلي و مصطفى أبو العزائم و د.محمد الجزولي فك الله أسره والصادق الرزيقي و اسحاق فضل الله و أحمد البلال و الشمارات بتاعت جريدة الدار
و المهاترات الرياضية بين مزمل أبو القاسم و بتاع قوون داك عبدالماجد منو نسيت اسمو
كان في ثقافة القراية والاطلاع
ياخ جريدة الانتباهة دي لمن مرقت كانت صيحة وضجة كبيرة جدا في المجتمع السوداني ومنبر السلام العادل وكتابات الطيب مصطفى رحمه الله تعالى القوية وقتها و التي كانت فيها جرأة كبيرة
و د.الصادق الرزيقي المذيع الطاهر حسن التوم سألوا قاليهوا كيف أنت تمشي من جريدة ألوان و تمشي لجريدة جديدة و معروفة بدعوتها للانفصال وكان يقال أنها عنصرية
و الوقت داك جريدة ألوان كانت التوب وجات اكتسحتها الانتباهة (هوي ما تقولو كبير الوقت داك عمري ١٢ سنة تقريبا)
فدكتور الصادق الرزيقي قال ما كانت جريدة عنصرية أكتر منها كانت صحيفة لمجابهة الاستفزاز والابتزاز الذي كان تمارسه الحركة الشعبية مسنودة في ذلك بالضغط الخارجي
وانو الناس ما عندها مشكلة في السلام و رفع التهميش لكن برضو ما يكون رفع التهميش عن طائفة و إيقاعه في طوائف أخرى
والآن أنا شايف الموضوع ده برضو في من بعض السياسين النفعيين وبتكلموا بأسماء أقاليم بعينها
يتم الابتزاز المدعوم بأيدي خارجية لتحقيق سلام غير عادل ولتحقيق مكاسب شخصية و ده طبيعي جدا حيعمل ليك حركة مناهضة من الأطراف الأخرى وحيقوليك نحن زاتنا مهمشين و سيزداد خطاب العنصرية
يا حليل الصحف والجرائد و ربنا يعلمنا
والتحية للدكتور الصادق الرزيقي القوي والذي وقف وقفة مشرفة
مصطفى ميرغني