دعت دار الإفتاء المصرية، إلى المشاركة الإنسانية الفاعلة في التطوع لأعمال الإغاثة الإنسانية لإعانة الشعب الفلسطيني في غزة عبر المؤسسات والجمعيات التي تعمل تحت مظلة الدولة والقانون، ووفق الأطر والإجراءات التي نظمتها الدولة بشأن إغاثة أهل غزة في ظروفهم الحالية.

وذكرت دار الإفتاء، في بيان، اليوم الثلاثاء: «لقد حث الشرع الشريف على العمل التطوعي في شتى مناحي الحياة، ورغَّب فيه أتباعه؛ فقال عزَّ وجلَّ: ﴿وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ﴾ [المائدة: 2]، وتُعدُّ هذه الآية تجسيدًا حقيقيًّا لمعنى العمل التطوعي بين أفراد المجتمع، والحث على القيام بكل عمل يؤدي إلى البر والتقوى بين الناس، سواء أكان العمل ماديًّا أو معنويًّا.

وبيَّنت دار الإفتاء المصرية أن الشرع الشريف فيه الكثير من النصوص التي تبيِّن فضل العمل التطوعي وإغاثة المكروبين، ومنها قوله تعالى: ﴿لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ﴾ [البقرة: 177]».

الحث على إغاثة المسلمين

وقوله سبحانه: ﴿وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ﴾ [الحشر: 9].وكذا من السنة النبوية دعوته صلى الله عليه وآله وسلم: «وَمَنْ كَانَ فِي حَاجَةِ أَخِيهِ كَانَ اللهُ فِي حَاجَتِهِ، وَمَنْ فَرَّجَ كُرْبَةً، فَرَّجَ اللهُ عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرُبَاتِ يَوْمِ القِيَامَةِ، وَمَنْ سَتَرَ مُسْلِمًا سَتَرَهُ اللهُ يَوْمَ القِيَامَةِ» متفق عليه.وقوله صلى الله عليه وآله وسلم: أَحَبُّ النَّاسِ إِلَى الله أَنْفَعهُمْ لِلنَّاسِ، وَأَحَبُّ الْأَعْمَالِ إِلَى اللَّهِ سُرُور تُدْخِلُهُ عَلَى مُسْلِمٍ، أَوْ تَكْشِفُ عَنْهُ كُرْبَةً، أَوْ تَقْضِي عَنْهُ دينًا، أَوْ تطْردُ عَنْهُ جُوعًا، وَلأَنْ أَمْشِيَ مَعَ أَخٍ لِي فِي حَاجَةٍ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَعْتَكِفَ فِي هَذَا الْمَسْجِدِ، -يَعْنِي مَسْجِدَ الْمَدِينَةِ- شَهْرًا. أخرجه الطبراني في «المعجم الأوسط».

شروط العمل التطوعي

وذكرت دار الإفتاء المصرية أن العمل التطوعي يشترط فيه أن يكون محققًا للنفع؛ لذا يلزم أن يكون المتطوع بشيء ممَّن تدرب عليه وأتقنه على يد أهله المختصين به، ويلزم أن يكون تطوعه على نحو يضمن تحقيق المصلحة بالتطوع، ودرء المفاسد المتوقعة، على النحو الذي نظمته القوانين.وختمت بيانها بأنَّ كل عمل طيب يعود بالنفع على أهل غزة، كإرسال الغذاء والدواء، والتبرع بالدم، ومساعدة الجرحى والمرضى، كل ذلك تحت مظلة الدولة والقانون، ووفق الأطر والإجراءات التي نظمتها الدولة بشأن إغاثة أهل غزة في ظروفهم الحالية، يُعَدُّ عملًا تطوعيًّا يستحق التقدير والأجر.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: دار الإفتاء قطاع غزة العمل التطوعی دار الإفتاء

إقرأ أيضاً:

ما علامة نجاة العبد من العذاب يوم القيامة؟.. أحمد عمر هاشم يكشف

أوضح الدكتور أحمد عمر هاشم عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، حديث يُدنى المؤمن يوم القيامة من ربه حتى يضع كنفه عليه، فيقرره بذنوبه.

وتابع عمر هاشم خلال تقديم برنامج «كأنك تراه»، على قناة صدى البلد، أن روى الإمام البخاري عن صفوان بن محرز أنه قال: بينما هو يمشي، جاءه رجل وسأله: هل سمعت رسول الله ﷺ يقول شيئًا عن النجوى؟ فأجابه قائلًا: نعم، فقد قال رسول الله ﷺ: «يدنى العبد من ربه، ويضع عليه كنفه، ويقرره بذنوبه مرتين، فإذا أقر قال: سترتها عليك في الدنيا، فإني أغفرها لك اليوم، فيُعطى كتابه بيمينه».

وتابع عمر هاشم: هذا الحديث الشريف يوضح لنا موقفًا عظيمًا من مواقف يوم القيامة، حيث يتجلى كرم الله ورحمته بعباده. فالنجوى هنا تعني حديثًا سريًا بين العبد وربه، بعيدًا عن أعين الخلائق، حيث يستر الله عبده، فلا يفضحه أمام الناس، بل يقرره بذنوبه بلطف ورحمة، معلقا: هذا الموقف يجسد رحمة الله التي وسعت كل شيء، فقد قال سبحانه: «ورحمتي وسعت كل شيء فسأكتبها للذين يتقون ويؤتون الزكاة والذين هم بآياتنا يؤمنون»، فالله تعالى يريد الخير لعباده، ويريد لهم النجاة والفوز برضوانه.

ونوه عمر هاشم: في وقت الأزمات الكبرى يوم القيامة، حين لا يملك أحدٌ لأحد شيئًا، وحين يكون الموقف عصيبًا، يفتح الله لعباده باب الأمل والنجاة، فمن رحمته أنه يستر العبد في الدنيا، ثم يغفر له في الآخرة، فيعطيه كتابه بيمينه، ليكون ذلك علامة على نجاته من العذاب.

اقرأ أيضاًدار الإفتاء توضح الحكم الشرعي حول بعض المسائل الرمضانية الشائعة

«دار الإفتاء»: من صام ولم يصلِّ فقد أدى فرض الصوم

بالتعاون مع الإفتاء.. «فضائل شهر رمضان المبارك» ندوة توعوية لتعليم الغربية

مقالات مشابهة

  • كيفية سجود التلاوة في المواصلات.. الإفتاء توضح
  • هل يجوز التفرغ للعبادة في رمضان وترك العمل؟ دار الإفتاء توضح
  • وفد حماس يتوجه للقاهرة لبحث تطورات مفاوضات وقف الحرب: الاحتلال الصهيوني يتنصل عن اتفاق وقف إطلاق النار والمقاومة تدعو الوسطاء للضغط عليه
  • حكم الانقطاع عن العمل للتفرغ للعبادة في رمضان.. الإفتاء توضح
  • من مقامات نبي الله إبراهيم عليه السلام، وهو يسعى لهداية قومه.. الموقف الحاسم
  • ما علامة نجاة العبد من العذاب يوم القيامة؟.. أحمد عمر هاشم يكشف
  • دار الإفتاء توضح الحكم الشرعي حول بعض المسائل الرمضانية الشائعة
  • بورسعيد تطلق دورة تدريبية لتنمية الشباب وتعزيز العمل التطوعي
  • حكم تأخير الغسل من الجنابة في رمضان إلى الظهر
  • هل صيام غير المحجبة لا يُقبل؟.. الإفتاء تحسم الجدل