أبوظبي: الخليج

في إطار عام الاستدامة في دولة الإمارات واستعداداتها لاستضافة مؤتمر الأطراف (كوب28) في نوفمبر 2023، أبرمت وزارة التغير المناخي والبيئة، اتفاقية مع شركة أبوظبي لإدارة النفايات (تدوير) لإطلاق مبادرة «صفر نفايات» العالمية الرامية إلى توحيد جهود دول العالم وتعزيزها في مجال إزالة الكربون الناتج عن قطاع النفايات، وإنشاء منصة للاقتصاد الدائري.

وتهدف المبادرة إلى تعزيز دور دولة الإمارات في قيادة الحراك المناخي العالمي، والإسهام في الجهود الدولية لتحقيق هدف خفض الانبعاثات بنسبة 43% بحلول عام 2030، من خلال تشجيع الدول على اعتماد حلول قائمة على التقنية الحديثة وإزالة الكربون من مختلف القطاعات، والتي من بينها قطاع النفايات، ودفع جهود تعزيز الاقتصاد الدائري.

جاء توقيع الاتفاقية في مقر وزارة التغير المناخي والبيئة في دبي، بحضور محمد سعيد النعيمي، وكيل وزارة التغير المناخي والبيئة بالوكالة، والمهندسة عذيبة القايدي، وكيل الوزارة المساعد لقطاع المجتمعات المستدامة بالوكالة، والمهندس علي الظاهري، العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لشركة أبوظبي لإدارة النفايات (تدوير)، وعدد من المسؤولين من الجانبين.

وقالت مريم بنت محمد المهيري، وزيرة التغير المناخي والبيئة: «بينما نتطلع إلى استضافة مؤتمر الأطراف (كوب 28)، فإن دولة الإمارات حريصة على لعب دور أكبر في الجهود المناخية العالمية من خلال خفض الانبعاثات والإسهام في الإبقاء على ارتفاع درجة حرارة الأرض عند مستوى 1.5 درجة مئوية، وتجنّب آثار التغيرات المناخية وحماية كوكب الأرض. وتمثّل شراكاتنا مع مختلف اللاعبين الرئيسيين في مختلف القطاعات ركيزةً للعب هذا الدور بفاعلية أكبر، والعمل في الوقت ذاته على إيفاء الإمارات بالتزاماتها المناخية وتحقيق الحياد المناخي بحلول عام 2050».

وأضافت مريم بنت محمد المهيري: «يسعدنا التعاون مع (تدوير) في إطلاق مبادرة عالمية لإزالة الكربون من قطاع النفايات المسؤول عمّا يقدر بنحو 3-5% من الانبعاثات العالمية. وسنعمل من خلال هذا التعاون على حشد العالم من جديد من أجل تبنّي حلول عملية لاستدامة قطاع النفايات وزيادة مساهمته في خفض الانبعاثات، وهو ما سوف يعزز دور دولة الإمارات في خلق مستقبل مستدام لشعوب العالم. نثق بقدرتنا على إحداث تغيير ملموس في إدارة نظم النفايات في العالم بالتعاون مع (تدوير)، ما يخدم الأجندة الدولية البيئية والمناخية خلال الفترة المقبلة».

وأكد محمد سعيد النعيمي أن التعاون مع «تدوير» سيؤدي دوراً كبيراً في تعزيز الاقتصاد الدائري في دولة الإمارات والعالم، وهو ما يعد إسهاماً فاعلاً في إدارة منظومة اقتصادية متكاملة تواكب التحوّل العالمي نحو الاقتصاد الأخضر.

وأشار إلى أن مؤتمر الأطراف (كوب 28) سيكون فرصة مهمة لدولة الإمارات وشركائها من القطاع الخاص، لإبراز جهودهم في مجال مكافحة التغير المناخي والحفاظ على البيئة، من خلال المشاريع والحلول الرائدة في مختلف القطاعات التي سيعلن عنها خلال الفترة المقبلة وخلال المؤتمر العالمي.

وقال المهندس علي الظاهري: «تعد هذه الاتفاقية خطوة مهمة نحو توحيد جهود القطاع للحد من ظاهرة تغير المناخ؛ إذ يعد قطاع إدارة النفايات أحد أبرز القطاعات عالمياً، ومن خلال مبادرة (صفر نفايات)، نهدف إلى إنشاء منصة للحوار وزيادة الوعي بأهمية إيجاد الحلول للحد من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري الناتجة عن قطاع النفايات. وبشراكتنا مع وزارة التغير المناخي والبيئة، وشركة رونالد برجر، نتطلّع إلى إحداث التغيير الإيجابي والإسهام في بناء مستقبل أكثر ازدهاراً واستدامة».

وقال هاني طعمة، الشريك الإداري في شركة رونالد برجر: «نهدف من خلال هذه المبادرة إلى تسليط الضوء على أهمية إيجاد الحلول لإزالة الكربون الناتج عن قطاع إدارة النفايات، والذي يعد أحد أبرز المصادر الرئيسية للانبعاثات العالمية، لتمكين الاقتصاد العالمي من تحقيق أقصى استفادة من مواردها. وتأتي المبادرة كذلك في إطار التزامنا بإيجاد الحلول المبتكرة والمستدامة، وتحويل أزمة النفايات العالمية إلى فرصة للنمو والتجديد والمرونة».

وبموجب الاتفاقية، ستعقد تدوير- تحت قيادة وزارة التغير المناخي والبيئة وبالتعاون مع الجهات المعنية- جلساتٍ نقاشية وورش عملٍ وبرامج توعوية لمختلف الشركاء في دولة الإمارات والعالم، عن مستهدفات الاقتصاد الدائري والإدارة المستدامة للموارد، مع تسليط الضوء على أبرز الابتكارات العالمية في مجال الإدارة المتكاملة للنفايات، وخفض الانبعاثات الكربونية الناتجة عنها، وصولاً إلى المستهدفات من هذه المبادرة.

وتركّز المبادرة على التحديات التي تواجه قطاع إدارة النفايات في العالم، على الرغم من تأثيرها المباشر في أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة وتغير المناخ، ويمكن لقطاع إدارة النفايات المساهمة في تخفيض الانبعاثات، وتحسين جودة إعادة التدوير وتقليل فَقْدِ الطعام وهدره.

وستعمل المبادرة على نشر حلول إزالة الكربون من قطاع النفايات في مختلف دول العالم، من خلال تحفيز الاستثمارات والتمويل في مشاريع البنية التحتية، وخَلْقِ فرص عمل في القطاع، إضافة إلى تقليل الاعتماد العالمي على الموارد الطبيعية. وستدفع المبادرة جهود الأطر التنظيمية وتطبيق المسؤولية الممتدة للمنتج، وإنشاء حوكمة متعددة التخصصات، وتحديد المشاريع القابلة للتمويل في عمليات إدارة النفايات.

وإضافة إلى ذلك تهدف هذه الشراكة إلى تسليط الضوء على قطاع إدارة النفايات، بصفته أحد أبرز القطاعات التي تؤدي دوراً رئيسياً في الحد من ظاهرة تغير المناخ في العالم، فضلاً عن إيجاد الحلول المبتكرة لإدارة الموارد المستدامة؛ إذ تستهدف المبادرة منظومة إدارة النفايات بأكملها لرفع سقف تطلعاتها، والعمل على تحقيق نتائج إيجابية وملموسة، ما يسهم في الحد من ظاهرة تغير المناخ، إلى جانب تحقيق أهداف اتفاقية باريس للمناخ.

المصدر: صحيفة الخليج

كلمات دلالية: فيديوهات الإمارات وزارة التغیر المناخی والبیئة قطاع إدارة النفایات قطاع النفایات دولة الإمارات من خلال

إقرأ أيضاً:

عاشور: مبادرة «كن مستعدًا» تعكس إيمان الدولة بدور الشباب كمحرك رئيسي للتنمية

أكد الدكتور أيمن عاشور، أن مبادرة « كن مستعدا» تأتي لتقديم الدعم الكامل للطلاب عبر منظومة شاملة تلبي احتياجاتهم من المهارات والجدارات اللازمة للتأهل لسوق العمل، مشيرا إلى أن المبادرة تتكامل مع مبادئ الإستراتيجية الوطنية للتعليم العالي والبحث العلمي، والإستراتيجية الوطنية للابتكار المستدام التي أطلقتها الوزارة، وذلك ضمن جهود تحقيق أهداف المبادرة الرئاسية "تحالف وتنمية".

وجاء ذلك خلال كلمة له، بمناسبة إطلاق النسخة الثانية من مبادرة "كن مستعدًا" تحت شعار "مليون مبتكر مؤهل" (Be Ready - 1M) بحضور نخبة من الشركاء الدوليين والإقليميين، من بينهم منظمة العمل الدولية، ومؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة، ومنظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (الإيسيسكو)، ومعهد الابتكار العالمي، وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، وصندوق تطوير التعليم التابع لرئاسة مجلس الوزراء، بالإضافة إلى عدد من قيادات الوزارة والقيادات الأكاديمية وصُنّاع القرار ورواد الأعمال والإعلاميين.

وأكد عاشور، أن المبادرة تعكس إيمان الدولة بدور الشباب كمحرك رئيسي للتنمية، وتسعى لبناء قدرات وتأهيل مليون من طلاب الجامعات وحديثي التخرج، مع إطلاق منصة رقمية متكاملة توفر مسارات متعددة للتأهيل المهني والابتكاري للشباب، مشددًا على سعي الوزارة لتقديم الدعم للطلاب من خلال منظومة شاملة ومتكاملة تؤهلهم لسوق العمل

وقدم الوزير الشكر إلى كافة الداعمين للمبادرة ومراكز التوظيف بالجامعات، داعيًا الطلاب إلى الاستفادة القصوى من المبادرة والفرص التدريبية المتاحة، مؤكدًا أن سوق العمل لم يعد يعتمد فقط على الشهادات الجامعية بل أصبح يتطلب مهارات متقدمة.

واستعرض الوزير خلال اللقاء عرضًا تفصيليًا حول المبادرة وأهدافها والتغيرات الحاصلة في سوق العمل، مشيرًا إلى أن الوزارة تتابع التقارير الدولية المتعلقة بالمهارات المطلوبة، وتسعى لمواكبة متطلبات سوق العمل الإقليمي والدولي، لتعزيز قدرة مصر على تصدير العمالة المؤهلة، مؤكدًا على الإشادة الدولية بالكفاءات المصرية.

وأشار الوزير إلى أن المبادرة تهدف إلى إطلاق منصة رقمية متكاملة توفر مسارات متنوعة للتأهيل المهني والابتكاري، وإتاحة فرص تدريب وتوظيف حقيقية للشباب بالتعاون مع شركاء التنمية من المؤسسات الدولية والقطاع الخاص.

من جانبه، أكد الدكتور أيمن فريد، مساعد الوزير للتخطيط الإستراتيجي والتدريب والتأهيل لسوق العمل، أهمية إطلاق النسخة الثانية من مبادرة "كن مستعدًا" تحت مظلة المبادرة الرئاسية "تحالف وتنمية"، موضحًا أن المبادرة تسعى إلى تأهيل مليون مبتكر ومؤهل بالشراكة مع منظمات دولية، وربط البرامج الدراسية بسوق العمل، كما أشار إلى حرص الجامعات المصرية على تعزيز الشراكات الدولية ونشر ثقافة الابتكار وريادة الأعمال، بما يسهم في سد الفجوة بين مخرجات التعليم ومتطلبات سوق العمل، مقدمًا الشكر لجميع الداعمين للمبادرة.

وأعرب السيد إيريك أوشلين، مدير مكتب منظمة العمل الدولية بالقاهرة، عن سعادته بالشراكة مع وزارة التعليم العالي المصرية لدعم قدرات الشباب وتأهيلهم لسوق العمل، مؤكدًا أهمية تكامل جهود الحكومة والقطاع الخاص والمؤسسات الدولية لتزويد الشباب بالمهارات اللازمة للتعامل مع تطورات سوق العمل، خاصة المهارات الرقمية والتكنولوجية، بما ينعكس على تحقيق أهداف التنمية في مصر.

وفي كلمة مُسجلة، أشار الدكتور سالم بن محمد المالك، المدير العام لمنظمة الإيسيسكو، إلى أهمية صقل مهارات الشباب وخبراتهم في ظل التغيرات المتسارعة، مثمنًا إطلاق النسخة الثانية من مبادرة "كن مستعدًا"، ومؤكدًا على الشراكة المثمرة مع وزارة التعليم العالي، داعيًا الشباب إلى الإعداد الجيد للمستقبل وتنمية مهاراتهم لدعم جهود التنمية.

كما أعرب الدكتور جمال بن حويرب، المدير التنفيذي لمؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة، عن سعادته بالمشاركة في هذه المبادرة، مؤكدًا أن الاستثمار في الشباب هو استثمار في المستقبل، في ظل التطور التكنولوجي الهائل الذي يتطلب إعادة تأهيل وتنمية المهارات لتلبية احتياجات وظائف المستقبل، مستعرضًا جهود المؤسسة في دعم الشباب.

وعبر تقنية الفيديو كونفرانس، أكد السيد أنتوني ميلز، مدير معهد الابتكار العالمي، أهمية تطوير قدرات الطلاب وتنمية مهاراتهم الابتكارية والإبداعية لفتح آفاق جديدة لهم بسوق العمل، موضحًا أن التنمية يجب ألا تقتصر على تطوير الفرد فقط بل تمتد إلى دعم العمل الجماعي والتحولات التنظيمية اللازمة بسوق العمل.

كما أكد الدكتور عبد الله الدردري، مساعد الأمين العام للأمم المتحدة ومدير المكتب الإقليمي للدول العربية ببرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، أهمية المبادرة ودور التعاون الدولي في بناء قدرات الشباب وتأهيلهم لسوق العمل المستقبلي.

وأوضحت الدكتورة رشا شرف، أمين عام صندوق تطوير التعليم التابع لرئاسة مجلس الوزراء، أن وزارة التعليم العالي والبحث العلمي تعمل بكل قوة لتعزيز جهود الدولة في تحقيق التنمية المستدامة، مشيرة إلى أهمية تحقيق مبدأ تكافؤ الفرص وتزويد الشباب بالمعارف والمهارات اللازمة لسوق العمل، مؤكدة دعم الصندوق الكامل للمبادرة وتسخير كافة الإمكانات لخدمة الوطن وتحقيق رؤية مصر 2030.

وتشهد الفعاليات عددًا من الجلسات الحوارية بمشاركة قيادات الوزارة وخبراء التعليم العالي والبحث العلمي، لمناقشة قضايا التوظيف والجاهزية المستقبلية، ومهارات المستقبل لبناء مجتمع المعرفة، والتحديات والفرص المرتبطة بتطوير المهارات الرقمية والابتكارية، ومسارات الابتكار والتوظيف في المستقبل، بالإضافة إلى تصميم مسارات مهنية مرنة تلبي احتياجات سوق العمل المتغير.

جدير بالذكر أن مبادرة "كن مستعدًا" أطلقت نسختها التجريبية الأولى في عام 2023، واستهدفت أكثر من 18 ألف طالب وطالبة من 20 جامعة حكومية مصرية، وحققت نجاحًا كبيرًا في رفع جاهزية الخريجين للالتحاق بسوق العمل المحلي والإقليمي والدولي، مما مهد الطريق لإطلاق النسخة الموسعة الحالية "مليون مبتكر مؤهل"، التي تمثل خطوة إستراتيجية لدعم خطط التنمية المستدامة، وبناء مجتمع المعرفة، وتعزيز دور مصر كمركز إقليمي للابتكار وريادة الأعمال.

وتأتي هذه المبادرة ضمن جهود الوزارة لتنفيذ أهداف المبادرة الرئاسية "تحالف وتنمية"، لبناء قدرات وتأهيل مليون شاب وشابة من طلاب الجامعات وحديثي التخرج، من خلال تطوير المهارات الرقمية، وتعزيز ثقافة الابتكار وريادة الأعمال، بما يسهم في سد الفجوة بين مخرجات التعليم ومتطلبات سوق العمل، تماشيًا مع رؤية مصر 2030، والإستراتيجية الوطنية للتعليم العالي والبحث العلمي.

مقالات مشابهة

  • 8 ملايين وجبة وزعها «بنك الإمارات للطعام»
  • مركز أبوظبي للغة العربية يطلق أحدث مبادراته «100 قصة من مجتمعنا»
  • بتوجيهات الشيخة هند.. «الإمارات للطعام» يوزّع 8 ملايين وجبة
  • إطلاق مبادرة بالعلم بدنا نعمرها في حمص من أجل نهضة سوريا بسواعد أبنائها
  • عاشور: مبادرة «كن مستعدًا» تعكس إيمان الدولة بدور الشباب كمحرك رئيسي للتنمية
  • إطلاق مبادرة “حماية ومعالجة الشواطئ” في جدة
  • إعلان عدد المُفرج عنهم ضمن مبادرة "فك كربة"
  • شاهد بالفيديو.. خلال مخاطبته مبادرة دعم أسر الشهداء والنازحين.. البرهان يمازح الحاضرين: (نرجو أن يتسع صدر أهلنا وما يبقوا زي حماد عبد الله الذي ضاق صدره وتكلم بما في خاطره)
  • مثقفو العراق يطلقون “مبادرة عراقيون” من اجل هوية وطنية جامعة
  • مبادرة «دعم الطالب الجامعي» تواصل العطاء