بينها تهديد أمريكا بهجوم 83.. 4 ملاحظات رئيسية على خطاب نصر الله
تاريخ النشر: 7th, November 2023 GMT
في 3 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، ألقى الأمين العام لجماعة "حزب الله" اللبنانية حسن نصر الله خطابا طال انتظاره فيما يتعلق بالحرب الراهنة بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) وتداعياتها الإقليمية الأوسع، ويمكن استخلاص أربع ملاحظات رئيسية من حديثه، بحسب رندا سليم في تحليل بـ"معهد الشرق الأوسط بواشنطن" (MEI).
وأضافت ردنا، في التحليل الذي ترجمه "الخليج الجديد": "أولا، تبين أن الخطاب لم يكن دعوة إلى وقف التصعيد العسكري المستمر بين حزب الله وإسرائيل، ولا دعوة إلى معركة، وهو ما كان يخشاه الكثير من اللبنانيين".
وفي 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، اندلعت حرب بين جيش الاحتلال و"حماس"، ومنذ اليوم التالي يتبادل الجيش و"حزب الله" قصفا متقطعا بوتيرة يومية؛ ما خلّف قتلى وجرحى من الطرفين.
ومنذ 32 يوما، يشن جيش الاحتلال الإسرائيلي حربا مدمرة على غزة، قتل فيها 10 آلاف و22 فلسطينيا، بينهم 4104 أطفال و2641 سيدة، وأصاب أكثر من 25 ألفا آخرين، كما قتل 160 فلسطينيا واعتقل 2150 في الضفة الغربية، بحسب مصادر فلسطينية رسمية.
فيما قتلت "حماس" ما يزيد عن 1542 إسرائيليا وأصابت 5431، وفقا لمصادر إسرائيلية رسمية. كما أسرت ما لا يقل عن 242 إسرائيليا، بينهم عسكريون برتب رفيعة، ترغب في مبادلتهم مع أكثر من 3 آلاف أسير فلسطيني، بينهم أطفال ونساء، في سجون الاحتلال.
وتابعت رندا أن "حزب الله أكد أنه شارك في القتال منذ 8 أكتوبر، وحدد أن التصعيد المستقبلي من حزب الله سيعتمد على عاملين: التطورات في غزة والضربات الإسرائيلية على الأراضي اللبنانية".
وأردفت: "بالنسبة للأخير، فقد وضع خطا أحمر وهو أن كل استهداف إسرائيلي للمدنيين اللبنانيين سيقابله استهداف للمدنيين الإسرائيليين، وجميع الخيارات لا تزال مطروحة على الطاولة، بما فيها حسب تعبيره إمكانية الانزلاق إلى الحرب".
ورأت أنه " من خلال عملية تصعيد تدريجي من حيث الكثافة والنطاق الجغرافي، يمكن أن تؤدي المواجهة المتبادلة بين حزب الله وإسرائيل في نهاية المطاف إلى حرب شاملة".
ومنذ حرب 1967، تحتل إسرائيل أراضٍ في لبنان وسوربا وفلسطين.
اقرأ أيضاً
نتنياهو يحذر نصرالله: الخطأ سيكلفك ثمنا لا يمكنك حتى تخيله
طوفان الأقصى
"ثانيا، إن تأكيد نصر الله أن هجوم 7 أكتوبر كان فلسطينيا بنسبة 100٪ من حيث القرار والتنفيذ خدم غرضين: الأول إبعاد حزب الله وحليفته إيران عن عملية صنع القرار المحيطة بالهجوم والتخطيط والتمويل"، كما أضافت رندا.
وفي 7 أكتوبر الماضي، أطلقت "حماس" هجوم "طوفان الأقصى" ضد إسرائيل؛ ردا على اعتداءات الاحتلال اليومية بحق الشعب الفلسطيني ومقدساته، ولاسيما المسجد الأقصى في مدينة القدس الشرقية المحتلة.
وزادت رندا بأن الغرض الثاني هو "وضع الجبهة اللبنانية-حزب الله ضمن السياق الأوسع للمقاومة الفلسطينية، إذ يمسح حزب الله للفصائل الفلسطينية، بما فيها كتائب القسام (الجناح المسلح لحماس)، بإعلان مسؤوليتها عن هجمات من الأراضي اللبنانية باتجاه إسرائيل".
واعتبرت أن "هذا جزئيا محاولة لكسب الدعم للمشاركة العسكرية لحزب الله من قطاع أكبر من السكان اللبنانيين الذين لم ينظروا بشكل إيجابي إلى ما فعلته الجماعة المسلحة في سوريا (دعم نظام بشار الأسد)، ولكنهم سيتفقون معها بشأن القضية الفلسطينية. كما يتعلق الأمر جزئيا بإفساح المجال أمام حزب الله لإنكار دوره في هذه الهجمات".
اقرأ أيضاً
سخط وغضب بسبب خطاب نصرالله حول أحداث غزة.. ماذا قال الناشطون؟
الجمهور المحلي
ثالثا، بحسب رندا، "كان خطاب نصر الله موجها في المقام الأول إلى جمهور حزب الله المحلي، سواء قاعدته الانتخابية الأساسية في المجتمع الشيعي أو أولئك الذين ينتمون إلى الطائفتين السنية والمسيحية".
وأضافت أن "الهدف الأساسي هو البدء في تشكيل السرد حول تورط حزب الله في حرب غزة (...) ومع تطور الحرب في غزة، ينبغي لنا أن نتوقع تطورا في خطاب حزب الله".
وأردفت: "وبحسب نصر الله، فإن الأهداف في غزة هي وقف العدوان وأن تنتصر المقاومة الفلسطينية، وانتصار حماس على وجه الخصوص.. ويحاول حزب الله إجبار إسرائيل على تحويل مواردها العسكرية إلى جبهتها الشمالية (مع لبنان) بعيدا عن غزة".
رندا تابعت: "ورابعا، كانت الولايات المتحدة هي الجمهور المستهدف الثاني في خطاب زعيم حزب الله، إذ وجّه نصر الله تهديدا مباشرا لها من خلال الإشارة بشكل غير مباشر إلى الهجوم الذي وقع في 23 أكتوبر 1983 على قوات المارينز (مشاة البحرية الأمريكية) في بيروت، وأودى بحياة 241 عسكريا أمريكيا".
وختمت: "وكما قال (نصر الله) متوعدا، فإن منفذي هذا الهجوم ما زالوا على قيد الحياة مع أبنائهم وأحفادهم. وكانت الرسالة الموجهة إلى الولايات المتحدة واضحة: في حالة نشوب حرب إقليمية أوسع، فإن التدخل الأمريكي لدعم إسرائيل لن يكون بلا تكلفة".
ومنذ اندلاع الحرب الراهنة، قدمت واشنطن لتل أبيب أكبر دعم عسكري ودبلوماسي ممكن، بما يتضمن نشر أصول بحرية وقوات عسكرية في الشرق الأوسط، في محاولة لمنع أي جماعة موالية لإيران من دعم فصائل المقاومة الفلسطينية ضد الاحتلال الإسرائيلي.
اقرأ أيضاً
نصر الله: ما بعد طوفان الأقصى ليس كما قبله.. وقرار المعركة فلسطيني 100%
المصدر | راندا سليم/ معهد الشرق الأوسط بواشنطن- ترجمة وتحرير الخليج الجديدالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: نصر الله حزب الله إسرائيل حماس غزة حرب حزب الله نصر الله
إقرأ أيضاً:
كمال ماضي: أمريكا تمتلك 100% من كروت الضغط على إسرائيل
قال الإعلامي كمال ماضي، إن منطقة الشرق الأوسط تشهد أوقاتا عصيبة، والساعات هذه ليست كأي وقت، سنترك معها حال منطقتنا البائسة، ونرتحل إلى من أمريكا التي تمتلك 99% من أوراق اللعبة بل 100% من كروت الضغط على الاحتلال الإسرائيلي.
هل تبر أمريكا بوعدها للإحلال السلاموتساءل خلال مقدمة برنامج «ملف اليوم» الذي يذاع على شاشة قناة «القاهرة الإخبارية» هل يفي كل من الرئيس بادين وترامب بإحلال السلام في منطقتنا المُبتلاة خلال شهرين مُقبلين أم نعبرهما لتسير منطقتنا صوب صفقات يتقنها ويبرع في إبرامها رئيٌس منتخب عائد بنشوة النصر مستحوذًا على كل مفاصل الدولة الأمريكية؟
وتابع: «لديهما النية حقًا في إيقاف نزيف الدم في كبح جماح الإفساد في الأرض بيد حكومة الكيان الأكثر تطرفًا في تاريخه أم نبقى في ذات التيه، نسير خلف سراب في صحراء مقفرة موحشة على الجميع يهتدي سواء السبيل؟»
وختم: «قد تراها تضيق وتضيق حتى تستحكم حلقاتها، لكن تيقن أن عند الله منها المخرج.. فصبرٌ جميل».