في 3 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، ألقى الأمين العام لجماعة "حزب الله" اللبنانية حسن نصر الله خطابا طال انتظاره فيما يتعلق بالحرب الراهنة بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) وتداعياتها الإقليمية الأوسع، ويمكن استخلاص أربع ملاحظات رئيسية من حديثه، بحسب رندا سليم في تحليل بـ"معهد الشرق الأوسط بواشنطن" (MEI).

وأضافت ردنا، في التحليل الذي ترجمه "الخليج الجديد": "أولا، تبين أن الخطاب لم يكن دعوة إلى وقف التصعيد العسكري المستمر بين حزب الله وإسرائيل، ولا دعوة إلى معركة، وهو ما كان يخشاه الكثير من اللبنانيين".

وفي 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، اندلعت حرب بين جيش الاحتلال و"حماس"، ومنذ اليوم التالي يتبادل الجيش و"حزب الله" قصفا متقطعا بوتيرة يومية؛ ما خلّف قتلى وجرحى من الطرفين.

ومنذ 32 يوما، يشن جيش الاحتلال الإسرائيلي حربا مدمرة على غزة، قتل فيها 10 آلاف و22 فلسطينيا، بينهم 4104 أطفال و2641 سيدة، وأصاب أكثر من 25 ألفا آخرين، كما قتل 160 فلسطينيا واعتقل 2150 في الضفة الغربية، بحسب مصادر فلسطينية رسمية.

فيما قتلت "حماس" ما يزيد عن 1542 إسرائيليا وأصابت 5431، وفقا لمصادر إسرائيلية رسمية. كما أسرت ما لا يقل عن 242 إسرائيليا، بينهم عسكريون برتب رفيعة، ترغب في مبادلتهم مع أكثر من 3 آلاف أسير فلسطيني، بينهم أطفال ونساء، في سجون الاحتلال.

وتابعت رندا أن "حزب الله أكد أنه شارك في القتال منذ 8 أكتوبر، وحدد أن التصعيد المستقبلي من حزب الله سيعتمد على عاملين: التطورات في غزة والضربات الإسرائيلية على الأراضي اللبنانية".

وأردفت: "بالنسبة للأخير، فقد وضع خطا أحمر وهو أن كل استهداف إسرائيلي للمدنيين اللبنانيين سيقابله استهداف للمدنيين الإسرائيليين، وجميع الخيارات لا تزال مطروحة على الطاولة، بما فيها حسب تعبيره إمكانية الانزلاق إلى الحرب".

ورأت أنه " من خلال عملية تصعيد تدريجي من حيث الكثافة والنطاق الجغرافي، يمكن أن تؤدي المواجهة المتبادلة بين حزب الله وإسرائيل في نهاية المطاف إلى حرب شاملة".

ومنذ حرب 1967، تحتل إسرائيل أراضٍ في لبنان وسوربا وفلسطين.  

اقرأ أيضاً

نتنياهو يحذر نصرالله: الخطأ سيكلفك ثمنا لا يمكنك حتى تخيله

طوفان الأقصى

"ثانيا، إن تأكيد نصر الله أن هجوم 7 أكتوبر كان فلسطينيا بنسبة 100٪ من حيث القرار والتنفيذ خدم غرضين: الأول إبعاد حزب الله وحليفته إيران عن عملية صنع القرار المحيطة بالهجوم والتخطيط والتمويل"، كما أضافت رندا.

وفي 7 أكتوبر الماضي، أطلقت "حماس" هجوم "طوفان الأقصى" ضد إسرائيل؛ ردا على اعتداءات الاحتلال اليومية بحق الشعب الفلسطيني ومقدساته، ولاسيما المسجد الأقصى في مدينة القدس الشرقية المحتلة.

وزادت رندا بأن الغرض الثاني هو "وضع الجبهة اللبنانية-حزب الله ضمن السياق الأوسع للمقاومة الفلسطينية، إذ يمسح حزب الله للفصائل الفلسطينية، بما فيها كتائب القسام (الجناح المسلح لحماس)، بإعلان مسؤوليتها عن هجمات من الأراضي اللبنانية باتجاه إسرائيل".

واعتبرت أن "هذا جزئيا محاولة لكسب الدعم للمشاركة العسكرية لحزب الله من قطاع أكبر من السكان اللبنانيين الذين لم ينظروا بشكل إيجابي إلى ما فعلته الجماعة المسلحة في سوريا (دعم نظام بشار الأسد)، ولكنهم سيتفقون معها بشأن القضية الفلسطينية. كما يتعلق الأمر جزئيا بإفساح المجال أمام حزب الله لإنكار دوره في هذه الهجمات".

اقرأ أيضاً

سخط وغضب بسبب خطاب نصرالله حول أحداث غزة.. ماذا قال الناشطون؟

الجمهور المحلي

ثالثا، بحسب رندا، "كان خطاب نصر الله موجها في المقام الأول إلى جمهور حزب الله المحلي، سواء قاعدته الانتخابية الأساسية في المجتمع الشيعي أو أولئك الذين ينتمون إلى الطائفتين السنية والمسيحية".

وأضافت أن "الهدف الأساسي هو البدء في تشكيل السرد حول تورط حزب الله في حرب غزة (...) ومع تطور الحرب في غزة، ينبغي لنا أن نتوقع تطورا في خطاب حزب الله".

وأردفت: "وبحسب نصر الله، فإن الأهداف في غزة هي وقف العدوان وأن تنتصر المقاومة الفلسطينية، وانتصار حماس على وجه الخصوص.. ويحاول حزب الله إجبار إسرائيل على تحويل مواردها العسكرية إلى جبهتها الشمالية (مع لبنان) بعيدا عن غزة".

رندا تابعت: "ورابعا، كانت الولايات المتحدة هي الجمهور المستهدف الثاني في خطاب زعيم حزب الله، إذ وجّه نصر الله تهديدا مباشرا لها من خلال الإشارة بشكل غير مباشر إلى الهجوم الذي وقع في 23 أكتوبر 1983 على قوات المارينز (مشاة البحرية الأمريكية) في بيروت، وأودى بحياة 241 عسكريا أمريكيا".

وختمت: "وكما قال (نصر الله) متوعدا، فإن منفذي هذا الهجوم ما زالوا على قيد الحياة مع أبنائهم وأحفادهم. وكانت الرسالة الموجهة إلى الولايات المتحدة واضحة: في حالة نشوب حرب إقليمية أوسع، فإن التدخل الأمريكي لدعم إسرائيل لن يكون بلا تكلفة".

ومنذ اندلاع الحرب الراهنة، قدمت واشنطن لتل أبيب أكبر دعم عسكري ودبلوماسي ممكن، بما يتضمن نشر أصول بحرية وقوات عسكرية في الشرق الأوسط، في محاولة لمنع أي جماعة موالية لإيران من دعم فصائل المقاومة الفلسطينية ضد الاحتلال الإسرائيلي.

اقرأ أيضاً

نصر الله: ما بعد طوفان الأقصى ليس كما قبله.. وقرار المعركة فلسطيني 100%

المصدر | راندا سليم/ معهد الشرق الأوسط بواشنطن- ترجمة وتحرير الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: نصر الله حزب الله إسرائيل حماس غزة حرب حزب الله نصر الله

إقرأ أيضاً:

السلطة الفلسطينية تدين مصادقة إسرائيل على مقترح للاعتراف بأحياء استيطانية

أدانت السلطة الفلسطينية مصادقة الحكومة الإسرائيلية على مقترح للاعتراف وتحويل 13 حيا استيطانيا في الضفة الغربية إلى مستوطنات مستقلة.

وكانت الحكومة الإسرائيلية وافقت على تطوير 13 حيا استيطانيا منتشرة في معظم أنحاء الضفة الغربية، وتحويلها الى مستوطنات مستقلة، منها ما هو امتداد لمستوطنات قائمة ومنها ما يعتبر بؤرا استيطانية منفصلة.

ووفقا للقانون الإسرائيلي، لا تعتبر الموافقة نهائية بعد.

وقالت وزارة الخارجية الفلسطينية في بيان إنها تدين القرار وما تبعه من « تصريحات إسرائيلية تفاخرت بأنه خطوة على طريق ضم الضفة الغربية » المحتلة.

تحتل إسرائيل الضفة الغربية حيث يعيش نحو ثلاثة ملايين فلسطيني منذ العام 1967، كما يعيش فيها قرابة نصف مليون مستوطن إسرائيلي.

وتعتبر المستوطنات المنتشرة في الضفة غير قانونية بموجب القانون الدولي.

وأضافت الخارجية في بيانها أن « تعميق الاستيطان وتوسيعه يرتبط بما تتعرض له الضفة المحتلة من عدوان وجرائم الهدم والترحيل القسري خاصة في شمال الضفة، ويترافق مع تصعيد غير مسبوق في مصادرة الأرض الفلسطينية وتهجير التجمعات البدوية وتوسيع دائرة الاستيطان الرعوي في عديد المناطق في الضفة ».

من جانبه، وصف وزير المالية الإسرائيلي اليميني المتطرف بتسلئيل سموطريتش القرار بأنه « مرحلة إضافية ومهمة في عملية التطبيع وتنظيم الاستيطان » و »خطوة مهمة نحو السيادة الفعلية » في الضفة الغربية.

وقال سموطريتش الذي يعيش في مستوطنة في شمال الضفة الغربية عبر حسابه على منصة تلغرام « الاعتراف بكل حي كمجتمع مستقل هو خطوة مهمة تساعد في تطويره ».

وأضاف في بيانه الذي ضمن ه أسماء الأحياء الاستيطانية « بدلا من الاختباء والاعتذار، نرفع العلم، نبني ونستوطن ».

كما أشاد مجلس المجالس البلدية للمستوطنات في الضفة الغربية (يشع) بـ »تطبيع » التوسع الاستيطاني، ووجه شكره للوزير سموطريتش.

في المقابل، استنكرت حركة حماس في بيان تصريحات سموطريتش « العنصرية » ورأت أنها « محاولة بائسة لفرض وقائع على الأرض وتكريس الاحتلال الاستعماري لأرضنا الفلسطينية ».

وأضافت الحركة أن تصريحات الوزير تؤكد على أن الاستيطان « مشروع إحلالي عنصري يستهدف تهجير شعبنا وسرقة أرضه ومقدساته وفرض نظام فصل عنصري ».

وشهد عام 2023 مستوى قياسيا في التوسع الاستيطاني الإسرائيلي في الضفة الغربية، مع إصدار أعلى عدد من تصاريح البناء منذ 30 عاما، وفقا للاتحاد الأوروبي.

في الأشهر الأخيرة، اقترح عدد من السياسيين الإسرائيليين اليمينيين المتطرفين، بينهم أعضاء في حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، استغلال العلاقة القريبة جدا مع إدارة دونالد ترامب لضم جزء من الضفة الغربية أو كلها في العام 2025.

والجمعة، أفاد تقرير صادر عن هيئات إسرائيلية لمراقبة الاستيطان أن المستوطنين استخدموا الرعي للسيطرة على 14% من أراضي الضفة الغربية المحتلة من خلال إنشاء بؤر استيطانية للرعي في السنوات الأخيرة.

في التقرير، قالت منظمتا السلام الآن وكيرم نافوت الإسرائيليتان غير الحكوميتين إنه في السنوات الثلاث الماضية، تم 70% من جميع عمليات الاستيلاء على الأراضي « تحت ستار أنشطة الرعي ».

وأضاف التقرير، أن المستوطنين في الضفة الغربية يستخدمون الرعي لإقامة وجود على الأراضي الزراعية التي يستغلها الفلسطينيون، ويمنعونهم تدريجا من الوصول إلى هذه المناطق.

(وكالات)

 

 

 

 

 

 

 

 

 

كلمات دلالية ادانة السلطة الفلسطينية حماس فتح فلسطين مستوطنات

مقالات مشابهة

  • تنسيق أمني عالٍ.. يار الله يبحث 4 ملفات رئيسية مع حشد ديالى
  • تنسيق أمني عالٍ.. يار الله يبحث 4 ملفات رئيسية مع حشد ديالى - عاجل
  • مقتل وإصابة عناصر من الشرطة بهجوم إرهابي في كينيا
  • السلطة الفلسطينية تدين مصادقة إسرائيل على مقترح للاعتراف بأحياء استيطانية
  • حملة تفتيشية على المنشأت السياحية بالغردقة
  • كبيرة الدبلوماسيين الأوروبيين تزور إسرائيل والأراضي الفلسطينية المحتلة غدا
  • هل اقتربت نهاية حكم الرئيس عباس؟ .. إسرائيل تُنفذ أخطر مخططاتها وتبدأ بالتحرك نحو حل السلطة الفلسطينية
  • أبو الغيط: القضية الفلسطينية تتعرض لأخطر تحد وأشد تهديد
  • المبادرة الفلسطينية: إسرائيل تهدف إلى تطهير غزة وتهويد الضفة الغربية
  • لماذا طلبت أمريكا من إسرائيل التراجع عن قصف أهداف في اليمن؟