برلين- يجتهد عدد من القنوات الألمانية الداعمة لإسرائيل في شيطنة الفلسطينيين، خصوصاً مجموعة "أكسل شبرينغر" التي تملك عدة وسائل إعلامية، منها المحطة التلفزيونية "فيلت" (Welt) وصحيفة "بيلد" (BILD) الأكثر انتشاراً في البلاد، لكن المجموعة وقعت مؤخراً في فضائح إعلامية كبرى.

ونشرت "فيلت" في أحد برامجها ما اعتبرته "تحققاً من الأخبار" وزعمت أن شاباً فلسطينياً من غزة، هو صانع المحتوى صالح الجعفراوي، ليس سوى مجرد ممثل، وأطلقت عليه لقب "باليوود" وهو لفظ أطلقته دوائر إسرائيلية وأخرى داعمة لها على من تصفهم بالمتلاعبين في الإعلام من الفلسطينيين عبر "التمثيل واستجداء العواطف".

وبثّت القناة عدة مقاطع تزعم أن الجعفراوي يحمل السلاح، وفي لقطة أخرى يمشي في شارع، ثم يظهر في مستشفى يبكي، وفي لقطات أخرى يظهر كصحفي، وفي أخرى يحمل طفلاً، ثم يظهر حتى كممرض، ولقطة أخرى للشخص داخل "كيس جثت" قبل أن تتهمه "فيلت" بالتمثيل داخل مستشفى وهو يتلقى العلاج.

وتعنون تغطيتها للحرب على غزة بـ"حرب إسرائيل ضد الإرهاب" وتبث صوراً أخرى مأخوذة من الانترنت لإثبات روايتها، قبل أن تربط كل هذا بصورة زعمت أن نشطاء فلسطينيين ينشرونها لعائلة فلسطينية قديمة، بينما هي تعود لعائلة أرمينية، حتى تستدل على كلامها بوجود "فبركة فلسطينية".

ولم تتوقف "فيلت" الناطقة بالألمانية عند هذا الحد، بل قام كليمنس فيرجين كبير المراسلين لديها بنشر الفيديو مترجماً إلى الإنجليزية على تويتر، وراسل قناة "بي بي سي" بالقول "كيف أن قناة خاصة وصغيرة نسبياً مثل فيلت تعمل بميزانية أصغر بكثير من ميزانيتكم، تبين أن هذا الرجل (في إشارة للجعفراوي) ممثل باليوود، بينما مراسلوكم لا يعرفون ذلك؟".

تكرار أكاذيب تم كشفها

ما قامت به القناة الألمانية لم يكن سبقاً، بل مجرّد تكرار للدعاية الإسرائيلية على مواقع التواصل، إذ نشرت الصور ذاتها حسابات لشخصيات إسرائيلية قبل أيام، وفندها عدد من المستخدمين والصحفيين واعتبروها جزءا من حرب إعلامية لمحاولة تقليل التضامن العالمي مع غزة، خصوصاً أن حساب الجعفراوي يتابعه 2.7 مليون شخص.

ورد الصحفي ومدقق الحقائق الأمريكي مات بيندر على مراسل القناة الألمانية قائلا "عليك أن تشعر بالخجل من طريقة عملكم اللامسؤولة، أنتم تنشرون الأكاذيب على أنها مثال لتغطية جيدة. عار عليكم".

وذكر بيندر -الذي قام بالتحقق من هذه المزاعم منذ أيام- أن ادعاء فبركة الجعفراوي لعلاجه بالمستشفى كاذب، "لأن شخصاً آخر هو من يظهر في فيديو العلاج، وتحديدا شاب اسمه محمد زنديق، والفيديو رُفع على تيك توك في أغسطس/آب الماضي، عندما فقد الشاب محمد ساقه في هجوم إسرائيلي على الضفة الغربية".

on the left is Saleh Aljafarawi, found on Instagram posting footage from Gaza as saleh_aljafarawe

the person in the hospital is 16 yo Mohammed Zendiq. the footage was posted on TikTok in August when he was hospitalized after losing his leg during an IDF raid in the West Bank pic.twitter.com/V1sXl56s0U

— Matt Binder (@MattBinder) October 26, 2023

ما ذكره الصحفي بيندر، أكده أيضاً موقع مسبار للتحقق من الأخبار قبل أيام، حيث ذكر أن هذا المشهد لا يعود الجعفراوي، بل للشاب زنديق الذي أصيب خلال اقتحام إسرائيل مخيم نور الشمس في طولكرم بالضفة الغربية.

وتابع بيندر أن الادعاء الثاني الذي ذكرته قناة "فيلت" بأن الجعفراوي تظاهر بأنه جثة في كيس، كاذب أيضا، لأن الصورة مأخوذة من صفحة فيسبوك من تايلند، لسيدة ترتدي زي الهالوين مع طفلها.

Pallywood conspiracy theorists are sharing this now-viral photo to claim Palestinians are faking images of the dead in Gaza

i traced the image to its source

the photo was originally posted on Facebook in October 2022 by a mom in Thailand

its her kid in a Halloween costume pic.twitter.com/aMO39Bi2JS

— Matt Binder (@MattBinder) October 27, 2023

وبعد كشف أكاذيبه، قام كليمنس فيرجين بحظر بيندر، بالإضافة لعدد من مستخدمي تويتر الذين فضحوا التضليل المستمر الذي تقوم به قناته.

وهذه ليست أول مرة تتورط فيها "فيلت" بالتضليل، فقد سبق لها أن ربطت بين احتفال لاعبين من المنتخب المغربي في مونديال قطر، وبين "تنظيم الدولة" لرفعهم أصبع السبابة، في سياق انزعاجها من رفع المغاربة العلم الفلسطيني، واعتذرت لاحقا بعد حملة غضب واسعة.


"بيلد".. على نفس الخطى

شهدت العاصمة برلين، السبت 4 نوفمبر/تشرين الثاني، مظاهرة واسعة شارك فيها الآلاف من الداعمين للقضية الفلسطينية، لكن ذلك لم يرق لصحيفة "بيلد" التي حاولت شيطنة المظاهرة، لكنها سقطت في فضيحة مدوية.

فبدل ترجمة شعار "إسرائيل تقصف، وألمانيا تموّل" الذي رفعه المتظاهرون، حوّرت الصحيفة الشعار إلى "اقصفوا إسرائيل" ووضعته في عنوان خبرها على الموقع، ولم يقم 7 صحفيين حرروا الخبر بالتأكد من حقيقة الشعار.

كما وضعت الصحيفة عنواناً جانبياً للخبر "8500 مشارك في مسيرة كارهة لليهود في برلين" رغم أن المسيرة شارك فيها إسرائيليون ويهود رافضون للعدوان على غزة.

So lügen sich Axel-Springer-Medien ein Feindbild zurecht, das dann dämonisiert werden kann. Aus dem Slogan „Israel bombardiert, Deutschland finanziert“ wird ein Gewaltaufruf konstruiert, indem die Worte verfälscht werden. So werden dann pauschal 8.500 „Judenhasser“ erfunden. pic.twitter.com/3Fh713vmp5

— Tarek Baé (@Tarek_Bae) November 5, 2023

وكتب الصحفي طارق بايي "هكذا تختلق مجموعة إكسل شبرينغر صورة عدو يجب شيطنته، اختلقت دعوة للعنف عبر تحوير شعار المظاهرة، كما قامت باختلاق رقم 8500 كارهٍ لإسرائيل".

وتشترك وسائل إعلام مجموعة "أكسل شبرينغر" في خط تحريري واضح بالدفاع عن إسرائيل، أكثر حتى من وسائل إعلام إسرائيلية، وسبق لها عام 2021 أن طالبت الصحفيين غير الموافقين على رفعها للعلم الإسرائيلي على بنايتها أن يبحثوا عن عمل آخر.

المصدر: الجزيرة

إقرأ أيضاً:

سفن حربية ألمانية وغربية تتجنب المرور خوفاً من صواريخ اليمن

 

الثورة /
قالت صحيفة التلغراف البريطانية إن البحر الأحمر أصبح يشكل إحراجًا لحلف شمال الأطلسي، في حين أعلن عن أن سفناً حربية ألمانية وأخرى أوروبية تتفادى العودة إلى أوروبا عبر البحر الأحمر وإنما اختيار جنوب القارة الإفريقية بسبب العمليات اليمنية.
وكشفت الصحيفة فشل حلف شمال الأطلسي أمام القدرات اليمنية في البحر الأحمر في حماية الملاحة إلى إسرائيل.
وقالت إن البحر الأحمر أصبح يشكل إحراجًا لحلف شمال الأطلسي فهناك قوات يمنية تكشف عن عقود من نقص الموارد للقوات البحرية الغربية.
وأضافت الصحيفة: في وقت سابق من هذا العام، منعت الحكومة البريطانية حاملة الطائرات البريطانية “إتش إم إس كوين إليزابيث” من الانتشار في البحر الأحمر.
وتابعت: سفينة الإنزال “لايم باي” المساندة للأسطول الملكي البريطاني، تعود من انتشارها في المحيطين الهندي والهادئ عبر جنوب وغرب إفريقيا الآن بعد تجنبها المرور عبر البحر الأحمر في هذا الصدد، سوف تتجنب الفرقاطة الألمانية FGS بادن-فورتمبيرغ وسفينة الإمداد الألمانية FGS فرانكفورت أم ماين، التي تشارك حالياً في مناورات مع البحرية الهندية، العودة الى أوروبا عبر البحر الأحمر، هذا ما أكدته وزارة الدفاع الألمانية .
وتشارك السفينتان منذ شهور في عملية “أسبديس” الأوروبية حماية الملاحة الى إسرائيل من الهجمات اليمنية.
واتخذت وزارة الدفاع الألمانية القرار بالإبحار عبر جنوب إفريقيا في طريق العودة إلى أوروبا، مبررة القرار بسبب مخاطر الوضع الأمني السائد في البحر الأحمر.
وتؤكد مجلة دير شبيغل الألمانية أن الدول المشاركة في تحالفي “أسبديس” الأوروبي و”الرفاهية” الأمريكي البريطاني اعترفت بصعوبة تأمين مرور السفينتين العسكريتين، والمثير في هذا المستجد هو أن القوات الغربية المتواجدة في منطقة البحر الأحمر والقرن الإفريقي، اعترفت لبرلين أنه لا يمكنها تأمين التغطية الجوية للسفينتين عند مرورهما بباب المندب حسب المجلة الألمانية.
وتؤكد المجلة الألمانية ما يدور في منتديات النقاش العسكري في شبكات التواصل الاجتماعي بأن عدداً من السفن الحربية الغربية تبتعد من باب المندب وتلجأ الى منطقة القرن الإفريقي أو خليج عمان أو شمال البحر الأحمر، تجنبا لمفاجأة من صواريخ ومسيَّرات اليمن.
وكانت وزارة الدفاع الألمانية قد قررت منتصف أغسطس الماضي إبقاء فرقاطة هامبورغ شرق المتوسط بدل الإبحار نحو البحر الأحمر كما كان مقررا، وجرى تقديم تأويلين..

الأول وهو رغبة المانيا في مساعدة إسرائيل في مواجهة صواريخ حزب الله وإيران إذا اندلعت حرب ما، ثم فرضية التخوف من الصواريخ اليمنية. .

ويمتد التخوف ـ بحسب المجلة ـ إلى البنتاجون، في هذا الصدد، إذ أصبحت السفن الحربية الأمريكية بدورها مهددة، ولم يستبعد الخبير العسكري جيمس هولمز في مقال بموقع المجلة الأمريكية المتخصصة في الدراسات العسكرية والاستراتيجية “ناشونال إنترست” منتصف يونيو الماضي، نجاح صاروخ باليستي أو مسيّرة من اليمن في إلحاق ضرر بحاملة الطائرات ايزنهاور أو التي ستخلفها، وقرر البنتاجون إبعاد حاملات الطائرات من البحر الأحمر.
ويشكل خوف السفن الحربية الغربية المرور من البحر الأحمر وخاصة باب المندب، مفارقة عسكرية صارخة بحكم أنه جرى إرسالها إلى المنطقة لحماية السفن المدنية، والآن لا تستطيع هذه السفن العسكرية الغربية حتى حماية نفسها.
وكان قائد القوات البحرية الأمريكية في الشرق الأوسط، الأدميرال براد كوبر، قد صرح في فبراير الماضي أن العمليات العسكرية في البحر الأحمر وباب المندب “أكبر معركة تخوضها البحرية الأمريكية منذ الحرب العالمية الثانية.

مقالات مشابهة

  • معتز مطر و«ناصر» و«الشريف».. تفاصيل المؤبد لـ 10 أبواق إعلامية للجماعة
  • سرقة إلكترونيات بمليون يورو من مخزن "دي إتش إل" في إيطاليا
  • معلومات خطيرة عن "عماد أمهز" الذي نفذت إسرائيل عملية خاصة في لبنان لاعتقاله
  • رسالة تحذير أميركية لإيران إن هاجمت إسرائيل مرة أخرى
  • أبراهام شتيرن الذي أراد التحالف مع هتلر وحارب الإنجليز من أجل إسرائيل
  • تقارير إعلامية: غارات جوية إسرائيلية تستهدف بلدة الخيام جنوبي لبنان
  • صنعاء تعلق على التحشيدات العسكرية للسعودية في البحر الأحمر وسط حملة إعلامية موسعة
  • إسرائيل.. سقوط مسيرة في المنطقة الصناعية بشمال نهاريا وتضرر أحد المصانع
  • ما هو الشعاع الحديدي الذي تخطط إسرائيل لاستخدامه لإسقاط الصواريخ؟
  • سفن حربية ألمانية وغربية تتجنب المرور خوفاً من صواريخ اليمن