موقع 24:
2024-11-16@04:27:37 GMT

إيران أخطأت الحسابات.. هل تستيقظ واشنطن؟

تاريخ النشر: 7th, November 2023 GMT

إيران أخطأت الحسابات.. هل تستيقظ واشنطن؟

تصف معظم الأخبار والتعليقات الحرب في غزة بأنها أحدث حلقة وحشية في الصراع بين الإسرائيليين والعرب وهذا هو أحد الأبعاد، ولكنه ليس البُعد الأكثر أهمية من منظور سياسات القوى العالمية.

هل أدركت واشنطن وتعلمت أن كل قرش يذهب لنظام الملالي يغذي طموحاتهم التوسعية؟

وبحسب مقال للكاتب وولتر ميد في صحيفة "وول ستريت جورنال" إن ما يهم حقاً في الشرق الأوسط هو المعركة بين إيران، المدعومة على نحو متزايد من روسيا والصين، والمجموعة الفضفاضة وغير المستقرة من القوى المناهضة لإيران والتي تضم إسرائيل وبعض الدول المدعومة من الولايات المتحدة.

وذكر المقال أن هناك العديد من الأسئلة عن الكثير مما لا نعرفه عن حرب غزة.. إلى متى ستستمر؟ وكم سيكون عدد القتلى؟ وكم عدد الرهائن الذين يمكن إنقاذهم أو إعادتهم؟، ومدى نجاح إسرائيل في هدفها المعلن المتمثل في تدمير حركة حماس؟.

Instead of dividing Israel from the Arab states, the Hamas attacks reminded sensible people across the Middle East how important it is to hold Iran in check, writes @wrmead https://t.co/qd0LljOEmo

— Wall Street Journal Opinion (@WSJopinion) November 7, 2023 تعطيل العلاقات

ويقول الكاتب الحقيقة الأكثر أهمية حتى الآن، من منظور عالمي، هي أن إيران لا تحصل على ما أرادته من الحرب. إن هدف إيران من تسليح وتدريب وتشجيع حماس لم يكن فقط التسبب في الألم لإسرائيل. وكان الهدف الحقيقي هو تعطيل التعميق التدريجي للعلاقات الاستراتيجية بين إسرائيل وجيرانها العرب.

وكانت الصورة واضحة لبعض الوقت بالنسبة لأولئك الذين لم يخدرهم منوم المدافعين عن إيران الذين خدعوا جيلاً من مسؤولي السياسة الخارجية الديمقراطيين "السذج" ودفعوهم إلى رؤية طهران كشريك محتمل للولايات المتحدة.. إن حكام إيران، الذين يعتقدون أن السيطرة على موارد الطاقة والمواقع الدينية في الشرق الأوسط من شأنها أن تجعل البلاد قوة عالمية، يريدون ترسيخ أنفسهم كقوة مهيمنة في المنطقة.

ونظر العرب السنة إلى إيران باعتبارها منافساً دينياً وتهديداً أمنياً وفي الآونة الأخيرة، بينما خلفت مسيرة إيران نحو الهيمنة سلسلة من الدول المدمرة والجثث الدموية، ترسخت الشكوك وتحولت إلى رعب وكراهية وأدى الدعم الإيراني لحزب الله إلى تحويل لبنان الذي كان مزدهراً ذات يوم إلى تابع لإيران المنكوبة بالفقر ويبقى حلفاء طهران في العراق بحالة من الاضطرابات البائسة، بينما أدى الدعم الإيراني لميليشيات الحوثيين في اليمن إلى واحدة من أكبر الكوارث الإنسانية في عصرنا الحديث.

ويضيف الكاتب "لا نعرف حتى الآن مدى تورط إيران في التخطيط لهجمات الشهر الماضي وتوقيتها، ولكن من الواضح أن نظام الملالي كان يأمل أن تحقق هجمات حماس (على مستوى ما) التذكير بمدى الوحشية والقوة التي أصبحت عليها الجمهورية الإيرانية ووكلائها. وهنا نستخلص أن الإرهاب يخدم مصالح الدولة الإيرانية".

“Does the White House understand that the Israeli-Palestinian problem, while real and consequential, pales before Iran’s unappeasable drive for power as the region’s leading cause of war and unrest?” ⁦Sharp ⁦@wrmead⁩ on the Hamas war: https://t.co/rJLPU1exWc

— Jason Willick (@jawillick) November 7, 2023 "دق إسفين"

علاوة على ذلك، كانت طهران تأمل في تعطيل الكتلة الناشئة المناهضة لإيران في الشرق الأوسط وكانت الفكرة هي أن "هجمات حماس الدراماتيكية" من شأنها أن تثير الرأي العام في المنطقة ضد إسرائيل والولايات المتحدة والحكام العرب الراغبين في العمل معهم وكانت تأمل طهران إلى ان يؤدي ذلك إلى "دق إسفين" بين العرب والإسرائيليين، حيث سعى الحكام العرب إلى تهدئة جماهيرهم الغاضبة من خلال التخلي عن أي خطط للعمل بشكل وثيق أو مقرب مع إسرائيل.

وحتى الآن، فشلت الخطة الإيرانية وأشارت البحرين والسعودية ومصر إلى أنها تنوي، مواصلة العمل مع القدس  من أجل شرق أوسط أكثر أماناً واستقراراً، بمجرد مرور عاصفة هجوم حماس على إسرائيل لكن الأسوأ من وجهة نظر إيران هو أن العرب ملتزمون بإعادة إحياء شكل من أشكال الحكم الفلسطيني القادر على استبعاد وكلاء إيران من الضفة الغربية وغزة وهذا ليس لأن الدول العربية المحافظة تحب إسرائيل أو الولايات المتحدة، بل لأن بقائها يتطلب كبح جماح طهران التي تستغل فراغ السلطة في فلسطين لتحقيق اختراق في الصفوف وهو ما يجعل المنطقة دائماً في حالة من عدم الاستقرار والأمان.

وبينت الصحيفة أن الأمر لا يتعلق فقط بردع العدوان الإيراني بل ببناء بيئة إقليمية يمكن لبلدان المنطقة من خلالها أن تزدهر ومع ارتفاع عدد السكان والتوقعات، ومع غموض مستقبل الوقود الأحفوري على المدى الطويل، يتعين على دول الشرق الأوسط أن تفعل أكثر من مجرد الاعتماد على مصادر حيوية كنفط لدعم اقتصاداتها.

America needs an Iran policy review urgently. Whatever it was that officials thought they were doing has clearly failed. Appeasing Iran has backfired. Restraining Israel has backfired. Something different is desperately needed. pic.twitter.com/dAA0PAnFe6

— Jonathan Schanzer (@JSchanzer) October 25, 2023 السيطرة على إيران

وترى الصحيفة أنه بدلاً من فصل إسرائيل عن الدول العربية، ذكّرت هجمات حماس العقلاء في مختلف أنحاء الشرق الأوسط بمدى أهمية السيطرة على إيران حيث تشكل الأخيرة وأذرعها تهديدات مميتة للمستقبل الاقتصادي الذي يريده الحكام العرب في المنطقة وتحتاج إليه شعوب المنطقة.

ويبقى السؤال الحقيقي في الشرق الأوسط هذه الأيام ليس ما الذي ستفعله إسرائيل أو حماس، إنما هل استيقظ فريق بايدن أخيراً من نومه المسحور؟ وهل فهم البيت الأبيض أن المشكلة الإسرائيلية الفلسطينية على الرغم من كونها حقيقية ومؤثرة، تتضاءل أمام سعي إيران الذي لا يمكن تبريره إلى السلطة باعتبارها السبب الرئيسي للحرب والاضطرابات في المنطقة؟ وهل أدركت واشنطن وتعلمت أن كل قرش يذهب لنظام  الملالي يغذي طموحاتهم التوسعية؟

إذا كان الأمر كذلك، فإن أياماً أفضل قادمة للمنطقة التي يمكن أن تستفيد من بعض الأمل وإذا لم يكن الأمر كذلك، فإن الطموحات المجنونة لنظام وحشي ستنتج المزيد من الفظائع في السنوات القادمة.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية عام الاستدامة غزة وإسرائيل أمريكا إيران فی الشرق الأوسط فی المنطقة

إقرأ أيضاً:

اليمن تقلب الطاولة على واشنطن في الشرق الأوسط.. تحليل للبيان العسكري الأخير

يمانيون – متابعات
إن ما أعلنه الجيش اليمني في بيانه العسكري الأخير يمثل لحظة محورية في المعركة ضد الولايات المتحدة الأمريكية، ويحمل دلالات استراتيجية هامة تؤكد على ديناميكيات جديدة في المنطقة، يمكن تفصيلها على النحو التالي:

– وجهت هذه العمليات العسكرية النوعية، كما يبدو، ضربة معنوية قاسية للأمريكي، وكشفت عن ثغرات خطيرة في منظومته الأمنية والعسكرية، وهزت ثقته، وبالتالي من شأن هذه العمليات، أن تعيد تشكيل تصورات القوة لدى خصوم واشنطن.

– برهنت اليمن على امتلاكها شبكة استخبارات متطورة، تتيح لها رصد تحركات القوات الأمريكية بدقة وتحديد توقيت العمليات المناسبة، وهذا الأمر يعزز من فرضية أن اليمن أصبحت لاعبًا رئيسيًا على الساحة الإقليمية.

– اهتزاز الثقة لدى حلفاء الولايات المتحدة، والنقلة النوعية في القدرات اليمنية تجعلهم يعيدون النظر في علاقاتهم مع واشنطن، أو على الأقل جعلهم أكثر حذرًا في دعم سياساتها، والابتعاد عن أي أعمال عدائية محتملة ضد اليمن، خصوصًا وأن الأحداث الأخيرة قد أثبتت هشاشة الدعم الأمريكي في مواجهة القوات المسلحة اليمنية.

– لقد أظهرت العمليات اليمنية أن اليمن قادرة على ضرب قلب الآلة العسكرية للعدو، على الرغم من قوتها النارية المتفوقة وتفوقها التكنولوجي.

– كما أظهرت هذه العمليات قدرات القوات المسلحة اليمنية، بما في ذلك قدرتها على تخطيط وتنفيذ عمليات معقدة، باستخدام تكتيكات واستراتيجيات مبتكرة للتغلب على دفاعات الجيش الأمريكي.
– هذه العمليات تعيد تعريف قواعد الاشتباك في البحر الأحمر، وتغير من قواعد اللعبة في المنطقة، وتعقد حسابات القوى الكبرى.

– القوات الأمريكية ليست محصنة من الهجمات، واليمن لم تعد ساحة مفتوحة، وأنها سترد بقوة على أي تهديدات محتملة.
——————————————–
عرب جورنال – محمد بن عامر

مقالات مشابهة

  • لماذا لن يعود ترامب أبداً إلى سياساته السابقة في الشرق الأوسط؟
  • ترامب يتعهد بمنح الأولوية للوضع في الشرق الأوسط وأوكرانيا
  • ضم الضفة والتعامل مع إيران.. ماذا تعكس خيارات ترامب تجاه قضايا الشرق الأوسط؟
  • اليمن تقلب الطاولة على واشنطن في الشرق الأوسط.. تحليل للبيان العسكري الأخير
  • هل يكون الشرق الأوسط "أرض الفرص" لترامب على حساب إيران؟
  • رئيس مجلس الشؤون الدفاعية الروسي: واشنطن معنية باستمرار الحرب في الشرق الأوسط
  • سيرجي كاراجانوف: واشنطن معنية باستمرار الحرب في الشرق الأوسط |فيديو
  • رئيس "الشؤون السياسية والدفاعية الروسية": واشنطن معنية باستمرار الحرب بالشرق الأوسط
  • هل إيران أضعف من الدخول في حرب شاملة؟
  • ترامب.. وقضايا الشرق الأوسط