موقع 24:
2025-02-12@04:28:36 GMT

إيران أخطأت الحسابات.. هل تستيقظ واشنطن؟

تاريخ النشر: 7th, November 2023 GMT

إيران أخطأت الحسابات.. هل تستيقظ واشنطن؟

تصف معظم الأخبار والتعليقات الحرب في غزة بأنها أحدث حلقة وحشية في الصراع بين الإسرائيليين والعرب وهذا هو أحد الأبعاد، ولكنه ليس البُعد الأكثر أهمية من منظور سياسات القوى العالمية.

هل أدركت واشنطن وتعلمت أن كل قرش يذهب لنظام الملالي يغذي طموحاتهم التوسعية؟

وبحسب مقال للكاتب وولتر ميد في صحيفة "وول ستريت جورنال" إن ما يهم حقاً في الشرق الأوسط هو المعركة بين إيران، المدعومة على نحو متزايد من روسيا والصين، والمجموعة الفضفاضة وغير المستقرة من القوى المناهضة لإيران والتي تضم إسرائيل وبعض الدول المدعومة من الولايات المتحدة.

وذكر المقال أن هناك العديد من الأسئلة عن الكثير مما لا نعرفه عن حرب غزة.. إلى متى ستستمر؟ وكم سيكون عدد القتلى؟ وكم عدد الرهائن الذين يمكن إنقاذهم أو إعادتهم؟، ومدى نجاح إسرائيل في هدفها المعلن المتمثل في تدمير حركة حماس؟.

Instead of dividing Israel from the Arab states, the Hamas attacks reminded sensible people across the Middle East how important it is to hold Iran in check, writes @wrmead https://t.co/qd0LljOEmo

— Wall Street Journal Opinion (@WSJopinion) November 7, 2023 تعطيل العلاقات

ويقول الكاتب الحقيقة الأكثر أهمية حتى الآن، من منظور عالمي، هي أن إيران لا تحصل على ما أرادته من الحرب. إن هدف إيران من تسليح وتدريب وتشجيع حماس لم يكن فقط التسبب في الألم لإسرائيل. وكان الهدف الحقيقي هو تعطيل التعميق التدريجي للعلاقات الاستراتيجية بين إسرائيل وجيرانها العرب.

وكانت الصورة واضحة لبعض الوقت بالنسبة لأولئك الذين لم يخدرهم منوم المدافعين عن إيران الذين خدعوا جيلاً من مسؤولي السياسة الخارجية الديمقراطيين "السذج" ودفعوهم إلى رؤية طهران كشريك محتمل للولايات المتحدة.. إن حكام إيران، الذين يعتقدون أن السيطرة على موارد الطاقة والمواقع الدينية في الشرق الأوسط من شأنها أن تجعل البلاد قوة عالمية، يريدون ترسيخ أنفسهم كقوة مهيمنة في المنطقة.

ونظر العرب السنة إلى إيران باعتبارها منافساً دينياً وتهديداً أمنياً وفي الآونة الأخيرة، بينما خلفت مسيرة إيران نحو الهيمنة سلسلة من الدول المدمرة والجثث الدموية، ترسخت الشكوك وتحولت إلى رعب وكراهية وأدى الدعم الإيراني لحزب الله إلى تحويل لبنان الذي كان مزدهراً ذات يوم إلى تابع لإيران المنكوبة بالفقر ويبقى حلفاء طهران في العراق بحالة من الاضطرابات البائسة، بينما أدى الدعم الإيراني لميليشيات الحوثيين في اليمن إلى واحدة من أكبر الكوارث الإنسانية في عصرنا الحديث.

ويضيف الكاتب "لا نعرف حتى الآن مدى تورط إيران في التخطيط لهجمات الشهر الماضي وتوقيتها، ولكن من الواضح أن نظام الملالي كان يأمل أن تحقق هجمات حماس (على مستوى ما) التذكير بمدى الوحشية والقوة التي أصبحت عليها الجمهورية الإيرانية ووكلائها. وهنا نستخلص أن الإرهاب يخدم مصالح الدولة الإيرانية".

“Does the White House understand that the Israeli-Palestinian problem, while real and consequential, pales before Iran’s unappeasable drive for power as the region’s leading cause of war and unrest?” ⁦Sharp ⁦@wrmead⁩ on the Hamas war: https://t.co/rJLPU1exWc

— Jason Willick (@jawillick) November 7, 2023 "دق إسفين"

علاوة على ذلك، كانت طهران تأمل في تعطيل الكتلة الناشئة المناهضة لإيران في الشرق الأوسط وكانت الفكرة هي أن "هجمات حماس الدراماتيكية" من شأنها أن تثير الرأي العام في المنطقة ضد إسرائيل والولايات المتحدة والحكام العرب الراغبين في العمل معهم وكانت تأمل طهران إلى ان يؤدي ذلك إلى "دق إسفين" بين العرب والإسرائيليين، حيث سعى الحكام العرب إلى تهدئة جماهيرهم الغاضبة من خلال التخلي عن أي خطط للعمل بشكل وثيق أو مقرب مع إسرائيل.

وحتى الآن، فشلت الخطة الإيرانية وأشارت البحرين والسعودية ومصر إلى أنها تنوي، مواصلة العمل مع القدس  من أجل شرق أوسط أكثر أماناً واستقراراً، بمجرد مرور عاصفة هجوم حماس على إسرائيل لكن الأسوأ من وجهة نظر إيران هو أن العرب ملتزمون بإعادة إحياء شكل من أشكال الحكم الفلسطيني القادر على استبعاد وكلاء إيران من الضفة الغربية وغزة وهذا ليس لأن الدول العربية المحافظة تحب إسرائيل أو الولايات المتحدة، بل لأن بقائها يتطلب كبح جماح طهران التي تستغل فراغ السلطة في فلسطين لتحقيق اختراق في الصفوف وهو ما يجعل المنطقة دائماً في حالة من عدم الاستقرار والأمان.

وبينت الصحيفة أن الأمر لا يتعلق فقط بردع العدوان الإيراني بل ببناء بيئة إقليمية يمكن لبلدان المنطقة من خلالها أن تزدهر ومع ارتفاع عدد السكان والتوقعات، ومع غموض مستقبل الوقود الأحفوري على المدى الطويل، يتعين على دول الشرق الأوسط أن تفعل أكثر من مجرد الاعتماد على مصادر حيوية كنفط لدعم اقتصاداتها.

America needs an Iran policy review urgently. Whatever it was that officials thought they were doing has clearly failed. Appeasing Iran has backfired. Restraining Israel has backfired. Something different is desperately needed. pic.twitter.com/dAA0PAnFe6

— Jonathan Schanzer (@JSchanzer) October 25, 2023 السيطرة على إيران

وترى الصحيفة أنه بدلاً من فصل إسرائيل عن الدول العربية، ذكّرت هجمات حماس العقلاء في مختلف أنحاء الشرق الأوسط بمدى أهمية السيطرة على إيران حيث تشكل الأخيرة وأذرعها تهديدات مميتة للمستقبل الاقتصادي الذي يريده الحكام العرب في المنطقة وتحتاج إليه شعوب المنطقة.

ويبقى السؤال الحقيقي في الشرق الأوسط هذه الأيام ليس ما الذي ستفعله إسرائيل أو حماس، إنما هل استيقظ فريق بايدن أخيراً من نومه المسحور؟ وهل فهم البيت الأبيض أن المشكلة الإسرائيلية الفلسطينية على الرغم من كونها حقيقية ومؤثرة، تتضاءل أمام سعي إيران الذي لا يمكن تبريره إلى السلطة باعتبارها السبب الرئيسي للحرب والاضطرابات في المنطقة؟ وهل أدركت واشنطن وتعلمت أن كل قرش يذهب لنظام  الملالي يغذي طموحاتهم التوسعية؟

إذا كان الأمر كذلك، فإن أياماً أفضل قادمة للمنطقة التي يمكن أن تستفيد من بعض الأمل وإذا لم يكن الأمر كذلك، فإن الطموحات المجنونة لنظام وحشي ستنتج المزيد من الفظائع في السنوات القادمة.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية عام الاستدامة غزة وإسرائيل أمريكا إيران فی الشرق الأوسط فی المنطقة

إقرأ أيضاً:

صالون معهد التخطيط القومي يناقش "مستقبل المنطقة العربية ما بعد 2025"

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

استضاف الدكتور أشرف العربي، رئيس معهد التخطيط القومي، الدكتور عبد المنعم سعيد، عضو مجلس الشيوخ المصري، في ثاني حلقات صالون المعهد للعام الأكاديمي ٢٠٢٤/ ٢٠٢٥ تحت عنوان "مستقبل المنطقة العربية ما بعد ٢٠٢٥".
 
وفي مستهل اللقاء أوضح أ.د. أشرف العربي أن الحلقة تستهدف تسليط الضوء على مستقبل المنطقة العربية ما بعد ٢٠٢٥ خاصة في ظل ما تشهده المنطقة من تحولات سياسية واجتماعية تحمل في ثناياها تحديات أدت لارتفاع حالة عدم اليقين، فضلا عن إعادة تشكيل خريطة التحالفات والصراعات وتأثير تلك التطورات في العلاقات الدولية، وهو ما يجعل من الصعب التنبؤ بمسارها المستقبلي.
 

ولفت رئيس معهد التخطيط القومي إلى أنه مع قرب حلول عام ٢٠٣٠، يبدو منطقيًا تقييم حجم الإنجاز الذي تحقق فيما يخص تنفيذ أهداف التنمية المستدامة، مشددًا على ضرورة مراجعة أولويات المرحلة القادمة، وهو ما تعكسه أهداف مشروع مصر ما بعد ٢٠٢٥ الذي تقوم عليه كل فعاليات وأنشطة المعهد خلال العام الحالي.


في مستهل حديثه، أشار د. عبد المنعم سعيد إلى أن التوقعات بشأن مستقبل الشرق الأوسط معقدة وغير واضحة، خاصة في ظل ما يشهده العالم من تغيرات مناخية، وثورة تكنولوجية، إلى جانب الخلل الشامل في توازن القوى الذي شكله الربيع العربي في المنطقة وقيام بعض الدول باستغلاله في تحقيق مكاسب جيوسياسية واقتصادية، وما أسفرت عنه من أشكال إرهابية وحروب أهلية.


وأضاف عضو مجلس الشيوخ المصري أن الشرق الأوسط اليوم يحتاج إلى منظومة قوية لا تأخذها الأفكار البراقة، مؤكدًا أن تلك التحديات تتطلب وضع رؤية استراتيجية شاملة لتجاوزها، وتعاونًا بين جميع الأطراف المحلية والدولية مشيرًا إلى أن الهوية المشتركة للإقليم تنبع من المصالح المشتركة التي يفرضها الجوار الإقليمي.
 

ولفت سعيد إلى أن الدولة المصرية لم تكن بمنأى عن التداعيات التي خلفتها الصراعات في المنطقة، خاصة مع استمرار الحرب في السودان، والنزاعات في الدول المجاورة، مؤكدًا أنها تعد من الدول الإصلاحية التي تبنت فكر البناء والتنمية، إلى جانب امتلاكها قوات مسلحة وطنية لا تتدخل في شؤون الغير، وتتعاون مع دول الجوار لتحقيق الاستقرار الإقليمي، فضلًا عن امتلاكها القوى الناعمة في منطقة الشرق الأوسط، مؤكدًا على ضرورة الاحتفاظ بالكفاءات الوطنية واستثمارها داخل البلاد بدلًا من هجرتها للخارج معتبرًا أن هذا التوجه يمثل الهدف الوطني الأبرز في المرحلة القادمة.
 

وتطرق سعيد خلال حديثه إلى القضية الفلسطينية والتهجير القسري المرفوض، الذي اقترحه ترامب منذ إعلان فوزه في الانتخابات الأمريكية، لافتًا إلى أنه حان الوقت لتشكيل تجمع عربي وبناء القوى الصلبة والناعمة، وتناغم في لغة التعامل، وإدراج ذلك في العملية الإصلاحية بطريقة تتناسب مع التطور والنضج السياسي المتاح، والوجود الفعال على الساحة الدولية.
 

جدير بالذكر أن الحلقة الثانية من صالون معهد التخطيط القومي شهدت حضور عدد كبير من الشخصيات العامة، من بينهم السفير جمال بيومي، واللواء أبو بكر الجندي، وعدد من الخبراء والمهتمين من داخل المعهد وخارجه.

مقالات مشابهة

  • عبدالله الثاني من واشنطن: العرب سيأتون إلى أمريكا برد على خطة ترامب بشأن غزة
  • 65 % من مؤسسات المنطقة تخطط لزيادة استثماراتها في الذكاء الاصطناعي
  • مصر تبلغ الولايات المتحدة برفض العرب خطة ترامب بشأن غزة
  • نتنياهو: من يرفع سيفه في وجهنا سوف نسحقه ونحن نغير الشرق الأوسط
  • إسرائيل "أضحوكة الشرق الأوسط".. الاحتلال يجرّ أذيال الهزيمة منسحبًا من "محور الموت".. ونتنياهو يسعى لإفشال الصفقة
  • بن غفير: إسرائيل أصبحت نكتة الشرق الأوسط
  • بن غفير: إسرائيل أصبحت أضحوكة الشرق الأوسط
  • بن جفير تعليقا على الانسحاب من محور نتساريم: إسرائيل أصبحت نكتة الشرق الأوسط
  • تصريحات ترامب تفاجئ ناخبيه العرب الجدد
  • صالون معهد التخطيط القومي يناقش "مستقبل المنطقة العربية ما بعد 2025"