إيران أخطأت الحسابات.. هل تستيقظ واشنطن؟
تاريخ النشر: 7th, November 2023 GMT
تصف معظم الأخبار والتعليقات الحرب في غزة بأنها أحدث حلقة وحشية في الصراع بين الإسرائيليين والعرب وهذا هو أحد الأبعاد، ولكنه ليس البُعد الأكثر أهمية من منظور سياسات القوى العالمية.
هل أدركت واشنطن وتعلمت أن كل قرش يذهب لنظام الملالي يغذي طموحاتهم التوسعية؟
وبحسب مقال للكاتب وولتر ميد في صحيفة "وول ستريت جورنال" إن ما يهم حقاً في الشرق الأوسط هو المعركة بين إيران، المدعومة على نحو متزايد من روسيا والصين، والمجموعة الفضفاضة وغير المستقرة من القوى المناهضة لإيران والتي تضم إسرائيل وبعض الدول المدعومة من الولايات المتحدة.
وذكر المقال أن هناك العديد من الأسئلة عن الكثير مما لا نعرفه عن حرب غزة.. إلى متى ستستمر؟ وكم سيكون عدد القتلى؟ وكم عدد الرهائن الذين يمكن إنقاذهم أو إعادتهم؟، ومدى نجاح إسرائيل في هدفها المعلن المتمثل في تدمير حركة حماس؟.
Instead of dividing Israel from the Arab states, the Hamas attacks reminded sensible people across the Middle East how important it is to hold Iran in check, writes @wrmead https://t.co/qd0LljOEmo
— Wall Street Journal Opinion (@WSJopinion) November 7, 2023 تعطيل العلاقاتويقول الكاتب الحقيقة الأكثر أهمية حتى الآن، من منظور عالمي، هي أن إيران لا تحصل على ما أرادته من الحرب. إن هدف إيران من تسليح وتدريب وتشجيع حماس لم يكن فقط التسبب في الألم لإسرائيل. وكان الهدف الحقيقي هو تعطيل التعميق التدريجي للعلاقات الاستراتيجية بين إسرائيل وجيرانها العرب.
وكانت الصورة واضحة لبعض الوقت بالنسبة لأولئك الذين لم يخدرهم منوم المدافعين عن إيران الذين خدعوا جيلاً من مسؤولي السياسة الخارجية الديمقراطيين "السذج" ودفعوهم إلى رؤية طهران كشريك محتمل للولايات المتحدة.. إن حكام إيران، الذين يعتقدون أن السيطرة على موارد الطاقة والمواقع الدينية في الشرق الأوسط من شأنها أن تجعل البلاد قوة عالمية، يريدون ترسيخ أنفسهم كقوة مهيمنة في المنطقة.
ونظر العرب السنة إلى إيران باعتبارها منافساً دينياً وتهديداً أمنياً وفي الآونة الأخيرة، بينما خلفت مسيرة إيران نحو الهيمنة سلسلة من الدول المدمرة والجثث الدموية، ترسخت الشكوك وتحولت إلى رعب وكراهية وأدى الدعم الإيراني لحزب الله إلى تحويل لبنان الذي كان مزدهراً ذات يوم إلى تابع لإيران المنكوبة بالفقر ويبقى حلفاء طهران في العراق بحالة من الاضطرابات البائسة، بينما أدى الدعم الإيراني لميليشيات الحوثيين في اليمن إلى واحدة من أكبر الكوارث الإنسانية في عصرنا الحديث.
ويضيف الكاتب "لا نعرف حتى الآن مدى تورط إيران في التخطيط لهجمات الشهر الماضي وتوقيتها، ولكن من الواضح أن نظام الملالي كان يأمل أن تحقق هجمات حماس (على مستوى ما) التذكير بمدى الوحشية والقوة التي أصبحت عليها الجمهورية الإيرانية ووكلائها. وهنا نستخلص أن الإرهاب يخدم مصالح الدولة الإيرانية".
“Does the White House understand that the Israeli-Palestinian problem, while real and consequential, pales before Iran’s unappeasable drive for power as the region’s leading cause of war and unrest?” Sharp @wrmead on the Hamas war: https://t.co/rJLPU1exWc
— Jason Willick (@jawillick) November 7, 2023 "دق إسفين"علاوة على ذلك، كانت طهران تأمل في تعطيل الكتلة الناشئة المناهضة لإيران في الشرق الأوسط وكانت الفكرة هي أن "هجمات حماس الدراماتيكية" من شأنها أن تثير الرأي العام في المنطقة ضد إسرائيل والولايات المتحدة والحكام العرب الراغبين في العمل معهم وكانت تأمل طهران إلى ان يؤدي ذلك إلى "دق إسفين" بين العرب والإسرائيليين، حيث سعى الحكام العرب إلى تهدئة جماهيرهم الغاضبة من خلال التخلي عن أي خطط للعمل بشكل وثيق أو مقرب مع إسرائيل.
وحتى الآن، فشلت الخطة الإيرانية وأشارت البحرين والسعودية ومصر إلى أنها تنوي، مواصلة العمل مع القدس من أجل شرق أوسط أكثر أماناً واستقراراً، بمجرد مرور عاصفة هجوم حماس على إسرائيل لكن الأسوأ من وجهة نظر إيران هو أن العرب ملتزمون بإعادة إحياء شكل من أشكال الحكم الفلسطيني القادر على استبعاد وكلاء إيران من الضفة الغربية وغزة وهذا ليس لأن الدول العربية المحافظة تحب إسرائيل أو الولايات المتحدة، بل لأن بقائها يتطلب كبح جماح طهران التي تستغل فراغ السلطة في فلسطين لتحقيق اختراق في الصفوف وهو ما يجعل المنطقة دائماً في حالة من عدم الاستقرار والأمان.
وبينت الصحيفة أن الأمر لا يتعلق فقط بردع العدوان الإيراني بل ببناء بيئة إقليمية يمكن لبلدان المنطقة من خلالها أن تزدهر ومع ارتفاع عدد السكان والتوقعات، ومع غموض مستقبل الوقود الأحفوري على المدى الطويل، يتعين على دول الشرق الأوسط أن تفعل أكثر من مجرد الاعتماد على مصادر حيوية كنفط لدعم اقتصاداتها.
America needs an Iran policy review urgently. Whatever it was that officials thought they were doing has clearly failed. Appeasing Iran has backfired. Restraining Israel has backfired. Something different is desperately needed. pic.twitter.com/dAA0PAnFe6
— Jonathan Schanzer (@JSchanzer) October 25, 2023 السيطرة على إيرانوترى الصحيفة أنه بدلاً من فصل إسرائيل عن الدول العربية، ذكّرت هجمات حماس العقلاء في مختلف أنحاء الشرق الأوسط بمدى أهمية السيطرة على إيران حيث تشكل الأخيرة وأذرعها تهديدات مميتة للمستقبل الاقتصادي الذي يريده الحكام العرب في المنطقة وتحتاج إليه شعوب المنطقة.
ويبقى السؤال الحقيقي في الشرق الأوسط هذه الأيام ليس ما الذي ستفعله إسرائيل أو حماس، إنما هل استيقظ فريق بايدن أخيراً من نومه المسحور؟ وهل فهم البيت الأبيض أن المشكلة الإسرائيلية الفلسطينية على الرغم من كونها حقيقية ومؤثرة، تتضاءل أمام سعي إيران الذي لا يمكن تبريره إلى السلطة باعتبارها السبب الرئيسي للحرب والاضطرابات في المنطقة؟ وهل أدركت واشنطن وتعلمت أن كل قرش يذهب لنظام الملالي يغذي طموحاتهم التوسعية؟
إذا كان الأمر كذلك، فإن أياماً أفضل قادمة للمنطقة التي يمكن أن تستفيد من بعض الأمل وإذا لم يكن الأمر كذلك، فإن الطموحات المجنونة لنظام وحشي ستنتج المزيد من الفظائع في السنوات القادمة.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية عام الاستدامة غزة وإسرائيل أمريكا إيران فی الشرق الأوسط فی المنطقة
إقرأ أيضاً:
المخابرات الأمريكية تعتقد أن روسيا أخطأت في تحديد هوية طائرة الركاب الأذربيجانية وأسقطتها
ذكر إعلام أمريكي نقلا عن مصادر عسكرية، أن المخابرات الأمريكية تعتقد أن روسيا أخطأت في تحديد هوية طائرة الركاب الأذربيجانية وأسقطتها، وفقا لما ذكرته فضائية “القاهرة الإخبارية” في نبأ عاجل.
السلطات السورية الجديدة لا تعتزم إلغاء الاتفاقيات مع روسيا روسيا تعلق الرحلات الجوية في مطارات فولجوجراد وأستراخان وقازان
الخارجية الروسية: هناك إمكانية لاستئناف الحوار مع واشنطن بعد تنصيب ترامب
وفي إطار آخر، قال نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف، أن روسيا تنظر في سيناريوهات مختلفة لما بعد تولي الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب مقاليد السلطة في بلاده.
وأشار ريابكوف خلال مقابلة مع صحيفة "كوميرسانت" الروسية، إلى أن روسيا لا تستبعد، من ضمن السيناريوهات المحتملة، إمكانية استئناف الحوار حول الاستقرار الاستراتيجي، بحيث تتخلى واشنطن عن مسارها الهادف إلى تقويض أمن روسيا.
وأضاف نائب وزير الخارجية الروسي، أنهم (الخارجية الروسية) لا يقومون حاليا في صياغة توقعات لما قد يحدث بعد تغيير الإدارة في البيت الأبيض، إلا أن هناك، بالطبع، عمل تحليلي وتنبؤات معينة، مبنية على فترة رئاسة ترامب الأولى، مشيرا إلى أنه بالنظر إلى ذلك "لدينا الكثير من الشكوك" مردفا: "دعونا نسمي الأشياء بمسمياتها"، كما عاد وشدد على أننا "مستعدون لتطور الأحداث في مختلف الاتجاهات".
كما لفت ريابكوف إلى أن موسكو تحدثت مرارا، عن الشروط التي يجب توافرها لاستئناف الحوار الاستراتيجي مع الولايات المتحدة، مشيرا إلى أنه أولا وقبل كل شيء، هو ترك واشنطن لمسار تقويض الأمن الروسي ومحاولة إلحاق هزيمة استراتيجية بروسيا، بالإضافة إلى استعداد الولايات المتحدة للعمل بشكل شامل لتقويض احتمالات الصراع، مع الأخذ بعين الاعتبار جميع العوامل الهامة للاستقرار الاستراتيجي والتركيز على القضاء على الأسباب الجذرية التي خلقها الغرب بنفسه للتناقضات الأساسية في مجال الأمن، حسب قوله.