لان المقاومة بالثقافة ايضا، وبالكلمة والمسرح والفن وكل ما من شأنه ايصال قضايا الحق الى العالم اجمع، كانت "قوم يابا" المسرحية التي تجوب العالم اليوم من لبنان، عبر "جمعية تيرو للفنون" و"مسرح إسطنبولي"، اضافة الى اسبوع السينما الفلسطينية في صور وطرابلس الذي يبدأ من اليوم الثلاثاء ولغاية 11 تشرين الثاني، حيث تعرض الافلام بالمجان للجمهور تضامنا مع غزة.

 
 
و"قوم يابا" مسرحية جرى عرضها في طرابلس وبيروت تضامناً مع غزة وأبنائها، نهاية الشهر المنصرم، وانطلق بها المخرج والممثل ومؤسس "مسرح اسطنبولي" قاسم اسطنبولي الى اسبانيا والنمسا والبرتغال في خطوة تضامنية مع فلسطين. والمسرحية من تأليف الأديب الفلسطيني سلمان ناطور وسينوغرافيا الإسبانية أنا سندريرو ألفاريز واداء واخراج قاسم اسطنبولي. 
 
حكايات الوطن  
 تتمحور المسرحية حول قصص حقيقية عاشها الشعب الفلسطيني قبل عام 1948 ولغاية يومنا الحاضر من خلال علاقة أب بابنه الذي يسرد له حكايات الوطن واللجوء والمقاومة.  
وسبق أن عُرضت هذه المسرحية في العديد من الدول العربية وفي أوروبا وجنوب أمريكا، وحاز إسطنبولي من خلالها على جائزة أفضل ممثل في مهرجان "عشيّات طقوس" في الأردن عام 2013، وجائزة لجنة التحكيم الخاصة في مهرجان المنصورة المسرحي عام 2023. 
 
يتحدث اسطنبولي لـ"لبنان 24" عن اهمية الابقاء على المقاومة الثقافية، كجزء من المقاومة عموما لدورها المهم في نقل القضية الانسانية الى العالم اجمع، وضرورة ان تبقى المقاومة الثقافية حاضرة في وجه الظلم والاستبداد وعلى أن تلعب الفنون دورها في ايصال صوت الناس والحقيقة للعالم من خلال المسرح والسينما والفنون المختلفة.   
 
المقاومة الثقافية  
ويقول: "بدأنا هذه العروض في بيروت وطرابلس من خلال مسرحية "قوم يابا" واليوم نقوم بعرضها في اسبانيا والنمسا والبرتغال، والهدف منها ايصال الرسالة والقضية عبر المقاومة الثقافية. هذا العمل بدأ قبل 15 عاما ولا يزال لليوم يتحدث لغة الانسانية. بالامس قدمنا عرضا امام جمهور اجنبي في النمسا وباللغة الانكليزية، ومستمرون بالمسرح والسينما والاعلام وعلى مواقع التواصل الاجتماعي ولن نوفر فرصة في ابراز الصورة الحقيقية مع المحافظة على هويتنا الوطنية ومبادئنا". 
 
ويؤكد اسطنبولي: "من هنا كانت المسرحية ولهذا الهدف استمرت بعد 15 عاما من عرضها، وكأنها كانت ولا تزال تتنبأ بما سيحصل وهذا عنصر مهم في المسرح. فالعمل مستوحى من قصص حقيقية استطاع ان يوثقها  الأديب الفلسطيني سلمان ناطور عن اشخاص عاشوا الحرب والقضية الفلسطينية والاحتلال ومرحلة ما قبل الاحتلال وصولا الى اليوم، من خلال عمل يوثق حكايا على مدار 100 عام". 
 
وبحسب اسنطبولي فهذا "اقل شيء يمكن أن نقدمه لاهلنا في غزة انطلاقا من لبنان والفن والمسرح اللبناني، ونعلن تضامنا مع غزة.. ومسرحنا مفتوح لكل من أراد أن يقدم اي عمل يدافع فيه عن القضية الفلسطينية بأي نوع من انواع الفنون. ومن هنا كانت فكرة اسبوع السينما الفلسطينية". 
 
 
أسبوع السينما الفلسطينية 
واضافة الى "قوم يابا"، أعلنت "جمعية تيرو للفنون" و"مسرح إسطنبولي" عن إقامة أسبوع السينما الفلسطينية تضامناً مع غزة في المسرح الوطني اللبناني في مدينتي صور وطرابلس من 7 ولغاية 11 تشرين الثاني. وستعرض الافلام بالمجان للجمهور وهي عبارة عن افلام روائية ووثائقية منها: فيلم "ليس لهم وجود " إنتاج سينما الثورة الفلسطينية للمخرج مصطفى ابو علي، فيلم "المتبقي" للمخرج سيف الله داد رواية الكاتب غسان كنفاني، فيلم "الزمن الباقي" للمخرج الفلسطيني إيليا سليمان، فيلم "جنين جنين" للمخرج محمد بكري، والفيلم المصري "ناجي العلي" للمخرج عاطف الطيب، وفيلم "الجنة الآن" للمخرج هاني أبو أسعد، اضافة الى فيلم "عرس الجليل (1987)" للكاتب والمخرج ميشيل خليفة.     المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: السینما الفلسطینیة من خلال مع غزة

إقرأ أيضاً:

«كرسي السنوار».. مزار الأطفال لاستكمال مسيرة المقاومة الفلسطينية: سلاما على «يحيى»

في حي تل السلطان بمدينة رفح أقصى جنوب قطاع غزة، كان هناك مكان وقطعة أثاث مهترئة ذات لون برتقالى لم يتخيل الفلسطينيون أن تكون أثراً مقدساً ودليلاً على شجاعة وبسالة المقاوم الذى ضحى بدمه وروحه فى سبيل تحريرها من المحتل، فالكرسى الذى انتشرت صورته على وسائل التواصل الاجتماعى منتصف شهر أكتوبر الماضى، وشهد جلوس زعيم حركة حماس يحيى السنوار فوقه للمرة الأخيرة قبل أن تستهدفه آلة القتل الإسرائيلية أثناء مواجهته لها، أصبح وجهة لأهالى القطاع خاصة الأطفال الذين يرون فيه القائد الملهم الذى لا يهاب الموت.

وفوق الكرسى الشهير الذى لا يزال فى مكانه فوق ركام منزل عائلة «أبو طه»، الذى تحصن «السنوار» داخل إحدى غرفه، حرص الأطفال الذين أتوا رفقة أهاليهم لإلقاء السلام على شهيد المعركة والوقوف فى رحاب المكان الذى شهد آخر لحظات قائد المقاومة فى الحياة، لم يكن الأمر مقتصراً فقط على صغار السن ولكن اهتمامهم بتفاصيل الموقع وتتبع الأثر وارتداء الزى العسكرى الملطخ بالدماء والإمساك بالسلاح الذى استخرجه ملاك البيت من تحت الأنقاض والحجارة، ونظرة التحدى التى كانت واضحة أثناء التقاط الصور تنبئ بما يفكر به هؤلاء الأشبال.

زكريا محمد، طفل لم يبلغ العاشرة من عمره، نازح من شمال قطاع غزة أمضى 14 شهراً من الحرب داخل الخيام فى مستشفى شهداء الأقصى، بمنطقة دير البلح، وسط القطاع، اتجه إلى المنزل المنشود بمجرد سريان الهدنة وتنفيذ وقف إطلاق النار رفقة عدد من الصحفيين الذين قصدوا المكان للتصوير والتوثيق، ليركض نحو الكرسى الذى تمزقت كسوته ولم يعد باقياً منه سوى بعض الإسفنج المفتت المحشو داخله والحديد، ليجد أن هناك طابوراً من الأطفال ينتظرون دورهم للجلوس على الكرسى والتقاط الصور التى تحاكى جلسة صاحب «العصا».

وقال «زكريا»: «كنت أتوقع أننى الوحيد اللى هكون موجود هنا علشان أتصور على كرسى الشهيد السنوار الله يرحمه، بس اتفاجئت إن فيه أطفال كتير جاءوا لنفس السبب، ووقفت أكثر من نص ساعة عشان أطلع فوق الركام وأتصور واتبسطت كتير إنى ليا صورة وذكرى فى هذا المكان».

التقط الطفل الغزى الصورة بينما كان يرفع بإحدى يديه شارة النصر وبيده الأخرى أمسك بعصا حديدة صغيرة ليحاكى آخر صورة التقطتها الطائرة المسيرة التابعة للاحتلال الإسرائيلى لـ«السنوار» أثناء إمساكه بعصا مشابهة وإلقائها نحوها فى مشهد يجسد تمسكه بخيار المقاومة حتى الرمق الأخير، ليقوم «زكريا» عقب ذلك بحزم أمتعته والعودة رفقة أسرته مع النازحين نحو أراضيهم شمال القطاع.

الطفلة إيمان عزام، 9 أعوام، أحد سكان مدينة رفح هى الأخرى صعدت فوق الركام لتصل إلى الكرسى، بينما كانت عيناها تضحكان وهى تلتقط الصور، وقالت: «كنت كتير مبسوطة، بس أمى وأبى كانوا خايفين عليا وجاءوا معايا على المكان لما صممت أروح أتصور زى رفقاتى لأن الاحتلال كان بيترك قنابل وألغام فى الأماكن اللى بينسحبوا منها، بس الحمد لله اتصورت وما صار شىء».

مقالات مشابهة

  • «كرسي السنوار».. مزار الأطفال لاستكمال مسيرة المقاومة الفلسطينية: سلاما على «يحيى»
  • هالة جلال في افتتاح مهرجان الإسماعيلية: الدورة الـ26 بداية جديدة لدعم السينما في مصر والانفتاح على العالم
  • المقاومة تحطِّمُ أوهامَ التهجير
  • حماس: الشعب الفلسطيني ومقاومته سيشكلان درعًا حصينًا لحقوقهم وأهدافهم
  • باحث: جيش الاحتلال الإسرائيلي يعلم أن المقاومة الفلسطينية لا يمكن نزعها
  • المقاومة في اليوم التالي
  • استشهاد القائد محمد الضيف.. تتويجٌ لتضحيات المقاومة الفلسطينية وانتصاراتها
  • 24 فيلمًا يتنافسون في مسابقة «الأفلام القصيرة» بمهرجان الإسماعيلية الدولي
  • آخر خبر عن تشييع نصرالله... ماذا كشف مسؤول في حزب الله؟
  • أهالي جنوب لبنان يعززون فشل العدو الإسرائيلي