المقاومة الفلسطينية تصر على الثانية.. ما الفرق بين الهدنة الإنسانية ووقف إطلاق النار؟
تاريخ النشر: 7th, November 2023 GMT
السومرية نيوز – دوليات
في ظل تصاعد الصراع بين المقاومة الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي، الذي أدى إلى تفاقم أزمة إنسانية وصفتها المنظمات الدولية بالكارثية، بدأت الدعوات لإقامة "هدنة إنسانية" و"وقف إطلاق النار" تتوالى.. فما الفرق بين هذين المصطلحين؟
ما الفرق بين هدنة إنسانية ووقف إطلاق النار؟
وتسعى الولايات المتحدة الأمريكية لهدنة إنسانية في قطاع غزة، دون وقف دائم لإطلاق النار، في ظل الضغوط المُتزايدة التي تواجهها إدارة الرئيس جو بايدن، بسبب دعمها للعملية الإسرائيلية على قطاع غزة، ورفضها لوقف إطلاق النار الذي تصر عليه المقاومة الفلسطينية وحماس.
ما هو وقف إطلاق النار؟
يعرف الموقع الرسمي للأمم المتحدة على الإنترنت وقف إطلاق النار بأنه تعليق القتال المتفق عليه بين أطراف النزاع، عادة كجزء من العملية السياسية.
والمقصود منه هو أن يكون طويل الأجل، وغالباً ما يغطي كامل المنطقة الجغرافية للصراع.
وعادة ما يكون هدفه هو السماح للأطراف بالدخول في حوار، بما في ذلك إمكانية التوصل إلى تسوية سياسية دائمة.
في المقابل، فإن الدليل العملي للقانون الإنساني يعرف وقف إطلاق النار بأنه اتفاق ينظم وقف جميع الأنشطة العسكرية لفترة زمنية معينة في منطقة معينة، وقد يُعْلَن من جانب واحد، أو قد يتم التفاوض عليه بين أطراف النزاع.
ويستخدم مصطلح الهدنة أحياناً، على الرغم من أن له معنى مختلفاً قليلاً، فالهدنة هي اتفاقية عسكرية، الغرض الأساسي منها هو تعليق الأعمال العدائية على مسرح الحرب بأكمله، عادة لمدة غير محددة من الزمن.
لا تمثل الهدنة أو وقف إطلاق النار نهاية للأعمال العدائية، بل مجرد هدنة (تعليق مؤقت للأعمال الحربية)، علاوة على ذلك، فهي لا تعكس نهاية قانونية لحالة الحرب.
وفي هذا الصدد، لا ينبغي الخلط بين هذه الاتفاقيات واتفاقيات السلام، التي تعكس نهاية الصراع، إذ يتطلب القانون الإنساني وفق اتفاقية جنيف في المادة 1، أنه "حيثما تسمح الظروف بذلك، يُرَتَّب لهدنة أو تعليق لإطلاق النار، أو اتخاذ ترتيبات محلية، للسماح بنقل وتبادل ونقل الجرحى أو المرضى نتيجة القتال".
ومع ذلك، فإن الهدف الرئيسي لوقف إطلاق النار ليس تمكين الأعمال الإنسانية، بل هو قرار عسكري يستجيب لأهداف استراتيجية: جمع القوات، أو تقييم سلطة الخصم وتسلسله القيادي، أو إجراء المفاوضات.
هناك دائماً خطر من أن تُسْتَخْدَم عمليات الإغاثة التي يتم التفاوض عليها في سياق وقف إطلاق النار "كورقة مساومة" من قِبل أطراف النزاع، وذلك للحصول على تسويات سياسية أو عسكرية أو لاختبار حسن نية الخصم.
وأنه يجب على المنظمات الإغاثية أن تعي هذا الخطر، وأن تقيم الخطر الذي قد تتعرض له ميدانياً بسبب ذلك، ويجب ألا تكون المساعدة الإنسانية مشروطة.
أما وفقاً لقانون أكسفورد الدولي العام، فإن مصطلح وقف إطلاق النار يعني حرفياً وقف إطلاق النار، وأنه لا يوجد تعريف قانوني رسمي لوقف إطلاق النار، ولكن يمكن تعريفه على أنه "تعليق أعمال العنف من قِبل القوات العسكرية وشبه العسكرية، والتي تنتج عادة عن تدخل طرف ثالث".
ويضيف التعريف أيضاً أن وقف إطلاق النار يشير إلى محاولة التوصل إلى تسوية أكثر شمولاً للصراع المسلح، وأن وقف إطلاق النار يمكن أن يكون من جانب واحد: يمكن لأحد الطرفين أن يعلن وقف إطلاق النار دون السعي إلى وقف إطلاق النار من الجانب الآخر. والأكثر شيوعاً هو اتفاق وقف إطلاق النار بين الأطراف المتحاربة.
في المقابل، هناك نوع آخر من وقف إطلاق النار، وهو نوع له طابع تعاقدي رسمي: "وقف إطلاق النار يقطع العمليات الحربية بموجب اتفاق متبادل بين المتحاربين"، وفق ما ورد في الفصل الخامس من الاتفاقية الخاصة باحترام قوانين وأعراف الحرب البرية، وهو جزء من اتفاقيات لاهاي.
ولذلك فإن هذا هو المصطلح الراسخ في القانون الإنساني الدولي، وهو يخضع بالتالي لقواعد معينة، ولكنْ هناك شرط أساسي وهو: يجب إخطار العدو باستئناف المعارك "في الوقت المناسب، وفقاً لشروط الهدنة"، إلا أنه في حال قام العدو بانتهاك جسيم من جانب واحد لشروط وقف إطلاق النار، فإن هذا يعفي الطرف الآخر من التزام الإخطار، وفقاً لما أكده موقع دويتشه فيله الألماني. ما هي الهدنة الإنسانية؟
موقع الأمم المتحدة عرف الهدنة الإنسانية على أنها إيقاف مؤقت للحرب، وأن الهدف الأساسي منها هو "إنساني بحت".
وأضاف الموقع أنّ الهدنة الإنسانية تتطلب موافقة جميع الأطراف المعنية في الصراع، وعادة ما تكون لفترة محددة ومنطقة جغرافية محددة أيضاً حيث سيتم فيها تنفيذ هذه الأنشطة الإنسانية مثل تقديم المساعدات الطبية والغذائية.
في حين تعرف اللجنة الدولية للصليب الأحمر الهدنة على أنها اتفاق عسكري يعلق الأعمال العدائية الفعلية بين المتحاربين.
ويمكن أن تكون الهدنة محلية (أي تعليق العمليات في منطقة واحدة فقط) أو عامة (أي تعليق العمليات جميعها).
إذا لم يتم تحديد مدة الهدنة، يجوز للأطراف المتحاربة استئناف العمليات في أي وقت، مع مراعاة الإنذار المسبق وفقاً لشروط الهدنة، وإن الهدنة لا تضع حداً لحالة الحرب التي لا تزال قائمة مع كل ما يترتب عليها من آثار قانونية.
في حالة حدوث انتهاك خطير للهدنة من قِبل أحد الأطراف المتحاربة، يجوز للطرف المعارض أن يندد بها، وفي حالات الضرورة، استئناف الأعمال العدائية في الحال.
ولا يجوز إلا للحكومة أن تأخذ زمام المبادرة في اقتراح الهدنة. إلى جانب النص على الهدنة العامة المذكورة للتو، ينص القانون الدولي على هدنة محلية لجمع وتبادل ونقل الجرحى.
وتبنت الجمعية العامة للأمم المتحدة، الأسبوع الماضي، قراراً غير ملزم، دعا إلى "هدنة إنسانية فورية ودائمة ومتواصلة تفضي إلى وقف القتال"، وقد عارض القرار، المقدم من الأردن نيابةً عن المجموعة العربية وعدد من الدول الأخرى، 14 عضواً فيما امتنع 45 عن التصويت.
المصدر: السومرية العراقية
كلمات دلالية: الهدنة الإنسانیة وقف إطلاق النار هدنة إنسانیة
إقرأ أيضاً:
ترقب لاستئناف المفاوضات غير المباشرة لتمديد الهدنة في غزة
حسن الورفلي (القاهرة)
أخبار ذات صلةيتوقع أن تستأنف إسرائيل وحركة حماس المفاوضات غير المباشرة في الدوحة في محاولة لحل الخلافات العميقة بشأن شروط استمرار وقف إطلاق النار في قطاع غزة.
وأجرى وفد من حركة حماس مشاورات في العاصمة المصرية القاهرة خلال الساعات الماضية، تطرقت إلى تطورات سبل تفعيل المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار، واستئناف دخول المساعدات وفتح المعابر، وآلية معالجة الوضع الإنساني والمعيشي المتردي داخل غزة.
وفي القاهرة، يجري وفد إسرائيلي مشاورات مع مسؤولين مصريين حول صفقة التبادل مع حركة حماس، وذلك بتكليف من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، حيث أكد الوفد تمسك إسرائيل بضرورة الإفراج عن 11 رهينة أحياء وعدد من رفات القتلى كشرط أساسي لتمديد المرحلة الأولى والدخول في مفاوضات المرحلة الثانية، بحسب ما أكده مصدر مصري لـ«الاتحاد».
وكشفت «الاتحاد» قبل أيام عن ترتيبات تجري لاستقبال وفد المفاوضات الإسرائيلي في القاهرة، لإجراء مشاورات حول صفقة التبادل واتفاق وقف إطلاق النار في غزة خلال الفترة المقبلة.
ونقل الوفد الإسرائيلي الذي يزور القاهرة رؤية الحكومة الإسرائيلية خلال الفترة الراهنة للقبول بتمديد المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار، ورفض إسرائيل لـ«مناورات حماس» التي ترمي لكسب المزيد من الوقت خلال الجولة الحالية من المفاوضات غير المباشرة.
وأشار المصدر إلى أن الوسيط المصري يتمسك بضرورة الحفاظ على اتفاق وقف إطلاق النار من الانهيار خلال هذه المرحلة في ظل تدهور الوضع المعيشي والإنساني بشكل كامل في غزة، لافتاً إلى أن القاهرة تدرك إيفاد وفد من فريق التفاوض إلى الولايات المتحدة خلال الساعات المقبلة لمنع الاتفاق من الانهيار.
وترفض حركة حماس التعاطي بإيجابية مع الرؤية الأميركية المتمسكة بضرورة نزع سلاح الحركة والقضاء على حكمها داخل القطاع خلال الفترة المقبلة، وتحفظها على إطلاق سراح خمسة رهائن أحياء لتمديد المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار، وذلك بحسب ما أكده مصدر لـ«الاتحاد».
وأوضح المصدر أن حركة حماس ترفض تماماً مناقشة سلاح الحركة أو الحديث عن إخراج عدد من قياداتها العسكرية خارج القطاع خلال الفترة المقبلة، مشيراً إلى تمسك الحركة بضرورة انسحاب الجيش الإسرائيلي بشكل كامل من غزة مع تقديم الوسطاء، وفي مقدمتهم الولايات المتحدة ومصر وقطر، للضمانات اللازمة لمنع استئناف الجيش الإسرائيلي لعملياته العسكرية داخل القطاع.
وأشار المصدر إلى تمسك «حماس» بضرورة استئناف إسرائيل لالتزامها في المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار، وذلك بفتح المعابر مع غزة، وإدخال المساعدات الإنسانية والغذائية، السماح بدخول فرق الإغاثة والمعدات الثقيلة اللازمة لإعادة إعمار القطاع. وحذرت الولايات المتحدة الأميركية، في تصريحات لستيف ويتكوف المبعوث الخاص للرئيس ترامب، حركة حماس من عدم التعاطي بإيجابية مع المقترح الأميركي لتمديد اتفاق وقف إطلاق النار، مؤكداً في تصريحات لوسائل إعلام محلية أميركية أن رد حركة حماس لا يصلح أن يكون منطلقا للتفاوض. وفي مقابلة مع CNN، شدد ويتكوف على أن الفرصة لا تزال قائمة أمام حماس لكنها «تتلاشى بسرعة»، داعياً الحركة إلى أن تكون أكثر عقلانية في تعاطيها مع المفاوضات.
وأضاف ويتكوف أن المقترح الأميركي يشمل أيضاً إطلاق سراح عدد كبير من السجناء الفلسطينيين، معتبراً أن ذلك «أمر سيكون رائعاً لعائلاتهم».