آلهة مصرية| "تحوت".. أبو منجل المعظّم 3 مرات
تاريخ النشر: 7th, November 2023 GMT
يعتبر من أهم الآلهة المصرية القديمة، ويُصور برأس أبو منجل. وهو أحد أرباب ثامون الأشمونين الكوني، ويبدأ التقويم المصري القديم بشهر "توت"، تيمنا باسمه "تحوت" أو "توت" إله الحكمة لدى المصريين القدماء.
ووفقا للثنائيات التي كان عليها بعض آلهة المصريين، فإن نظيره الأنثوي هي الإلهة "ماعت".
كان ضريح "تحوت" الأساسي في أشمون -حيث كان المعبود الأساسي هناك- وله أضرحة في عدة أماكن أخرى منها على سبيل المثال أبيدوس.
وفي وقت لاحق، أعاد اليونانيون تسميته بـ "هرمس" -حيث رآه اليونانيون كمبعوث الآلهة تمامًا مثل هرمز- كما أن العرب أعادوا تسميته بـ "أشمونين".
لقب المصريون القدماء "تحوت" باسم "المعظم ثلاث مرات"، واعتبروا أنه الإله الذي علمهم الكتابة والحساب. وكان يُصّور دائما ماسكا بالقلم ولوح يكتب عليه.
بين الخير والشريحتل "تحوت" مركزا هاما في الديانة المصرية القديمة، فيربط به دور الوسيط بين آلهة الخير والشر، وتقول أسطورته بأنه عاصر ثلاثة صراعات بين الخير والشر.
في المعركة الأولى كان الصراع بين الإله "رع" و"أبيب"، والثانية بين بين "أوزوريس" و"ست"، والصراع الثالث بين "حورس" -ابن "أوزوريس"- و"ست". وفي كل من تلك الصراعات كان الإله الأول يمثل "النظام" في الكون، والمصارع الثاني يمثل قوى العشوائية وضياع النظام.
وكان عندما يصاب أحد المتصارعين بإصابة خطيرة، عندئذ يقوم "تحوت" بمعالجته ليستطيع العودة إلى المعركة، هذا بحيث ألا يغلب أحدهما الآخر.
كما لعب تحوت دورًا هامًا في أسطورة "إيزيس" و"أوزوريس"، فبعد أن قامت إيزيس بجمع أشلاء زوجها من أنحاء مصر تحت فعل "ست"، أسر "تحوت" لها بكلمات لتستطيع بعثه من جديد، وأن تنجب منه بعد مماته ابنهما "حورس".
وعندما قامت معركة بين "حورس" المنتقم لأبيه و"ست"، وفقد "حورس" في ذلك الصراع عينه اليسرى، أعطته استشارة "تحوت" الحكمة والمعرفة لمعالجتها واسترجاعها، فكان هو الإله الذي ينطق بإرادة رع.
وفي علم الأساطير المصري، لعب "تحوت" العديد من الأدوار الحيوية والبارزة؛ فبالإضافة لكونه أحد الإلهين اللذين وقفا على جانبي مركب "رع"، فلقد كان إلهًا للسحر والكتابة والأدب والعلم -وكذلك مشاركته في حساب الموتى- وكان يمتلك قدرات سحرية فائقة.
ميزان القلبوعبر التاريخ، ليس فقط المصريون وحدهم من اعتقدوا في "كتاب تحوت"، والذي يحول قارئه إلى أعظم ساحر متمكن في العالم. حيث استمر هذا المعتقد لدى السحرة والمهتمين بالأمور الخوارقية، وأشهرهم الساحر البريطاني المعروف في أواخر القرن الماضي "إليستر كراولي".
وفي حياة البعث، كان "تحوت" له دور أساسي في محاكمة الموتى، حيث يؤتى بالميت بعد البعث لإجراء عملية وزن قلبه أمام ريشة الحق "ماعت"، ويقوم "تحوت" بتسجيل نتيجة الميزان.
وإذا كان قلب الميت أثقل من ريشة الحق يكون من المخطئين العاصين فيُلقى بقلبه إلى وحش مفترس اسمه "عمعموت" فيلتهمه وتكون هذه هي النهاية الأبدية للميت؛ أما إذا كان القلب أخف من ريشة الحق فمعنى ذلك أن الميت كان صالحا في الدنيا فيدخل الجنة يعيش فيها مع زوجته وأحبابه، بعد أن يستقبله أوزيريس.
وذكر كتاب "آلهة المصريين" أن تحوت ولد من جمجمة "ست" -إله الشر- كما يعرض أقوالًا أخرى بأنه ولد من قلب "رع" -إله الشمس- ولقد كان يُعتبر قلب رع ولسانه، بالإضافة لنقله إرادة رع للبشر.
وارتبطت معرفة المصريين للتقويم وأيام السنة والشهور بالإله تحوت، حتى أن البعض يطلق على التقويم المصري اسم التقويم التوتي، كما أن أول شهور السنة المصرية هو شهر "توت"؛ وجاءت أسماء "جحوتي، تحوت، توت"، كأسماء لرب الحكمة والحسابات والفلك عند قدماء المصريين.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: آلهة مصر القديمة تحوت
إقرأ أيضاً:
مومياء مصرية عمرها 2300 عام لم يجرؤ عالم آثار على فتحها .. ما السبب؟
مومياء غامضة أسرت عقول علماء المصريات لأكثر من قرن من الزمان، ورغم ذلك لم يتمكن أي باحث من اكتشافها على الإطلاق. تعددت تسمياتها، قالوا عنها المومياء الغامضة و المومياء المنبوذة.
مومياء بشيريإنها مومياء بشيري، التي تم اكتشفاها في منطقة وادي الملوك بمدينة الأقصر القديمة، على يد عالم المصريات الشهير هوارد كارتر عام 1919، أي قبل ثلاث سنوات من اكتشافه مقبرة توت عنخ آمون.
ووفقا لموقع "يورو نيوز" لم تُستخدم طريقة ربط قماش التحنيط لهذه الجثة القديمة على أي مومياء أخرى. وقد خلق لفّ القماش نمطًا معقدًا على وجه المومياء، يُشبه التصميم المعماري لأهرامات مصر الشهيرة.
وتشير دقة وإتقان تغليف المومياء إلى أن هذا الشخص كان شخصيةً بالغة الأهمية في المجتمع المصري القديم.
ورغم ذلك لا تزال هوية الجثة مجهولة، إذ إن فتح أقمشة المومياء لدراستها قد يُلحق ضررًا لا يمكن إصلاحه بهذه التقنية الفريدة في التحنيط.
لكن كشفت الأشعة المقطعية والأشعة السينية، التي أجريت دون لمس المومياء على الإطلاق ، للباحثين أن مومياء "بشيري" كانت لرجل يبلغ طوله نحو 167 سنتيمتراً.
ويرى العلماء أن المومياء تعود إلى العصر البطلمي، بين القرن الثاني وأوائل القرن الثالث قبل الميلاد.
بلغ فن التحنيط ذروته في هذه الحقبة. تُقدم المومياء مشهدًا فريدًا لطقوس الدفن في العصر البطلمي، وهي محفوظة حاليًا في المتحف المصري بالقاهرة.
تصميم مشابه الأهرامات
وتشبه الأشكال القماشية والرسومات الموجودة على وجه المومياء التصميم المعماري للأهرامات المصرية، مما قد يشير إلى مدى الاحترام والمكانة العالية التي كان يتمتع بها هذا الفرد في المجتمع.
ويُعد فتح قماش المومياء الطريقة المباشرة للحصول على معلومات عن البقايا الموجودة بداخله. لكن هذه الأقمشة حساسة وهشة ، وإتلافها سيدمر المثال الوحيد المعروف لهذه التقنية في التحنيط.
ولهذا السبب، استخدم المتخصصون أساليب غير جراحية مثل التصوير المقطعي المحوسب والأشعة السينية.
وقال الباحثون إن ملاحظة المظهر الزخرفي للمومياء تُقدم معلومات عن مكانة هذا الشخص في الحياة.
ويحتوي صدّار المومياء على مشاهد للمتوفى مستلقيًا على سرير، محاطًا بالإلهتين إيزيس ونفتيس.
كما يظهر إلى جانبه أبناء الإله حورس، ابن إيزيس، الأربعة.
وكما تُظهر قشرة القدمين المحنطتين رسمين لأنوبيس، إله الدفن. تشير هذه التفاصيل إلى أن هذا الشخص كان رجلاً ثريًا وذا مكانة مرموقة، لكن أيًا من هذه الأدلة لم يُفضِ إلى اكتشاف اسمه.
والدليل الوحيد المتبقي على هوية هذا الشخص هو نقش كُتب على عجل داخل قبره، قد يكون اسم "بشيري" أو "نينو". مع ذلك، لم يتمكن الخبراء حتى الآن من تحديد الاسم الصحيح بدقة.