في ظل تصاعد حدة الصراع وانسداد أفق الحوار.. ماذا بعد دعوة السودانيين لحمل السلاح؟
تاريخ النشر: 28th, June 2023 GMT
تباينت قراءة ضيوف برنامج "ما وراء الخبر" لتصريحات رئيس مجلس السيادة في السودان الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، التي حذر فيها مما سماه مؤامرة وجودية تهدد السودان؛ ودعا كل من يستطيع حمل السلاح للقتال ضد من وصفهم بالمتمردين.
ورأى الكاتب والمحلل السياسي السوداني، مزمل أبو القاسم أن السودان يتعرض لـ"مؤامرة تشارك فيها أطراف إقليمية ودولية تستهدف اختطاف الدولة السودانية وإحداث تغيير ديمغرافي فيها".
وكان البرهان حذّر مما وصفها بالمؤامرة الوجودية التي تهدد دولة السودان، ودعا -في كلمة بثها التلفزيون الرسمي مساء أمس- كل من يستطيع حمل السلاح إلى الانضمام للجيش لمواجهة من وصفهم بالمتمردين.
في حين اعتبر الكاتب والمحلل السياسي، حافظ كبير تصريحات البرهان بأنها اعتراف صريح منه بفشله العسكري والسياسي، وإعلان صريح بالتخلي عن مسؤوليته كقائد للجيش السوداني، مؤكدا أن دعوته المواطنين لحمل السلاح هو توجه خطير سبقه إليه حاكم إقليم دارفور ولم يسفر سوى عن اقتتال وفوضى.
أما الكاتب والباحث السياسي السوداني، محمد تورشين، فقال إن تصريحات البرهان فيها جانب إعلامي، إذ حاول أن يرسل رسائل تفيد بأنه يدير الموقف ويسيطر على الأمور السياسية. أما حديثه عن ما سماه المؤامرة الوجودية فهو أمر عادي في ظل وجود تقارير تتحدث عن تآمر وتواطؤ جهات إقليمية ودولية على السودان.
ويضيف تورشين -في حديثه لحلقة (2023/6/28) من برنامج "ما وراء الخبر" أن البرهان الذي ربما يمتلك معلومات استخباراتية، لم يسمِّ بشكل مباشر الدول التي تتهم بالتواطؤ وبدعم قوات الدعم السريع، مبرزا أن العناصر غير السودانية في صفوف الدعم السريع كانت موجودة من قبل.
عناصر النظام السابقوبشأن ما أوردته وكالة رويترز نقلا عن مصادر عسكرية من أن الآلاف من عناصر مخابرات النظام السابق ذوي الصلة بالحركة الإسلامية يقاتلون مع الجيش ضد الدعم السريع، قال الكاتب والمحلل السياسي السوداني، أبو القاسم إن دعوة الجيش المواطنين لحمل السلاح لم تأت على أساس سياسي، متسائلا عن سبب الاستغراب من استعانته بأبناء وطنه، بينما تستعين قوات الدعم السريع بمرتزقة جاؤوا من دول الجوار.
ونوّه الكاتب والباحث السياسي السوداني تورشين إلى أن هناك عناصر من حزب المؤتمر الوطني السوداني تشارك وتقاتل في صفوف الجيش.
ومن جهته، تحدث الكاتب والمحلل السياسي، حافظ كبير عن انخراط عناصر النظام السابق في الجيش السوداني.
يذكر أن القتال يتواصل بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، وشهد احتداما بالعاصمة الخرطوم في ليلة عيد الأضحى.
ويتبادل الطرفان اتهامات ببدء القتال أولا ثم ارتكاب خروق خلال سلسلة هدنات سابقة لم تفلح في وضع نهاية للاشتباكات المستمرة منذ 15 أبريل/نيسان الماضي، والتي خلّفت مئات القتلى وآلاف الجرحى بين المدنيين، إضافة إلى موجة جديدة من النزوح واللجوء في إحدى أفقر دول العالم.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: الدعم السریع
إقرأ أيضاً:
لم يكن الصراع السياسي أبدا سلميا في السودان
أيا كان توجهك السياسي أو العقدي أو الأيديولوجي حينما تجلس على كرسي السلطة سيكون لك أعداء من الداخل والاقليم والعالم. وهذة هي السياسة ببساطة. تدميرك البنية التحتية اليوم بهدف هزيمة عدوك الحالي يقوي أعداءك المستقبلين ويزيد فرص اقتلاع حكمك الذي لم يبدأ بعد. دأب السياسيون وقادة الحركات المسلحة في السودان من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار على استهداف الدولة بهدف هزيمة الخصم السياسي بكل السبل والتي يسمونها سلمية ولكن لم يكن الصراع السياسي أبدا سلميا في السودان .
فالتحريض على الدولة في المحافل الدولية وما ينتج عنه من عقوبات تقعد الإقتصاد هو الذراع المدني العنيف الذي يقابل تحويل ميزانية الدولة لميزانية حرب ودفاع عبر حركات التمرد و استهداف الاعيان المدنية والسكان بالقصف والتدمير والتهجير القصري. السودان اليوم وبفعل هذا الصراع السياسي العنيف الخالي من أي فعل سلمي أصبح دولة عصية على الحكم وخاصة الديمقراطي لأنه وبالنظر لحجم التحديات الا قتصادية التي بات يواجهها السودان لا يمكن لحكم يسمح بحرية التعبير والتظاهر ان يستمر لأن مقومات استمرار اي حكومة مستقبليه حتى لو كانت منتخبة من الناحية الاقتصادية معدومة.
أي حكومة ستكون رهينة لتدخلات إقليمية ودولية اعنف من التي رأيناها في الفترة الانتقالية بسبب الاعتماد الكبير الذي سيكون على المنح والقروض والهبات. وفي ظل الاضطراب الجيوسياسي الذي يشهده العالم سيكون من الصعب جدا إن تتموضع أي حكومة مستقبلية بشكل يسمح لها بحرية القرار الداخلي وستتجاذبها التقلبات الجيوسياسية الشديدة التي تشكل المشهد السياسي الاقليمي والدولي اليوم و في المستقبل المنظور. ما الفائدة من الجلوس على كرسي ارجله الاربع (الإقتصاد، والجيش والامن، العلاقات الدولية، والتماسك الاجتماعي) آيلة للسقوط.
سبنا امام
إنضم لقناة النيلين على واتساب