ماذا لو لم تقبل إسرائيل بـ حلّ الدولتين؟
تاريخ النشر: 7th, November 2023 GMT
بعد احدى وعشرين سنة من النزاعات والصراعات والحروب، التي تدور رحاها اليوم في غزة الجريحة، ليس أمام العرب والفلسطينيين في مواجهة إسرائيل ومن يدعمها سوى العودة إلى مبادرة العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز، التي أعلنها من بيروت في القمة العربية، التي حملت الرقم 14 في سلسلة القمم العربية. وهذا ما ستحاول المملكة العربية السعودية أن تعيد طرحه في القمة الطارئة لجامعة الدول العربية، في الرياض والتي سيحضرها لبنان ممثلًا برئيس حكومته نجيب ميقاتي ، الذي سيكون لحضوره الأثر الفعال في بلورة صيغة للحل تقوم أولًا على وقف إطلاق النار في غزة المنكوبة تمهيدًا لحلّ الدولتين، الذي لا بدّ من الوصول إليه بعد أن يسكت المدفع وتتوقف عملية الإبادة الجماعية، التي ترتكب في حق الشعب الفلسطيني.
فهذه القمة قد تكون المدخل العربي الوحيد لإطلاق الحل الفلسطيني والذي يرتكز على "حل الدولتين" كشرط لا عودة عنه أيًّا تكن الظروف والمعطيات. وهذا ما يتوافق مع النظرتين الأميركية والأوروبية، الأمر الذي يعيد تظهير ما سبق أن جاء في مبادرة الملك عبدالله للسلام، وذلك انطلاقاً من اقتناع الجميع، بمن فيهم المجتمع الإسرائيلي، بأن الحل العسكري للنزاع لن يحقق السلام أو الأمن لأي من الأطراف.
فهذه المبادرة طلبت من إسرائيل إعادة النظر في سياساتها، وأن تجنح للسلم معلنة أن السلام العادل هو خيارها الاستراتيجي أيضًا. ودعتها إلى الانسحاب الكامل من الأراضي العربية المحتلة بما في ذلك الجولان السوري وحتى خط الرابع من حزيران 1967، والأراضي التي ما زالت محتلة في جنوب لبنان. وطالبت بالتوصل إلى حل عادل لمشكلة اللاجئين الفلسطينيين يتفق عليه وفقًا لقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 19، وقبول قيام دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة على الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ الرابع من حزيران في الضفة الغربية وقطاع غزة وتكون عاصمتها القدس الشرقية.
في المقابل تقوم الدول العربية بما يلي:
- اعتبار النزاع العربي الإسرائيلي منتهيًا، والدخول في اتفاقية سلام بينها وبين إسرائيل مع تحقيق الأمن لجميع دول المنطقة.
- إنشاء علاقات طبيعية مع إسرائيل في إطار هذا السلام الشامل.
- ضمان رفض كل أشكال التوطين الفلسطيني الذي يتنافى والوضع الخاص في البلدان العربية المضيفة.
- دعوة حكومة إسرائيل والإسرائيليين جميعًا إلى قبول هذه المبادرة حماية لفرص السلام وحقنًا للدماء، بما يمكّن الدول العربية وإسرائيل من العيش في سلام جنبًا إلى جنب، ويوفر للأجيال المقبلة مستقبلا آمنًا يسوده الرخاء والاستقرار.
- دعوة المجتمع الدولي بكل دوله ومنظماته إلى دعم هذه المبادرة.
فإذا لم تستجب إسرائيل هذه المرّة لأي مبادرة تحمل في طياتها أسس مبادرة الملك عبدالله فإن حمّام الدم في غزة سيستمر بقوة لفترة طويلة لا يعلم أحد ما يمكن أن تكون عليه نتائجها، خصوصًا أن ما تواجهه إسرائيل في غزوها البري لقطاع غزة من مقاومة شرسة قد يجعل من أمد الحرب يطول لأشهر عدة.
الفرق اليوم ما بين ظروف القمة العربية الـ 32، التي ستعقد في الرياض، والقمة الـ 14 التي عقدت في بيروت، أنها تأتي على وهج النيران التي تلتهم غزة، وعلى أصوات الأطفال، الذين يقتلون بالآلاف يوميًا. ولا يمكن بالتالي إلا بالإقرار بالدور الإيراني في المنطقة على وقع التفاهم القائم بين الرياض وطهران، خصوصًا أنها الداعم الأول والرئيسي لكل من "حماس" في القطاع، ولـ "حزب الله" في لبنان، وهما اللذان استطاعا أن يفرضا نمطًا جديدًا في مواجهة آلة الموت الإسرائيلية. المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
ماذا تعني المناطق الإسرائيلية في لبنان وسوريا وغزة؟
قال الكاتب الإسرائيلي، يونا جيريمي بوب، إن الشرق الأوسط يشهد عصراً جديداً متوحشاً، مع نشر الجيش الإسرائيلي قوات في 3 مناطق لا تتمتع تل أبيب بالسيادة عليها، في سوريا وغزة ولبنان، وفي الضفة الغربية تم نشر القوات لفترة طويلة.
وتحدث جيريمي في مقال بصحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية عما تعنيه تلك المواقع العسكرية للمستقبل، وتحدث عن سوريا، مشيراً إلى أنه لم تكن هناك أي خطة للتواجد في سوريا، عندما كان الرئيس بشار الاسد في الحكم.
وأضاف جيريمي، وهو كبير المراسلين العسكريين ومحلل الاستخبارات في "جيروزالم بوست"، أن تحرك إسرائيل إلى سوريا في السابع والثامن من ديسمبر (كانون الأول)، كان تحركاً عفوياً لقطع الطريق أمام إمكانية "غزو مفاجئ" من سوريا.
وتابع: "حدث شيء مضحك بعد ذلك. اعتقد الكثيرون في الأصل أنه لن يستمر سوى بضعة أشهر، وأخبرت إدارة دونالد ترامب إسرائيل أنها لا تهتم ببقاء الجيش الإسرائيلي هناك، وأن الحكومة السورية الجديدة استغرقت وقتاً أطول من المتوقع لترتيب شؤونها، وبالتالي فإن الضغط على تل أبيب للمغادرة كان ضئيلاً مقارنة بالتوقعات".
ما هي استراتيجية حزب الله بعد استعراض "ملعب بيروت"؟https://t.co/TpOOnFLsMH pic.twitter.com/au1ALCQRTb
— 24.ae (@20fourMedia) March 2, 2025 هل تتجه إسرائيل نحو وجود غير محدد في غزة؟وبشأن غزة، يقول الكاتب إن إسرائيل وحماس وافقتا على صفقة من شأنها أن تؤدي إلى انسحاب كامل للجيش الإسرائيلي من القطاع، ولكن بدعم من إدارة ترامب، تسعى تل أبيب إلى طرد حماس من غزة قبل أن تنفذ الانسحاب الكامل، وهذا قد يعني أن إسرائيل ستحتفظ بمحيط أمني يبلغ طوله 700 إلى 1100 متر في غزة، معتبراً أن هذا يوفر قدراً أكبر بكثير من الأمن لمجتمعات غلاف غزة.
ومن ناحية أخرى، يقول الكاتب إنه إذا بدأ سكان غزة في المسيرات أو الاحتجاج على الوجود الإسرائيلي في القطاع دون إطلاق النار على الجيش الإسرائيلي، فإن أي ضحايا ناجمة عن صد مثل هذه التظاهرات سيكون من الصعب الدفاع عنها أمام المحكمة الجنائية الدولية.
وأضاف الكاتب أن الوجود غير المحدد في غزة دون أي نوع من الاعتراف من الأمم المتحدة قد يعرض الجنود العاديين لحظر السفر في حوالي 125 دوالة تشكل جزءاً من المحكمة الجنائية الدولية.
مقتل قيادي بارز في حزب الله جرّاء غارة إسرائيليةhttps://t.co/EdlijvXg5e
— 24.ae (@20fourMedia) February 28, 2025 حزب الله لم يعد التهديد الأكثر إلحاحاًوأشار الكاتب إلى أنه على الرغم من أن حزب الله كان يشكل أسوأ تهديد مباشر لإسرائيل قبل السابع من أكتوبر (تشرين الأول)، إلا أن الواقع قد تبدل، ويبدو أن وجود إسرائيل في 5 مواقع صغيرة على بعد مئات الأمتار داخل لبنان هو الوجود الأقل تفجراً بين النقاط الثلاث التي تثير مشكلة، مؤكداً أن لحزب الله ما يخسره من حرب متجددة مع إسرائيل أكثر من أي جهة أخرى، وعلى عكس حماس، ليس لديه رهائن للضغط على إسرائيل للامتناع عن ذلك، كما أن بصمة المواقع الخمسة ضئيلة مقارنة بالمساحات الكبيرة التي احتلها الجيش الإسرائيلي في سوريا وغزة.
وأوضح أن حزب الله ضعيف للغاية ولا يستجيب حتى عندما يغتال الجيش الإسرائيلي بعض قادته الذين يحاولون تهريب الأسلحة إلى لبنان، ولكن في المستقبل، قد تنمو ثقة التنظيم مرة أخرى، وقد تكون المواقع الخمسة "نعمة تردع الغزو، ونقمة كأساس جديد للحرب".