علي جمعة: من أراد خير الدنيا والآخرة وإبعاد المصائب عنه فعليه بهذا الأمر
تاريخ النشر: 7th, November 2023 GMT
قال الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء، ان الله عز وجل يقول تعالى : { قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ } فهو سبحانه الذي فلق هذا العالم من العدم إلى الوجود، ومن الظلام إلى النور بالرسالة، وأعطانا أمثلةً كونية بأن الشمس تشرق كل يوم لكنها تغيب، والظلام يأتي لكنه ينقشع فلا دائم إلا وجه الله، { وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ } ، { كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ }.
فإذا أردت خير الدنيا والآخرة وأن تتقي المصائب فعليك باللجوء والرجوع لله عز وجل؛ إما يصدها عنك، وإما ينصرك عليها، وإما يتقبلك عنده - سبحانه وتعالى - ويجازيك عليها، ففي كل حال من نصرٍ أو هزيمة أنت في معية الله، وفي كل حال من ضيقٍ وسعة الله معك وأنت في جواره -سبحانه وتعالى-.
فيبين لنا ربنا أن نستعيذ به في شأن ديننا ودنيانا، فإن كان الخلل راجعًا إلى دنيانا فلنجمل في ذلك ، وإن كان الشأن راجعًا إلى أُخرانا وديننا فلنلتجئ ونكرر الالتجاء ﴿قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ﴾ وعبّر بالرب لأنه هو الذي يربي الإنسان ويعيذه ﴿مِن شَرِّ مَا خَلَقَ﴾ ، وانظر إلى سعة الكلام إنه فوق الإنس والجن وفوق الأفكار والأحداث والأشخاص ﴿مِن شَرِّ مَا خَلَقَ وَمِن شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ﴾ (الغاسق) الظلام المظلم الشر ﴿إِذَا وَقَبَ﴾ دخل ، ولج ، تمكّن ، استمر ، كلمة غريبة في لغة العرب ، لا نجدها كثيرًا على ألسنة الناس لكنها لما جاءت هنا في ذلك السياق كان لها دِلالة تلـك الحــروف (و ق ب ) هي حروف (بقي) فكأنه وقب ولكنه عكس البقاء فهو يزول ، لكنه يستمر في العودة فكل ما ذُب آب كالذباب ، وكلما رُد عاد.
وحينما نتأمل كلمة ﴿النَّفَّاثَاتِ﴾ نجدها مؤنثة فلم يقل مثلا : (من شر النفاثين) بل ﴿النَّفَّاثَاتِ﴾ وكأنه يشير إلى الجماعات إذن (النفث) له حقيقة وظاهر وله إشارة بأن فيه محاربة لله ورسوله ، ماذا نفعل عندما نرى الغاسق إذا وقب ؟ وعندما نرى الشر ممن خلق ؟ وعندما نرى النفاثات في كل مشكلةٍ من المشكلات ؟ مطلوب منا أن نستعيذ بالله ؛ وكيف نستعيذ بالله ؟ نؤمن به ونُعلن توحيده ونمتثل لأمره ، ونستعيذ به بألسنتنا وأفعالنا، لا أن نتلوها بألسنتنا فقط بل يجب أن نعيش الاستعاذة.
المصدر: صدى البلد
إقرأ أيضاً:
علي جمعة: ملك السيئات لا يسجل الذنب إلا بعد ست ساعات «فيديو»
أكد الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف ومفتي الديار المصرية الأسبق، أن العبادة هي الغاية التي خلق الله الإنسان من أجلها، مشيرًا إلى أن المتأمل في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم يدرك أن هناك ثلاث علاقات أساسية تحكم حياة الإنسان، وهي: علاقته بربه، وعلاقته بنفسه، وعلاقته بالكون.
وأوضح الدكتور علي جمعة خلال بودكاست «مع نور الدين»، المذاع على قناة «الناس» اليوم الأحد، أن العلاقة بين العبد وربه تقوم على الحب والرجاء والخوف، قائلًا: «العلاقة بيني وبين الله هي علاقة الحب، علاقة الرجاء، علاقة الخوف أن يغضب بعد كل هذه النعم التي أنعم الله بها علينا، الرحمة قدمها الله على كل شيء، ولذلك بدأ القرآن «بسم الله الرحمن الرحيم»، فهناك صفات جلال وجمال وكمال، لكنه بدأ بصفات الجمال فقط، فالعلاقة التي بيني وبين الله منبثقة من الرحمة، والرحمة ينبثق منها الحب، والحب ينبثق منه الكرم والعطاء».
وتابع: «أما العلاقة بين الإنسان ونفسه، فأساسها المبادرة إلى الخير وتصحيح الأخطاء، وهذا ما جاء في حديث النبي صلى الله عليه وسلم: «اتقِ الله حيثما كنت، وأتبع السيئة الحسنة تمحها، وخالق الناس بخلق حسن»، موضحًا أن المبادرة تعني تصحيح الأخطاء بشكل مستمر، والاستغفار، وعمارة الأرض، قائلًا: «ملك السيئات يبقى ست ساعات كما ثبت في الحديث الصحيح، لا يُكتب بالمعصية ولا بالمخالفة حتى يتوب الإنسان ويستغفر».
وعن العلاقة بين الإنسان والكون، أكد الدكتور علي جمعة أنها تقوم على الإحسان والعمارة، مشيرًا إلى أن العبادة لا تقتصر فقط على أداء الشعائر، وإنما تشمل التزكية والعمارة أيضًا، حيث قال: «هناك ثلاث أهداف لهذا الكون، وهي: العبادة، والعمارة، والتزكية. فالعبادة الحقيقية تشمل التقوى في العلاقة مع الله، والمبادرة في العلاقة مع النفس، والإحسان في العلاقة مع الكون، وهذا الإحسان لا يتم إلا بالعمارة».
اقرأ أيضاًهل القلب هو محل العقل كما ذكر القرآن؟.. الدكتور علي جمعة يجيب
إقبال كبير على ندوة «الفتوى والدراما» للدكتور علي جمعة والفنان محمد صبحي بمعرض الكتاب
علي جمعة يعلن رفضه تهجير الفلسطينيين: مراد منه تدمير الأمم