استقبال خافت لبلينكن.. هل تزيد الحرب على غزة من فجوة الخلافات بين أنقرة وواشنطن؟
تاريخ النشر: 7th, November 2023 GMT
حظي وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، باستقبال "خافت" من تركيا، في ظل الدعم الأمريكي للاحتلال الإسرائيلي في عدوانه على قطاع غزة.
وبينما كان بلينكن يزور أنقرة، في محاولة للحصول على المساعدة من المسؤولين الأتراك بشأن الحرب في غزة، كان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يقوم بجولة في منطقة البحر الأسود في تركيا، ويحتسي كأس الشاي مع السكان، بخلاف ما كان عليه سابقا.
وكان بإمكان أردوغان أن ينظم لقاء بينه وبين بلينكن في أنقرة، وبدلاً من ذلك، اختار عدم القيام بذلك، وهو ما اعتبر على نطاق واسع بمثابة ازدراء واضح.
ومنتصف الشهر الماضي، وجه أردوغان انتقادات إلى بلينكن في تعقيبه على زيارة له لدولة الاحتلال وصف نفسه بأنه "يهودي".
وقال أردوغان: "إرسال الولايات المتحدة حاملات طائرات إلى المنطقة لا يساهم في السلام أو تخفيف التوترات بين الطرفين. وزير الخارجية الأمريكي يقول: أنا أتعامل مع إسرائيل كيهودي، وليس كوزير".
وأضاف أردوغان: "ماذا تقولون لو قال لك أحدهم: انا أقدم نفسي في المنطقة كمسلم؟.. يجب أن نتعامل مع الناس كبشر".
كما تزامنت زيارت بلينكن إلى أنقرة باحتجاجات متواصلة من الأتراك على العدوان على غزة، وتعليق صورة على جسر في العاصمة "بلينكن قاتل الأطفال"، إلى جانب مظاهرات أمام قاعدة إنجرليك الأمريكية في أضنة.
وكان اللقاء بين بلينكن ووزير الخارجية التركي هاكان فيدان، فاترا، فلم يحظى الوزير الأمريكي باستقبال رسمي في المطار، كما أن اللقاء لم يعقبه مؤتمرا صحفيا بين الجانبين، وكان غامضا.
وذكرت صحيفة "حرييت" في تقرير للكاتبة هاندا فرات، أن بلينكن أراد القدوم إلى تركيا مرتين بعد بدء الحرب على غزة في 7 تشرين الأول/ أكتوبر، والتي حولتها "إسرائيل" إلى مجازر، ولكن فيدان في اجتماع أمس تحدث بوضوح مع نظيره الأمريكي.
ولفتت إلى أن بلينكن أراد عندما وصل إلى أنقرة، بتقبيل فيدان أثناء مصافحته عند مدخل مبنى وزارة الخارجية، لكن الوزير التركي تراجع ولم يسمح له بذلك.
وعندما وصلت سيارة بلينكن إلى باب مقر وزارة الخارجية، توجه هاكان فيدان إلى الطابق السفلي وظهر أمام باب الوزارة، كما هو الحال مع كل وزير ضيف. إلا أن بلينكن لم يخرج من السيارة لأنه كان يتحدث على الهاتف، وعندما لم يخرج عاد فيدان إلا الدخل واستقبله في الداخل ورفض تقبيله بسبب "فظاظته الدبلوماسية".
وذكرت أن وزير الخارجية هاكان فيدان تحدث بصراحة، ووجه تحذيرات إلى نظيره الأمريكي بشأن النقطة التي وصلت فيها صورة الولايات المتحدة أمام الرأي العام العالمي والمنطقة بسبب دعمها للعدوان على غزة.
وفي الوقت الذي طالبت فيه تركيا بوقف فوري لإطلاق النار في غزة، تحدث الوفد الأمريكي عن "وقف مؤقت" يتم فيه إطلاق سراح كافة الرهائن وضمان مغادرتهم، والبدء بعملية سياسية جديدة.
كما ذكر هاكان فيدان والوفد التركي أن حل الدولتين على حدود الـ67 ضروري، وشرح صيغة الضامن التي وضعتها تركيا على جدول أعمال في إطار الحل.
صحيفة "صباح"، ذكرت أن أكبر دعم لرئيس وزراء الاحتلال "نتنياهو الدموي"، كان من بلينكن الذي زار "إسرائيل" ثلاث مرات منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر، والتزم الصمت إزاء استمرار الهجمات وقتل المدنيين الأبرياء.
وأضافت أن الموقف المنافق الذي أبدته الولايات المتحدة ، التي تتحدث عن حقوق الإنسان والحريات باستمرار، تبدي موقفا مخالفا عندما يتعلق الأمر بالأطفال المسلمين.
وتابعت بأن بلينكن لم يتم استقباله في المطار إلا من نائب والي أنقرة، وعلى مدخل مقر وزارة الخارجية حاول معانقة فيدان الذي رفض ذلك.
وذكرت أنه تم وضع مجسم للمسجد الأقصى، والهلال والنجمة بجانب مقعد بلينكن، وكانت هذه الخطوة رسنالة للعالم أجمع الذي تجاهل القمع الإسرائيلي، أظهرت فيها تركيا أنها تقف إلى جانب الشعب الفلسطيني.
الكاتب أوكان مدرس أوغلو، قال في مقال على صحيفة "صباح"، إن زيارة بلينكن إلى أنقرة كانت على مضض، ولم يتم استقباله بحرارة، وكانت تهدف إلى "الضغط على حماس لإطلاق سراح الأسرى".
وأضاف أن بلينكن لم يحظى بترحيب حار، بخلاف البروتوكول الكلاسيكي في أنقرة، كما وجه الوزير فيدان رسائل واضحة برفض محاولة بلينكن "العناق المصطنع" بمصافحة بسيطة.
وأشار إلى أن زيارة بلنيكن تأتي في الوقت الذي أعلنت فيه الولايات المتحدة الدعم الصريح لإسرائيل في مجزرة غزة، وتشجيع بلينكن لهذه الوحشية بهويته اليهودية، وزيادة التعاون مع وحدات حماية الشعب الكردية في سوريا، وإسقاط المسيرة التركية، وتأخر حزمة مبيعات مقاتلات الـ"أف16"، وعدم إلزام ستوكهولم بإبداء الحساسية تجاه المنظمات الإرهابية في الوقت الذي تسعى فيه إلى انضمامها إلى "الناتو"، وإجراء مناورات مع أرمينيا، ورفع حظر الاسلحة عن قبرص اليونانية، والتعزيزات الضخمة في "أليكساندروبولي".
وأكد أن هذه القضايا، لا تأتي في إطار روح التحالف بين البلدين، مشيرا إلى أنه رغم أن لقاء بلينكن لم يكن على جدول أردوغان، ولكن الولايات المتحدة إذا كانت تبدي مرونة وصدق حتى لو قليل لالتقى الرئيس التركي بوزير الخارجية الأمريكي.
ونقلت شبكة "بي بي سي" بالنسخة التركية، عن مصادر دبلوماسية أن زيارة بلينكن إلى تركيا في جولته الأولى لم تتم بسبب الانتقادات الحادة التي وجهها أردوغان إلى بلينكن.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي منوعات تركية بلينكن تركيا غزة الولايات المتحدة فيدان تركيا الولايات المتحدة غزة فيدان بلينكن سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الولایات المتحدة وزیر الخارجیة هاکان فیدان بلینکن إلى أن بلینکن بلینکن لم على غزة إلى أن
إقرأ أيضاً:
سوريا.. “القيادة العامة” تكشف ما دار في اجتماع الشرع مع وفد الخارجية الأمريكي
سوريا – أصدرت القيادة العامة لإدارة العمليات العسكرية في سوريا بيانا حول أبرز ما ورد في اجتماع قائدها أحمد الشرع في وزارة الخارجية السورية مع بعثة الخارجية الأمريكية.
وجاء في بيان القيادة العامة لإدارة العمليات العسكرية في سوريا: “أجمع الطرفان على أن ما حصل يُعد انتصارا تاريخيا للشعب السوري، حيث عبر الجانب الأمريكي عن تهانيه بتحرير سوريا والخلاص من نظام بشار الأسد، كما أكد الجانب الأمريكي على التزامه بدعم الشعب السوري والإدارة السورية الجديدة، والوقوف إلى جانبها في مواجهة الملفات العالقة والتحديات الكبرى، كمنطقة شمال شرق سوريا، وأعرب الوفد عن دعمه للخطوات المعلنة من قبل الإدارة السورية الجديدة خصوصا فيما يتعلق بتعزيز الاستقرار، ودفع عجلة النمو الاقتصادي وتحقيق تمثيل شامل لكافة مكونات الشعب السوري”.
وأضاف البيان: “من جهته، قدم الوفد شكره لجهود الإدارة الجديدة في إطلاق سراح المعتقلين، بما في ذلك المواطن الأمريكي “ترافيس”، إلى جانب المساعي الجادة للبحث عن “أوستن” (الصحفي الأمريكي أوستن تايس المفقود في سوريا منذ 12 عاما)، كما أشاد بحسن إدارة المرحلة الراهنة والخطوات البناءة المتخذة لتشكيل وزارة الدفاع والجيش السوري الموحد”.
وتابع البيان: “على الجانب الآخر، عبر الجانب السوري عن ترحيبه بالبعثة، مشيرا إلى أن الشعب السوري أسهم في إنقاذ المنطقة من الفوضى والتدخلات الأجنبية بتخلصه من نظام الأسد، وأوضح أن الشعب السوري بحاجة إلى دعم كبير لتحقيق الانتعاش والتعافي على كافة المستويات، داعيا إلى رفع العقوبات المفروضة عليه، وأشار لوقوف الشعب السوري على مسافة واحدة من كافة الدول والأطراف في المنطقة دون وضع سوريا في حالة استقطاب”.
وختمت القيادة بيانها: “كما بين (الجانب السوري) أهمية إتاحة الفرصة للشعب السوري للاستراحة من ويلات الحرب والنزاعات، وعرض برنامج التطوير والمأسسة الذي سيتم إطلاقه في سوريا الجديدة، وشدّد على ضرورة المحاسبة وتحقيق العدالة بملاحقة مجرمي الحرب ورموز النظام السابق، مؤكدا دور سوريا في تحقيق السلام الإقليمي وبناء شراكات استراتيجية مميزة مع دول المنطقة”.
المصدر: RT