وزير الدفاع الأوكراني: تمرد فاغنر أظهر مدى هشاشة نظام الكرملين
تاريخ النشر: 28th, June 2023 GMT
أكد وزير الدفاع الأوكراني أوليكسي ريزنيكوف أن بلاده لم تتواصل مع أي طرف من أطراف التمرد الذي حدث مؤخرا في روسيا، قائلا إن ما حدث أظهر للعالم بأسره مدى هشاشة نظام الكرملين، في إشارة إلى التمرد الذي قاده يفغيني بريغوجين قائد مجموعة فاغنر العسكرية الخاصة، والذي انتهى باتفاق مع السلطات الروسية.
وفي حديثه لحلقة (2023/6/28) من برنامج "لقاء اليوم"، تطرق الوزير الأوكراني إلى ملفات عدة، أبرزها الهجوم الأوكراني المضاد وخسائر الجيش الأوكراني وعضوية كييف في حلف شمال الأطلسي (الناتو).
وبشأن الهجوم الأوكراني المضاد، كشف ريزنيكوف عن أن هذا الهجوم لم يبدأ بعد، وأن ما جرى في الجبهات ليس سوى مناورات، مرجحا حدوث تطور مختلف للوضع خلال أسبوع. وأشار إلى أن حلفاء أوكرانيا أكدوا لها أنهم ماضون في دعمها مهما كلفهم الأمر، لكن طائرات "إف-16" (F-16) التي وُعدت بها أوكرانيا لن تستخدم في الهجوم المضاد.
ومن جهة أخرى، أقر وزير الدفاع الأوكراني بسقوط قتلى ومصابين في صفوف الجيش الأوكراني خلال المعارك الجارية، مشيرا إلى أن الخسائر أكبر في صفوف الجيش الروسي، وقال إنه لا يستطيع بشكل رسمي تقديم رقم بشأن الخسائر، لأن الجنرالات الأوكرانيين قرروا الاحتفاظ بالأرقام منذ الأسابيع الأولى للحرب الروسية على أوكرانيا.
وأكد أن كثيرا من الجنود الروس قتلوا وأصيبوا خلال المعارك، قائلا إن القوات المسلحة الروسية تستخدم جنودها كوقود للحرب، في حين أن حياة الجنود الأوكرانيين ذات قيمة مهمة للغاية، على حد تعبيره، لذلك تحاول القيادة في كييف الحفاظ على أرواحهم، إذ تطلب من الشركاء أن يوفروا لها السلاح المتقدم والمدرعات ومنظومات الصواريخ البعيدة المدى.
لا تفاوض مع الكرملينوقال ريزنيكوف إن كييف تقاتل ما سماها الإمبريالية، فأوكرانيا ليست مستعمرة للإمبراطورية الروسية ولن تكون كذلك، معلنا رفض بلاده التفاوض مع الكرملين وانتظار سقوط نظام الرئيس فلاديمير بوتين، لكنه لفت إلى إن روسيا دولة جارة، ولا بد من التعايش معها.
وبشأن إذا ما كانت كييف قادرة على صناعة صواريخ بعيدة المدى، أكد الوزير الأوكراني أن بلاده لديها القدرات والتاريخ في هذا المجال، معربا عن قناعته بأنه في القريب العاجل ستستخدم صواريخ أوكرانية طويلة المدى.
وفي ما يتعلق بعضوية أوكرانيا في حلف الناتو، أوضح ضيف برنامج "لقاء اليوم" أنه لأول مرة يتفق 90% من الشعب الأوكراني على أن تكون بلاده جزءا من الناتو، مشددا في السياق ذاته على أن من مصلحة الحلف دعوة بلاده للانضمام إليه لتكون درعا شرقيا لأوروبا، وتوقع أن لا يحصل إجماع سياسي على عضوية كييف خلال الحرب.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
الكرملين مستعد للتفاوض مع أوكرانيا وترامب متشكك
عبدالله أبوضيف (القاهرة)
أخبار ذات صلةأعلن الكرملين، أمس، أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مستعد لإجراء مفاوضات مباشرة مع أوكرانيا دون شروط مسبقة، فيما قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب إنه يتشكك في رغبة موسكو بشأن إنهاء الحرب مع أوكرانيا. ونقلت وكالة الأنباء الروسية «إنترفاكس» عن المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، قوله للصحفيين: «خلال المحادثات مع مبعوث ترامب، ستيف ويتكوف، أكد فلاديمير بوتين أن الجانب الروسي مستعد لاستئناف عملية التفاوض مع أوكرانيا دون شروط مسبقة».
ومن جانبه، قال الرئيس ترامب، أمس، إنه يشك في أن موسكو لديها الرغبة في إنهاء الحرب بأوكرانيا، معرباً عن تشككه في إمكانية التوصل إلى اتفاق سلام قريباً. وقال في منشور عبر وسائل التواصل الاجتماعي، أثناء عودته إلى الولايات المتحدة بعد حضور جنازة البابا فرنسيس، إنه «لا يوجد أي مبرر لإطلاق روسيا الصواريخ على المناطق المدنية والمدن والبلدات خلال الأيام القليلة الماضية». وألمح ترامب إلى إمكانية فرض المزيد من العقوبات على روسيا، وكتب: «يجعلني هذا أعتقد أن بوتين ربما لا يريد إنهاء الحرب، بل يماطلني فقط، ويجب التعامل معه بطريقة مختلفة، عبر البنوك أو العقوبات الثانوية». وتابع: «عدد كبير جداً من الناس يموتون!».
وجاء منشور ترامب بعد محادثات أجراها، أمس، مع نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في روما على هامش جنازة البابا، وقد وصف الطرفان المحادثات بأنها «إيجابية».
وميدانياً، تضاربت الأنباء، أمس، حول الوضع العسكري في منطقة كورسك الروسية، حيث أعلنت موسكو أنها أجبرت القوات الأوكرانية على الانسحاب من آخر موطئ قدم لها في هذه المنطقة، وهو ما نفاه الجيش الأوكراني، قائلاً إن قواته تواصل عملياتها في بعض أنحاء كورسك.
وبينما يزداد الغموض بشأن احتمال التوصل إلى اتفاق ينهي الحرب الروسية الأوكرانية، يعتقد المحللون السياسيون أن أياً من الجانبين لا يريد الذهاب إلى طاولة التفاوض دون الحصول على تنازلات وضمانات، مع محاولة امتلاك أكبر عدد ممكن من أوراق الضغط.
ويرى فلاديمير شوماكوف، الخبير السياسي الأوكراني والدبلوماسي السابق، أن أوكرانيا الطرف الأكثر تضرراً من خطط السلام المطروحة حالياً، وأن أي تنازلات إقليمية ستفتح المجال أمام روسيا لمواصلة تصعيدها. ويوضح شوماكوف لـ«الاتحاد» أن هدف روسيا لا يقتصر على الاعتراف بسيادتها على شبه جزيرة القرم، بل يمتد ليشمل انسحاب القوات الأوكرانية من أربع محافظات أخرى سبق أن أعلنت روسيا ضمها. وأشار إلى أن موسكو تقوم بمناورات سياسية بغية إجبار أوكرانيا على تقديم تنازلات.
وفي المقابل، يشير خبير الشؤون الروسية عمرو الديب إلى أن موسكو تعتبر الوضع العسكري الحالي يميل لمصلحتها، وهو ما يجعلها تفضل التريث وعدم التسرع في التوصل إلى اتفاق سلام مع أوكرانيا. ووفقاً لتقديره، تسعى روسيا إلى تحقيق مزيد من المكاسب الميدانية قبل الدخول في أي تسوية سياسية قد تفرض عليها تنازلات غير مرغوبة.
وفي ظل هذه المعطيات، يتوقع الديب أن يستمر الصراع لفترة أطول مما تأمله الأطراف الغربية، مع سعي روسيا إلى تحقيق أكبر قدر ممكن من المكاسب سواء على الأرض أو عبر طاولة المفاوضات. ويرى أن موسكو تعمل على تعزيز موقفها التفاوضي عبر فرض وقائع ميدانية جديدة تُمكّنها من الضغط للحصول على شروط أكثر ملاءمة لمصالحها الاستراتيجية.