ضحية جديدة للتغيير المناخي.. آثار العراق مهددة بالاندثار والاختفاء في ظل الجفاف والعواصف الترابية
تاريخ النشر: 7th, November 2023 GMT
بغداد اليوم - ذي قار
على الضفة اليمنى لنهر دجلة المار بمدينة الموصل (405 كم شمال بغداد) مازالت آخر أجزاء سور الموصل المشيد قبل أكثر من ألف سنة، والمعروفة بـ(قلعة باشطابيا) صامدة، حتى بعد الحرب مع تنظيم داعش 2017 التي تسببت بهدم جزء من بدنه الرئيسي وزحفه نحو الشاطئ. لكن ما عجزت عنه الحرب يبدو ان التغييرات المناخية ستحدثه.
لم تعد تداعيات التغيرات المناخية والأزمة البيئية المرتبطة بالجفاف والتي يعاني منها العراق منذ سنوات، تقتصر على تراجع الزراعة وتفكك واندثار التجمعات السكانية في العديد من مناطق غربي وجنوبي البلاد، بل باتت تمتد الى مواقع أثرية تأريخية شهيرة، مهددة بتدميرها وإخفائها.
يؤكد مختصون في مجالي الآثار والبيئة، أن تأثير موجات الحر والجفاف والعواصف الرملية المتزايدة، أصبحت تلحق اضرارا لا يمكن اصلاحها ببعض المواقع الأثرية في شمال غربي ووسط وجنوبي العراق، محذرين من أن مدينة "الحضر" قد لا تظل صامدة، وان الرمال تزحف لتخفي مدينة "أم العقارب" التي يعود تاريخها لأكثر من أربعة آلاف عام بما تضمه من معابد وقصور، ما يهدد باندثارها خلال سنوات.
بحسب رئيس الهيئة العامة للآثار والتراث التابعة لوزارة الثقافة د.ليث حسين، يوجد في العراق أكثر من 150 ألف موقع أثري، تمثل حضارات عديدة من بينها الآشورية والبابلية والأكادية والإسلامية.
تواجه الكثير من تلك المواقع مخاطر عديدة على رأسها عمليات السرقة والنبش العشوائي التي يقوم بها مهرّبو الآثار بعيداً عن أعين الأجهزة الأمنية لاسيما في المناطق الصحراوية، فيما يشكو مسؤولو الهيئة من قلة أعداد الحراس المكلفين بحماية المواقع الأثرية.لكن خطرا آخر كان ماثلا لعقود بتأثيرات محدودة، ظهر بقوة في الأعوام الأخيرة، متمثلا بتزايد الاملاح في التربة وارتفاع الحرارة وتزايد العواصف نتيجة الجفاف.
بنحو عام، شهد العراق في سنة 2022 هبوب عشرة عواصف رملية كبيرة، ضربت مناطق مختلفة فيه بحسب مدير إعلام الانواء الجوية عامر الجابري، ومع أن عاصفة رملية محلية واحدة تم تسجيلها خلال تسعة أشهر من العام الجاري 2023، إلا أن المخاوف مازالت قائمة بشأن هبوب المزيد، ولاسيما أن عوامل هبوبها ماثلة، كزحف الرمال وزوال الغطاء النباتي في أنحاء واسعة، وتقلص المساحات المزروعة، وهذا كله بسبب نقص المياه.
خطر الأملاح
كيف يؤدي الجفاف إلى تدمير الآثار؟ سؤال يجيب عنه أستاذ الآثار بجامعة القادسية د. جعفر الجوذري، إذ يقول بأن نقص المياه نتيجة شح الامطار "يقود إلى ارتفاع تراكيز الملح في التربة وزيادة في العواصف الرملية ومن ثم تآكل المواقع القديمة".
ويتابع:"مشكلتا قلة المياه الجارية والتصحر بدأت منذ تسعينات القرن المنصرم، أضيف إليها في السنوات الاخيرة استنزاف المياه الجوفية وارتفاع نسب الملوحة والتي تسببت بتطرف تأثير المناخ على العراق بشكل عام".
ويرى الجوذري، بأن الرياح الهابطة مليئة بكميات كبيرة من الغبار والرمال والطمى بسبب جفاف التربة ما يحمل تأثيرات تساعد على تآكل المباني الأثرية الشاخصة، خاصة أن ارتفاع درجات الحرارة يتسبب في تبخر الماء بسرعة كبيرة ولا تبقى سوى الأملاح التي تؤدي الى تآكل كل شيء.
ويشير إلى أنّ "المشكلة تكمن في التغيرات الكبيرة بين درجات الحرارة في فصلي الصيف والشتاء"، إذ تنخفض الى مادون الصفر بعدة درجات شتاءً فيما ترتفع صيفاً الى ما يزيد عن 50 درجة مئوية في محافظات الجنوب،وتزيد عن ذلك في الصحاري حيث تتباين درجات الحرارة بشكل كبير بين الليل والنهار، مما يؤدي إلى "إضعاف التربة وتفتيتها خاصة مع قلة الغطاء النباتي وعمليات التمدد والتقلص في المواد المبنية منها الأبنية الأثرية خلال الفصلين".
ويعتقد الدكتور الجوذري، بأن الدول المجاورة للعراق، لاتتحمل المسؤولية كاملة حيال أزمة المياه الحاصلة فيه، فالحكومات العراقية تتحمل المسؤولية ايضا لسوء إدارة الموارد المائية فيه واتباعها طرق وأساليب الري القديمة، والتي تعود إلى العصر السومري قبل 5000 سنة دون تغيير كبير يذكر.
ويوضح: "يعتمد الفلاحون والمزارعون على الري بطريقة الغمر التي تستهلك كميات هائلة من الماء، وتداعياتها انعكست عليهم بنحو مباشر، إذ دفعهم نقص المياه وبالتالي التوقف عن الزراعة إلى الهجرة الى داخل المدن، وسبقهم في تلك الهجرة، البدو الرحل، وقاطنو الأرياف، فتركت التربة دون استغلال، فباتت عرضة للرياح".
وعاد للقول: "في بابل مثلا تحولت المياه الجوفية العذبة الى مياه مالحة بسبب ارتفاع درجات الحرارة التي تؤدي الى تبخر المياه بسرعة كبيرة، فتذوب الاملاح في المياه ثم تتبلور عند وصولها الى مواد البناء وتتمدد داخلها وتؤدي الى تلفها وتكسر الأسس".
د. داود سلمان بناي، المتخصص بجيولوجيا النفط والتفسير السيزمي، يؤكد بدوره، بان العواصف الغبارية تؤثر على سلامة هياكل الأبنية الأثرية عن طريق حملها للغبار والملوثاتالتي تؤدي الى تآكل وتلف البنية الأثرية، مما يزيد من احتمالية ظهور تشققات وتصدعات في الهياكل الأثرية.
العراق من بين أكثر الدول تأثراً
أصدرت الأمم المتحدة بياناً في 17حزيران/يونيو2022 بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة التصحر، ذكرت فيه أن العراق من بين الدول الخمس الأولى الأكثر تضرراً من التغييرات المناخية، ويأتي في المرتبة 39 بين الدول الاكثر إجهاداً للمياه.
وذكر البيان أن الانخفاض القياسي في معدل سقوط الأمطار في سنة 2021، وهو ثاني أكثر المواسم جفافاً منذ 40 سنة، أدى إلى "نقص المياه والتصحر وتآكل التربة نتيجة الممارسات الزراعية غير المستدامة والى تؤدي الى تضرر وانكماش الغطاء النباتي".
وعددت الأمم المتحدة جملة من التحديات البيئية التي يواجهها العراق، تمثلت في: "موجات الحر الطويلة، انخفاض معدل هطول الأمطار، نقص وفقدان الأراضي الخصبة، ملوحة التربة، عدم كفاية الاستثمارات في البنية التحتية، نقص المياه العابرة للحدود، انتشار العواصف الترابية".
وشدد البيان الأممي على ضرورة ما أسماه "تغلب العراق على الغموض السياسي الوطني والإقليمي" للتخفيف من آثار التغييرات المناخية، وتدهور الأراضي، ومعالجة إدارة المياه العابرة للحدود الوطنية، وقيام السلطات الوطنية والمحلية بمتابعة التشريعات على وجه السرعة والممارسات المُحَسّنة المطلوبة لاستهلاك وإدارة مستدامة للمياه.
ودعت الام المتحدة الجهات المعنية في العراق، الى العمل على تثبيت واستقرار التربة وحماية غطائها النباتي من خلال تشجيع الاستخدام الفعال للمياه، وتجديد خزانات المياه، وإعادة تأهيل البنية التحتية لمنظومة الري، وزراعة المزيد من الأشجار والغابات والشجيرات.
وأوصت بزراعة أحزمة خضراء مستدامة حول المدن، والتحكم في أنشطة التعدين، وتحسين جودة التربة وحمايتها من الملوحة من خلال تقنيات زراعية أكثر استدامة،وتوفير حلول ري صديقة للبيئة، وإعادة تأهيل وبناء مهارات المزارعين، وحثهم على استخدام أسلوب الري بالتنقيط و أنواع الري الذكية"لأن من شأن ذلك ان يوفر المياه وأن يكون له أثر في إحداث تحولإيجابي".
تلك الدعوات الأممية والتوصيات، لن تساعد على تحسين القطاع الزراعي وايقاف عمليات النزوح السكاني من المناطق المتضررة بالجاف فقط، بل ايضا يمكن ان تساهم في تثبيت التربة وتقليل آثار الجفاف وتحسين المناخ وبالتالي تقليل تداعيات الموجات الغبارية على المواقع الأثرية.
يقول عالم الأثار عقيل المنصراوي، بأنالجفاف تسبب بظهور الكثبان الرملية وزيادة عدد العواصف الغبارية التي يصفها بالكارثية، ولاسيما بعد تحول نهري دجلة والفرات، وهما المصدر الرئيسي للري لغالبية فلاحي العراق، خاصة في مناطق جنوبي البلاد، الى مجرد مجريينفيهما مياه شحيحة بسبب قلة الامطار وقلة الواردات من دول الجوار.
ويوضح "وسع هذا من رقعة الجفاف على طول البلاد، وبشكل أكبر من مناطق الوسط حتى أقصى الجنوب، فأصبحت الطبقة السطحية للتربة رقيقة وتتحرك معها الرمال، فتؤدي وبشكل أكبر وأسرع إلى طمر الآثار لتصعب معها مهام فرق البحث الاستكشافية".
ويؤكد المنصراوي، أنه رصد خلال زياراته للمواقع الأثرية في محافظة ذي قار، جنوبي العراق، تغطية الرمال لمدينة "أم العقارب" التي تعود لأكثر من أربعة آلاف عام، وهي إحدى أهم المدن السومرية "ومن أكثر المدن المعرضة للإندثار خلال السنوات العشر المقبلة".
وتضم أمّ العقارب، العديد من المعابد، بينها معبد إله سومر "شاراع"، تتوزع على أرض صحراوية مساحتها 5 كيلومتر مربع، وفيها مقبرة تعد الأقدم في التأريخ، ومعبد أبيض وقصر ومقبرة ابتلعتهما الصحراء، يقول المنصرواي أنها جميعا تعاني بالإضافة إلى مواقع أثرية أخرى كأبو الجرابيع وأوما وشميت من تأثيرات ترتبطبالتغير المناخي من بينها "العواصف الرملية المتزايدة، وزيادة ملوحة التربة، وارتفاع درجات الحرارة"، بالإضافة إلى ما تتعرض له أصلاً من أعمال نهب متكررة.
وحذر من ان الكثبان الرملية ستغطي تلك المواقع بنسبة تتجاوز الـ80% خلال السنوات العشر المقبلة، قائلا"أعتقد أن مدينتاأوما وأم العقارب معرضة للاندثار كليا إذاما بقيت من دون تدخل حكومي يعمل على ايقاف تقدم الرمال نحوها".
ما هي الحلول
على الرغم من أن الهيئة العامة للآثار والتراث، لا تفصح عن حجم الميزانية الموضوعة لصيانة الأبنية الأثرية الشاخصة، الا أن رئيسها د.ليث مجيد حسين، يؤكد اتخاذ الهيئة إجراءات قال ان هدفها "الحد من تأثير التغيرات المناخية على المواقع الأثرية".
وتتمثل الاجراءات المتخذة بـ"أعمال صيانة وقائية دورية تجرى تحت اشراف فرق مختصة، بعد أن يتم تحديد المواقع الاكثر احتياجا لها عن طريق فرق كشفية، وأيضاً تسييج المواقع التي تحتاج إلى ذلك".
وينبه رئيس الهيئة العامة للآثار والتراث إلى أن كل المواقع الأثرية الشاخصة،عرضة لتأثيرات التغيير المناخي، كما يحدث في "الوركاء وآشور والزقورة، فيما تمتلك المواقع غير المكتشفة حماية طبيعية من آثار تغير المناخ".
د. داود سلمان بناي، وبخلاف الآراء التي تقول بأن التراكيز الملحية العالية في التربة تؤدي إلى تآكل الآثار، يقول بأن الحل الأمثل لحماية الآثار من التغييرات المناخية هو باستخدام الملح.
ويوضح وجهة نظره:"يمكن استثمار الطبقات الملحية في التربة من خلال عدة طرق متنوعة لتثبيت المواد الأثرية الرخوة وتعزيز استقرارها أو كعنصر في عمليات التثبيت الأثري لحفظ الهياكل الأثرية".
لكنه يشدد على وجوب استعمال الملح بحذر، والالتزام بالإرشادات المناسبة من قبل علماء الآثار المختصين، ولا سيما أن استخدام الملح بنحو غير صحيح، سيؤدي إلى تلف الآثار بدلاً من الحفاظ عليها، حسب تعبيره.
أما الباحث في الآثار، ومدير هيئة الآثار والتراث السابق في ذي قار، عامر عبد الرزق، فيقدم حلاً آخر لحل مشكلة تعرضالمواقع الأثرية للتعرية والآثار السلبية لموجات الرياح، وذلك من خلال تشجير المناطق المحيطة بها: "إنشاء حزام أخضر"، ويرى بأن الأشجار ستشكل مصدات طبيعية، تحمي الأثار وتعطي جمالية لمواقعها.
في حين لا يعتقد د. جعفر الجوذري، بأن التشجير سيجدي نفعاً، لأن المشكلة أصلا "سببها نقص المياه، فمن أين سيتم جلب المياه لسقي الحزام الأخضر". ووصف الحلول المطروحة في العراق لمعالجة تأثيرات التغيير المناخي بالترقيعية ولاترقى لمستوى المشكلة، وفقاً لتعبيره.
ودعا بدلاً من ذلك، إلى وضع ملف تداعيات التغيير المناخي كأولوية في خطط الجهات المختصة، من خلال تكثيف عمليات الصيانة وتغطية المواقع التي يمكن أن تتأثر بعوامل التغير المناخي،والاستعانة بخبرات دول نجحت في حماية أو تحييد آثار التغيرات المناخية والتقليل منها إلى أقصى حد ممكن.
يبدي، راكان حسين، وهو موظف متقاعد من مدينة الموصل شغوف بزيارة المواقع الأثرية، قلقه على آثارها بسبب تداعيات التغير المناخي خاصة في جنوبي المحافظة. يقول وهو يحمل صورا لوالده تعود لسبعينات القرن الماضي وهو يقف وسط آثار مدينة الحضر، ويقارنها بصور حديثة له في الموقع ذاته "أنظر الى حجم التهدم والاندثار".
يضيف بكلمات متقطعة وهو يعدل نظارتيه "كان تأثير العوامل البيئية محدودا في الماضي، لكنه بات كبيرا وخطيرا مع التغيرات المناخية المتطرفة.. ربما سيكون احتمالية صمود هذه الأعمدة والأقواس والنقوشلعقود أخرى ضعيفة جدا اذا لم تقدم معالجات سريعة".
* انجز التحقيق ضمن مشروع "الصحافة البيئية" بدعم من منظمة "انترنيوز" وتحت اشراف شبكة "نيريج"
المصدر: وكالة بغداد اليوم
كلمات دلالية: التغییرات المناخیة التغیرات المناخیة المواقع الأثریة درجات الحرارة نقص المیاه فی التربة تؤدی الى من خلال أکثر من من بین
إقرأ أيضاً:
الموساد وتفجيرات البيجر.. عميلان سابقان يكشفان تفاصيل جديدة عن العملية التي هزت حزب الله
"تحت عنوان كيف خدع الموساد الإسرائيلي حزب الله لشراء أجهزة استدعاء متفجرة"، نشرت شبكة "سي بي إس نيوز" الأمريكية، مساء الأحد، تقريرا سلطت فيه الضوء على عملية استخبارية معقدة نفذها الموساد الإسرائيلي.
اعلانالتقرير، الذي استند إلى شهادات عميلين سابقين، كشف عن تفاصيل جديدة حول استخدام أجهزة البيجر كأداة لاستهداف حزب الله، وهي عملية هزت لبنان وسوريا بعد أن استهدفت عناصر الحزب خلال سبتمبر/أيلول الماضي.
وفي التفاصيل التي كشف عنها العميلان خلال ظهور مقنع وبصوت معدل ضمن برنامج "60 دقيقة" على الشبكة الأمريكية، أوضح أحدهما أن العملية بدأت قبل عشر سنوات باستخدام أجهزة "ووكي توكي" تحتوي على متفجرات مخفية، والتي لم يدرك "حزب الله" أنه كان يشتريها من إسرائيل، عدوته.
وعلى الرغم من مرور السنوات، ظلت هذه الأجهزة خامدة حتى تم تفجيرها بشكل متزامن في سبتمبر/أيلول الماضي، بعد يوم واحد من تفجير أجهزة الإرسال المفخخة "البيجر".
يظهر في هذا الفيديو جهاز اتصال لاسلكي تم تفجيره داخل أحد المنازل في بعلبك شرقي لبنان، الأربعاء 18 سبتمبر 2024.AP/Copyright 2024 The AP. All rights reserved.أما المرحلة الثانية من الخطة، وفقًا لما كشفه العميل الثاني، فقد بدأت في عام 2022، عندما حصل جهاز الموساد الإسرائيلي على معلومات تفيد بأن حزب الله يعتزم شراء أجهزة البيجر من شركة مقرها تايوان.
وأوضح العميل أنه "لتنفيذ الخطة بدقة، كان من الضروري تعديل أجهزة البيجر لتصبح أكبر من حيث الحجم ولتتمكن من استيعاب كمية المتفجرات المخفية بداخلها".
وأضاف أن "الموساد أجرى اختبارات دقيقة على دمى لمحاكاة تأثير الانفجار، لضمان تحديد كمية المتفجرات التي تستهدف المقاتل فقط، دون إلحاق أي أذى بالأشخاص القريبين".
هذا وأشار التقرير أيضًا إلى أن "الموساد أجرى اختبارات متعددة على نغمات الرنين، بهدف اختيار نغمة تبدو عاجلة بما يكفي لدفع الشخص المستهدف إلى إخراج جهاز البيجر من جيبه على الفور".
وذكر العميل الثاني، الذي أُطلق عليه اسم غابرييل، أن إقناع حزب الله بالانتقال إلى أجهزة البيجر الأكبر حجمًا استغرق حوالي أسبوعين.
وأضاف أن العملية تضمنت استخدام إعلانات مزيفة نُشرت على يوتيوب، تروّج لهذه الأجهزة باعتبارها مقاومة للغبار والماء، وتتميز بعمر بطارية طويل.
مقاتلو حزب الله يحملون أحد نعوش رفاقهم الذين قضوا في انفجار أجهزة النداء المحمولة الخاصة بهم، في الضاحية الجنوبية لبيروت، لبنان، الأربعاء 18 سبتمبر 2024.Bilal Hussein/Copyright 2024 The AP. All rights reservedوتحدث غابرييل عن استخدام شركات وهمية، من بينها شركة مقرها المجر، كجزء من الخطة لخداع شركة غولد أبولو التايوانية ودفعها للتعاون مع الموساد دون علمها بحقيقة الأمر.
وأشار العميل إلى أن حزب الله لم يكن على علم بأن الشركة الوهمية التي تعامل معها كانت تعمل بالتنسيق مع إسرائيل".
Relatedبعد التفجيرات المميتة في لبنان.. طيران الإمارات تحظر أجهزة "البيجر" واللاسلكي على متن رحلاتها تفاصيل جديدة حول عملية الموساد الإسرائيلي في اختراق أجهزة الاتصال 'البيجر' التابعة لحزب اللهكيف زرعت إسرائيل المتفجرات في أجهزة البيجر وخدعت حزب الله؟وأسفرت تفجيرات أجهزة البيجر وأجهزة اللاسلكي التي نفذتها إسرائيل في سبتمبر الماضي عن مقتل وإصابة الآلاف من عناصر حزب الله والمدنيين والعاملين في مؤسسات مختلفة في لبنان وسوريا.
وكان موقع "أكسيوس" قد ذكر بعد أيام من تنفيذ الضربة، أن الموساد قام بتفجير أجهزة الاستدعاء التي يحملها أعضاء حزب الله في لبنان وسوريا خوفًا من اكتشاف الحزب الأمر، بعد أن كشف الذكاء الاصطناعي أن اثنين من ضباط الحزب لديهم شكوك حول الأجهزة.
وفي خطاب ألقاه الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، تعليقًا على الضربات التي وقعت قبل أيام من اغتياله، وصف نصر الله الهجوم بأنه "عدوان كبير وغير مسبوق". وأضاف: "العدو قد تجاوز في هذه العملية كل الضوابط والخطوط الحمراء والقوانين، ولم يكترث لأي شيء من الناحيتين الأخلاقية والقانونية".
وأوضح أن "التفجيرات وقعت في أماكن مدنية مثل المستشفيات، الصيدليات، الأسواق، المنازل، السيارات، والطرقات العامة، حيث يتواجد العديد من المدنيين، النساء، والأطفال".
اعلانمواطنون يتجمعون خارج مستشفى الجامعة الأمريكية في بيروت بعد وصول عدد من المصابين جراء انفجار أجهزة النداء، الثلاثاء 17 سبتمبر 2024AP Photo/Bassam Masriوبعد أشهر من تنفيذ الضربات، أفادت هيئة البث الإسرائيلية بأن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو تحمل مسؤولية هجمات أجهزة الاتصال، بالإضافة إلى اغتيال الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، وذلك خلال اجتماع للحكومة. وكشف نتنياهو أن عملية تفجير أجهزة البيجر واغتيال نصر الله تمت على الرغم من معارضة كبار المسؤولين في المؤسسة الأمنية.
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية النرويج تباشر التحقيق مع شركة للاشتباه بتورطها في بيع أجهزة "البيجر" إلى حزب الله الرئيس الإيراني يزور ضحايا تفجيرات أجهزة "البيجر" واللاسلكي في طهران "تلقت تهديدات".. المخابرات المجرية تحمي صاحبة الشركة المرتبطة بأجهزة "البيجر" المنفجرة في لبنان الصراع الإسرائيلي الفلسطيني حزب اللهبنيامين نتنياهولبناناعلاناخترنا لك يعرض الآن Next مباشر. استمرار القصف على قطاع غزة المحاصر واعتقالات في الخليل وبؤر استيطانية جديدة في الضفة الغربية يعرض الآن Next ماغديبورغ تودع ضحايا الهجوم المأساوي في أجواء يملؤها الحزن يعرض الآن Next دمشق باتت قبلة للدبلوماسيين.. لقاءات مكثفة لرسم ملامح المرحلة المقبلة فماذا بعد اجتماعات الجولاني؟ يعرض الآن Next فلتذهبوا إلى الجحيم! اللعنة كلهم يشبه بعضه! هكذا تعاملت ممرضة روسية مع جندي جريح من كوريا الشمالية يعرض الآن Next آمال تُعلّق على أبواب سنة مقدسة في روما، فهل ستكون سنة 2025 علامة فارقة؟ اعلانالاكثر قراءة بحضور الوزير فيدان.. الشرع يعد بنزع سلاح كل الفصائل بما فيها قسد وإسرائيل قلقة من تحرك عسكري تركي الشرطة النيجيرية: ارتفاع عدد قتلى حادثي تدافع بمناسبتين خيريتين لعيد الميلاد إلى 32 شخصا آيتان على سقف قصر السيسي ومُلْك فرعون الذي لا يفنى.. صورة الرئيس المصري تشعل مواقع التواصل مارس الجنس مع 400 من زوجات كبار الشخصيات أمام الكاميرا.. فضيحة مسؤول كيني يعتقد أنه مصاب بمرض الإيدز حادثة بـ"نيران صديقة" تسقط طائرتين أمريكيتين فوق البحر الأحمر اعلانLoaderSearchابحث مفاتيح اليومعيد الميلادإسرائيلضحاياروسياأبو محمد الجولاني جنوب السودانسوريافيضانات - سيولبشار الأسدألمانياالحرب في أوكرانيا حزب اللهالموضوعاتأوروباالعالمالأعمالGreenNextالصحةالسفرالثقافةفيديوبرامجخدماتمباشرنشرة الأخبارالطقسآخر الأخبارتابعوناتطبيقاتتطبيقات التواصلWidgets & ServicesAfricanewsعرض المزيدAbout EuronewsCommercial ServicesTerms and ConditionsCookie Policyسياسة الخصوصيةContactPress officeWork at Euronewsتعديل خيارات ملفات الارتباطتابعوناالنشرة الإخباريةCopyright © euronews 2024