المملكة حريصة على تعزيز علاقاتها مع القارة الأفريقية محرك جديد للاقتصاد السعودي 

ركزت الصحف السعودية الصادرة اليوم الثلاثاء على رؤية "2030" للمملكة والتي تسعى من خلالها إلى تعزيز علاقاتها مع دول العالم، لما لهذه العلاقات من دور رئيسي ومباشر في تنفيذ برامج الرؤية، وتحقيق أهدافها العامة، وإعادة توظيف مقدرات الوطن وإمكاناته، كما ركزت على المحرك الجديد للاقتصاد وهي المعادن التي لها دور أساسي في الصناعات.

 

وأوضحت صحيفة "الرياض" في افتتاحيتها بعنوان ( العلاقات الراسخة ) : منذ العمل برؤية "2030" والمملكة تسعى إلى تعزيز علاقاتها مع دول العالم، وترى أن لهذه العلاقات دوراً رئيساً ومباشراً في تنفيذ برامج الرؤية، وتحقيق أهدافها العامة، بغية إعادة توظيف مقدرات الوطن وإمكاناته، بما يضمن أقصى استفادة من مشاريع الرؤية، والارتقاء بحياة المواطن، وباقتصاد الوطن. وتتخذ العلاقات السعودية - الأفريقية مساراً صاعداً يبشر بالخير، يعكس رغبة الطرفين الجادة والصادقة في تنمية هذه العلاقات في جميع المجالات، وبخاصة الاقتصاد، إلى أن تتحقق الأهداف المرجوة مجتمعة.


وتابعت : حرص المملكة على تعزيز علاقاتها مع القارة الأفريقية دفعها إلى استضافة أعمال المؤتمر الاقتصادي السعودي العربي الأفريقي في الرياض، بمشاركة القادة وصنّاع القرار ونخبة من المسؤولين السعوديين والدول العربية والأفريقية، وقادة المال والأعمال والاستثمار من القطاعين الحكومي والخاص، بجانب الاتحادات التجارية، والمنظمات الدولية، والشخصيات البارزة في الأوساط الأكاديمية ومراكز الفكر.
ولم يكن لهذه العلاقات أن تترسخ بهذا الشكل لولا أن المملكة تدرك جيداً أهمية القارة السمراء، وما تتمتع به من موقع استراتيجي على خريطة العالم، فضلاً عن المزايا النسبية والخيرات الوفيرة التي تساعد وتحفز على تأسيس مشاريع مشتركة، في المقابل ترى الدول الأفريقية في المملكة دولة واعدة، لديها الكثير والكثير من الفرص الاستثمارية العملاقة، التي أوجدتها رؤية "2030".


وقالت صحيفة "الاقتصادية" في افتتاحيتها بعنوان ( هناك محرك جديد للاقتصاد ) : تلعب المعادن دورا أساسيا في تحريك الاقتصادات الوطنية، حيث تستخدم في صناعات مختلفة مثل البناء والصناعات الكيماوية والإلكترونيات والطاقة والنقل وغيرها. وتعد الدول الغنية بالمعادن من أهم الدول في الاقتصاد العالمي، ما يجعل الاستكشاف والاستخراج وتصنيع المعادن أحد النشاطات الصناعية الرئيسة على مستوى العالم. وتتفاوت أهمية المعادن من دولة إلى أخرى، فمثلا تتمتع بعض الدول بموارد طبيعية غنية في المعادن مثل الذهب والفحم والزنك والحديد والخامات المعدنية الأخرى، ويمثل تصدير هذه الموارد نسبة كبيرة من الناتج المحلي للدولة. وبالتالي، يمكن القول إن توفير المعادن يحقق ميزة تنافسية كبيرة للدولة في السوق العالمية ويساعد على تحقيق التنمية الاقتصادية.


وواصلت : وعلى هذا الصعيد، مر زمن طويل كانت فيه الأراضي الأمريكية مصدرا للثراء، فالمناجم -التي تم اكتشافها في القرنين الـ17 والـ18 وسميت تلك الحقبة "حمى الذهب" مع كثرة المناجم في كاليفورنيا وفي جورجيا ونورث كارولينا- استطاعت وضع الدول التي كانت تهيمن عليها تلك المناجم على سقف العالم، واستمرت الحالة على ذلك حتى مطلع القرن الـ20 عندما تم اكتشاف النفط، لقد لعبت الصناعة النفطية دورا كبيرا في تحولات الطاقة والاقتصاد، والحضارة، والقوى الدولية أيضا، وكان جل الصراع في أوروبا طيلة الحربين الأولى والثانية لتحقيق تفوق نوعي في مجال السيطرة على منابع النفط المكتشفة في ذلك الحين، لم تدخل الولايات المتحدة الصراع إلا متأخرة ذلك أنها كانت تقف على بحار من النفط، ثم توالت اكتشافات النفط بعد ذلك بكميات كبيرة في أنحاء متفرقة، وهذا منح العالم فترة من السلام، فلم تكن دولة واحدة قادرة على السيطرة على هذه الينابيع فاكتفى العالم بصراع محدود على سلامة الإمدادات، وممرات الناقلات النفطية الكبرى، ولا يزال هذا المشهد سيد الموقف، لكن الصورة بدأت تهتز قليلا مع ظهور الطلب على المعادن النادرة، التي تعد أساسية في الصناعات التكنولوجية المتقدمة، كما أنها ترتبط بالطاقة النظيفة ارتباطا وثيقا.
ويعتمد إنتاج واستخدام تكنولوجيات متقدمة وكذلك الطاقة النظيفة على هذه المعادن التي تشمل العناصر الأرضية النادرة بما في ذلك النيوديميوم والديسبروسيوم والسيريوم، التي تعد أساسية لإنتاج تقنيات توربينات الرياح والألواح الشمسية والمركبات الكهربائية وفي تصنيع المغناطيس الدائم، ويعد معدن الليثيوم المكون الأساسي في صناعة بطاريات تخزين الطاقة في السيارات الكهربائية وأنظمة الطاقة المتجددة والإلكترونيات المحمولة

 كما تظهر أهمية معدن الكوبالت في إنتاج بطاريات الليثيوم أيون وخلايا الوقود والمحللات الكهربائية، وهو أحد المكونات الرئيسة في الهواتف المحمولة وأجهزة الكمبيوتر وغيرها من التقنيات التي تستخدم في التسليح والصناعات الحربية المتقدمة. 

ويوضح تقرير نشرته صحيفة "الاقتصادية" في هذا الشأن صورة الاقتصاد العالمي بحلول 2040، حيث سيزيد الاستخدام العالمي للمعدن أكثر من 20 ضعفا مقارنة بعام 2020. وإذا كان اقتصاد الغد سيعتمد على الكوبالت وغيره من المعادن النادرة والمهمة فإن جيوش الغد ستعتمد عليها أيضا، نظرا إلى أنها ضرورية وتدخل في تصنيع الطائرات المقاتلة والذخائر الدقيقة وتكنولوجيا التخفي من الرادارات، وهذا يرسم لنا حمى جديدة في الاقتصاد العالمي، هي حمى المعادن النادرة، وإذا كانت فترة النفط مصدرا للسلم - نوعا ما - نظرا إلى انتشار منابعه حول العالم ولسياسة التوازن التي استخدمتها الدول المنتجة الكبرى، فإن حمى المعادن قد تعيد الصراع العالمي إلى أشده، لأن المناجم تقع في دول محدودة من العالم، وما يرفع من مستويات الصراع أن هذه المناجم تقع خارج الدول الصناعية الكبرى بخلاف الصين، فهي وحدها تسيطر على نحو 60 في المائة من الإنتاج العالمي للعناصر الأرضية النادرة، وتقوم فيه الصين بتكرير 80 في المائة من الكوبالت في العالم، و60 في المائة من الليثيوم وتهيمن على إنتاج المعادن الأخرى الضرورية في مجال انتقال الطاقة والتصنيع العسكري، بينما لا تمتلك الولايات المتحدة القدرة على إنتاج الكوبالت مع تراجع مخزونها من 13 ألف طن خلال الحرب الباردة إلى 333 طنا فقط 2021. ومن بين 50 معدنا تدخل ضمن قائمة المعادن الحرجة لعام 2022 تعتمد الولايات المتحدة على استيراد 12 معدنا بشكل كامل، و31 معدنا آخر تستورد أكثر من نصف احتياجاتها.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: تعزیز علاقاتها مع هذه العلاقات

إقرأ أيضاً:

وزير الصناعة السعودي: نتعاون مع مصر لتسهيل دخول المنتجات الدوائية للمملكة والعكس

قال الدكتور علي الغمراوي، رئيس هيئة الدواء المصرية، إن نهدف إلى التعاون المشترك معالمملكة العربية السعودية في التصنيع الدوائي والمواد الفعالة وغير الفعالة، نظرا لقوة السوقين.

لقاء صحفي مصري سعودي مشترك


جاء ذلك خلال لقاء صحفي مشترك مع وزير الصناعة السعودي، بندر إبراهيم، من جانبه، أوضح بندر إبراهيم، وزير الصناعة السعودي، أن البلدين لديهم علاقات متميزة على المستوى السياسي والشعبي، نهدف تعزيز التبادل التجاري بين البلدين خصوصا في قطاع الدواء نظرا لاهميته في تحقيق الامن الدوائي للمواطن السعودي.


وأضاف وزير الصناعة، اننا نستهدف بان نكون مركز اقليمي في صناعة الدواء بالمنطقة، وياتي هذا التعاون مع هيئة الدواء المصرية لتعزيز وتحقيق هذا الهدف، مؤكدا أننا سنعمل على تسهيل دخول المنتجات الدوائية المصرية للسوق السعودي والعكس.

مقالات مشابهة

  • 50 بندًا.. تفاصيل إعلان القاهرة خلال قمة الدول الثماني النامية للتعاون الاقتصادي
  • عاجل - "مصر كبيرة وعظيمة".. أبرز تصريحات الرئيس الإيراني خلال أعمال القمة الـ11 لمنظمة الدول الثماني النامية للتعاون الاقتصادي
  • السيسي يستقبل القادة المشاركين في القمة الـ11 لمنظمة الدول الثماني الإسلامية للتعاون الاقتصادي
  • الرئيس السيسي يستقبل القادة المشاركين في القمة الـ 11 لمنظمة الدول الثماني النامية للتعاون الاقتصادي
  • انطلاق قمة منظمة الدول الثماني النامية للتعاون الاقتصادي بمشاركة الرئيس بعد قليل
  • اليوم.. مصر تستضيف أعمال القمة الـ 11 لمنظمة الدول الثماني النامية للتعاون الاقتصادي
  • معهد الشارقة للتراث يطلق مؤتمر «مدائن التراث في العالم العربي»
  • اليوم العالمي للغة العربي.. دعوات لصون لغة الضاد وتعزيز حضورها عالميًا
  • وزير الصناعة السعودي: نتعاون مع مصر لتسهيل دخول المنتجات الدوائية للمملكة والعكس
  • البرلمان العربي يشيد بالجهود والإنجازات التي حققتها سلطنة عمان في مجال حقوق الإنسان تحت قيادة السلطان هيثم