عندما أعلنت جماعة الحوثي رسميا شن هجمات على اسرائيل ردا على جرائمها في غدة، ارتفعت أصوات المسؤولين الأمريكيين لإعادة تصنيفهم كجماعة ارهابية، بعد استبعادهم من القائمة فور وصول الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى البيت الابيض قبل نحو ثلاثة أعوام، فيما يقلل سياسيين يمنيين من أهمية هذه الأصوات نتيجة تخادم المصالح بين الجانبين.

 

وفي31 اكتوبر، تبنت جماعة إطلاق دفعة كبيرة من الصواريخ الباليستية وعدد كبير من الطائرات المسيرة باتجاه إسرائيل، متوعدة على لسان المتحدث العسكري يحيى سريع بمواصلة إطلاق صواريخ ومسيّرات نحو إسرائيل حتى يتوقف "العدوان" على قطاع غزة، معلنين شنّ 3 عمليات من هذا النوع منذ اندلاع الحرب بين إسرائيل وحركة حماس في 7 أكتوبر.

 

واعترف الجيش الإسرائيلي بـ"اختراق طائرة معادية" أدى إلى إطلاق صفارات الإنذار في منتجع إيلات المطلّ على البحر الأحمر.

 

وبعد يومين من تبنى الجماعة استهداف اسرائيل، حث 15 عضوا في مجلس الشيوخ الامريكي في رسالة الى وزير الخارجية انتوني بلينكن، على إعادة تصنيف جماعة الحوثيين كمنظمة إرهابية أجنبية، على خلفية ما وصفوها ب" الهجمات الوقحة" التي تشنها ضد إسرائيل، من شأنه أن يبعث برسالة قوية مفادها أن الولايات المتحدة تعتبر هذه المجموعة بمثابة "تهديد واضح لحلفائنا وشركائنا والاستقرار الإقليمي".

 

وفي نوفمبر2021، شطبت إدارة الرئيس الامريكي جو بايدن جماعة الحوثيين من قائمة الجماعات الإرهابية، وهو التصنيف الذي اتخذته إدارة دونالد ترامب في أيامها الأخيرة.

  

ورقة ضغط

 

واستبعد الباحث المتخصص بالشؤون العسكرية والاستراتيجية علي الذهب اعادة تصنيف الولايات المتحدة جماعة الحوثيين كجماعة إرهابية، لأنها تستخدمهم كورقة من أوراقها التي تضغط بها على الأنظمة العربية ويمكن في نفس الوقت الحكومة اليمنية حتى تمرر من خلالها مصالح في المناطق الخاضعة تحت سيطرتها.

 

ويضيف "الذهب" لـ"الموقع بوست": لا يمكن التصور بأنها يمكن أن تصنفها في قائمة الإرهابية، حيث هناك أهمية استراتيجية ومصالح الولايات المتحد فيها وذلك من المنطقة الواقعة بين المخا أو جنوب الحديدة حتى الغيضة شرقاً.

 

واعتبر أستاذ علم الاجتماع السياسي الدكتور عبدالكريم غانم محاولات بعض النواب الجمهوريين إصدار قانون ينصف جماعة الحوثي كجماعة إرهابية هي مجرد محاولات لن يُكتب لها النجاح، مؤكدا بأن إدارة بايدن منذ أن وصلت إلى البيت الأبيض تعمل على ترويض الحوثيين وتتجنب الإضرار بهم.

 

ويشير "غانم" إلى أن الجماعة واثقة من عدم إقدام الولايات المتحدة في ظل رئاسة بايدن على معاقبتهم، لذلك أقدموا على القيام بهذه الهجمات، مضيفا أن الإدارة الأمريكية وحلفائهم يدركون أن هذه الهجمات عديمة الفاعلية في الجانب العسكري، فلن تفيد المقاومة الفلسطينية ولن تتسبب بأي ضرر لإسرائيل.

 

ويرجح الباحث المتخصص بالشؤون العسكرية والاستراتيجية علي الذهب أن الرد الأمريكي لن يكون فاعلاً أو مؤثراً كما فعلت الولايات المتحدة في 2016، عندما ضربت المرافق العسكرية في الحديدة، بسبب تعرض قطعاتها للتهديد نسب للحوثيين وعلي عبدالله صالح حينها.

 

قلق أمني

 

ويؤكد أن الهجمات لم تكن مؤثرة، ولكنها أحدثت ضجيجاً وقلق أمني من أن يتطور هذا الهجوم ليستهدفو القطع البحرية والمصالح الأمريكية والإسرائيلية في البحر الأحمر، لكنه يشر إلى أن الحوثيين كشف الأنظمة العربية بأنهم أكثر اخلاصا للقضية الفلسطينية والقادرين على صنع شيء.

 

ويوجد لدى الحوثيين مشاكل داخلية في مناطق سيطرتها منها (الرواتب وضعف الأداء الخدمي وتعطل المصالح وزيادة النقمة الشعبية)، حتى ذهبوا نحو تحقيق مكاسب جديدة تطغي على هذه المشاكل من خلال رفع المعنويات للمقاومة الفلسطينية في غزة، نتيجة تخلي كبير من قبل العرب إتجاه الأنظمة الحكومية، وفق الذهب.

 

ويشير إلى أن ردود أفعال إسرائيل وامريكا، ستكون من خلال عدم التصعيد وإدارة التحركات في البحر الاحمر، لكن من باب تلويح باستخدام القوة حتى لا تكرر الجماعة، بينما يعتقد أن إستخدام القوات سيكون حاضر في حالات التكرار الهجمات.

 

كسب وتحسين الصورة

 

أما استاذ علم الاجتماع السياسي الدكتور عبدالكريم غانم يؤكد أن إعلان الحوثيين رسميا استهداف إسرائيل يتضمن العديد من الدلالات، كفرصة لكسب بعض التأييد الذي حصدته حركة المقاومة الإسلامية حماس في هجومها على المستوطنات الإسرائيلية وفي تصديها لمحاولات الجيش الاسرائيلي اجتياح غزة، بعدما أخفقت في حل أزماتها الداخلية.

 

ويضيف لـ"الموقع بوست" أن هجمات الحوثيين باتجاه اسرئيلي تساهم في حفظ ماء وجه النظام الإيراني الذي يزعم نصرة القدس، دون أن يتمكن من القيام بأي خطوة عملية لدعم المقاومة الفلسطينية في غزة، مشيرا إلى أن لدى الحوثيين وسائل ضغط عسكري أكثر تأثيرا من إطلاق مسيرات أو صواريخ يتم إسقاطها في البحر الأحمر دون أن تصيب أي هدف عسكري داخل إسرائيل.

 

وبحسب "غانم" فان الغرض من الهجمات ليس سوى دعاية لتحسين صورة الجماعة ومحور إيران الذي يزعم تأييد المقاومة الفلسطينية، لكنه يؤكد أن ما سيزعج أمريكا هو دخول إيران أو حزب الله في الحرب بشكل فعلي، أما الحوثيين او الحشد الشعبي العراقي تدخلاتهما للأغراض الدعائية ومحاولات تسجيل موقف، وليس لهجماتها أي تأثير عسكري في مجرى الصراع الدائر في غزة.


المصدر: الموقع بوست

كلمات دلالية: اليمن فلسطين الحوثي اسرائيل غزة الولایات المتحدة إلى أن

إقرأ أيضاً:

مقتل تسعة إرهابيين باشتباك مع الجيش في شمال بنين

قتل تسعة إرهابيين خلال اشتباكات بين الجيش ومتشددين في شمال جمهورية بنين الواقعة في غرب أفريقيا والتي تواجه تصاعدا في وتيرة الهجمات على مواقع القوات المسلحة.
وتستمر العاصمة الاقتصادية للبلاد كوتونو (جنوب) في جذب السياح في حين يشهد شمال البلاد، منذ سنوات، مثل هذه الهجمات التي غالبا ما تنسبها الحكومة إلى جماعات إرهابية تسعى إلى توسيع نفوذها من بوركينا فاسو والنيجر.
وقال مصدر مقرب من القيادة العسكرية العليا إن الجيش شن ليل الخميس الجمعة "عملية هجومية" أدت إلى "تحييد تسعة إرهابيين".
وجاءت العملية، التي قال مصدر محلي إنها جرت في بلدة "كريماما"، بعد أن أدى انفجار عبوة ناسفة إلى مقتل جندي وإصابة اثنين في "كانتورو".
وقال ضابط، طالبا عدم كشف هويته، إن "العمليات الجوية الهجومية بدعم من قوات برية أسفرت عن تدمير مركز لوجستي مهم تابع لإرهابيين".
وتنشط جماعات مرتبطة بتنظيمي القاعدة وداعش الإرهابيين في مناطق نائية من بوركينا فاسو والنيجر.

أخبار ذات صلة قوات أمن باكستان تقتل 15 مسلحا هدوء يخيم على شرق الكونغو الديمقراطية المصدر: آ ف ب

مقالات مشابهة

  • 10 قتلى باشتباكات في بنين
  • المنصات ترفض تهديد إسرائيل لسوريا والتدخل من بوابة أزمة جرمانا
  • غزة : ١١٦ شهيداّ فلسطينيا منذ إعلان وقف إطلاق النار مع إسرائيل 
  • مقتل تسعة إرهابيين باشتباك مع الجيش في شمال بنين
  • صحة غزة: 116 شهيد فلسطينيا منذ إعلان وقف إطلاق النار مع إسرائيل
  • زعيم الحوثيين: استئناف العدوان على غزة سيؤدي إلى تصعيد عسكري ضد إسرائيل
  • "المنظمات الأهلية الفلسطينية": قرار إسرائيل بوقف المساعدات لغزة سيكون له تداعيات خطيرة
  • عاجل | ماركو روبيو: إدارة ترامب ستستمر في استخدام كل الأدوات المتاحة للوفاء بالتزام الولايات المتحدة بأمن إسرائيل
  • جندي أمريكي حاول استهداف قاعدة بحرية انتقاماً لمقتل سليماني.. ما قصته؟
  • قبل الاجتماع مع زيلينسكي.. ترامب يخفف "الهجمات اللفظية"