غالبا ما يُطلق على البعوض أنه أكثر الحيوانات فتكا في العالم، حيث تتسبب الأمراض المنقولة بالنواقل، بما في ذلك تلك الناتجة عن البعوض -مثل الملاريا والحمى النزفية وفيروس زيكا وفيروس النيل الغربي- في وفاة أكثر من 700 ألف شخص في جميع أنحاء العالم كل عام.

هذا التأثير العالمي للأمراض التي ينقلها البعوض هو ما دفع باحث الطب الحيوي برادلي جاي ويلنبيرغ وفريقه البحثي لتطوير أدوات مبتكرة بهدف المساعدة في مكافحة الأمراض الفتاكة التي تنتقل عن طريق البعوض، ونُشرت تفاصيل دراستهم في مجلة "إنسيكتس" (Insects)، في الثاني من يونيو/حزيران الجاري.

أدوات مبتكرة لمراقبة ومكافحة البعوض

يعتمد الباحثون حاليا بشكل كبير على النماذج الحيوانية والخلايا المستنسخة في الأطباق المخبرية لمثل تلك الدراسات. وفي دراستهم المنشورة حديثا، أعلن باحثون في كلية الطب بجامعة سنترال فلوريدا (University of Central Florida) الأميركية، عن نجاحهم في إنشاء أنسجة بشرية مهندسة تحفز عملية لدغ البعوض.

وقد قام الفريق المتعدد التخصصات بتغطية الهلام بالخلايا البشرية، كما قام الفريق بإنشاء نسيج هندسي ثلاثي الأبعاد وإمداده بالدم وبمواد حيوية تجذب البعوض للدغ والتغذية، وأظهرت الاختبارات أن البعوض يمكنه اللدغ والتغذي على الدم من هذه الأنسجة بشكل طبيعي.

جاء ويلنبيرغ أستاذ الطب في الجامعة بفكرة الأنسجة المهندسة عندما علم أن المعاهد الوطنية للصحة كانت تبحث عن نماذج ثلاثية الأبعاد جديدة يمكن أن تساعد في دراسة مسببات الأمراض التي يحملها البعوض ومفصليات الأرجل الأخرى.

ويقول ويلينبيرغ في بيان صحفي للجامعة "عندما قرأت عن بحث المعاهد الوطنية للصحة عن هذه النماذج، جعلني هذا أفكر في أنه ربما توجد طريقة لجعل البعوض يلدغ ويتغذى بالدم على النماذج ثلاثية الأبعاد مباشرة".

باحثون يفحصون النتائج البحثية للدراسة، الباحث جاي ويلنبيرغ (يسار) والطالب كوري سيفي (جامعة سنترال فلوريدا) ما زال في مراحله المبكرة

يعمل ويلينبرغ على استخدام الهندسة الحيوية والمواد الحيوية وهندسة الأنسجة والنانوتكنولوجي وعلم أمراض الحشرات لتطوير أدوات مبتكرة لمراقبة ومكافحة البعوض والبحث عنها. كما يأمل في تكييف هذه المنصة الجديدة للتطبيق على حشرات أخرى مثل القراد الذي ينقل داء لايم.

وقال ويلينبرغ "لقد أظهرنا الأدلة الأولية لهذا النموذج الأولي. وأعتقد أن هناك العديد من الطرق المحتملة لاستخدام هذه التقنية".

وأضاف: "إذا استطعنا توفير شيء يساعدنا على فهم البعوض والتدخل في الأمراض وإبعاد البعوض عن الناس بطريقة ما، فهذا أمر إيجابي".

ولا يزال هذا النظام في مراحله الأولى، ويريد ويلينبرغ تضمين أنواع إضافية من الخلايا لجعل النظام أكثر قربا من الجلد البشري، ويعمل على تطوير تعاون مع الخبراء الذين يدرسون الأمراض المنقولة بواسطة الحشرات ويعملون مع الحشرات المصابة.

كما يعمل مع منظمات مكافحة البعوض لرؤية كيف يمكن استخدام هذه التكنولوجيا.

أظهرت الاختبارات أن البعوض يمكنه اللدغ والتغذي على الدم من الأنسجة المصنعة بشكل طبيعي (جامعة سنترال فلوريدا) الأفكار الجيدة ستزدهر

ويأمل العلماء في استخدام هذه المنصة الجديدة لدراسة كيفية تأثير الأمراض التي يحملها البعوض على الخلايا والأنسجة البشرية، وكيفية انتشارها.

كما يأمل العلماء أيضا في استخدام هذه التقنية الجديدة لتغذية أنواع البعوض التي يصعب تربيتها والحفاظ عليها في المختبرات، مما يعد تطبيقا عمليا مهما.

ويقول ويلنبيرغ "أعتقد أن هناك العديد من الطرق المحتملة لاستخدام هذه التكنولوجيا" ، ويضيف "الأفكار الجيدة واتجاهات البحث الأخرى ستزدهر عندما تصل إلى أيدي الآخرين".

المصدر: الجزيرة

إقرأ أيضاً:

حققت 18 مليون مشاهدة.. حيلة سحرية في دقيقة للتخلص من القلق

أصبح التوتر جزءاً لا مفر منه من حياتنا اليومية، حيث تزداد آثاره السلبية ويصعب التعامل معه. لكن خبيرة أمريكية تقدم طريقة بسيطة يمكن أن تقضي على التوتر في ثوانٍ معدودة.

وفقاً لموقع "دايلي ميل"، تشرح الخبيرة المقيمة في ولاية إلينوي، لورين أوير، أن الطريقة تعتمد على "خداع" الجسم ليعتقد أنه مسترخي، مما يساعد في تهدئة الأعصاب بشكل سريع.
وقالت أوير في مقطع فيديو على إنستغرام، الذي شاهده 18 مليون شخص، إن التقنية تكمن في التركيز على شيء معين، مثل قلم أو أي شيء آخر، مع تحريك نظرك إلى ما بعد تلك النقطة ثم العودة إلى تلك النقطة. هذا التركيز المتنقل ينشط رد الفعل العيني القلبي الذي يهدئ الأعصاب ويعمل على تنظيم التنفس.

      View this post on Instagram      

A post shared by Lauren Auer | Trauma Therapist (@yourtraumatherapist_)

كيف تعمل التقنية؟ التركيز على شيء قريب ثم الانتقال إلى شيء بعيد يحفز الجهاز العصبي ليغير وضعه من "القتال أو الهروب" إلى وضع "الراحة والهضم"، مما يؤدي إلى تباطؤ معدل ضربات القلب واسترخاء العضلات، كما لو أن الجسم في حالة راحة.
تعتبر هذه التقنية من أبسط الطرق لمواجهة نوبات القلق، خاصة في وقت تزايدت فيه حالات القلق والذعر التي يعاني منها العديد من الأشخاص، حيث يُصاب حوالي 1 من كل 10 أشخاص بنوبة قلق سنوياً.

مقالات مشابهة

  • محافظ الأحساء يناقش خطط تطوير منظومة إعادة استخدام المياه
  • القومية للأنفاق تكشف وسائل الدفع المتنوعة بشبكة المترو والقطار الكهربائي الخفيف
  • حققت 18 مليون مشاهدة.. حيلة سحرية في دقيقة للتخلص من القلق
  • طبيبة تكشف عن المدة التي ينبغي أن ترتدي فيها مثبت الأسنان بعد التقويم
  • أفضل طريقة للتخلص من الأرق في رمضان
  • «الصحة» تُحذر من «حقنة سحرية»: تُصيب أصحاب هذه الأمراض بالكوارث
  • الساعات الذكية تساعد في الحد من انتشار الأوبئة
  • هؤلاء ممنوعون تناول العرقسوس في رمضان
  • القومية للأنفاق توفر وسائل دفع متنوعة بشبكة المترو والقطار الكهربائي
  • هل تدفق دمك يسير كما يجب؟ 10 أعراض لهبوط الدورة الدموية