مصنع لمسيرات بيرقدار التركية في أوكرانيا.. هل يؤثر على العلاقات التركية الروسية؟
تاريخ النشر: 28th, June 2023 GMT
نشر موقع نيوز ري الروسي (news.ru) أن شركة "بايكار ماكينا" التركية تعمل على إكمال بناء مصنع طائرات مسيرة في أوكرانيا في عام 2025، متسائلا عن سبب عدم الخوف من الهجمات الروسية، وعن احتمال تأثيره السلبي على العلاقات بين أنقرة وموسكو.
ونقل الموقع في تقرير للكاتبين أوليغ كوسوف وسيرغي بودوسينوف تصريحا من المدير العام للشركة التي ستنشئ المصنع في أوكرانيا قال فيه إن معظم الأعمال التحضيرية جارية بالفعل، ومن المتوقع أن يتم توصيل كهرباء المصنع في يوليو/تموز المقبل حيث ستنتج المنشأة الطائرات المسيرة من طراز بيرقدار تي بي 2 وبيرقدار أكينجي.
وأوضح التقرير أن شركة "بايكار ماكينا" امتلكت موقع المصنع في أوكرانيا في أغسطس/آب من العام الماضي، وكان من المخطط الانتهاء من البناء في عام 2024 ليبدأ الإنتاج في منطقة كييف في العام نفسه، لكن لم يصدر بعد بيان رسمي من المطور حول الموقع الدقيق للمصنع، غير أن الخبير العسكري ميخائيل أونوفرينكو يرى أن أوكرانيا اختارت غرب البلاد.
الشركة الأجنبية الوحيدة بمجالهاوأوضح التقرير أن شركة بايكار التركية بدأت تستعد لبناء المصنع منذ ما يقرب من 4 سنوات في عام 2019، وهي الآن الشركة الوحيدة في أوكرانيا التي لديها مؤسس أجنبي وترخيص للأنشطة العسكرية.
ونقل التقرير عن الباحث السياسي التركي والأستاذ بجامعة أنقرة طغرل إسماعيل قوله إن تركيا مهتمة بتطوير التعاون العسكري مع أوكرانيا، حيث يعتمد ذلك على توريد المكونات الأوكرانية، ولا سيما المحركات، ولأن أوكرانيا لديها إنتاج راسخ من المحركات اللازمة، على سبيل المثال، للطائرات المسيرة، وتشتري تركيا العديد من المحركات الأوكرانية لصناعتها، بما في ذلك المحركات العسكرية.
لا خطر من الصراع المسلح
وبيّن التقرير أن "بايكار ماكينا" تخطط لاستخدام محركات AI-322F الأوكرانية لإنتاج مسيرات من طراز بيرقدار كيزيليما الأسرع من الصوت، في حين يعتقد الباحث إسماعيل أنه لا يوجد شيء غريب من أن تركيا تقوم بذلك في بلد يجري فيه صراع مسلح. وذكر أن لتركيا سياسة خارجية واقتصادية متوازنة للغاية، وتعتقد أن العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا ستنتهي العام المقبل.
ونقل التقرير عن أليكسي أوبراتسوف الأستاذ المساعد في الكلية الشرقية بجامعة سانت بطرسبرغ الحكومية، قوله إن روسيا لا توافق على الاتصالات العسكرية بين أنقرة وكييف، لكنها تتفاعل معها بهدوء، مضيفا أن لروسيا الآن العديد من المشاريع الاقتصادية مع تركيا، وأن بناء مصنع بيرقدار لن يؤثر كثيرا على العلاقات بينهما.
حتى إذا تم تدميرهويعتقد أوبراتسوف أن القيادة الروسية لا تميل إلى تهويل الموقف بالطائرات التركية المسيرة، لأنها تشكك في فعاليتها القتالية الحقيقية، ولا تؤثر على العمليات القتالية بالطريقة التي كانت عليها قبل أكثر من عام، وليس لديها تقنيات فائقة غير مسبوقة أو بعض الكفاءة الفائقة المفترضة التي لا تُقاوم. ويعترف أوبراتسوف أنه إذا كانت الطائرات المسيرة تشكل خطرا على روسيا، فإن "المصنع سيتم تدميره".
وأضاف أوبراتسوف أن بناء مصنع في أوكرانيا مفيد في المقام الأول للأتراك، لأنهم سيجنون أموالا جيدة من ذلك، مضيفا أن الشيء الرئيسي بالنسبة للأتراك هو الحصول على المال، وسوف يحصلون عليه.
وختمت الصحيفة تقريرها برأي ميخائيل أونوفرينكو الخبير العسكري الروسي الذي اتفق مع أوبراتسوف، فوفقا له فإن الأتراك سيفعلون ما هو مفيد لهم وليس لأوكرانيا، وسوف يأخذون دفعة مالية مقدمة، وسيبدؤون في بناء المصنع، وإذا تم تدميره، فليكن، وحتى إذا اختفت أوكرانيا تماما من الخريطة بحلول ذلك الوقت، فسيظل المال مع الشركة التركية.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: فی أوکرانیا
إقرأ أيضاً:
باحث إيراني عن التوتر مع تركيا لـبغداد اليوم: علينا إعادة تقييم وتحديث سياستنا تجاه أنقرة
بغداد اليوم - بغداد
رأى الكاتب والمحلل السياسي الإيراني، علي جاهخو زاده، اليوم الثلاثاء، (4 آذار 2025)، إن على طهران أن تقوم بإعادة تقييم وتحديث سياستها تجاه أنقرة وذلك في تصاعد التوتر بين بين البلدين واستدعاء السفراء بينهما على خلفية تصريح وزير الخارجية التركي هاكان فيدان ضد إيران.
وقال جاهخو زاده لـ"بغداد اليوم"، إن: "المواضيع التي طرحها فيدان تمثل نوعًا من الدعم للتيار الذي يريد تخريب العلاقات بين إيران وتركيا"، مبيناً "بدلًا من أن تتعاون تركيا مع إيران وتنسق لمواجهة هذا التيار، اتبعت في معظم الحالات سياسات تتعارض مع توجهات إيران".
وأوضح، ان "إيران أبدت صبراً إزاء هذه المواقف، ولم تقتصر التصريحات التركية على وزير الخارجية فقط، بل كرر مسؤولون آخرون في البلاد أخطاءهم عدة مرات، وهذه المواقف تعكس أخطاء في الحسابات السياسية لأنقرة تجاه إيران".
وتابع "في ظل التطورات الإقليمية الراهنة، تبرز أهمية إعادة تقييم وتحديث سياسات إيران تجاه تركيا، و العلاقات الإيرانية-التركية شهدت تاريخاً من التعاون والتنافس، مما يجعل من الضروري تبني استراتيجيات جديدة تعزز المصالح المشتركة وتحد من التوترات المحتملة".
وبين الباحث الإيراني إنه "على الرغم من الروابط التاريخية والثقافية، شهدت العلاقات بين البلدين توترات في بعض الأحيان، مؤخراً، استدعت كل من تركيا وإيران دبلوماسيي البلد الآخر بعد تصريحات انتقد فيها وزير الخارجية التركي دعم إيران للجماعات المسلحة في سوريا وأماكن أخرى، وهذا الحدث يسلط الضوء على الحاجة الملحة لإعادة تقييم السياسات لضمان عدم تصاعد التوترات".
وأكد " ضرورة عمل البلدين على تعزيز قنوات الاتصال الدبلوماسية لتفادي سوء الفهم وحل القضايا العالقة بروح من التعاون، منوهاً، انه "يمكن لإيران وتركيا العمل معاً في ملفات إقليمية مثل الأزمة السورية، مما يعزز الاستقرار ويقلل من التوترات".
وختم قوله ان "إعادة تصميم سياسات إيران تجاه تركيا ليست ضرورية فحسب، بل حيوية لضمان استقرار المنطقة وتعزيز العلاقات الثنائية بما يخدم مصالح الشعبين".
وفي تصريحات له قبل أيام اعتبر وزير الخارجية التركي هاكان فيدان أن سياسة إيران الخارجية المرتبطة بأذرعها لها "مخاطر كبيرة رغم بعض المكاسب التي حققتها"، مؤكدا أنها "تكبدت تكلفة أكبر مقابل الحفاظ عليها".
وشدد فيدان على ضرورة التخلي عن سياسة الاستحواذ بالمنطقة، معربا عن قناعته بأن قادة إيران سيفكرون من منظور مختلف بعد التطورات في المنطقة من خلال تطوير العلاقات مع الدول الأخرى.