السكن في عربات متهالكة.. وسيلة نازحي غزة للتغلب على جحيم الحرب (صور)
تاريخ النشر: 7th, November 2023 GMT
جثث تملأ شوارع ومستشفيات وطرقات مدينة غزة المحتلة، رائحة الموت تفوح من كل مكان، منازل مهدمة وأسر مٌهجرة، وأخرى محاصرة تحت الأنقاض وثالثة تتلقى تهديدات من قوات الاحتلال الإسرائيلي بضرورة إخلاء بيوتهم، هكذا يبدو المشهد في فلسطين منذ بدء الحرب الإسرائيلية الغاشمة في السابع من أكتوبر الماضي لتضطر بعض العائلات لمغادرة القطاع المكلوم والعيش داخل السيارات في الشوارع والأراضي الفارغة خوفا من بطش العدو، يعيشون في قلق دون أدنى مقومات حياتية مع من تبقى من ذويهم.
سيارة ملاكي صغيرة داخلها 5 من أفراد عائلة أبو مرسة، وأعلاها بطانية وبعض الملابس، وعلى زجاجها عٌلقت سجادة صلاة، اتخذت منها العائلة مسكنا لها على أطراف مدينة خان يونس بعد قصف قوات الاحتلال الإسرائيلي لمنزلها وسط مدينة غزة قبل أيام قليلة، وفق سالم أبو مرسة رب رب هذه الأسرة في تصريح لـ«الوطن»: «إحنا جالنا تهديدات بسرعة إخلاء بيتنا في غزة، ولكن المنزل المجاور لينا بتاع أبناء عمومتنا انضرب والناس استشهدت واتصابت قلنا لازم نمشي على الجنوب، عرفنا إن هناك في ضرب فبقينا عالقين على أطراف خان يونس، أنا وولادي التلاتة وزوجتي».
يتمنى «أبو مرسة» الرجوع إلى منزله، حيث يعيش وأسرته في الشارع دون مأوى ولا أدنى مقومات للحياة سواء مياه أو كهرباء أو خبز: «عايشين ميتين، قاعدين في الشارع ومعرضين للقصف في أي وقت، لا مياه ولا كهرباء ولا خبز ولا حمامات، وبضطر أخد العربية وامشي مسافات طويلة علشان أجيب جركن مياه غير صالحة للشرب ولا بعض أرغفة الخبز، وبتمنى بلدنا تعود مرة أخرى، ما عنديش علم إذا كان بيتي تم تدميره أم لا، مش عارف أتواصل مع جيراني».
وعلى بعد نحو 200 متر في أرض فارغة جانبية على طريق خان يونس، تسكن أسرة وهدان التي اتخذت من سيارتها الميكروباص المتهالكة مأوى لها، حيث يسكنها 11 فردا وفقا لـ«سامر وهدان»: «هكذا أصبحت حياتنا، دون أي مقومات تركنا بيوتنا في غزة ونزحنا إلى الجنوب لكننا محاصرين على الطريق، لا منا وصلنا ولا بقينا وما عرفنا نجيب أغراضنا بعد ما قصفوا بيتنا يا دوب كرسيين وبطانيتين وهدمتين نستر بيهم نفسنا، العدو قضى على مدينتنا وبيوتنا».
«أحمد أبوعمرة»: «نعيش بلا مأوى»إناء بلاستيكي إلى جانب سيارة ملاكي متهالكة، وأسفل خيمة قماشية لا تقي من برد الشتاء ولا من حرارة الصيف، بالقرب من مخيم جباليا الذي جرى قصفه عدة مرات، جلست عائلة أبو عمرة التي فقدت 8 أفراد منها في قصف غاشم على منزليهما في مدينة غزة، يبكي صغارها، وتنزف قلوب كبارها دما على من فقدوهم، وفق «أحمد أبوعمرة»: «ما بقى لينا أحد، فقدنا 8 منهم شقيقي وزوجته تاركين طفلين في عمر الخامسة والرابعة، لم يعد العدوان يفرق بين طفل ولا سيدة، جميعا تحت رحمة القصف الغشيم».
عايشين بلا مأوي، وما قادرين نتلقى العلاج في أي مكان، فرجعنا للطريقة البدائية لمداواة الجروح، كاستخدام الأكياس البلاستيكية لوضعها على أماكن النزيف، هكذا وصف «أبو عمرة» وضعهم المأسوي، مؤكدا أنهم اتخذوا من سياراتهم ملاذا لهم بعدما قُصف منزلهم في غارة إسرائيلية: «كل شيء راح، السكن، العيلة، الطعام، الملابس، والذكريات، وهون بنعيش دون أكل لساعات طويلة، وبنشرب من المياه المالحة، والجثث حوالينا في كل مكان، ونفسنا في يوم نعمر بيوتنا مرة تانية».
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: نازحو غزة الحرب على غزة الحرب الإسرائيلية على غزة
إقرأ أيضاً:
لبنانيون يبحثون عن مأوى بعد فرارهم من غارات الاحتلال على البقاع.. تفاصيل
عرضت قناة القاهرة الإخبارية، تقريرا عن لبنانيين يبحثون عن مأوى بعد فرارهم من غارات جيش الاحتلال على منطقة البقاع، ورصد التقرير معاناتهم ونزوحهم من مكان لآخر بحثا عن الاستقرار والأمان بعيدا عن آليات الاحتلال الإسرائيلي.
شرقي لبنانوذكر التقرير: لم يجد بعض اللبنانين النازحين إلا مظلة في ساحة بدير الأحمر شرقي لبنان ليفترش بها وينصب خيمته بعد أن أجبره العدوان الإسرائيلي في منطقة البقاع على النزوح والبحث عن ملاذ آمن.
الجيش الإسرائيلي يزعم تصفية قائد وحدة لحزب الله في جنوب لبنانواضاف: لا تتسع بقعة شمس للجميع، لكنها تكفي لتجفيف ملابس أصحابها الذين أنهكهم الفرار إلى مصير لايزال مجهولا مع استمرار الاحتلال الإسرائيلي في قصف أنحاء مختلفة من لبنان.
وأشار إلى أن جدران مكان النازحين ربما تشكل ملاذا مؤقتا لضحايا العدوان الإسرائيلي من النازحين واللاجئين لكن هناك الآلاف لا يزالون يبحثون عن أماكن للإيواء.