زيلينسكي: نرفض أي صيغة لتجميد الصراع
تاريخ النشر: 28th, June 2023 GMT
أكد الرئيس الأوكراني، فلاديمير زيلينسكي، اليوم الأربعاء، أن بلاده لن توافق أبدا على تجميد الصراع على أراضيها.
وقال زيلينسكي، متحدثاً في اجتماع البرلمان الأوكراني المخصص ليوم الدستور في البلاد: "لن نوافق أبداً على أي شكل من أشكال الصراع المجمد".
وأشار مرة أخرى إلى أن "صيغة السلام الأوكرانية تحظى بدعم الكثيرين في جميع أنحاء العالم".
وكان الرئيس الأوكراني قد روج في نهاية 2022 لخطة سلام من عشر نقاط ناقشها مع الرئيس الأميركي جو بايدن وآخرين، ويحث زعماء العالم على عقد قمة عالمية للسلام بناء على تلك الخطة.
وأعلن زيلينسكي للمرة الأولى صيغته للسلام في قمة في نوفمبر لمجموعة العشرين. وتدعو الخطة إلى:
1- السلامة الإشعاعية والنووية، بالتركيز على استعادة الأمن حول أكبر محطة نووية في أوروبا وهي محطة زابوريجيا في أوكرانيا التي تخضع حاليا للسيطرة الروسية.
2- الأمن الغذائي، بما يشمل حماية وضمان صادرات الحبوب الأوكرانية لأفقر الدول في العالم.
3- أمن الطاقة، بالتركيز على قيود الأسعار على موارد الطاقة الروسية إضافة إلى مساعدة أوكرانيا في إصلاح وتأهيل البنية التحتية للكهرباء التي تضرر نحو نصفها من الهجمات الروسية.
4- الإفراج عن كل السجناء والمُبعدين بما يشمل أسرى الحرب والأطفال الذين تم ترحيلهم لروسيا.
"البند غير القابل للتفاوض"5- إعادة وحدة الأراضي الأوكرانية وتأكيد روسيا عليها بموجب ميثاق الأمم المتحدة في بند قال عنه زيلينسكي إنه "غير قابل للتفاوض".
6- سحب القوات الروسية ووقف العمليات القتالية وإعادة الحدود بين أوكرانيا وروسيا لسابق عهدها.
7- العدالة، بما يشمل تأسيس محكمة خاصة لمحاسبة مرتكبي جرائم الحرب من روسيا.
ممنوعات8- منع إبادة البيئة الطبيعية والحاجة لحماية البيئة بالتركيز على إزالة الألغام وإصلاح منشآت معالجة المياه.
9- منع تصعيد الصراع وبناء هيكل أمني في الفضاء اليورو-أطلسي بما يتضمن ضمانات لأوكرانيا.
10- تأكيد انتهاء الحرب من خلال توقيع وثيقة من كافة الأطراف المعنية.
مادة إعلانية تابعوا آخر أخبار العربية عبر Google News زيلينسكي أوكرانياالمصدر: العربية
كلمات دلالية: زيلينسكي أوكرانيا
إقرأ أيضاً:
ماذا لو فقدت أوكرانيا سيطرتها على كورسك الروسية؟
كييف- ما إن بدأت أوكرانيا عملياتها العسكرية في عمق مقاطعة كورسك الروسية قبل أكثر من نصف عام، حتى ربطتها بأمرين رئيسيين، تخفيف الضغط الروسي على جبهات جنوب شرق البلاد، وإجبار موسكو على تبادل أراضي السيطرة.
لم تحقق كييف هدفها الأول، فرغم حديثها الدائم عن "محرقة" قتلت أكثر من 40 ألف جندي روسي وكوري شمالي في كورسك؛ فإن جبهات دونيتسك وخاركيف ظلت مشتعلة وساخنة.
ولهذا كانت العملية محل شك وجدل على مختلف المستويات مع مرور الوقت، واليوم يزيد هذا الجدل بفعل حدوث اختراق روسي داخل مساحات سيطرة أوكرانيا، يهدد بحصار آلاف من جنودها، وحرمانها من فرصة تحقيق هدف التبادل الثنائي.
إنكار أوكرانيسارع الأوكرانيون إلى نفي "الاختراق"، ومنذ بداية "العملية النوعية" الروسية، في 6 مارس/آذار الجاري، يشيرون بالأرقام إلى بيانات يومية لا تختلف كثيرا عن تلك التي حدثت قبل ذلك فيما يتعلق بعدد الاشتباكات والهجمات وحجم الخسائر وغيرها.
لكن الإنكار الأوكراني لا ينفي حقيقة وخطورة ما حدث ويحدث، وتعكسه خريطة موقع "ديب ستيت" لخرائط الحرب، التي تبين اقتراب الروس من تطويق القوات الأوكرانية في مدينة سودجا وما حولها، واقترابهم من طريق الدعم اللوجستي الرئيسي بالنسبة للأوكرانيين.
إعلانمن جانبه، ربط المحلل العسكري، كيريلو سازونوف، بين ما حدث ووقف المساعدات العسكرية الأميركية، قائلا للجزيرة نت "إنها أول المؤشرات ربما. لم تكن بحوزتنا أسلحة قادرة على وقف أو منع اختراق الروس الذي تم غالبا عبر أنابيب لنقل الغاز تحت الأرض".
أمام هذا الواقع، يخوض عامة الأوكرانيين في جدل يقسمهم، بين فئة ترى أن مهمة قوات بلادهم في كورسك انتهت، وثانية تنادي بسرعة سحبها قبل أن تطوق وتتعرض للقتل أو الأسر، وثالثة تهون من قدرة الروس على تحقيق ذلك.
من جهته، يقول أوليكساندر كوفالينكو، الخبير العسكري في "مركز مكافحة التضليل الإعلامي"، للجزيرة نت "نعم، وضع القوات الأوكرانية في مقاطعة كورسك ليس جيدا، نظرا لسيطرة القوات الروسية على الطرق اللوجستية، ودفعهم بأعداد كبيرة من القوات والمعدات لتطويق قواتنا في سودجا".
لكنه أعقب هذا الإقرار بالقول إن "هذا الوضع مشابه لما تواجهه قواتنا على جبهات بوكروفسك وتشاسيف يار وكوراخيف (في مقاطعة دونيتسك الأوكرانية) وغيرها منذ شهور طويلة، حيث فشل الروس أو حققوا نجاحات ضئيلة لا تقارن بحجم خسائرهم".
وعلى وجه المقارنة، يضيف الخبير كوفالينكو أنه إذا ما استطاع الروس فرض سيطرتهم، بعد طول تطويق لمدينة أفدييفكا التي تبلغ مساحتها 29 كيلومترا مربعا، أو لباخموت (41 كيلومترا مربعا)، فإنه مهمتهم ستكون أصعب حتما على مساحة سيطرتهم بكورسك، التي تبلغ حاليا نحو 351 كيلومترا مربعا، ناهيك عن منطقة رمادية تبلغ مساحتها 178 كيلومترا مربعا، إضافة إلى أن أفضل قواتهم موجودة فيها.
ويعتبر أن صعوبة الأوضاع لا تعني عدم تحقيق النتائج، وأن الأوكرانيين سينسحبون بناء على كل تطور أو خطر، ولو فعلوا ذلك لوصل الروس إلى نهر دنيبرو منذ زمن (النهر الأكبر الذي يقسم أوكرانيا ويمر عبر العاصمة كييف).
إعلانومع ذلك، أثارت عملية الروس المضادة في كورسك مخاوف اقترابهم مجددا من أراضي مقاطعة سومي الحدودية، وانتشرت بالفعل شائعات حول هذا الشأن خلال الأيام القليلة الماضية، نفاها الجيش وهيئة الأركان الأوكرانيان.
هدف عاجلمن وجهة نظر الخبير كوفالينكو، لا تسمح أعداد وعدة القوات الروسية الموجودة حاليا في مقاطعة كورسك لهم بالعودة إلى احتلال مقاطعة سومي كما في بداية الحرب، ولا بتشتيتها بين عمليات مضادة وهجومية.
وبرأيه، فإن الهدف العاجل بالنسبة للكرملين، وللرئيس الروسي فلاديمير بوتين شخصيا، هو تحرير أراضي كورسك قبل عيد النصر في 9 مايو/أيار المقبل، "حتى يبدو منتصرا لأنه لا معنى للاحتفال وجزء من أراضيه قد احتُل العام الماضي".
و"هكذا، تعود كل الأنظار متجهة اليوم إلى كورسك مجددا، فإبعاد أوكرانيا عنها قد يشكل منعطفا خطيرا لصالح الروس، ويقلب المعادلة، ويهدد قوات كييف وقيادتها بجحيم سياسي عسكري هي في غنى عنه".
كما أكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي مرارا، فإن كورسك هي "أهم وأقوى أوراق الضغط عند أي تفاوض محتمل"، وخسارتها قد تعني بالضرورة أن كييف ستكون مجردة من معظم نقاط القوة الميدانية على طاولة المفاوضات، ناهيك عن موقف أميركي ترى أنه لم يعد في صالحها، ويدفعها نحو تفاوض وسلام لا يرضيها.
من ناحيته، يقول فولوديمير فيسينكو، رئيس مركز الدراسات السياسية التطبيقية "بنتا"، للجزيرة نت، إن مستجدات كورسك ستكون محورا لنقاش رئيسي بين أوكرانيا وشركائها الغربيين. ويصعب التكهن بما يمكن أن يحدث إذا خسرت كييف ورقة كورسك.
ويرى أن عدم وجود أساس دافع لتبادل الأراضي قد يعني أن الحرب ستتوقف (إن توقفت) على ما هي عليه، وهذا طبعا ليس في صالح أوكرانيا، لأنه يعني خسارة 20% من أراضي البلاد.