كتبت" الشرق الاوسط": يتناغم الموقف الفرنسي مع الموقف الأميركي في سعيه للتمديد لقائد الجيش العماد جوزيف عون، وهذا ما تتولاه السفيرة الأميركية لدى لبنان دوروثي شيا، وينوب عنها أحياناً عدد من معاونيها في لقاءاتهم بالنواب من كتل نيابية مختلفة، كما قال أحدهم لـ«الشرق الأوسط».
وأضاف المصدر أن التمديد يتصدّر جدول أعمال لقاءاتهم لمنع تمدُّد الشغور إلى قيادة الجيش، خصوصاً أن انسداد الأفق أمام انتخاب رئيس للجمهورية لا يزال قائماً ولا يلوح في الأفق ما يدعو للتفاؤل بأن انتخابه بات قريباً.


وينضم إلى الموقفين الفرنسي والأميركي بدعوتهما للتمديد للعماد عون، عددٌ من الدول الأوروبية والعربية، ولا يقتصر، كما يقول البعض، على قطر بدعوتها في العلن للإبقاء عليه في الخدمة العسكرية بعد أن أثبت كفاءاته في إدارة شؤون المؤسسة العسكرية وتحييدها عن التجاذبات السياسية.
ويبقى السؤال: هل يمكن التمديد للعماد عون، على أن ينسحب على قادة الأجهزة الأمنية والعسكرية الأخرى؟ وما العمل لتنعيم موقف رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل الذي يدخل معه في تصفية الحسابات ويتزعّم الدعوة بعدم التمديد له، قبل أن ينضم إليه رئيس تيار «المردة» النائب السابق سليمان فرنجية، وفي حسابه إبعاده من لائحة المتسابقين إلى رئاسة الجمهورية.
فانضمام فرنجية إلى خصمه اللدود باسيل لم يأتِ من فراغ، وهناك من يقول بأنه استبق الإعلان عن موقفه بالتشاور مع «حزب الله» الذي كان وراء تمرير الضوء الأخضر لباسيل للقيام بجولته التشاورية على الكتل النيابية التي لم تحقق ما يصبو إليه سوى أنها أدّت إلى كسر الجليد وإنهاء القطيعة مع باسيل ولو من موقع الاختلاف حول مقاربتهما لانتخاب الرئيس كونه ليس في وارد تأييده.
لكن شمول باسيل للبطريرك الماروني بشارة الراعي في جولته التشاورية، فتح الباب أمام خروج الأخير عن صمته بإعلانه تأييده التمديد للعماد عون، وإلا لم يكن مضطراً للقول: من المعيب الكلام عن إسقاط قائد الجيش في أدق مرحلة من حياة لبنان.
فالراعي بموقفه هذا استبق استقباله قائد الجيش، ما يعني، من وجهة نظر مصادر نيابية، بأنه طرح على باسيل التمديد له، وهذا يُفترض أن يشكّل نقلة نوعية على طريق توسيع رقعة المؤيدين للتمديد الذي يستدعي انعقاد البرلمان في جلسة تشريعية للنظر في أكثر من اقتراح قانون يقضي بالإبقاء على العماد عون في الخدمة العسكرية.
لذلك يُفترض بأن يدفع تحبيذ الراعي التمديد للعماد عون باتجاه إعادة خلط الأوراق، وربما بداخل «التيار الوطني»، في ضوء الحديث عن بدائل أخرى لإقراره، إلا في حال تم التوافق على ألا يُدرج اقتراح القانون كبند أول ووحيد على جدول أعمال الجلسة التشريعية بإلحاقه بعدد من مشاريع واقتراحات القوانين، وهذا ما دفع رئيس المجلس للاعتراض على اقتراح القانون الذي تقدم به نواب كتلة «الجمهورية القوية» الذين اشترطوا إدراجه بنداً وحيداً، ما يشكّل مساساً بصلاحيات رئيس المجلس الذي يعود له وحده، بالتعاون مع هيئة مكتبه، وضع جدول أعمال الجلسات ومن غير الجائز لأي فريق أن يملي عليه شروطه.
 

المصدر: لبنان ٢٤

إقرأ أيضاً:

قلق إسرائيلي من تغيير قادة الجيش المصري والحشود العسكرية في سيناء

أعادت التغييرات في قادة الجيش المصري القلق الإسرائيلي، في ظل التوترات المتصاعدة على الحدود المصرية مع قطاع غزة، وتحديدا قبل وبعد الاجتياح البري لمدينة رفح جنوب القطاع، وسيطرة الجيش الإسرائيلي على ما يسمى "محور فيلادلفيا".

ونشر موقع "news1" الإخباري العبري، قائلا: "القيادة الأمنية العليا في مصر تتغير"، مضيفا أن "الرئيس المصري عبد الفتاح السياسي قام باستبدال رئيس أركان الجيش بتعيين الفريق أول أحمد فتحي إبراهيم خليفة، وإقالة أسامة عسكر الذي كان يشغل المنصب منذ أكتوبر 2021".

وتابع: "عيّن السيسي عسكر مستشارا له للشؤون العسكرية، إلى جانب تغيير وزير الدفاع المصري محمد زكي واستبداله باللواء عبد المجيد صقر".

ربط إسرائيلي بين التغيرات والحشود
وربط الموقع الإسرائيلي هذه التغييرات بالحشود العسكرية المصرية في سيناء، موضحا أن "الجيش المصري حشد قوات كبيرة في رفح المصرية، تضم 160 دبابة وناقلة جند مدرعة، و140 سيارة جيب مزودة بمدافع مضادة للدبابات وعشرات الصواريخ المضادة للدبابات".

وفي وقت سابق، نشرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، حول قدرات الجيش المصري وتحدياته، وقالت: "على مدار ما يقارب من ثلاثة عقود كان يعتبر أحد أعداء إسرائيل الرئيسيين، وحتى بعد اتفاقية السلام عام 1978 تعد العلاقة بين الجيشين المصري والإسرائيلي قضية حساسة".



وذكرت الصحيفة في تقريرها الموسع الذي ترجمته "عربي21"، أنه "عندما نتحدث عن الجيش في مصر، فإننا نتحدث عن جيش يمثل حرفيا جزءا من البلاد، ويؤثر عليها في كل جانب ممكن تقريبا"، مؤكدة أن "هذا الواقع ليس جديدا في مصر، والرئيس السيسي ليس أول جنرال يصل إلى السلطة في انقلاب عسكري".

ولفتت إلى أن مصر ليست ضعيفة، واحتلت المرتبة 15 في تصنيف القوة العسكرية لعام 2024، منوهة إلى أنها تمتلك أكثر من ألف طائرة عسكرية من مختلف الأنواع، ولا تشمل الطائرات دون طيار، إلى جانب أكثر من خمسة آلاف دبابة وعشرات السفن الحربية بينها ثماني غواصات.

وأوضحت أن الدعم العسكري لمصر يعتمد غالبيته على المساعدات المقدمة من الولايات المتحدة، لكن القاهرة تقوم بشراء معدات عسكرية من روسيا وفرنسا وإيطاليا وألمانيا، وهذا درس من السنوات الماضية، عندما توقفت المساعدات الأمريكية.

تهديد قادم من سيناء
وأكدت أن مصر تمتلك حاليا إلى جانب المعدات الأمريكية، مدمرات إيطالية ودفاع جوي روسي، مضيفة أن "الجيش المصري لديه حوالي 450 ألف جندي نظامي. ويُلزم كل شاب يزيد عمره عن 18 عاما بالتجنيد في الجيش لمدة تتراوح بين 14 و36 شهرا".

وبحسب "يديعوت"، فإن التهديد الرئيسي الذي يشغل بال الجيش المصري قادم من سيناء، مشددة على أن العمليات داخل سيناء تتم جزئيا بالتنسيق مع "إسرائيل".



وأفادت بأنه إلى جانب الموافقة على إدخال قوات عسكرية كبيرة إلى سيناء، فقد دعمت تل أبيب بيع أسلحة غربية متقدمة لمصر، مثل الطائرات المقاتلة والغواصات.

وقالت الصحيفة الإسرائيلية إنه "رغم اتفاقية السلام بين القاهرة وتل أبيب، فإن إسرائيل لا تزال تشكل تهديدا بالنسبة لمصر".

ولفتت إلى أن "السيسي زار في الأشهر الأخيرة الكلية الحربية، وفي الصورة التي نشرها مكتبه، وسرعان ما تمت إزالته بعد ذلك، ظهر بجانب عناصر من الجيش، أثناء تعلمهم على دبابة ميركفاه إسرائيلية"، معتبرة أنه "رغم مرور أكثر من 50 عاما على الحرب بين الطرفين، تجري في مصر دراسة قدرات الجيش الإسرائيلي".

مقالات مشابهة

  • رئيس مجلس النواب يهنئ نظيره الإيراني بنجاح الانتخابات الرئاسية
  • ليحسم رئيس الحكومة الجدل
  • يعقوب الصراف: الدعم الغربي للكيان الصهيوني سيقرر مسار العمليات العسكرية في لبنان
  • قلق إسرائيلي من تغيير قادة الجيش المصري والحشود العسكرية في سيناء
  • تمسّك سياسيّ بالبطريرك الراعي بعد حملات تطالبه بالاستقالة
  • الفريق أول شنقريحة..الدعم المستمر الذي يقدمه الرئيس للمؤسسة العسكرية سيزيد ومستخدميها عزما
  • بعد قليل.. كلمة لقائد الثورة حول آخر التطورات والمستجدات الإقليمية
  • بعد محاولة وصل ما انقطع.. هل يرفع حزب الله الثمن مقابل عودة باسيل؟!
  • يعقوب التقى باسيل: الرهان على الحرب خاطئ
  • باسيل: اسرائيل عاجزة عن شن حرب شاملة على لبنان