لبنان ٢٤:
2025-04-15@06:49:50 GMT

ما مصير المعادلات الحدودية بعد مجزرة عيناتا؟

تاريخ النشر: 7th, November 2023 GMT

ما مصير المعادلات الحدودية بعد مجزرة عيناتا؟

كتب ابراهيم بيرم في" النهار": حزب الله نفسه ما انفك قابلاً الالتزام بمضامين معادلة الصراع المحدود والمضبوط.
وفي الموازاة، احتاج الحزب الى نحو 26 يوما ليعلن صراحة على لسان أمينه العام انه قابل بحدود هذه المعادلة لكن شرط أن يتاح له القيام بحراك ميداني حدودي يظهر عبره انه في الجبهة المساندة لحركة "حماس".

وهو ما وجد له أحد منظّري محور المقاومة والممانعة لاحقاً مصطلحاً تبريرياً عنوانه العريض: تمكين الحليف في المحور وليس الحلول محله، ضارباً لذلك أمثلة في ما حصل سابقا في ساحات العراق واليمن وفي ساحة لبنان عام 2006.

واللافت ان الحزب سعى على رغم ادائه الميداني المضبوط هذا الى أن يبيّن لمن يعنيهم الامر انه مستعد لكل الاحتمالات الممكنة وكل الخيارات المنتظرة بما فيها الذهاب نحو الاحتمال الاخطر والاكبر وهو المضيّ نحو المواجهة المفتوحة.


لذا كان الحزب مضطراً طوال ايام الشهر الماضي الى ان:
- يخسر المزيد من العناصر المقاتلة عنده وهو يؤكد تصميمه على تسخين الحدود ومشاغلة قسم من الجيش الاسرائيلي، وبمعنى آخر ليترجم المقولة التي اطلقها منذ اليوم الاول ومفادها انه ليس محايدا في معركة حركة "حماس" بل هو شريك فيها.

- ان يثبت يوميا ان عليه ادخال عنصر عسكري جديد في المواجهة كمثل إدخال المسيّرات ثم إدخال صاروخ "بركان" ذي الطاقة النارية الكبرى، فضلاً عن إدخال الصواريخ الموجهة وقذائف الكورنيت.

وبمعنى آخر، كان الحزب يعرف تماما حدود المسموح له، ويعرف في الوقت عينه ان يد اسرائيل ليست طليقة تماما بفعل الخط الاحمر الاميركي، لذا كان عليه واجب ان يقدم يوميا البراهين على أمرين:
الاول انه يمتلك زمام المبادرة، فهو الذي يملك حرية اطلاق الطلقة الاولى.

الثاني ان الاسرائيلي هو في موقع رد الفعل ليس إلا.
ولاحقا بدأ الاسرائيلي يرفع الصوت اعتراضا على هذه القسمة غير العادلة. وقد برز ذلك من خلال الاعلام العبري الذي اعترف بان "الجيش الاسرائيلي محبط وهو في دور رد الفعل، وان يد نصرالله هي العليا وليست يدنا".

وبناء على كل هذه الوقائع، أتت مجزرة عيناتا لتشكل نوعا من الصدمة لجمهور الحزب وللبنانيين عموما انطلاقا من ان ثمة معادلة قد دخل الاسرائيلي طور السعي الجاد لترسيخها وجبّ ما قبلها من معادلات.

غير أن للخبير الاستراتيجي العميد المتقاعد الياس فرحات رؤية مغايرة، اذ يستبعد اساسا ان تكون هناك معادلة ثابتة قائمة اصلاً لكي يقال ان ثمة من خرقها او كسر قواعدها او يعمل على شطبها تمهيدا لمعادلة جديدة. وفي رأيه ان احتمالات توسع المواجهات والاشتباكات هي احتمالات واردة دوما بين طرفين عدوين بينهما هذه الحدود الضيقة، ويمارسان منذ عقود تبادل التحدي والاستفزاز والحشد والتعبئة اليومية، ويتوعّدان بعضهما البعض تمهيداً لساعة الفصل ومعركة الحسم.

ويضيف فرحات "ان ما حصل هو ان المقاومة تخطت حدود المعادلات المزعومة عندما بادرت اول من امس الى قصف مستوطنة كريات شمونة الكبيرة نسبيا مستخدمة صواريخ الغراد، وهذا يعني عسكريا ان الحزب قد زجّ في المعركة نوعا من السلاح يتعين ان يكون بموجب القرار الاممي الرقم 1701 قد سحبه من التداول ووضعه في المخازن، فضلاً عن ان المستوطنة التي قُصفت هي عمليا ضمن نطاق ما يُعرف بأراضي الـ 48، ويفترض والحال هذه ان هذا الفعل هو تطور كاسر للمعادلات".

ويخلص فرحات: "صحيح ان المقاومة على الحدود الجنوبية تخوض عمليا حربا، وصحيح ايضا ان رد الحزب على المستوطنة اياها هو فعل تنطبق عليه مندرجات تفاهم نيسان في العام 1996، إلا ان طبيعة المعركة حاليا سواء في غزة أو عند الحدود الجنوبية تؤكد أمرين:
- ان المقاومة لن تقف مكتوفة أمام ايّ فعل اسرائيلي.
- وانها على جهوزية تامة للرد.

وهذان الأمران يفتحان الأبواب أمام احتمالات توسع المعركة ونطاق المواجهات لتسقط بذا كل المعادلة التي يجري الحديث عنها".
 

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: ان الحزب

إقرأ أيضاً:

اليمن يُفشل استراتيجية أمريكية سرية: قاذفات B-2 تدخل المعركة وتخرج بلا جدوى

يمانيون../
في تطور يُعد من أكثر المفاجآت الاستراتيجية إثارة منذ بداية التصعيد في البحر الأحمر، كشفت تقارير استخباراتية غربية عن استخدام الولايات المتحدة لطائرات B-2 الشبحية، وهي من أكثر الطائرات العسكرية تقدمًا في الترسانة الأمريكية، في عمليات قصف استهدفت مواقع تابعة للقوات المسلحة اليمنية. هذه القاذفات التي كانت تُحتفظ بها ضمن خيارات الحرب الكبرى ضد الصين أو روسيا، أُقحمت في ساحة معركة لم تكن في الحسبان، في خطوة تُظهر حجم القلق الأمريكي من تصاعد القدرات اليمنية، لكنها أيضًا تكشف فشلًا ذريعًا في احتواء هذا التحدي الآخذ في التوسع.

تحوّل اليمن إلى عقدة في العقل العسكري الأمريكي
بقدر ما تحمل خطوة كهذه دلالات عسكرية، فإنها تعكس في المقام الأول ارتباكًا استراتيجيًا كبيرًا داخل البنتاغون، الذي بات يجد نفسه أمام خصم غير تقليدي يستخدم تكتيكات ميدانية متطورة بموارد متواضعة، ويحقق نتائج على الأرض تفوق كل التوقعات.

لقد دخل اليمن، وعلى نحو غير مسبوق، في صلب الحسابات الاستراتيجية للجيش الأمريكي، لا بوصفه مجرد منطقة نفوذ أو جبهة ضغط، بل بوصفه تحديًا وجوديًا لفكرة الردع الأمريكي ذاتها، خصوصًا بعد أن فشلت ضربات أمريكية مركزة في كسر إرادة صنعاء، بل وزادت من وتيرة العمليات النوعية التي تستهدف السفن المتجهة إلى موانئ الكيان الصهيوني.

من الصين إلى اليمن: انتقال غير محسوب للسلاح الاستراتيجي
استخدام قاذفات B-2 Spirit، التي تعتبر من أدوات “اليوم الأخير” في عقيدة الردع النووي الأمريكي، لا يمكن أن يُفهم إلا ضمن سياق تصاعد الإحباط العسكري والإستراتيجي لدى واشنطن. فهذه القاذفات، المصممة لاختراق أكثر الدفاعات الجوية تعقيدًا حول العالم، تُستهلك اليوم في استهداف منصات بدائية نسبيًا، لكنها فعّالة، يملكها اليمنيون وتُستخدم في إطلاق صواريخ أو تشغيل طائرات مسيّرة.

فما الذي دفع الولايات المتحدة لهذا التصعيد العسكري غير المعلن؟
الجواب ببساطة يكمن في حجم الضغط الذي تفرضه العمليات اليمنية في البحر الأحمر، والتي أرغمت واشنطن على تحويل أكثر أدواتها حساسية من جبهات الصراع الكبرى إلى صحراء اليمن وبحره، دون أن تحقق التأثير المطلوب، وهو ما يشكل ضربة نفسية ومعنوية لواشنطن أكثر من كونه فشلًا عسكريًا تقنيًا.

اليمن كقوة غير متماثلة تُربك العقول العسكرية
الحرب الدائرة ليست تقليدية بأي شكل، فاليمن لا يواجه أمريكا عبر جيوش جرارة أو أساطيل نظامية، بل عبر منظومة تكتيكية تجمع بين البساطة والدهاء. فمقابل كل B-2 تطلق صواريخها الدقيقة، توجد طائرات مسيّرة يمنية لا تتجاوز تكلفة الواحدة منها بضع آلاف من الدولارات، لكنها تُربك حركة الملاحة وتدفع واشنطن لتكثيف حماية سفنها التجارية، ومرافقة الناقلات المتجهة إلى موانئ فلسطين المحتلة.

فإذا كانت كل طلعة لقاذفة B-2 تكلف ملايين الدولارات من الوقود والصيانة والأسلحة، فإن الهجوم اليمني الواحد باستخدام طائرة مسيّرة قد لا يكلف سوى جزءًا بسيطًا من ذلك، ما يجعل الحرب من زاوية اقتصادية واستراتيجية غير متكافئة بشكل يضعف القوة الأمريكية أكثر مما يُرهق اليمن.

ضغوط داخلية وخارجية: أمريكا في مأزق تعدد الجبهات
هذا الاستخدام السري لسلاح استراتيجي خطير، كقاذفات B-2، لا يمكن عزله عن المأزق السياسي والعسكري الذي تواجهه واشنطن اليوم. فمن ناحية، تجد الإدارة الأمريكية نفسها تحت ضغط داخلي متصاعد، حيث تتعرض لانتقادات لاذعة من أوساط سياسية وإعلامية بسبب فشلها في حسم المعركة في البحر الأحمر رغم الأموال الطائلة التي أُنفقت منذ بداية العمليات.

ومن ناحية أخرى، تتفاقم المخاوف من أن يؤدي استنزاف أسلحة استراتيجية في معارك جانبية، إلى إضعاف الجاهزية الأمريكية أمام خصمين كبيرين هما الصين وروسيا، في وقت تشهد فيه العلاقات الدولية توترًا بالغًا، خصوصًا في منطقة المحيطين الهندي والهادئ.

إخفاق استخباراتي أمريكي متكرر
تكشف هذه التطورات أيضًا عن إخفاق استخباراتي أمريكي في تقدير قوة وتطور الأداء العسكري اليمني. فقد توقعت التقارير الأمريكية في بداية العمليات أن صنعاء ستتراجع بسرعة تحت الضغط الجوي المكثف، وأن الهجمات على الملاحة في البحر الأحمر سيتم احتواؤها خلال أسابيع قليلة.

لكن ما حدث أن اليمن طوّر أدواته بسرعة، وتوسّع في استخدام الطائرات المسيّرة وصواريخ كروز، بل وبدأ في استخدام تقنيات جديدة في الحرب البحرية، مثل الغواصات الصغيرة المفخخة والزوارق السريعة، بالإضافة إلى قدرات تشويش إلكتروني أربكت أنظمة الملاحة والرادارات الأمريكية.

قاذفات B-2: رمزية التفوق تنهار في صحراء اليمن
لطالما اعتُبرت B-2 رمزًا للتفوق العسكري الأمريكي، إذ بإمكانها اختراق الدفاعات الجوية والوصول إلى أهدافها دون أن تُكتشف. لكن في اليمن، لم تُحقق هذه القاذفات “المعجزة”، إذ لم تُعطِ نتائج ملموسة على الأرض، بل استمرت القوات المسلحة اليمنية في شن عملياتها، وتحدّت الطائرات الأمريكية عبر تكتيكات تهدف إلى “إفشال المهمة قبل بدايتها”.

ومن اللافت أن اليمنيين لا يُقاتلون فقط في الميدان العسكري، بل يخوضون أيضًا معركة نفسية وإعلامية تستنزف خصمهم، حيث تُصوَّر العمليات وتُنشر في توقيتات محسوبة، ما يضاعف من تأثيرها الرمزي والمعنوي، ويُظهر العجز الأمريكي أمام جمهور عالمي يراقب التحولات في ميزان القوة.

البعد الفلسطيني حاضر في كل جبهة
واحدة من أهم الثوابت التي تُميز الموقف اليمني، والتي تُعطي لهذه الحرب بعدها السياسي والأخلاقي، هو الإصرار العلني على ربط العمليات العسكرية بدعم المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة. فقد أعلن اليمن بوضوح أن هجماته على السفن المرتبطة بالكيان الصهيوني، أو تلك المتجهة إلى موانئه، تأتي في سياق إسناد عسكري مباشر لفلسطين، ما يجعل هذه المواجهة ليست حربًا على السيادة فقط، بل معركة من أجل قضية الأمة المركزية.

هذا الربط بين اليمن وفلسطين يُعطي للمواجهة بعدها الشعبي العربي والإسلامي، ويُكسب صنعاء دعمًا واسعًا، ويجعل من كل استهداف أمريكي لها يظهر وكأنه عدوان على القضية الفلسطينية ذاتها.

ما بعد B-2: إلى أين تتجه الحرب؟
من الواضح أن استخدام واشنطن لقاذفات B-2 لن يكون نهاية التصعيد، بل هو مقدمة لمرحلة جديدة قد تكون أكثر خطورة، إذا ما قررت الولايات المتحدة الانخراط بشكل أوسع، أو الدفع بحلفائها الإقليميين للعب أدوار ميدانية أكثر عدوانية.

لكن في المقابل، فإن هذا الانخراط المتزايد ستكون له أكلاف ضخمة، ليس فقط على المستوى العسكري، بل أيضًا على المستوى الاقتصادي والسياسي، خصوصًا مع توسع الرفض الدولي للتورط الأمريكي في الشرق الأوسط، واستمرار الحراك المناهض في الداخل الأمريكي.

الخلاصة: اليمن يُعيد تعريف الحرب
ما يحدث اليوم في البحر الأحمر وما حوله ليس مجرد مواجهة عسكرية عابرة، بل هو تحول جذري في طبيعة الصراع. فمن دولة مُحاصرة ومُنهكة اقتصاديًا، خرج اليمن ليصبح رقمًا صعبًا في معادلات الردع العالمية، ويُجبر القوة العظمى على كشف أوراقها الاستراتيجية دون أن تحسم المعركة.

لقد أثبت اليمن أن الإرادة السياسية، والربط الواعي بين المعركة الداخلية والقضايا المركزية، يمكن أن يُحدث خللاً في موازين القوى، حتى في مواجهة دولة تمتلك أكبر ترسانة عسكرية في العالم. واليوم، ومع تواصل المعركة، لا يبدو أن اليمن ينوي التراجع، بل يُراكم إنجازاته، ويُعيد تشكيل خريطة الصراع الإقليمي بدماء وشجاعة أبنائه، وعلى أنقاض أوهام التفوق الأمريكي.

مقالات مشابهة

  • اليمن في قلب المعركة.. موقف لا يتزحزح في نصرة غزة
  • مسار المعركة وتدابير السياسة
  • الاحتلال الاسرائيلي يحرم آلاف المسيحيين من الوصول للقدس في أحد الشعانين
  • مقتل 100 شخص في مخيم زمزم و280 ألف لاجئ عالقون.. السودان.. «الدعم» يرتكب مجزرة في دارفور وأزمة إنسانية على الحدود
  • عن احتمالات اندلاع المعركة البرية المتعثرة ضد الحوثيين
  • الاحتلال الاسرائيلي يحول المياه في غزة الى أداة سلاح قتل بطيء 
  • اليمن يُفشل استراتيجية أمريكية سرية: قاذفات B-2 تدخل المعركة وتخرج بلا جدوى
  • اليمن في قلب المعركة .. موقف ثابت لا يتزحزح في نصرة غزة مهما كانت العواصف
  • الاحتلال الاسرائيلي يطوق رفح ويوسع هجماته الارهابية
  • يوم رياضي ترفيهي لأطفال المحافظات الحدودية ضمن مشروع "أهل مصر"