لبنان ٢٤:
2025-03-11@16:38:40 GMT

ما مصير المعادلات الحدودية بعد مجزرة عيناتا؟

تاريخ النشر: 7th, November 2023 GMT

ما مصير المعادلات الحدودية بعد مجزرة عيناتا؟

كتب ابراهيم بيرم في" النهار": حزب الله نفسه ما انفك قابلاً الالتزام بمضامين معادلة الصراع المحدود والمضبوط.
وفي الموازاة، احتاج الحزب الى نحو 26 يوما ليعلن صراحة على لسان أمينه العام انه قابل بحدود هذه المعادلة لكن شرط أن يتاح له القيام بحراك ميداني حدودي يظهر عبره انه في الجبهة المساندة لحركة "حماس".

وهو ما وجد له أحد منظّري محور المقاومة والممانعة لاحقاً مصطلحاً تبريرياً عنوانه العريض: تمكين الحليف في المحور وليس الحلول محله، ضارباً لذلك أمثلة في ما حصل سابقا في ساحات العراق واليمن وفي ساحة لبنان عام 2006.

واللافت ان الحزب سعى على رغم ادائه الميداني المضبوط هذا الى أن يبيّن لمن يعنيهم الامر انه مستعد لكل الاحتمالات الممكنة وكل الخيارات المنتظرة بما فيها الذهاب نحو الاحتمال الاخطر والاكبر وهو المضيّ نحو المواجهة المفتوحة.


لذا كان الحزب مضطراً طوال ايام الشهر الماضي الى ان:
- يخسر المزيد من العناصر المقاتلة عنده وهو يؤكد تصميمه على تسخين الحدود ومشاغلة قسم من الجيش الاسرائيلي، وبمعنى آخر ليترجم المقولة التي اطلقها منذ اليوم الاول ومفادها انه ليس محايدا في معركة حركة "حماس" بل هو شريك فيها.

- ان يثبت يوميا ان عليه ادخال عنصر عسكري جديد في المواجهة كمثل إدخال المسيّرات ثم إدخال صاروخ "بركان" ذي الطاقة النارية الكبرى، فضلاً عن إدخال الصواريخ الموجهة وقذائف الكورنيت.

وبمعنى آخر، كان الحزب يعرف تماما حدود المسموح له، ويعرف في الوقت عينه ان يد اسرائيل ليست طليقة تماما بفعل الخط الاحمر الاميركي، لذا كان عليه واجب ان يقدم يوميا البراهين على أمرين:
الاول انه يمتلك زمام المبادرة، فهو الذي يملك حرية اطلاق الطلقة الاولى.

الثاني ان الاسرائيلي هو في موقع رد الفعل ليس إلا.
ولاحقا بدأ الاسرائيلي يرفع الصوت اعتراضا على هذه القسمة غير العادلة. وقد برز ذلك من خلال الاعلام العبري الذي اعترف بان "الجيش الاسرائيلي محبط وهو في دور رد الفعل، وان يد نصرالله هي العليا وليست يدنا".

وبناء على كل هذه الوقائع، أتت مجزرة عيناتا لتشكل نوعا من الصدمة لجمهور الحزب وللبنانيين عموما انطلاقا من ان ثمة معادلة قد دخل الاسرائيلي طور السعي الجاد لترسيخها وجبّ ما قبلها من معادلات.

غير أن للخبير الاستراتيجي العميد المتقاعد الياس فرحات رؤية مغايرة، اذ يستبعد اساسا ان تكون هناك معادلة ثابتة قائمة اصلاً لكي يقال ان ثمة من خرقها او كسر قواعدها او يعمل على شطبها تمهيدا لمعادلة جديدة. وفي رأيه ان احتمالات توسع المواجهات والاشتباكات هي احتمالات واردة دوما بين طرفين عدوين بينهما هذه الحدود الضيقة، ويمارسان منذ عقود تبادل التحدي والاستفزاز والحشد والتعبئة اليومية، ويتوعّدان بعضهما البعض تمهيداً لساعة الفصل ومعركة الحسم.

ويضيف فرحات "ان ما حصل هو ان المقاومة تخطت حدود المعادلات المزعومة عندما بادرت اول من امس الى قصف مستوطنة كريات شمونة الكبيرة نسبيا مستخدمة صواريخ الغراد، وهذا يعني عسكريا ان الحزب قد زجّ في المعركة نوعا من السلاح يتعين ان يكون بموجب القرار الاممي الرقم 1701 قد سحبه من التداول ووضعه في المخازن، فضلاً عن ان المستوطنة التي قُصفت هي عمليا ضمن نطاق ما يُعرف بأراضي الـ 48، ويفترض والحال هذه ان هذا الفعل هو تطور كاسر للمعادلات".

ويخلص فرحات: "صحيح ان المقاومة على الحدود الجنوبية تخوض عمليا حربا، وصحيح ايضا ان رد الحزب على المستوطنة اياها هو فعل تنطبق عليه مندرجات تفاهم نيسان في العام 1996، إلا ان طبيعة المعركة حاليا سواء في غزة أو عند الحدود الجنوبية تؤكد أمرين:
- ان المقاومة لن تقف مكتوفة أمام ايّ فعل اسرائيلي.
- وانها على جهوزية تامة للرد.

وهذان الأمران يفتحان الأبواب أمام احتمالات توسع المعركة ونطاق المواجهات لتسقط بذا كل المعادلة التي يجري الحديث عنها".
 

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: ان الحزب

إقرأ أيضاً:

كيف يُحاول الاحتلال شيطنة رمضان وينفذ خلاله أبرز الجرائم والمجازر؟

يعمل الاحتلال الإسرائيلي على "شيطنة رمضان" باعتباره شهر إسلامي تزداد فيه ما يصفه بـ"العنف العمليات الإرهابية"، ولا يترك فيه فرصة للتضييق وارتكاب المجازر ضد الفلسطينيين إلا ويستغلها.

ويأتي ذلك رغم محاولات التبييض وتحسين الصورة التي تمارسها مختلف الأذرع الإعلامية الإسرائيلية بنشر التهاني خلال الشهر الفضيل، إلا أن الواقع يؤكد أن الجرائم الإسرائيلية تتزايد في هذه الفترة.

وخلال السنوات القليلة الماضية فقط، شهد شهر رمضان العديد من المجازر والحروب التي تم تنفيذها ضد الفلسطينيين، أبرزها التي تمت ضد قطاع غزة.

2014
عمل الاحتلال الإسرائيلي في السابع من تموز/ يوليو 2014، الذي وافق حينها العاشر من شهر رمضان، على تصعيد العدوان ضد قطاع غزة في حرب أطلق عليها اسم إسرائيليا "الجرف الصامد"، وردت عليها المقاومة بمعركة "العصف المأكول"، واستمرت لـ51 يوما، شن خلالها جيش الاحتلال أكثر من 60 ألف غارة.

واندلعت الحرب بعد أن اغتال الاحتلال 6 من أعضاء حماس زعمت أنهم وراء اختطاف ومقتل 3 مستوطنين في الضفة الغربية المحتلة، وهو ما نفته الحركة، كما كان من أسباب هذه المواجهة أن إقدام مستوطنين على اختطاف الطفل الفلسطيني محمد أبو خضير وتعذيبه وقتله حرقا.

وزعم رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، أن هدف العدوان هو تدمير شبكة الأنفاق التي بنتها المقاومة تحت الأرض في قطاع غزة، وامتد بعضها تحت الغلاف الحدودي، وهو ما لم يتم حتى الوقت الحالي.


ومنذ اليوم الأول للحرب، ارتكب جيش الاحتلال 144 مجزرة بحق عشرات العائلات الفلسطينية في أنحاء متفرقة من قطاع غزة، رصدتها اللجنة العربية لحقوق الإنسان وهي منظمة إقليمية.

مجزرة الشجاعية، في 20 تموز/ يوليو، قصفت المدفعية الإسرائيلية حيّ الشجاعية بشكل عشوائي ومكثف، راح ضحيته نحو 74 شهيدا، بينهم 17 طفلا، فيما جرح مئات الفلسطينيين، وفق تقارير إعلامية.

استشهاد الصحفي خالد حمد والمسعف فؤاد جابر..
مهمـا قلنا فلن تتخيلوا ما حصل في الشجاعية !
20/7/2014 اليوم الأسود..#الشجاعية pic.twitter.com/z1l978hRxe — Alaa Shath | علاء شعث (@3laashaath) July 20, 2018
مجزرة المدرسة، في 24 تموز/ يوليو، استهدف الاحتلال مدرسة تابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، شمال القطاع، أسفرت عن استشهاد نحو 16 من النازحين، وجرح المئات، بينهم أطفال ونساء ومسنون.

مجزرة سوق الشجاعية، في 30 تموز/ يوليو، خلال هدنة أعلنتها "إسرائيل" آنذاك لمدة 4 ساعات، قصفت بالمدفعية سوق "البسطات" بالشجاعية، ثم أعادت قصفه بعد تجمع الأهالي، ليسفر عن استشهاد 17 مواطنا، بينهم صحفي، ومسعفان، وإصابة أكثر من 200 آخرين، بحسب مصادر طبية، وكان ذلك في ثالث أيام عيد الفطر.



مجزرة رفح: في 1 آب/ أغسطس، خلال فترة تهدئة معلنة، شن الاحتلال غارات مكثفة على مدينة رفح، ما أدى إلى استشهاد أكثر من 200 فلسطيني، وفقدت نحو 23 عائلة ثلاثة أفراد فأكثر من أبنائها خلال القصف.

2021
في 10 أيار/ مايو، اندلعت معركة "سيف القدس" التي سماها الاحتلال بـ "حارس الأسوار"، بعد استيلاء مستوطنين على بيوت مقدسيين في حي الشيخ جراح، وبسبب اقتحام القوات الإسرائيلية للمسجد الأقصى.


وأطلقت المقاومة الفلسطينية أكثر من 4 آلاف صاروخ على البلدات والمدن المحتلة، بعضها تجاوز مداه 250 كيلومترا، وبعضها استهدف مطار رامون، وأسفرت عن مقتل 12 إسرائيليًا وإصابة نحو 330 آخرين، وفق مصادر إسرائيلية.

أسفرت هذه الحرب عن نحو 250 شهيدا فلسطينيا وأكثر من 5 آلاف جريح، كما قصفت إسرائيل عدة أبراج سكنية، وأعلنت تدمير نحو 100 كيلومتر من الأنفاق في غزة.

وانطلقت هذه الحرب في اليوم 28 من رمضان في ذلك العام، وامتد لما بعد عيد الفطر، حتى الموافق 21 من أيار/ مايو 2021، وفيها تم ترسيخ عقيدة تدمير البنية التحتية وتدمير الأبراج السكنية الكبيرة التي تأوي مئات العائلات.

انهار البرج انهار البرج.

طيران الاحتلال يدمر برج الجلاء بغزة الذي يحوي عددا من مكاتب إعلامية عالمية. pic.twitter.com/YZI8mSSxqc — شجاعية (@shejae3a) May 15, 2021
2023
انطلقت حرب الإبادة في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023، بعد إعلان المقاومة الفلسطينية عن عملية "طوفان الأقصى"، ردا على جرائم الاحتلال المتواصلة على عموم الشعب الفلسطيني.

وامتدت الحرب حتى حتى 19 كانون الثاني/ يناير 2025، على طوال أكثر من 15 شهرا، وفيها تم تنفيذ جرائم إبادة غير مسبوقة أدت حتى الآن إلى استشهاد ما يزيد عن 160 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود.

ومرت الحرب بشهر رمضان وعيدي الفطر والأضحى خلال عام 2024، وفيها استمرات المجازر بحق الآلاف من سكان قطاع غزة.

ورغم الحديث المكثف حينها عن إبرام هدنة إنسانية خلال شهر رمضان، فإن المجازر تواصلت وتكثفت ضد سكان مدينة غزة وحتى النازحين في المناطق الجنوبية في القطاع الذي عاشوا لشهور طويلة في الخيام مع انعدام أبسط مقومات الحياة والأساسية والانهيار التام للمنظومة الصحية.

مجزرة الشفاء
2024#العشر_lلاواخر_من_رمضان pic.twitter.com/edKxgtzEjw — ﷴ????اڶـ؏ـامڔېْ (@M9_Mohmmed) April 2, 2024
ومر شهر رمضان في ذلك الوقف بينما يعيش سكان قطاع غزة، في ظروف إنسانية غاية في الصعوبة، تصل إلى حد المجاعة، في ظل شح شديد في إمدادات الغذاء والماء والدواء والوقود.


وواصلت سلطات الاحتلال منع وعرقلة وصول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، خاصة إلى مناطق الشمال، فيما لا تكفي المساعدات التي تصل إلى جنوب القطاع حاجة المواطنين، خاصة في رفح التي اعتبرت حينها آخر ملاذ للنازحين، والتي استضافت رغم ضيق مساحتها المقدرة بنحو 65 كيلومترا مربعا، أكثر من 1.4 مليون فلسطيني.

رمضان في غزة..

في مشهد تقشعر له الأبدان، احتشد الأهالي أمام مقبرة جماعية تضم شهداء مجهولي الهوية، يحدوهم الأمل الممزوج بالحزن في العثور على أثرٍ لأبنائهم المفقودين بين الجثث.

غزة تنزف وجعًا، والأوضاع تتفاقم في ظل غياب الإغاثة العاجلة. pic.twitter.com/JZl7nvHEm5 — Tamer | تامر (@tamerqdh) March 4, 2025
وبعد ذلك بأسابيع قليلة نفذ الاحتلال عملية برية في رفح تعتبر من الأوسع خلال الحرب، وتمت السيطرة على معبر رفح وإغلاقه ومن ثم تدميره بشكل كامل.

وفي رمضان الحالي، عمل الاحتلال على وقف كافة المساعدات الإنسانية لقطاع غزة لأكثر من أسبوع، مع وقف تزويده بالوقود والكهرباء في قرار جديد صادر عن وزير الطاقة الإسرائيلي.

مقالات مشابهة

  • لا نزال في منتصف المعركة فكيف يريد البعض النزول من جبل الرماة وجمع الغنائم؟
  • هذا ما حصل ليلا في بلدة راميا الحدودية
  • لغز بلا أدلة.. مجزرة بنى مزار 2005.. مقتل 10 أفراد من 3 عائلات بطقوس شيطانية
  • المعركة القادمة من أجل الذكاء الاصطناعي
  • شاهد| العدو الاسرائيلي يتوغل في سوريا، والجولاني يعلن الجهاد ضد العلويين الرافضين لجرائمه
  • القوات الروسية تستعيد بلدات في مقاطعة كورسك الحدودية
  • كيف يُحاول الاحتلال شيطنة رمضان وينفذ خلاله أبرز الجرائم والمجازر؟
  • الاحتلال الاسرائيلي يعتقل 13 فلسطينيا من رام الله والبيرة والخليل
  • أرسنال يريد الانتقام من «اليونايتد» بعد «المعركة الأخيرة»!
  • قصف إسرائيلي لبلدة كفركلا اللبنانية الحدودية