يدعو مجلس تحرير واشنطن بوست إسرائيل لإعادة النظر في استراتيجتها الحالية في الحرب لأنها تخاطر بالتعاطف العالمي معها.
يشعر الناس في جميع أنحاء العالم بالاستياء من الخسائر الكبيرة في أرواح المدنيين في غزة بسبب الغارات الجوية الإسرائيلية. وكانت إسرائيل قد قصفت مخيم جباليا ودمرت جزءا منه بالكامل بذريعة وجود مقاتلي حماس هناك.
إن تحميل حماس المسؤولية لا يعفي إسرائيل من المسؤولية في بذل كل الجهود الممكنة لتقليل الخسائر في أرواح المدنيين، وضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى محتاجيها. وعلى إسرائيل أن تقبل بوقف مؤقت لإطلاق النار من أجل وصول الوقود والمساعدات الإنسانية من غذاء ومياه وغيرها.
وعلى إدارة بايدن الاستمرار في الضغط على إسرائيل لوقف إطلاق النار مؤقتا، لاسيما بعد موقف نتنياهو المتعنت والرافض لطلب وزير الخارجية الأمريكية، أنتوني بلينكن، تسهيل مرور المساعدات. كما يتعين على جميع الحكومات؛ العربية منها وغير العربية القادرة على الضغط على حماس، أن تسعى للإفراج عن الرهائن جميعهم ووقف إطلاق النار على المدنيين.
تصوّر إسرائيل، في نهجها الحالي، أن جميع الفلسطينيين أعداء لها، بينما يجب أن توضح مرارا وتكرارا أنها تستهدف مقاتلي حماس. ويترتب عليها من الجانب الأخلاقي أن تنحي جانبا المسؤولين الإسرائيليين المخالفين لهذا المبدأ. وكذلك عليها محاسبة المستوطنين الذين يقومون بأعمال عنف ضد المدنيين في الضفة الغربية. وعلى إسرائيل أن تدرك أنها قد تخسر التعاطف العالمي إذا استمرت في سياستها العسكرية الحالية.
وفي النهاية فإن هزيمة حماس غير مضمونة وليست كافية لتحقيق السلام الدائم. ولكي تضمن إسرائيل تحقيق أهدافها البعيدة المدى عليها أن تفكر بمستقبل القطاع ومن سيحكمه، سواء كانت السلطة الفلسطينية أم قوات حفظ سلام عربية وإسلامية. ويجب عليها السماح بقيام دولة فلسطينية تعيش بسلام إلى جانبها.
المصدر: واشنطن بوست
المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: بنيامين نتنياهو حركة حماس طوفان الأقصى قطاع غزة هجمات إسرائيلية
إقرأ أيضاً:
بماذا ردت الجنائية الدولية على تشكيك إسرائيل بحيادية القاضية هولر؟
ردت المحكمة الجنائية الدولية على تشكيك الاحتلال الإسرائيلي بحياد القاضية بيتي هولر التي عُينت حديثا في الدائرة التمهيدية التي تنظر في مذكرات اعتقال رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو، ووزير الحرب المقال يوآف غالانت.
جاء ذلك في بيان نشرته المحكمة، تضمن أجوبة هولر حول عملها السابق في الادعاء العام.
وفي 25 تشرين الأول / أكتوبر الماضي أعلنت المحكمة استبدال القاضية الرومانية جوليا موتوك، التي ترأس الغرفة التمهيدية وتنظر في مذكرات اعتقال نتنياهو وغالانت، بالقاضية السلوفينية هولر "لأسباب طبية" لم يُكشف عنها.
وتشكيكا بالقاضية الجديدة، ادعى مكتب المدعي العام الإسرائيلي أن هولر عملت في مكتب المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية قبل تعيينها قاضية، وهذا ما يمكن أن يضر بحيادها.
وفي ردها الرسمي الذي نشرته المحكمة، أشارت هولر إلى أنها لم تشارك بصورة مباشرة أو غير مباشرة في التحقيق بقضية فلسطين أثناء عملها في مكتب المدعي العام، وأنها لم تعمل مع الموظفين المشاركين في التحقيق.
وذكرت أنها لم تطلع بأي شكل من الأشكال على وثائق التحقيق بحق المسؤولين الإسرائيليين أو خططه أو مستنداته أو أدلته أو ملفاته السرية، وأكدت أن هذه المعلومات والوثائق لم تعرض عليها بأي طريقة.
وأوضحت أنها لم تعمل في منصب يتيح لها الوصول إلى جميع التحقيقات في المحكمة الجنائية الدولية.
وشددت على أن القضايا التي استُشيرت فيها أو التي قدمت فيها آراءً خلال عملها في مكتب الادعاء لم تشمل التحقيق المتعلق بفلسطين.
وأفادت هولر أنها تعتقد أن القاضي الذي يشتبه في حياده لأسباب معقولة يجب أن يستقيل، مشددة على أنها تدرك الصفات التي يتطلبها منصبها.
كما دعت مكتب المدعي العام الإسرائيلي إلى تقديم المعلومات المتوفرة لديه حول هذا الموضوع إلى المحكمة.
وأصدرت المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي، أوامر اعتقال، بحق رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، ووزير حربه السابق، يوآف غالانت.
كما أصدرت أمر اعتقال بحق القائد العسكري لكتائب القسام في غزة، محمد الضيف، الذي تزعم إسرائيل أنها اغتالته في غزة.
وقالت المحكمة في نص البيان، إن قبول إسرائيل باختصاص المحكمة غير ضروري.
وبدعم أمريكي يرتكب الاحتلال الإسرائيلي منذ السابع من تشرين الأول / أكتوبر 2023 إبادة جماعية بغزة، خلفت نحو 148 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.
وتواصل الاحتلال الإسرائيلي مجازرها متجاهلة قرار مجلس الأمن الدولي بإنهائها فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية وتحسين الوضع الإنساني الكارثي بغزة.