لبنان ٢٤:
2024-11-20@02:38:48 GMT

هل تتقدّم حسابات الأمن على السياسة في التمديد؟

تاريخ النشر: 7th, November 2023 GMT

هل تتقدّم حسابات الأمن على السياسة في التمديد؟

كتبت غادة حلاوي في" نداء الوطن": وبينما يعزز الأمن احتمالات التمديد في بلد أبوابه مفتوحة على كل الاحتمالات، فإنّ الأجواء السياسية توحي بالعكس تماماً. تجزم مرجعية سياسية أن لا تمديد لقائد الجيش وتقول حين يكون رئيس مجلس النواب نبيه بري و»حزب الله» و»التيار الوطني الحر» معارضين لاقتراح كهذا ويلتزم حزب الكتائب الصمت حياله، فهذا يعني أنّ التمديد تعترضه عقبات تحول دونه.

‎بالموازاة تؤكد مصادر سياسية أنّ كل مجالات التمديد مقفلة حتى الساعة، وهي تصطدم برفض عبّر عنه باسيل صراحة، كما عبّر عنه بشكل غير علني الثنائي الشيعي. على طريقته قال رئيس مجلس النواب نبيه بري لا أشرع à la carte. وهل يمكن تصور موافقة «حزب الله» على اقتراح قانون تقدمت به «القوات اللبنانية» للتمديد لجوزاف عون؟ تسأل مصادر الثنائي مستغربة طرح السؤال من أساسه. ‎وخلال اللقاء الذي جمعه مع باسيل لم يرفض رئيس الاشتراكي السابق وليد جنبلاط تعيين رئيس أركان في الجيش لكنه رفض بالمطلق أن يتولى الشخص الذي يمسك بهذا المنصب المسؤولية كاملة في ظل غياب قائد الجيش الماروني وأن يصبح الجيش تحت إمرة رئيس الأركان الدرزي، قائلاً بصريح العبارة «ما فيني احملها». ما فسره البعض على أنّه ليس تأييداً للتمديد بل هو تجنّب للمسؤولية في ظرف بالغ الصعوبة. وفي بكركي تباحث البطريرك الماروني بشارة الراعي مع باسيل في أسباب رفض التمديد، والخشية من أن ينسحب الفراغ على القيادة العسكرية كما سبق وانسحب على رئاسة الجمهورية وعلى حاكمية المصرف المركزي. ‎وليس الوضع من ناحية الحكومة أقل تعقيداً، اذ تقول المعلومات إنّ رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي طرح الامر على بري فاقترح عليه بتّه حكومياً. رمى الثنائي الكرة في ملعب الحكومة وهو يعلم باستحالة أن يتقدم وزير الدفاع المحسوب على «التيار» باقتراح كهذا وإن كان ليس مستبعداً تقديمه اقتراحاً للحل بدل التمديد. ‎كيف يرضى «التيار» بفراغ في ثالث موقع مسيحي للموارنة؟ تجيب مصادره بسؤال فتقول: ماذا لو وافق «التيار» على صيغة لقائد الجيش؟ متحدثة عن صيغة تؤمن تعيين قائد جيش ورئيس أركان. في حسابات «التيار» أنّ الحلول لم تنفد بعد وهناك مليون اجراء بالوكالة يمكن الركون إليه ويكون مدخلاً للحل لقيادة الجيش ورئاسة الأركان معاً. ‎وتتحدث عن حل يتبلور في الأفق وسيتم الاعلان عنه في الوقت المناسب وهو ليس ببعيد وأنّ البحث بشأنه يجري مع المعنيين به وقد وضعه باسيل في عهدة البطريرك الراعي الذي لم يستفض ببحث الشؤون التقنية بقدر ما استوقفه موضوع الفراغ في القيادة العسكرية أي المنصب الماروني الثالث في الدولة، فجاء الرد من باسيل بأن القانون الداخلي للمؤسسة العسكرية يحميها من الفراغ ويتحدث عن الضابط الأعلى رتبة. ‎نهاية الشهر المقبل يفرغ المنصب الماروني الثالث فيصبح الفراغ شاملاً في كل من الرئاسة الاولى وحاكمية المركزي وقيادة الجيش فيغيب الموارنة عن الدولة بمفاصلها الأساسية. الموضوع يتطلب استنفاراً للقوى السياسية المسيحية التي لن تقبل بالفراغ وتتهيبه. احتمالان لا ثالث لهما: إمّا يحصل اتفاق سياسي ضمن صفقة كاملة متكاملة للتعيينات في اللحظات الاخيرة وهذه واردة وتطبخ بهدوء، ونجاحها على المحك. وإمّا يحتل الوضع الأمني الأولوية فيتقدم على القرار السياسي ويقع التمديد بحجة لا حول ولا قوة.

المصدر: لبنان ٢٤

إقرأ أيضاً:

رئيس جامعة الأزهر: الحوار الحضاري ليس فيه "حق الفيتو" الذي يستحل دماء الدول المستضعفة

أكد الدكتور سلامة داود، رئيس جامعة الأزهر، أن المؤتمر الذي تعقده كلية الدعوة الإسلامية بجامعة الأزهر بعنوان: " الدعوة الإسلامية والحوار الحضاري رؤية واقعية استشرافية"، أحسنت الكلية في اختيار موضوعه، لافتًا إلى أن عنوان المؤتمر السابق كان: "نحو شراكة أزهرية في صناعة وعي فكري آمن رؤية واقعية استشرافية"؛ والقاسم المشترك بين المؤتمرين هو الحرصُ على تحديد آفاق الرؤية التي تضع عينا بصيرة على الواقع بهمومه وقضاياه وتضع العين الثانية على استشراف المستقبل لترمق ملامحه من بعيد، والنفوس شغوفة بما يكون في المستقبل تسترق السمع، تتحسس صورته التي ربما لا يمهلها الأجل لتراها رأي عين.

رئيس جامعة الأزهر يكرم خريجي الأزهر التايلانديين

ودعا رئيس جامعة الأزهر خلال كلمته بالمؤتمر اليوم الأحد إلى ضرورة أن يَعْمَلَ الإنسانُ في يومِه لما يُسْعِدُهُ في غده، مستشهدًا بمقولة سيدنا عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما : "اعمل لدنياك كأنك تعيش أبدا، واعمل لآخرتك كأنك تموت غدا"، وأن التخطيط للمستقبل والسعي لما يحقق تقدم العباد والبلاد لتُتِمَّ الأجيالُ القادمةُ ما بدأته وتعبت فيه الأجيالُ المعاصرة لهو من أهم وسائل القوة والنجاح والتقدم والازدهار، وقد سبقتنا الأمم بإتقانها هذا التخطيطَ وإحسانِها رؤيةَ آفاق المستقبل التي تقوم على أسس قوية وأعمدة راسخة تؤسس للبناء عليها في المستقبل .

وفي حديثه عن الحور الحضاري، بيَّن رئيس جامعة الأزهر أن موقع الحوار من الدعوة الإسلامية كموقع الرأس من الجسد، ولا يصلح الجسد إلا بالرأس، وتاريخ الحوار موغلٌ في القدم، يعود إلى بَدْءِ خلق الإنسان، حين خلق الله تعالى سيدنا آدم عليه السلام وأمر الملائكة بالسجود له وأمر إبليس بالسجود له، فدار حوار بين الله جل جلاله وبين الملائكة الذين لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون، كما جرى الحوار بينه سبحانه وبين إبليسَ أشقى خلقه، وبينه سبحانه وبين سيدِنا آدمَ وذريتِه الذين كرَّمَهُم الله جل وعلا وفضلهم على كثير ممن خلق تفضيلا، وقص الذكر الحكيم هذه الحواراتِ في كثير من سور الكتاب العزيز، ولو شاء سبحانه لأمرهم جميعا فأتمروا، ونهاهم جميعا فانتهُوا، ولكنه جل وعلا يعلمنا أن نلزم الحوار سبيلا مع الأخيار والأشرار، لتتضح الحجة، ويَمِيزَ الحقُّ والباطل، ليحيا من حَيَّ عن بينة ويَهْلِكَ من هلك عن بينة . وهكذا يعلمنا الذكر الحكيم حتى لا نَغْفُلَ عن هذه الوسيلة الإقناعية.

بالحوار قامت السماوات والأرض

وأوضح أنه بالحوار قامت السماوات والأرض فلم يقهرهما خالق القوى والقدر على طاعة أمره حين خلقهما، ولو قهرهما لخضعتا وذلتا، بل خيرهما وحاورهما وسجل ذلك في محكم التنزيل العزيز فقال سبحانه : " ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ ائْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ ( فصلت 11) . مضيفًا فضيلته أن الحوار هو منطق العقول الراشدة التي تسعى إلى الوصول إلى الصواب والسداد، في أناة وحيدة وإنصاف، بعيدا عن التشويش والضجيج الذي يملأ الأفق ويسد المسامع ويعصف بالحق.

وأكد أن الحوار الحضاري هو الحوار الصادق الذي يتغيا الحق والعدل والإنصاف، وليس فيه " حق الفيتو " الذي يغلب فيه صوت الفرد أصوات الجماعة، وكما قالوا "رأي الجماعة لا تشقى البلاد به رغم الخلاف ورأي الفرد يشقيها"، حق الفيتو الذي تستحل به الدولة العظمى القوية دماء الدول المستضعفة وتستبيح قتل رجالها ونسائها وأطفالها كما يحدث اليوم في غزة في حرب ضروس استشهد فيها أكثرُ من أربعين ألفِ شهيد، منهم أكثرُ من عشرة آلاف طفل لا تتجازو أعمارهم سن العاشرة، فضلا عن النساء والعجائز.

وتابع فضيلته أن هذا يحدث منذ سنة كاملة من الإبادة الجماعية التي تقوم بها آلة الدمار الصهيوني على مرأى ومسمع من العالم الذي طالما تغنى بالحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان، وأقام البرلمانات الدولية وتفاخر باعتمادها على حرية الرأي والحوار الحضاري واحترام العهود والمواثيق الدولية إلى آخر هذه العبارات الطنانة التي لا وجود لها عند التعامل مع المسلمين.


وأضاف أن لغة الحوار هي لغةُ العقل والمنطق، ولغةَ الحرب هي لغةُ السلاح والدمار، فيا عقلاء العالم : لماذا تركنا لغة السلام إلى لغةِ السلاح، ومنطقِ السلاح، ودمارِالسلاح، وإزهاقِ الأنفس والأرواح ؟ 
فهل يمكن أن نجتمع على كلمة سواء توقف هذا الدمار ؟ هل يمكن أن تصمت أصوات المدافع وتنطق أصوات الحوار الراشد بالدعوة إلى الاحتكام إلى العقل والمنطق والحكمة والسلام ؟

وقال رئيس جامعة: "إنني على يقين أن أمتنا الإسلامية إذا اتحدت واجتمعت كلمتُها فإن وَحدتها جديرةٌ بأن تُذْهِبَ " حق الفيتو " إلى غير رجعة، وتَرْكُمَه في مزبلة التاريخ ؛ لأنه حقٌّ قام على الظلم والجَور والعدوان، وليس له مثقالُ ذرة من وصف الحق الذي يحمل اسمه، فهو حق أُرِيدَبه باطل، وظلمٌ ينبغي حَذْفُهُ من جميع المواثيق الدولية، بل هو رِجْس ونَجَسٌ لا يغسل أدرانَه ماء البحر !!

وفي ختام كلمته، أعرب فضيلته عن تقدير جامعة الأزهر لهذه الجهودَ المخلصة التي يقوم بها فضيلة الإمام الأكبر الأستاذُ الدكتور أحمد الطيب شيخُ الأزهر الشريفِ حفظه الله تعالى في ملف مهم جد، ملفِّ " الحوار الإسلامي الإسلامي " الذي يسعى إلى جمع كلمة الأمة الإسلامية، وَلَمِّشملِها، ووحدةِ صفها ؛ حتى تكونَ لها رايةٌ مرفوعة، وكلمةٌ مسموعة، وتستردَ عافيتها وعزتها وكرامتها وتغسلَ عن وجهها المشرقِ وجسدِها النظيف أدرانَالفُرقة والتشتُّتِ والضَّعْفِ، وتعودَ أمةً واحدة كما أمر الله جل وعلا في قوله : " إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ " ( الأنبياء 92)، نقولُ لأشقائنا في العالم الإسلامي : أطفئوا نار الخلاف والشقاق والنزاع، وتذكروا أننا جميعا أمةٌ واحدة، وأن السهم الذي يصيب به أحدُنا أخاه يرتد في صدره ويصيبُه هو.

مقالات مشابهة

  • التمديد لقائد الجيش: الجلسة نهاية الشهر والتيار لن يشارك
  • أبو فاعور: التمديد لقائد الجيش سيحصل
  • تقرير جديد يكشف: حظوظ هدنة لبنان تتقدّم!
  • الاحتلال والأمم المتحدة.. ما الذي تخسره دولة تطرد من المنظمة الدولية؟
  • معارضو باسيل مع حزب الله
  • شبان سودانيون: نقاتل إلى جانب الجيش الذي عارضناه بالأمس
  • قوات الاحتياط.. جدار الأمن الإسرائيلي الذي يريد أن ينقض
  • رئيس الاتحاد العام لنقابات عمال مصر يلتقي نظيره السوداني لتعزيز التعاون الثنائي
  • رئيس جامعة الأزهر: الحوار الحضاري ليس فيه "حق الفيتو" الذي يستحل دماء الدول المستضعفة
  • نص مشروع القرار حول حماية المدنيين في السودان الذي وزعته بريطانيا على أعضاء مجلس الأمن للتصويت عليه غداً الاثنين