تقدم بطيء ومعارك وجها لوجه بين إسرائيل وحماس بين أنقاض غزة
تاريخ النشر: 7th, November 2023 GMT
توغلت إسرائيل بشكل أكبر في مدينة غزة، دافعة قواتها إلى المعقل الحضري لحركة حماس الذي لا يزال مكتظا بالمدنيين بعد واحدة من أعنف عمليات القصف في الحرب المستمرة منذ شهر، بحسب صحيفة "وول ستريت جورنال".
وانخراط الجيش الإسرائيلي في قتال مباشر "وجها لوجه" مع مسلحي حركة حماس على أطراف مدينة غزة في مواجهة عنيفة للغاية، ترى "فرانس برس" أنه يشير إلى مرحلة قتال حضري شديد الخطورة بالنسبة إلى الجانبين، بحسب ما نقلت الوكالة عن الجيش الإسرائيلي وخبراء.
واعتبر المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، دانيال هاغاري، أن "المواجهة وجها لوجه" بدأت بالفعل، في الجزء الشمالي من مدينة غزة التي تمكن الجيش من تطويقها، بحسب قوله.
وأكد هاغاري للصحفيين قوله "نحن نتحدث عن معارك نرى فيها بعضنا البعض من مبنى إلى آخر".
ووفقا للصور التي نشرتها إسرائيل، تحول شمال مدينة غزة إلى أكوام من الركام على الأرض مع تدمير المباني الشاهقة، وتدمير الطرق التي مرت بها الجرافات العسكرية التي جرفت كل شيء.
ويحتمي المشاة خلف مدرعات متمركزة، ليقوموا بتنفيذ عمليات توغل بشكل ممنهج. ويحظى المشاة بدعم أيضا من قوات المدفعية والقوات الجوية وأجهزة المخابرات.
ويبدو الدعم القتالي في صلب التكتيك العسكري الذي اختارته إسرائيل للعملية، التي تعد الخامسة ضد حركة حماس منذ سيطرتها على قطاع غزة.
ويرافق كل وحدة برية على الأرض ضابط من سلاح الجو "ليتحدث اللغة نفسها" مع قيادة العمليات الجوية، لتحقيق أكبر قدر من فعالية الدعم العملياتي، حسبما علمت وكالة "فرانس برس" من ضابط في سلاح الجو الإسرائيلي.
وعلى الأرض، تحدث صحفي التلفزيون الإسرائيلي، روي شارون، الذي سمح له بمرافقة القوات الإسرائيلية عن "شعور بالخطر على نطاق 360 درجة"، متحدثا عن "تقدم بطيء للغاية وعدواني جدا مع قدر كبير من السيطرة على البيئة" خلافا للحرب ضد حزب الله في لبنان عام 2006.
ويقول الصحفي المحلل الأمني الإسرائيلي، آفي أيسخاروف، الذي خدم سابقا في وحدة "دوفدوفان" العسكرية التي تعد من النخبة، لوكالة "فرانس برس" "هذا الوضع القتالي يعد الأكثر تطرفا، يمكن أن يصدر التهديد من كل نافذة، وباب ونفق، وكل مكان".
ويتدرب جميع جنود الوحدات الإسرائيلية الخاصة والمشاة بشكل منتظم في قاعدة "تسيليم" العسكرية في النقب التي تم فيها بناء نموذج مشابه للأحياء في غزة من المنازل إلى المآذن، وتعرف باسم "بلدية".
وبالنسبة للمشاة، فإن جنود لواء "جفعاتي" في الخط الأول، ويقود اللواء الفرق المشاركة في القتال، وهو "الذي يعرف غزة كما لا يعرفها أحد"، بحسب المراسل العسكري لصحيفة "يديعوت أحرونوت".
ولم يتم الإعلان عن قواعد الاشتباك الخاصة بالجيش الإسرائيلي، في ما يتعلق بالمدنيين، بينما تقدر الأمم المتحدة أنه لا يزال هناك بين 300 ألف إلى 400 ألف شخص في شمال قطاع غزة.
وتزامنت الحملة الأخيرة مع انقطاع كبير ثالث للاتصالات في القطاع، مع قطع خدمات الهاتف والإنترنت عن الجانب الإسرائيلي، الأحد، واستعادتها تدريجيا، الاثنين، وفقا لما نقتله "وول ستريت جورنال" عن شركة بالتل، شركة الاتصالات التي تخدم غزة.
ولم يستجب المسؤولون الإسرائيليون لطلب وول ستريت جورنال للتعليق على انقطاع الاتصالات، وفقا للصحيفة. وتقول وكالات الإغاثة إن انقطاع التيار الكهربائي هذا يعطل خدمات الطوارئ، بما في ذلك استدعاء سيارات الإسعاف، ويمنع سكان غزة من التحقق من أفراد عائلاتهم وسط القصف.
تضاريس خطرةولم تبدأ حتى الآن المعارك الحضرية الصعبة وجها لوجه بالأسلحة النارية، بينما يحذر المحللون بالفعل من خطورة التضاريس في غزة المكتظة بالسكان.
وكانت إسرائيل قامت بتوغل بري في حرب عام 2014، لمدة أسبوعين. واقتصر في حينه على القتال على مشارف المدينة.
وقال المتخصص في الإستراتيجية العسكرية في معهد واشنطن للأبحاث، مايكل نايتس، لـ"فرانس برس" إن حركة حماس "كان لديها 15 عاما لإعداد دفاع معمق يشمل تحصينات تحت الأرض، وأنفاق اتصالات ومواقع قتالية، بالإضافة إلى حقول ألغام محتملة وعبوات ناسفة وعبوات مضادة للدروع ومبان مفخخة".
وفي قطاع غزة، عند حماس، برز أسلوبان قتاليان، أولهما، استخدام متكرر لنوع جديد من الصواريخ المضادة للدروع، سميت "ياسين 105"، نسبة للشيخ أحمد ياسين مؤسس الحركة، بالإضافة إلى استخدام طائرات مسيرة هجومية محلية الصنع، مثل تلك المستخدمة في أوكرانيا، بحسب مقاطع فيديو نشرها الجناح العسكري للحركة.
وفي شريط مصور، يظهر مقاتل فلسطيني يرتدي قميصا وسروال جينز، يخرج من حفرة في الأرض متسللا عبر الأشجار، ثم يرفع قاذفة الصواريخ على كتفه، ويطلق قذيفة "ياسين 105" على دبابة ميركافا على بعد عشرات الأمتار.
ويؤكد الرائد الأميركي المتقاعد، جون سبنسر، المتخصص في القتال الحضري، لوكالة "فرانس برس"، "يمكننا الثقة بالقدرات القتالية في المناطق الحضرية" للجيش الإسرائيلي.
وأضاف "نرى تقنيات حرب الشوارع لحماس تظهر هنا وهناك، لكن سأكون قلقا أكثر بشأن شبكة الأنفاق" الممتدة هناك.
ومنذ الهجوم غير المسبوق لحركة حماس على إسرائيل في السابع من أكتوبر، وضعت إسرائيل لحربها على غزة هدفاً هو "القضاء" على الفصيل الفلسطيني الذي يسيطر على القطاع المحاصر منذ العام 2007 بعد طرد السلطة الفلسطينية منه.
حماس والدروس الجديدة من الحرب غير النظاميةلكن مجلة "فورين بوليسي" ترى أن الاستراتيجيات العسكرية لإسرائيل تحتاج إلى مراجعات عاجلة لمواجهة التهديدات غير النظامية سريعة التطور التي تتبعها حماس والتعلم منها.
وبلغت حصيلة قتلى القصف الإسرائيلي على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر أكثر من 10 آلاف قتيل بينهم نحو 4 آلاف طفل، وغالبية القتلى منذ بداية الحرب هم من المدنيين، وفقا لوزارة الصحة في القطاع.
وفي إسرائيل، قتل 1400 شخص غالبيتهم من المدنيين منذ بدء الهجوم غير المسبوق الذي شنته حماس في السابع من أكتوبر، بحسب السلطات الإسرائيلية.
وذكرت المجلة أن الهجوم الذي شنته حماس يبرهن بقوة على تأثير وأهمية الحرب غير النظامية. واستنادا إلى نجاح الجماعة في نزيف إسرائيل حاليا، يسلط الصراع الضوء على العديد من الدروس الرئيسية حول هذا النوع من الحروب وكيفية مواجهتها.
وترى "فورين بوليسي" أن الحرب غير النظامية، مثل الحرب الهجينة، والمنافسة في المنطقة الرمادية، وغيرها من المفاهيم الغامضة، لها تعريف ضبابي. ومع ذلك، فإن خصائص الحرب غير النظامية واضحة إلى حد ما، وتتمثل في استخدام وسائل غير متماثلة ومتعددة الأبعاد وغير مباشرة لتحقيق النتيجة المرجوة، عادة من قبل دولة أو قوة تفتقر إلى الوسائل اللازمة للنجاح في صراع عسكري تقليدي.
ووفقا للمجلة، فإن الوسائل غير المتماثلة هي تكتيكات غير تقليدية تسعى إلى سد الفجوة بين القدرات، ويشير لفظ متعدد الأبعاد إلى الأنشطة المتزامنة في المجالات العسكرية والسياسية والإعلامية وغيرها، أما وصف غير مباشر فيتعلق بالتكتيكات التي تسعى إلى تجنب الصدام العسكري التقليدي وجهاً لوجه. ووفقاً لهذه المعايير، فإن الهجوم الذي تشنه حماس ضد إسرائيل يشكل سيناريو كلاسيكياً للحرب غير النظامية.
وبدأت الحرب غير النظامية من قبل حماس، بحسب المجلة، عندما هاجم مسلحوها قواعد الجيش الإسرائيلي ثم توجهوا إلى البلدات الإسرائيلية، مستخدمين العنف الشديد لإحداث تأثير الصدمة والرعب الذي كان له النتيجة الثانوية المقصودة المتمثلة في دفع إسرائيل إلى رد عسكري ثقيل.
ولتحقيق هذه الغاية، ترى المجلة أن حماس قتلت عددا من المدنيين بشكل عشوائي معلنة عن موجة القتل التي ترتكبها من خلال نشر مقاطع فيديو وفيرة بسرعة.
ووفقا للمجلة، تم اختطاف إسرائيليين آخرين وإعادتهم إلى غزة كرهائن، لاستخدامهم كدروع بشرية، وهو تكتيك غير نظامي آخر تفضله حماس منذ فترة طويلة.
وبينما تحاول الغارات الجوية الإسرائيلية القضاء على المسلحين، تخوض حماس حربا في مجال آخر وهو الروايات والمعلومات، حيث تستغل حماس صور الضحايا المدنيين الفلسطينيين لإبراز عنف إسرائيل ما يسمح للجماعة بالاستفادة من الدعم الدولي لإسرائيل لصالحها، وفقا للمجلة.
وفي الوقت نفسه، تستنزف حماس إسرائيل في حرب عسكرية برية، حيث اليد العليا لحماس التي ينزل عناصرها ببساطة تحت الأرض إلى شبكة أنفاق غزة للتحرك وتنفيذ الهجمات، ما يدل على التقدم الذي أحرزته المجموعة في مجال الخدمات اللوجستية السرية.
وترى المجلة أن سنوات التخطيط والحرفية والتدريب والتنسيق التي سبقت هجوم حماس تحت عيون جهاز الموساد الإسرائيلي ووكالات الاستخبارات الشاباك، تشير إلى أنه من من المؤكد أن المجموعة قامت بتدريبات حربية على رد فعل إسرائيل، واعتبرت أن الهجوم المضاد الحتمي لإسرائيل ضد غزة من شأنه أن يمنح حماس وداعمتها الخارجية، إيران، الجائزة الكبرى والتي تتمثل في وقف تطبيع العلاقات بين إسرائيل والسعودية.
جبهة أخرى مع لبنانقال الجيش الإسرائيلي، الاثنين، إنه دمر منشأة لتخزين الأسلحة تابعة لحزب الله وقصف أهدافا أخرى في لبنان ردا على إطلاق الصواريخ، بحسب شبكة "سي أن أن".
وفي وقت سابق من الاثنين، أعلن الفرع اللبناني للجناح العسكري لحركة حماس مسؤوليته عن إطلاق 16 صاروخا باتجاه إسرائيل، وتحديدا في جنوب حيفا شمال فلسطين، قائلا إن ذلك كان ردا على الغارات الإسرائيلية على غزة، وفقا للشبكة.
وتعتبر هذه المرة الأولى التي تعلن فيها حركة حماس استهداف محيط حيفا انطلاقاً من جنوب لبنان، بحسب "فرانس برس".
وأعلن الجيش الإسرائيلي "خلال الساعة الماضية، تحديد نحو 30 عملية إطلاق من لبنان باتجاه شمال إسرائيل"، مشيراً إلى أن قواته ترد بقصف مدفعي "على مصادر" إطلاق النيران، وفقا لـ"سي أن أن".
وقال الجيش الإسرائيلي في بيان إن طائراته المقاتلة، بدعم من ضربات المدفعية، ضربت "عددا من المواقع التي تحتوي على أصول تكنولوجية تابعة لحزب الله، ومنشأة لتخزين الأسلحة، ومواقع إطلاق، وبنية تحتية إرهابية"
وتأتي هذه الأخبار في الوقت الذي أصبح فيه الوضع على الحدود الإسرائيلية اللبنانية أكثر نشاطًا في الأيام الأخيرة، حيث تبادلت القوات الإسرائيلية إطلاق النار مع حزب الله وجماعات مسلحة أخرى، بحسب "سي أن أن".
وتشهد المنطقة الحدودية تبادلاً للقصف خصوصاً بين حزب الله وإسرائيل منذ أن هجوم السابع من أكتوبر الذي نفذته حماس. ويقصف حزب الله يومياً مواقع إسرائيلية حدودية، كما نفذت حركتا حماس والجهاد الإسلامي الفلسطينيتان عمليات تسلل وإطلاق صواريخ عدّة من لبنان. وترد اسرائيل بقصف على طول الشريط الحدودي.
وأسفر التصعيد عن مقتل 83 شخصاً في الجانب اللبناني، بينهم 11 مدنياً على الأقل، وفق حصيلة جمعتها وكالة "فرانس برس". وأعلن حزب الله مقتل اثنين من عناصره الاثنين، ليرتفع عدد القتلى في صفوف مقاتليه إلى 61. وأحصى الجيش الإسرائيلي مقتل ستة عسكريين على الأقل ومدني.
الحوثيون يعلنون شن هجوم جديد بمسيرات على إسرائيلوأعلن المتمردون الحوثيون في اليمن، الاثنين، أنهم شنوا هجومًا جديدًا بطائرات مسيرة على أهداف إسرائيلية في إطار سلسلة من الهجمات منذ بداية الحرب بين إسرائيل وحماس.
وفي منشور على منصة "إكس"، قال الناطق العسكري باسم الحوثيين، العميد يحيى سريع، "أطلقت القوات المسلحة اليمنية دفعة من الطائرات المسيرة خلال الساعات الماضية على أهداف مختلفة وحساسة للعدو الإسرائيلي في الأراضي المحتلة".
وأضاف "كان من نتائج العملية توقف الحركة في القواعد والمطارات المستهدفة ولعدة ساعات".
ولم تؤكد السلطات الإسرائيلية على الفور الهجوم.
والأسبوع الماضي، أعلن الحوثيون في اليمن أنهم شنوا هجومًا بطائرات مسيرة على إسرائيل، وأشاروا إلى شنهم ثلاث عمليات سابقة بمسيرات وصواريخ بالستية منذ بدء الحرب.
وقال رئيس حكومة الحوثيين، عبدالعزيز بن حبتور، في تصريح لوكالة "فرانس برس"، الأسبوع الماضي، "إننا جزء من محور المقاومة" مضيفًا "نشارك بالقول وبالكلمة وبالمسيرات".
وقال سريع الاثنين إن"القوات المسلحة اليمنية مستمرة في تنفيذ مزيد من العمليات العسكرية النوعية دعماً ونصرةً لمظلومية الشعب الفلسطيني واستجابةً لنداءات شعبنا اليمني العظيم".
وهناك مخاوف كبيرة من توسع النزاع على المستوى الإقليمي، حيث أنه إلى جانب اليمن، هناك مقاتلون موالون لإيران في العراق وسوريا. ومنذ بدء الحرب في غزة، وقعت سلسلة من الهجمات على القوات الأميركية في العراق وسوريا، إضافة إلى تبادل القصف وإطلاق النار بشكل شبه يومي عبر الحدود الإسرائيلية اللبنانية بين حزب الله والجيش الإسرائيلي.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: السابع من أکتوبر بین إسرائیل إسرائیل فی وجها لوجه فرانس برس حزب الله قطاع غزة غزة من فی غزة هجوم ا
إقرأ أيضاً:
هذا عدد أسرى الاحتلال الذين قتلوا بنيران الجيش الإسرائيلي في غزة
كشفت صحيفة "هآرتس" العبرية، اليوم السبت، عن عدد أسرى الاحتلال الإسرائيلي الذين قتلوا بنيران الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة، منذ بداية حرب الإبادة الجماعية في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر لعام 2023.
وذكرت الصحيفة أن "41 أسيرا إسرائيليا من بين 251 أسرتهم حماس في غزة، قُتلوا في الأسر، بعضهم قُتل بسبب العمليات العسكرية الإسرائيلية التي شنتها على غزة".
وأضافت أن "الخرائط العسكرية تؤكد أن موقع مقتل 6 من الأسرى على يد الجيش الإسرائيلي في أغسطس/ آب الماضي، كان ضمن مناطق العمليات المحدودة".
وأشارت الصحيفة إلى أن "الجيش الإسرائيلي عندما نشر تحقيقه حول مقتل الأسرى الستة، قال إنه لم يكن يعلم بوجودهم في المنطقة"، مؤكدة في الوقت ذاته أن الجيش "كان على علم بالخطر الذي يحدق بالأسرى عندما عمل في المنطقة التي قُتل فيها الرهائن الستة".
يشار إلى أن الأسرى الإسرائيليين الستة الذين تم قتلهم هم: هيرش جولدبرج بولين، أوري دانينو، إيدن يروشالمي، أليكس لوبانوف، كارميل جات، وألموج ساروسي.
ولفتت الصحيفة العبرية إلى أنه "رغم قرار وقف نشاط الجيش الإسرائيلي في مدينة خانيونس (جنوب) بقطاع غزة، بسبب المخاوف على حياة الأسرى، إلا أنه بعد توقف ليوم واحد فقط، قرر الجيش مواصلة عملياته هناك بهدف تحديد مكان زعيم حركة حماس في قطاع غزة يحيى السنوار".
وأشارت إلى أنه "بحسب مصادر أمنية إسرائيلية، تقرر أن العثور على السنوار كان أكثر أهمية من إنقاذ أرواح الأسرى الإسرائيليين (لم يتم تحديد مكانه في حينه)".
وفي أكتوبر/ تشرين الأول 2024 أي بعد نحو عام على بدء عملية "طوفان الأقصى" وما تبعها من حرب إسرائيلية مدمرة ضد قطاع غزة، اغتيل السنوار بمدينة رفح جنوب القطاع برصاص الجيش الإسرائيلي وهو يقاتل.
ورغم تنصل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في أكثر من مناسبة من المسؤولية عن مقتل أسرى إسرائيليين في قطاع غزة وتحميل حركة حماس مسؤولية ذلك، إلا أن المعارضة الإسرائيلية تحمله مسؤولية مقتل عدد كبير من الأسرى جراء عرقلته لأشهر طويلة التوصل إلى صفقة لإعادتهم خوفا من انهيار ائتلافه الحكومي، الذي كان وزراء من اليمين المتطرف به يضغطون لمواصلة حرب الإبادة على غزة.
ومطلع آذار/ مارس الجاري، انتهت المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار بغزة وتبادل الأسرى التي استمرت 42 يوما، فيما تنصلت إسرائيل من الدخول في المرحلة الثانية التي تشمل إنهاء الحرب.
ويريد نتنياهو، مدعوما بضوء أخضر أمريكي، تمديد المرحلة الأولى من الاتفاق، الذي دخل حيز التنفيذ في 19 يناير/ كانون الثاني 2025، للإفراج عن أكبر عدد ممكن من الأسرى الإسرائيليين دون تقديم مقابل أو استكمال الاستحقاقات العسكرية والإنسانية المفروضة في الاتفاق خلال الفترة الماضية.
مع انتهاء المرحلة الأولى من اتفاق وقف النار، أغلق الاحتلال الإسرائيلي مجددا جميع المعابر المؤدية إلى غزة لمنع دخول المساعدات الإنسانية، في خطوة تهدف إلى استخدام التجويع كأداة ضغط على حماس لإجبارها على القبول بإملاءاتها، كما تهدد إسرائيل بإجراءات تصعيدية أخرى وصولا إلى استئناف حرب الإبادة الجماعية.
وبدعم أمريكي ارتكب الاحتلال بين 7 أكتوبر 2023 و19 يناير 2025، إبادة جماعية بغزة خلفت أكثر من 160 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود.