توماس فريدمان: الخوف غادر موسكو وخطر الاضطراب أصبح ماثلا
تاريخ النشر: 28th, June 2023 GMT
يقول الكاتب الأميركي توماس فريدمان عما جرى في روسيا من تمرد إن رد فعله الأول هو التساؤل: هل كان هذا كله حقيقيا؟ واصفا إياه بمقطع دعائي لفيلم من أفلام جيمس بوند، فقد أصبح يفغيني بريغوجين رئيس الطهاة السابق للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، شريرا.
وعن الذي يحدث لبوتين حاليا، قال فريدمان في مقال له بصحيفة نيويورك تايمز (The New York Times) إنه لا يدري على وجه الدقة ما يحدث لبوتين اليوم، لكن كل ما يمكن فعله هو محاولة حساب موازين القوى المختلفة التي تشكل هذه الأحداث ومعرفة من يمكنه أن يكون المؤثر في الأشهر المقبلة.
واستهل فريدمان تحليله بالقول إن أكبر توازن للقوى الذي يجب ألا يغيب عن البال هو التحالف الواسع والمستدام الذي حشده الرئيس الأميركي جو بايدن لمواجهة بوتين في أوكرانيا، لأنه هو الذي مزق الواجهة التي كانت تزين وجه السلطة في موسكو.
وأضاف أن بايدن فهم منذ البداية أن بوتين هو مركز كوكبة فاشية مناهضة لأميركا ومعادية للديمقراطية ويجب هزيمتها، وليس التفاوض معها، وأن تمرد بريغوجين فعل بشكل أساسي ما كان يفعله بايدن على مدار الأشهر الـ18 الماضية، إذ كشف نقاط ضعف بوتين، وثقب قشرة عبقريته الإستراتيجية المفترضة وهالته التي يبدو أنها لا تقهر.
يمكنهم تحديه قريباوقال إن بوتين حكم طويلا بالخوف والمال وغطى وجهه الحقيقي بنقاب القومية. لقد اشترى من يستطيع أن يشتريه، وسجن أو قتل من لم يستطع. لكن الخوف قد غادر موسكو مع تعرض الهالة التي لا تُقهر للضرب، لذلك يمكن للآخرين تحديه قريبا، "وسوف نرى".
وأضاف أنه لا ينبغي أبدا التقليل من المخاوف العميقة للروس بشأن أي عودة إلى فوضى أوائل التسعينيات بعد سقوط الاتحاد السوفياتي، والتقليل من امتنان الكثيرين للنظام الذي أعاده بوتين، مشيرا إلى أن الأمور تتعقد مع ميزان قوة بوتين مع بقية العالم، وأن الغرب لديه الكثير ليخافه من ضعف بوتين ومع قوته.
واستمر يقول إنه لا يوجد حتى الآن ما يشير إلى أن تمرد بريغوجين، أو الهجوم المضاد الأوكراني، قد أدى إلى أي انهيار كبير للقوات الروسية في أوكرانيا، ولكن من السابق لأوانه استخلاص أي استنتاجات نهائية.
في انتظار ترامبوعن أوكرانيا، قال الكاتب إن إستراتيجية بوتين تتمثل في جعل الجيش الأوكراني يستنفد العناصر الأساسية لقواته البرية، فضلا عن صواريخه الاعتراضية المضادة للطائرات، حتى تصبح قواته البرية عارية أمام سلاح الجو الروسي ثم تحاول الانتحار، مما يمكنه من انتظار إعادة انتخاب دونالد ترامب المحتملة للحصول على صفقة قذرة يحفظ بها ماء الوجه في أوكرانيا.
وأشار إلى أن القوات الروسية حفرت خنادق وزرعت ألغاما عبر خطوط دفاعها، وهذا هو السبب في أن الهجوم المضاد الأوكراني بدأ بطيئا، قائلا إن الروس يعانون لكنهم يتعلمون.
قلق من هزيمة بوتين ومن انتصارهورغم كل ذلك، قال فريدمان إن الغرب عليه أن يقلق من احتمال هزيمة بوتين بقدر قلقه من أي نصر. وتساءل ماذا لو أطيح به؟ ليجيب بأن هذه الأيام ليست مثل الأيام الأخيرة للاتحاد السوفياتي، إذ لا توجد شخصية لطيفة ولائقة مثل يلتسين أو مثل غورباتشوف تتمتع بالسلطة والمكانة التي تمكنها من تولي زمام الأمور على الفور.
وإذا أُطيح ببوتين، فقد ينتهي الأمر بشخص أسوأ. وتساءل: ما رأيكم إذا وجدتم بريغوجين في الكرملين هذا الصباح، يقود الترسانة النووية الروسية؟
واستمر في توقعاته لمآلات الوضع في روسيا، قائلا إنه من المحتمل أن تحصل فوضى أو حرب أهلية وانقسام، محذرا من أن الفوضى أسوأ من بوتين، لأنه عندما تتفكك دولة كبيرة، من الصعب للغاية إعادتها إلى وضعها الطبيعي، موضحا أن الأسلحة النووية والإجرام الذي يمكن أن ينتشر من روسيا المفككة سيغير العالم، "لقد أخذ بوتين العالم كله رهينة"، وإذا فاز، فإن الشعب الروسي يخسر، وإذا خسر وخلفته الفوضى، فإن العالم كله يخسر.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
بعد هجوم بمسيرات.. بوتين يتوعد أوكرانيا بمزيد من الدمار
تعهد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، اليوم الأحد، بإحداث المزيد من "الدمار" في أوكرانيا، ردا على هجوم بطائرة بدون طيار على مدينة قازان بوسط روسيا أمس، السبت.
واتهمت روسيا أوكرانيا بشن هجوم "ضخم" بطائرة بدون طيار، إذ استهدف مبنى سكني فاخر في المدينة، على بعد حوالي 1000 كيلومتر (620 ميلا) من الحدود.
وأظهرت مقاطع فيديو على شبكات التواصل الاجتماعي الروسية طائرات بدون طيار تضرب مبنى زجاجيا شاهقا وتطلق كرات نارية، رغم عدم الإبلاغ عن وقوع إصابات نتيجة للضربة.
وقال بوتين، خلال اجتماع حكومي متلفز، اليوم الأحد: "من يحاول تدمير بلدنا، سيواجه دمارًا أكبر بكثير وسيندم على ما يحاول القيام به في بلدنا".
وكانت الضربة على قازان هي الأحدث في سلسلة من الهجمات الجوية المتصاعدة في الصراع المستمر منذ ما يقرب من ثلاث سنوات.
ولم تعلق أوكرانيا على الضربة.
وكان بوتين قد هدد في وقت سابق باستهداف وسط كييف بصاروخ باليستي فرط صوتي ردا على الهجمات الأوكرانية على الأراضي الروسية.
كما وصفت وزارة الدفاع الضربات الروسية على منشآت الطاقة الأوكرانية خلال الأسابيع الأخيرة بأنها ضربات انتقامية لقيام كييف باستخدام صواريخ غربية لضرب القواعد الجوية الروسية ومصانع الأسلحة.
ويأتي التهديد الأخير في الوقت الذي أعلنت فيه روسيا تحقيق تقدم جديد في ساحة المعركة في شرق أوكرانيا.