نقلت نيويورك تايمز (The New York Times) عن مسؤولين أميركيين أن الجنرال سيرغي سوروفيكين نائب قائد العمليات العسكرية الروسية في أوكرانيا كان على علم مسبق بأن يفجيني بريغوجين قائد مجموعة فاغنر العسكرية الخاصة يخطط للتمرد على قادة وزارة الدفاع.

وقال المسؤولون -الذين اطلعوا على تقارير الاستخبارات الأميركية في هذا الشأن- إن ما وصفوه بالتحالف بين سوروفيكين وبريغوجين قد يفسر سبب بقاء قائد فاغنر على قيد الحياة رغم سيطرته على مقر عسكري رئيسي جنوبي روسيا وتحركه نحو موسكو يوم السبت الماضي.

ووفقا لما نقلته نيويورك تايمز، أمس الثلاثاء، فإن المسؤولين الأميركيين يحاولون معرفة ما إذا كان سوروفيكين -الذي كان سابقا أعلى قائد للقوات الروسية في أوكرانيا- قد ساعد في التخطيط لتحركات بريغوجين.

وقالوا إن ثمة مؤشرات على أن جنرالات آخرين في الجيش الروسي ربما دعموا محاولة بريغوجين لتغيير قيادة وزارة الدفاع بالقوة.

وأشاروا إلى أن بريغوجين ما كان ليتحرك ضد وزارة الدفاع لو لم يعتقد أنه سيحصل على مساعدة آخرين في السلطة.


عقوبات أميركية على فاغنر

وفي تلك الأثناء، استهدفت الولايات المتحدة مجموعة فاغنر بعقوبات جديدة فرضتها على كيانات تتهمها بالتورط في تعاملات غير مشروعة بالذهب لتمويل المجموعة.

وأعلنت وزارة الخزانة الأميركية، الثلاثاء، فرض العقوبات على 4 شركات وفرد واحد على صلة بفاغنر وقائدها ومالكها يفغيني بريغوجين.

وقالت الوزارة -في بيان- إن الكيانات المستهدفة توجد في جمهورية أفريقيا الوسطى والإمارات وروسيا، وإن هذه الكيانات شاركت في تعاملات غير مشروعة بالذهب لتمويل فاغنر من أجل دعم وتوسيع قواتها المسلحة.

في الوقت نفسه، قال مسؤولون أميركيون إن واشنطن تعكف على دراسة مدى تأثير تمرد فاغنر في روسيا على عمليات المجموعة في الشرق الأوسط وأفريقيا.

ونقلت وكالة رويترز عن أحد المسؤولين أن من بين الاحتمالات التي يدرسها المحللون الأميركيون تراجع رغبة قادة الدول الأفريقية في الاستعانة بخدمات فاغنر بعدما شاهدوا بريغوجين ينقلب على رعاته.

وقال المسؤول -الذي طلب عدم نشر اسمه- إنه "إذا تم استيعاب قوات فاغنر في الجيش الروسي بين عشية وضحاها فقد تكون هناك مشكلة. العديد من هذه الدول لم تكن تطلب وجودا عسكريا روسيا عندما طلبت قوات فاغنر".


بريغوجين في بيلاروسيا

وقد أعلنت بيلاروسيا أمس الثلاثاء وصول قائد فاغنر إلى العاصمة مينسك على متن طائرة قادمة من روسيا.

وتضمّن الاتفاق الذي توسط فيه رئيس بيلاروسيا ألكسندر لوكاشينكو السبت الماضي وأنهى تمرد فاغنر في روسيا، أن يتوجه بريغوجين إلى مينسك، بينما مُنح رجاله خيار الانضمام إليه أو الاندماج في القوات المسلحة النظامية الروسية.

وقبيل وصول بريغوجين، أكد الرئيس البيلاروسي أنه طلب من نظيره الروسي فلاديمير بوتين عدم اغتيال قائد فاغنر خلال تمرده.

وقال لوكاشينكو أمام مسؤولين بيلاروس وفقا لفيديو نشرته قناة شبه رسمية للرئاسة على تطبيق تليغرام "قلت لبوتين يمكننا قتله، ليست مشكلة. إما في المحاولة الأولى أو الثانية. لكنني قلت: لا تفعلوا ذلك".

وعرض الرئيس البيلاروسي استضافة قوات فاغنر في إحدى القواعد العسكرية المهجورة في بلاده، مما أثار مخاوف لدى الغرب من اقترابها جغرافيا من حدود أوروبا.

وقال لوكاشينكو أيضا إن وزير دفاعه فيكتور خرينيكوف أخبره أنه لا يمانع في وجود وحدة مثل فاغنر في جيش بيلاروسيا. وأصدر الرئيس البيلاروسي تعليمات لوزير الدفاع بالتفاوض مع بريغوجين بشأن هذه المسألة.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: فاغنر فی

إقرأ أيضاً:

جهاز الأمن الفيدرالي الروسي يرفع السرية عن اعترافات قائد معسكر الاعتقال النازي”ساكسنهاوزن”

روسيا – رفع جهاز الأمن الفيدرالي الروسي السرية عن اعترافات قائد معسكر الاعتقال “ساكسنهاوزن” النازي الألماني أنتون كايندل، حيث قُتل خلال فترة قيادته للمعسكر أكثر من 42 ألف سجين.

جاء ذلك بمناسبة الذكرى الثمانين لتحرير المعسكر في 22 أبريل 1945 من قبل قوات الجبهة البيلاروسية الأولى للجيش الأحمر.

ونشر جهاز الأمن الفيدرالي نسخة من محضر استجواب كايندل، الذي كان برتبة شتاندارتنفهرر في قوات الأمن الخاصة النازية (إس إس). وتحتوي نسخة محضر الاستجواب المؤرخ في 20 ديسمبر 1946، على اعترافات كايندل البالغ من العمر 44 عاما حول الجرائم التي ارتُكبت في المعسكر.

وقد خدم كايندل في قوات الأمن الألمانية النازية الخاصة منذ عام 1935، وعُين قائدا لمعسكر “ساكسنهاوزن” في 21 أغسطس 1942. تم اعتقاله في برلين في 17 ديسمبر 1946 من قبل جهاز أمن الدولة السوفيتي.

قال كايندل في اعترافاته: “أعترف بأن معسكر اعتقال “ساكسنهاوزن” مع فروعه العديدة تحول تحت إشرافي المباشر إلى مكان للإبادة الجماعية لأسرى الحرب السوفييت والمدنيين السوفييت. وخلال فترة قيادتي للمعسكر من 1942 إلى 1945، تم إعدام السجناء جماعات وأفرادا بالشنق على مشانق ثابتة ومتنقلة، أو الإعدام بالرصاص في غرفة مخصصة لذلك، أو قتلهم بالغاز في غرفة الغاز، أو تسميمهم بوضع السم في الطعام أو حقنهم به”.

وأضاف أن “ساكسنهاوزن” كان يتمتع بمكانة خاصة بين معسكرات الموت النازية، حيث احتُجز فيه أبرز المعارضين السياسيين للفاشية، بمن في ذلك شخصيات سياسية بارزة من فرنسا وتشيكوسلوفاكيا والنمسا وهولندا، إضافة إلى رؤساء حكومات ووزراء من هذه الدول قبل احتلالها من قبل الجيش الألماني. كما شهد المعسكر عمليات سرية وحساسة لإعدام الأشخاص بناء على أوامر مباشرة من قائد قوات الأمن الألمانية هيملر وكبار المسؤولين النازيين.

وكشف كايندل أنه بناء على أوامر من هاينريش مولر، نائب رئيس جهاز الأمن الرئيسي للرايخ، أرسل ما يصل إلى 150 شخصا شهريا إلى المعسكر للإعدام السري، إما بالرصاص أو الشنق. وفي أكتوبر 1943، تم بناء غرفة غاز بأمر منه. وكان معظم الضحايا من مواطني الأراضي المحتلة، بينهم عدد كبير من السوفييت.

وكان المعسكر أيضا مصدرا لقوة العمل المجانية للمصانع الألمانية، حيث ارتفع عدد السجناء من 14 ألفا في عام 1942 إلى 50-60 ألفا بنهاية عام 1944. ومن بينهم ما يصل إلى 800 شاب سوفييتي تتراوح أعمارهم بين 14 و17 عاما وأطفال بولنديون تتراوح أعمارهم بين 6 و12 عاما. وكان للمعسكر حوالي 50 فرعا في مصانع مختلفة.

وعانى السجناء من ظروف عمل قاسية، حيث كانوا يعملون 11 ساعة يوميا، ويحصلون على 200 غرام من الخبز ووعاء من الحساء يوميا، حتى يفقدوا قدرتهم على العمل، ثم يتم إرسالهم إلى معسكرات الموت مثل “داكاو” و”لوبلين”.

كما كشف كايندل عن تجارب طبية وحشية أُجريت على السجناء بين عامي 1942 و1944 بأوامر من هيملر والطبيب الرئيسي لمعسكرات الاعتقال النازية لولينغ. وتضمنت هذه التجارب اختبارات قاسية وغير إنسانية لدراسة تأثيرات الظروف القاسية على البشر.

النصب التذكاري للجنود السوفيت المحررين لمعسكر الموت النازي

ووفقا للقانون رقم 10 لمجلس المراقبة في ألمانيا الصادر في 20 ديسمبر 1945، بشأن معاقبة الأشخاص المتهمين بارتكاب جرائم حرب ضد السلام والإنسانية، حُكم على كايندل في جلسة علنية للمحكمة العسكرية لمجموعة القوات السوفيتية في ألمانيا، التي عُقدت في برلين من 23 إلى 31 أكتوبر 1947، “بالحبس مدى الحياة مع الأشغال الشاقة”.

المصدر: نوفوستي

مقالات مشابهة

  • جهاز الأمن الفيدرالي الروسي يرفع السرية عن اعترافات قائد معسكر الاعتقال النازي”ساكسنهاوزن”
  • جهاز كشف الكذب.. تسريبات البنتاجون تشعل التوتر في واشنطن
  • الجيش الروسي يسقط 7 طائرات أوكرانية مسيّرة فوق القرم وبيلجورود
  • عاجل. وزارة الدفاع السورية: حزب الله أطلق قذائف مدفعية من لبنان نحو نقاط الجيش في منطقة القصير
  • قائد الجيش عرض الاوضاع مع النائب الصمد وسبل دعم الجيش مع الممثلة المقيمة لـUNDP
  • بالأرقام .. أوكرانيا تكشف خسائر الجيش الروسي منذ بداية الحرب
  • تسريبات تصفية حسابات إقالات البنتاغون
  • تسريبات سيغنال تضع مستقبل هيغسيث على المحك.. كيف علق مغردون؟
  • تخبط في إدارة ترامب بعد تسريبات البنتاجون وسرقة وزيرة الأمن الداخلي | تقرير
  • د. الصديق حفتر يلتقي وفد وزارة الزراعة بجمهورية بيلاروسيا