سجال بين القاضي وترامب أثناء محاكمته في قضية تهدد إمبراطوريته العقارية
تاريخ النشر: 7th, November 2023 GMT
دار سجال مرات عدة الاثنين بين القاضي والرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، خلال جلسة محاكمته في قضية احتيال مدنية في نيويورك تهدد إمبراطوريته العقارية.
وقبل عام على انتخابات يأمل أن تعيده إلى البيت الأبيض، أصبح ترامب أول رئيس أمريكي سابق يدلي بشهادته كمتهم أمام المحكمة منذ أكثر من قرن.
إقرأ المزيدوتفيد "واشنطن بوست" بأن آخر رئيس سابق أدلى بشهادته علنا كمتهم كان ثيودور روزفلت في محاكمة ترتبط بالتشهير عام 1915.
وشهدت الجلسة، سجالات عدة بين ترامب (77 عاما) من جهة والقاضي آرثر إنغورون ومحامي النيابة العامة في نيويورك من جهة أخرى، ما استدعى طلب القاضي منه الاكتفاء بالرد على الأسئلة بنعم أو لا والامتناع عن الخطابات.
وقال القاضي متوجها إلى الجمهوري الأوفر حظا للفوز بالترشح عن حزبه للانتخابات الرئاسية للعام 2024، إن "هذا ليس تجمعا انتخابيا بل قاعة محكمة ".
واتهم ترامب القاضي بأنه "عدائي جدا"، منددا بالمدعية العامة لولاية نيويورك ليتيشا جيمس التي رفعت القضية ضده باعتبارها "مأجورة سياسيا".
وقال ترامب "أعتقد أن هذه القضية مخزية"، مضيفا "أنها تدخّل في الانتخابات".
وتوجّه القاضي الذي بدا الغضب واضحا عليه بالحديث إلى أحد محامي الرئيس السابق كريستوفر كايز، قائلا له "اضبط موكلك".
إقرأ المزيدوسبق أن فرض القاضي إنغورون غرامتين على ترامب الأولى بقيمة 5 آلاف دولار والثانية بقيمة 10 آلاف دولار، لانتهاكه أمر حظر النشر الجزئي المفروض عليه، بعد أن هاجم كاتبة المحكمة على مواقع التواصل الاجتماعي.
وترامب متهم إلى جانب نجليه دونالد جونيور وإريك ورؤساء تنفيذيين آخرين في "منظمة ترامب"، بتضخيم أصول الشركة بمليارات الدولارات للحصول على قروض مصرفية وعقود تأمين بشروط أفضل.
وندد ترامب الذي حضر مرتديا بزة باللون الأزرق الداكن مع ربطة عنق والعلم الأمريكي على ياقته، بما وصفها بـ"محاكمة مجنونة.. وغير منصفة إلى حد كبير" يقف خلفها الديمقراطيون الذين "يلاحقونه من 15 جهة مختلفة".
وفي شهادته التي أدلى بها تحت القسم، رفض ترامب الاتهامات بأن بيانات الشركة بشأن وضعها المالي كانت زائفة، وقال "لم تكن حقا وثائق توليها المصارف الكثير من الاهتمام".
وأضاف أن قيمة "علامة ترامب التجارية" لم تؤخذ في الحسبان أيضا عند تقدير قيمة أصوله العقارية.
وأفاد في رده على كيفن والاس المحامي من مكتب المدعية العامة في نيويورك، "أصبحت رئيسا بفضل علاماتي التجارية".
إقرأ المزيدوفي دردشة مع مراسلين بعد إدلائه بشهادته، قال ترامب إن القضية "ما كان يجب أن ترفع".
وتابع "الاحتيال متأت من المحكمة"، مضيفا "المحكمة هي من ارتكب الاحتيال في هذه القضية".
وصرحت المدعية العامة جيمس للصحافيين قبل وصول ترامب، بأن الرئيس السابق "أساء بشكل متواصل تقييم أصوله وضخمها"، متجاهلة هجمات ترامب الشخصية ضدها.
وتابعت "الأرقام لا تكذب"، مضيفة "لن أخضع للتنمّر.. لن أخضع لمضايقات.. هذه القضية ستمضي قدما.. العدالة ستسود".
ويمثل ترامب أمام المحكمة بعدما مثل أمامها ابناه دونالد جونيور وإريك الأسبوع الماضي وحمّلا المحاسبين مسؤولية أي أخطاء وردت في بيانات الشركة المالية.
ولا يواجه ترامب ونجلاه خطر السجن، ولكن قد تفرض عليهم غرامات تصل قيمتها إلى 250 مليون دولار إضافة إلى احتمال إطاحتهم من إدارة الشركة العائلية.
إقرأ المزيدوحتى قبل المرافعات الافتتاحية، قضى إنغورون بأن مكتب جيمس قدّم "أدلة قاطعة" على أن ترامب بالغ في تقدير أصول المجموعة في الوثائق المالية بمبلغ قدره ما بين 812 مليون دولار و2.2 مليار دولار بين العامين 2014 و2021، ونتيجة لذلك، أمر القاضي بتصفية الشركات التي تدير هذه الأصول مثل برج ترامب و40 ناطحة سحاب في مانهاتن.
وبقي هذا الحكم معلقا في انتظار الاستئناف، لكن في حال تأييده وتنفيذه، سيخسر ترامب السيطرة على قسم من إمبراطوريته العقارية.
وتعدّ محاكمة الاحتيال المدنية واحدة من معارك قانونية عدّة يواجهها ترامب فيما يسعى لاستعادة الرئاسة.
وفي مارس 2024 سيواجه ترامب الذي حوكم مرتين أمام الكونغرس بقصد عزله من السلطة، محاكمة في اتهامات بأنه تآمر لتغيير نتيجة انتخابات 2020 التي خسرها لصالح الرئيس جو بايدن.
المصدر: أ ف ب
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: ترامب ترامب ترامب ترامب ترامب ترامب البيت الأبيض السلطة القضائية انتخابات جو بايدن دونالد ترامب نيويورك واشنطن إقرأ المزید
إقرأ أيضاً:
3 عقبات رئيسية تهدد فرص نجاح ترامب
لم يكن الخلاف الذي نشب بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في المكتب البيضاوي مجرد مصادفة، بل كان مُدبّرًا بعناية ليُظهر للجميع- وخاصة نُخبة الحزب الجمهوري- ماهية السياسة الخارجية التي يعتزم انتهاجها خلال السنوات الأربع المقبلة.
العزلة أم العولمة؟يعود التوتر بين النزعة الانعزالية والنزعة العولمية في السياسة الخارجية الأميركية إلى أكثر من قرن من الزمن. فقد كانت المبادئ الأربعة عشر التي أعلنها الرئيس وودرو ويلسون عام 1918 بشأن النظام العالمي الجديد بعد الحرب العالمية الأولى من أبرز تجليات النزعة العولمية. حينها، اقترح ويلسون إنشاء عصبة الأمم، لكن عندما تأسست هذه المنظمة، رفض مجلس الشيوخ الأميركي حتى مجرد الانضمام إليها، مما يعكس ميلًا أميركيًا واضحًا نحو الانعزال.
للأميركيين أسبابهم في الانسحاب من الشؤون الدولية. وأهم هذه الأسباب هو موقعهم الجغرافي؛ إذ تحيط بهم محيطاتٌ شاسعة، ولا تحدّهم سوى كندا والمكسيك، مما يوفر لهم مستوى عاليًا من الأمن الذاتي. كما أن هذا الموقع يجعلهم بعيدين عن كلٍّ من أوروبا وآسيا.
أما السبب الآخر فهو حجم الولايات المتحدة نفسها، فهي كيانٌ اتحادي ضخم تبلغ مساحته نحو أربعين ضعف مساحة إنجلترا، ويتألف من خمسين ولاية. بالنسبة للأميركيين، فإن مجرد التعرف على خريطة بلادهم وتاريخها يكفي ليكون شاغلًا رئيسيًا لهم، فلا تبدو لهم معرفة بقية العالم أو السفر إليه حاجة مُلحّة.
ورغم هذه العوامل، انتهجت الولايات المتحدة سياسة خارجية عولمية منذ الحرب العالمية الثانية. فقد هزمت أولًا اليابان وألمانيا، ثم تبنّت سياسة تطويق عالمية ضد الاتحاد السوفياتي.
إعلانوخلال هذه الفترة، فرضت المصالح الاقتصادية الأميركية نفسها؛ إذ أصبح اعتماد الاقتصاد الأميركي على النفط، وحاجة الشركات الأميركية- التي كانت تستحوذ على 40% من الإنتاج العالمي- إلى التوسع في أسواق جديدة، دافعًا لا غنى عنه لانتهاج سياسات عولمية.
وبعد انهيار الاتحاد السوفياتي، حلّت "مكافحة الإرهاب" محل "مكافحة الشيوعية" في السياسة العالمية للولايات المتحدة. فبعد هجمات الحادي عشر من سبتمبر/ أيلول، أقدمت إدارة جورج بوش الابن على غزو كلٍّ من العراق وأفغانستان.
وعلى الرغم من أن إدارة باراك أوباما رأت في هذين الغزوين خطأً إستراتيجيًا، فإنها واصلت السياسات العولمية. أما ترامب، فقد رفع شعار "أميركا أولًا" خلال فترته الرئاسية الأولى، لكنه لم يُحدث تغييرات جوهرية في السياسات. ثم جاءت إدارة جو بايدن لإعادة تنشيط التحالف الغربي تحت قيادته، وخاصة في مواجهة الغزو الروسي لأوكرانيا.
فوضى في الداخل.. فوضى في العالميسعى ترامب اليوم إلى وقف الدعم الأميركي لأوكرانيا، ويستخدم خطابًا مؤيدًا لروسيا بهدف فك ارتباط الولايات المتحدة بالتحالف الغربي، وإنهاء رؤيتها لدورها كحاميةٍ للنظام العالمي.
وتتسق مواقف ترامب تجاه ساحتي الحرب (أوكرانيا وغزة) مع نهجه القائم على تمكين القوي من سحق الضعيف. ففي غزة، يقترح تهجير الفلسطينيين قسرًا، وهو طرحٌ لم تجرؤ حتى إسرائيل على التصريح به علنًا. أما في أوكرانيا، فهو يتهم زيلينسكي بأنه "دكتاتور بلا شعبية" وأنه هو من بدأ الحرب، وهي رواية لا يجرؤ حتى الروس أنفسهم على تبنيها.
الجميع يدرك أن مواقف ترامب هذه تتناقض مع القانون الدولي. فالولايات المتحدة نفسها كانت قد وقّعت اتفاقًا مع روسيا يضمن وحدة أراضي أوكرانيا بعد استقلالها، وذلك مقابل تخليها عن ترسانتها النووية. لكن مثل هذه الاتفاقيات لا تعني شيئًا بالنسبة لترامب، فهو لا يعترف سوى بمنطق القوة.
إعلانعلى المدى القصير، يملك ترامب القدرة على تنفيذ ما يشاء؛ إذ إن الجمهوريين في الكونغرس، والقضاة المحافظين الذين يهيمنون على المحكمة العليا، لن يقفوا في وجه رئيس جمهوري جديد. ولكن، هل ينجح ترامب على المدى الطويل؟ هناك ثلاثة عوامل تُضعف فرصه:
أولًا، جاء ترامب إلى السلطة بدعم نصف الناخبين فقط، وتشير الاستطلاعات إلى أن شعبيته تراجعت إلى ما دون 50%. أما سياساته الاقتصادية، فتقوم على ركيزتين: الأولى هي زيادة الرسوم الجمركية في التجارة الدولية، والثانية ترحيل جزء كبير من المهاجرين. كلتا السياستين ستؤديان إلى ارتفاع الأسعار والتضخم، بينما جاء ترامب أصلًا إلى السلطة بوعدٍ بتخفيضهما. وعلى عكس بعض المجتمعات الأخرى، لا يتسامح الأميركيون مع التدهور الاقتصادي. ثانيًا، ليس لدى ترامب حلفاء دوليون سوى روسيا وإسرائيل. فقد نجح خلال فترة وجيزة في تنفير أقرب جيرانه، كندا، وأساء إلى حلفائه الأوروبيين. وسيترتب على هذا العزوف عن العلاقات الخارجية تكلفة اقتصادية باهظة على الشركات الأميركية. إذ لا يمكن للولايات المتحدة الاستمرار في جني فوائد الاقتصاد العالمي، بينما تعمل على هدم النظام الذي يستند إليه. ومن الأمثلة على ذلك تراجع مبيعات شركة "تسلا" في أوروبا وانخفاض قيمة أسهمها خلال الشهر الماضي، وهي مؤشرات على بداية دوامةٍ اقتصاديةٍ هابطة. ثالثًا، يخوض ترامب هذه المغامرات في السياسة الخارجية بينما يعيش المشهد الداخلي حالة من الاضطراب. فإيلون ماسك، الذي عيّنه ترامب لإدارة وكالة جديدة بحجة خفض التكاليف، يُسرّح الموظفين الحكوميين بأعداد كبيرة ويُهين البيروقراطيين يوميًا تقريبًا، مما يخلق انطباعًا بأن إدارة ترامب تتبنى نهجًا صداميًا في الداخل والخارج على حد سواء.ليس واضحًا مدى نجاح ترامب في إعادة تشكيل السياسة الأميركية، ولكن المؤكد أن النظام العالمي، الذي كانت الولايات المتحدة تقوده، قد تم هدمه على يد رئيسها ذاته. مرحبًا بكم في الفوضى الجديدة للعالم!
إعلانالآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.
aj-logoaj-logoaj-logo إعلان من نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معناابق على اتصالالنشرات البريديةرابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+تابع الجزيرة نت على:
facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outline