يهود يحتشدون بنيويورك ويعلنون تنصلهم من الجرائم الإسرائيلية ويطالبون بوقف الحرب
تاريخ النشر: 7th, November 2023 GMT
استولى حوالي 500 متظاهر تابعين لمجموعة الصوت اليهودي من أجل السلام، بما في ذلك الفنانين والناشطين نان غولدين ومولي كرابابل، على قاعدة تمثال الحرية في ميناء الولاية نيويورك، في حوالي الساعة الواحدة بعد الظهر بالتوقيت المحلي يوم الاثنين (6 نوفمبر) للمطالبة بوقف إطلاق النار في قطاع غزة.
وتزامن الاعتصام الجماعي في موقع ناشيونال بارك في جزيرة ليبرتي – إحدى الوجهات السياحية الأكثر شعبية في الولايات المتحدة، حيث كان يزورها حوالي 4 ملايين زائر سنويًا قبل كوفيد-19 – مع تصعيد الغزو البري الإسرائيلي لقطاع غزة خلال نهاية الأسبوع.
وقد تم شن هذا الغزو، الذي قُتل فيه أكثر من 9700 شخص وفقًا لأرقام وزارة الصحة في غزة التي استشهدت بها بي بي سي نيوز، ردًا على الهجوم الذي شنته حماس في إسرائيل في 7 أكتوبر، والذي قُتل فيه حوالي 1400 شخص وأصيب حوالي 220 آخرين محتجزين.
وفي بيان نُشر على موقع X، المعروف سابقًا باسم تويتر، قالت منظمة الصوت اليهودي من أجل السلام: “المئات من اليهود وحلفائهم ينظمون اعتصامًا طارئًا، ويستولون على الجزيرة للمطالبة بوقف إطلاق النار في غزة. نحن نرفض السماح بتنفيذ إبادة جماعية باسمنا”.
وارتدى العديد من المتظاهرين قمصانًا متطابقة كتب عليها “ليس باسمنا” و”وقف إطلاق النار الآن”. ورفعوا لافتات تحمل رسائل مثل 'العالم كله يراقب' و'لن يتكرر الأمر أبدًا لأي أحد'.
وبعد الاحتجاج، شارك متحدث باسم خدمة المتنزهات الوطنية هذا البيان: 'اليوم في الساعة الواحدة بعد الظهر، نظمت مجموعة من حوالي 500 شخص مظاهرة غير مسموح بها عند قاعدة تمثال الحرية مع لافتات وقمصان. كان الاحتجاج سلميًا، استمرت المظاهرة حوالي 30 دقيقة، وبعد ذلك استقلت المجموعة العبارة عائدة إلى مانهاتن. ولم يكن هناك أي ضرر لموارد الحديقة ولم يتم إجراء أي اعتقالات. وأوقفت شرطة الحديقة الأمريكية مؤقتًا عملية الفحص الأمني لأولئك الذين يدخلون النصب التذكاري طوال مدة المظاهرة. لقد استؤنفت العمليات في الجزيرة.'
بالإضافة إلى إسكان تمثال فريديريك أوغست بارتولدي الضخم 'الحرية تنير العالم' (1886)، تعد جزيرة ليبرتي موطنًا لمتحف تمثال الحرية الذي تبلغ قيمته 100 مليون دولار، والذي تم افتتاحه في عام 2019. ويضم قطعًا أثرية تتعلق بتطوير التمثال، بما في ذلك نماذج بارتولدي المبكرة ونماذجه. القوالب، بالإضافة إلى الشعلة الأصلية وأمثلة على عدد لا يحصى من الأشياء التي تشبهها.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الجرائم الإسرائيلية الصوت اليهودي من أجل السلام الصحة في غزة الولايات المتحدة بي بي سي نيوز بنيويورك كوفيد 19
إقرأ أيضاً:
كارثة إنسانية غير مسبوقة.. تقرير يرصد الدمار الذي خلفته الحرب في العاصمة السودانية
نشرت صحيفة "الغارديان" البريطانية، مقالا، للصحفية نسرين مالك، قالت فيه إنّ: "عاصمة السودان أُفرغت من مضمونها وجُرّدت أجزاء منها، ودُهس شعبها تحت وطأة صراع لم ينتهِ بعد"، موضحة: "قبل عشرة أيام، وفي نقطة تحوّل رئيسية في حرب دامت قرابة عامين، استعاد الجيش السوداني العاصمة من جماعة "قوات الدعم السريع" التي استولت عليها عام 2023".
وتابع المقال الذي ترجمته "عربي21" أنّه: "ما نعرفه حتى الآن يرسم صورة لمدينة مزّقتها فظائع لا تُصدق؛ حيث أدّت الحرب لانزلاق السودان نحو أكبر كارثة إنسانية في العالم، متسببة في إبادة جماعية في غرب البلاد، ومجاعة هناك وفي مناطق أخرى".
وأضاف: "خاضت قوات الدعم السريع -التي تشكّلت رسميا ووُسّع نطاقها من بقايا الجنجويد- والجيش السوداني، الحليفان السابقان في السلطة، الحرب عندما انهارت شراكتهما. وكان الضحايا هم الشعب السوداني، الذي دُهست حياته تحت وطأة الحرب".
"إن مركزية الخرطوم في الحرب، سواء من حيث ازدهارها أو ما تمثله لقوات الدعم السريع كمقر للسلطة، قد جعلت المدينة عرضة لحملة انتقامية شديدة: فقد استولت قوات الدعم السريع عليها، ثم شرعت في نهبها وترويع سكانها لا حكم المدينة، بل جردت المدينة من ممتلكاتها" وفقا للمقال نفسه.
وأكّد: "يشعر أولئك الذين يغادرون منازلهم مترددين لاستقبال جنود القوات المسلحة السودانية بالجوع والعطش والمرض والخوف. يروون حصارا من السرقة والقتل، بينما أطلقت ميليشيا قوات الدعم السريع النار على من قاوموا مطالبهم. وخوفا من حمل قتلاهم إلى المقابر، دفن الناس قتلاهم في قبور ضحلة في شوارعهم وساحاتهم الخلفية. وفي أماكن أخرى، تُركت الجثث لتتحلل حيث سقطت".
وأبرز: "وردت تقارير عن انتشار العنف الجنسي ضد السكان المدنيين منذ الأيام الأولى للحرب. ويُعد عدم وجود تقدير موثوق لعدد القتلى مؤشرا على الحصار الشامل الذي كانت الخرطوم تعاني منه".
واسترسل: "في مناطق المدينة التي شهدت أشدّ المعارك، فرّ المدنيون، تاركين وراءهم مدينة أشباح. المشاهد مُروّعة. إذ تحوّلت مباني الخرطوم ومعالمها البارزة لهياكل محترقة، واكتست شوارعها بالأعشاب والنباتات. في تجسيد صارخ لقطع شريان الحياة في البلاد، احترق المطار، الذي كان يعمل حتى الساعات الأولى من الحرب، وكانت الرحلات تستعد للإقلاع، حتى تحول إلى هيكل أسود. ولا تزال بقايا الطائرات التي أوقفتها الحرب على المدرج".
ووفقا للتقرير نفسه، فإنّ "الدمار السريع لمطار الخرطوم، يُظهر السمة الأبرز لهذه الحرب -كم كانت مُتسرّعة-. كيف انسلخت السودان من حالتها الطبيعية بسرعة وغرقت في حرب لم تتصاعد بمرور الوقت، بل انفجرت بين عشية وضحاها"، مردفا: "حمل الملايين كل ما استطاعوا من ممتلكاتهم وفرّوا مع تقدم قوات الدعم السريع. وتم نهب ما تركوه وراءهم سريعا".
وأضاف: "ما حدث في الخرطوم هو أكبر عملية نهب لمدينة أفريقية، إن لم تكن لأي عاصمة، في التاريخ الحديث. من التراث الثقافي للبلاد إلى ممتلكات شعبها، لم ينجُ شيء. أُفرغ المتحف الوطني السوداني، الذي يضم قطعا أثرية ثمينة من الحضارتين النوبية والفرعونية. دُمّر ما لم يكن بالإمكان نقله".
"نُهبت المنازل والمحلات التجارية، وسُرق كل شيء من الأثاث إلى المتعلقات الشخصية. حتى الأسلاك الكهربائية لم تسلم: نُبشت وجُرّدت لبيعها. وتُظهر صور من المدينة بقايا سيارات، جميعها بعد إزالة عجلاتها ومحركاتها" وفقا للتقرير نفسه الذي ترجمته "عربي21".
ومضى بالقول إنّ: "حجم السطو والدمار الذي يظهر جليا يُشير إلى نهاية حصار الخرطوم، كلحظة مُبهجة وحزينة في آن واحد. إن التحرّر من آلام الاحتلال الوحشي هو مدعاة للارتياح والاحتفال، لكن حجم الخسائر، وما يتطلبه إعادة البناء، هائل ويمتد لأسس القدرات المادية والإدارية للمدينة".
وتابع: "هناك مسألة بناء الأمة وإنهاء الحرب في جميع أنحاء البلاد. لقد تفكك السودان عسكريا، واحتشد الشعب خلف القوات المسلحة السودانية لاستعادة وحدة أراضي البلاد وتخليصها من قوات الدعم السريع. لكن مسألة إخراج جميع الهيئات العسكرية من الحكم، وهو مطلب أحبطته شراكة القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع بعد ثورة 2019 التي أطاحت بعمر البشير".
وأبرز: "أصبحت معلقة في هذه العملية، ما دفع السودان أكثر نحو الحكم العسكري وتوحيده تحت قيادة القوات المسلحة السودانية. وتمّ استقطاب الوكلاء والمرتزقة وموردي الأسلحة، وأبرزهم الإمارات، التي دعمت قوات الدعم السريع. لقد أطالت هذه الجهات الفاعلة عمر الحرب وغرقت في الكثير من التكاليف في الصراع لدرجة أن مشاركتها ستجعل على الأرجح الانتصارات الكبيرة للقوات المسلحة السودانية غير حاسمة على المدى القصير".
وأكّد: "لقد تخلى المجتمع الدولي عن السودان تقريبا لمصيره، مع مئات الملايين من الدولارات من المساعدات التي تعهدت بها والتي لم تتحقق أبدا وتفاعلا سياسيا بائسا"، مردفا: "انتقلت ميليشيا قوات الدعم السريع الآن لمعقل في غرب البلاد، حيث تسيطر على كل مدينة رئيسية تقريبا".
وختم التقرير بالقول: "بلغ حجم العنف هناك ضد الجماعات العرقية والقبائل غير المتحالفة مع قوات الدعم السريع حد التطهير العرقي والقتل الجماعي الذي يُعيد إلى الأذهان إبادة الألفية الثانية، وتتحمّل القوات المسلحة السودانية، بقصفها المميت، مسؤولية سقوط العديد من الضحايا المدنيين، ولها نصيبها من الاتهامات بارتكاب جرائم ضد الإنسانية".
واستطرد: "ما انتهى في الخرطوم وشرق السودان لا يزال مستعرا، وبشدة أكبر، في أماكن أخرى. ربما تكون قوات الدعم السريع قد فقدت جوهرة تاجها، لكن الحرب لم تنتهِ بعد".
إلى ذلك، أكّد: "في غضون ذلك، فإن القدرة على إحصاء الخسائر، بدلا من معايشتها فعليا، هو أفضل ما يمكن أن نتمناه. وما هذه الخسائر، ليس فقط لسكانها، وليس للسودان فحسب، بل لعالم فقد مدينة جميلة وتاريخية وعريقة. لقد تمزقت الخرطوم وتناثرت أجزاؤها في جميع أنحاء السودان. ما تبقى منها يسكن في قلوب أهلها".