الثورة نت:
2025-11-05@06:10:12 GMT

بين الاختلاف الرحمة والانقسام العذاب!

تاريخ النشر: 7th, November 2023 GMT

 

 

تحيا الدول بالتنوع وتتقوى بالإقرار بحق الاختلاف الإيجابي الذي منه يصنع أجمل مؤتلف بالحوار الجاد والواعي والمسؤول الذي يستوعب كل الآراء المختلفة اختلافاً طبيعياً خلاقاً بين مكونات طبيعية كل منها يشكل جزءاً من جسد المجتمع الواحد المتنوع والمقصود بالاختلاف الطبيعي غير المصنّع بهدف خلق النزاع وإنما ليكون طريق للرحمة واستيعاب أسباب التطور للأخذ بها، أما الانقسام الوظيفي الذي تخلقه ألاعيب بعض السياسيين خدمة لمصالح خارجية غير مشروعة غالباً تنفذها أدوات داخلية من حيث تعلم أو لا تعلم، فإن كانت تعلم فهي شريك في صنع الانقسام وتتحمل كامل نتائجه، أما إذا كانت لا تعلم فإنها من ضحايا ثقافة الاستبداد والرعونة، وفي كل الأحوال والظروف لا يعدم الانسان الحر الوسيلة في مقاومة الاستبداد والظلم حسب الظروف والأحوال وفرز واختيار السلطات المعبرة عن إرادته وهذا مقياس التفرقة بين المجتمعات الحرة والمجتمعات الخاضعة لعبث العابثين وأبرز علاماتها الاستسلام للعبة الانقسام والصراع على السلطة وتحويلها إلى مزايا ومغانم قابلة للتقاسم، والانقسام والتسابق عليها حين يأخذ شكل النزاع المسلح يفقد كل طرف مشارك فيه أي شرعية ولو كان منتخباً.


ومن مظاهر الانقسام والصراع المهين على السلطة حالة الانقسام والصراع الفلسطيني الفلسطيني المعد بخبث وإحكام من خلال سيناريوهات أنتجت سلطتين في بقعتين جغرافيتين محاصرتين تؤديان وظيفة تخدم الاحتلال سلطة رام الله (مركز بوليس رام الله) التي يعتبرها بعض رموز فصائل المقاومة الفلسطينية موظفة ضد المقاومة الفلسطينية واستهداف المقاومين وبالذات معارضيها، وهذه أعجوبة لا مثيل لها، أما سلطة حماس فقد وظفت بآلية مختلفة كمبرر لاستمرار الانقسام الذي يلعنه كلا الطرفين لتصبح الضفة وغزة تحت المراقبة والحصار والابادة الممنهجة والشعب الفلسطيني هو الضحية، وإذا كان النموذج الفلسطيني يكرس الانقسام في بلد محتل فإن نماذج عربية أخرى عديدة يستخدم فيها الانقسام مبررا للعدوان عليها والتدخل في شؤونها وإعاقة نموها، ولا يصعب معرفتها على من يريد المعرفة.
إن الانقسام المصطنع يمزق الكيان الموحد وينهيه، والاختلاف الطبيعي يتشكل منه الجسد الواحد الذي إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى، فلا وحدة حقيقية بدون تعدد خلاق لكيان موحد تأتلف أجزاؤه في انسجام تتمتع به كل الأجزاء به ينبض قلب الوحدة وينتعش ضميرها ويحيا، ومن أبرز ما يعبر عن حالة التنافر والتشظي في الجسد المسمى بالعربي ويصرف الأنظار عن التعامل معه بحكمة حالات الإلهاء بالتفاهات ومنها ما نشاهده في هذه الظروف المأساوية التي تعيشها غزة من بذاءات إلهاء الشباب (السعودي) التي تنظمها ما تسمى هيئة الترفيه السعودية المتزامنة مع ما يشهده العالم من مجازر الكيان الصهيوني المشهودة عالمياً بحق أطفال فلسطين، وهي صورة لا تختلف في الجوهر عن بذاءات ما عرف بهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر التي عملت في خدمة سلطات الفساد تحت مظاهر التشدق والتشدد، وأي منكر أنكر من السلطات التي تتربع على عروش الخليج وبقية الأقطار المسماة بالعربية المتفرجة على المسرح الحي للإبادة الجماعية للجزء الحي (فلسطين) في جسد الأمة الميتة التي تُدعى أمة العروبة والإسلام، وهل توجد صورة أقدر على التعبير عن حالة موت أبلغ من هذه الصورة ؟!؛
إنها أمة لا يختلف فيها الحكام عن المحكومين والأحياء لا يقبلون حكم الأموات، وإلا كان موته مركباً وانطبق عليه وصف أبي العلاء المعري:
(ليس من مات فاستراح بميتٍ
إنما الميت ميت الأحياءِ
إنما الميت من يعيش كئيباً
كاسفاً باله قليل الرجاءِ)؛
والأحياء لا يقبلون حكم من يقودهم إلى الهاوية، وأي هاوية أكبر مما تعيشه أمة لسان حالها بالجملة والمفرق (لا حول ولا قوة)؟ ، الصورة تبدو جالبة لليأس ولكنها تعكس حقيقة الواقع ورؤية الواقع بشجاعة خير من التعامي والهروب بذريعة تجنب ما يؤدي إلى الاستسلام لليأس والقنوط، رؤية حقيقة الموت تساعد على انبعاث الحياة لأن الحياة من الموت تولد، وتجدد نور الحقيقة الساطع خير من ظلام التضليل ،فالتفاؤل يُبنى على الوضوح والمكاشفة والتأمل لمعرفة أسباب ومسببات ما نعيشه على المستوى الفردي والاجتماعي، الوطني والقومي والإنساني ؛
إن الشراسة في استباحة إبادة الأطفال والمدنيين الفلسطينيين بدعم أقوى دولة في العالم تدار باسم رئيس شوفيني خرف يطلق كلمات لا معنى لها دعماً لحق (إسرائيل في الدفاع عن نفسها) ضد الأطفال حال يهز العقول والأرواح والضمائر ويدعو للتفكير في معنى حق الحياة الحرة الكريمة كبشر يعرفون معنى الحرية يبحثون عن القواسم الإنسانية المشتركة بعيداً عن أي شكل من أشكال العنتريات والغرور ويعملون بجد في سبيل الخروج من حالة الجنون التي تحكم العالم!.
أحفاد عبد شمسٍ وعبد مناف
هاهم يبيعون الهوى نفطاً
يُسَوِّقونَ الغازَ مجداً شامخاً
يُعطر ما تبقى من الكائنات المذابة.

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

"نبذ العنف والدعوة إلى التراحم".. ندوة توعوية بأوقاف الفيوم

نظّمت مديرية أوقاف الفيوم، ندوة توعوية بالتعاون مع المعهد القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية، تحت عنوان: "نبذ العنف والدعوة إلى التراحم"، بقاعة مسجد ناصر الكبير.

 وهدفت الندوة إلى نبذ كل الصور العنف والدعوة إلى التراحم، بما يُسهم في تعزيز القيم الأخلاقية والسلوكيات الإيجابية داخل المجتمع، وذلك ضمن مبادرة "صحح مفاهيمك".

تأتي هذه الندوة ضمن فعاليات مبادرة «صحح مفاهيمك» التي تنفذها وزارة الأوقاف تنفيذا لتوجيهات الدكتور أسامه السيد الأزهري، وزير الأوقاف، وبحضور فضيلة الشيخ سلامة عبد الرازق، وكيل وزارة الأوقاف بالفيوم، والدكتور علي محمد غانم، الأستاذ المساعد بالمركز، وفضيلة الشيخ يحيى محمد، مدير إدارة الدعوة بالمديرية، وبمشاركة نخبة من الأئمة المميزين، وذلك في إطار جهود المديرية لنشر الوعي الديني وتصحيح المفاهيم المغلوطة وغرس القيم الدينية والاجتماعية السليمة بين النشء والشباب.

وخلال الندوة أكد فضيلة الشيخ سلامة عبد الرازق، مدير المديرية أن منهج وزارة الأوقاف قائم على الرحمة ونبذ العنف، ومن ذلك أنها تعلم أبناءها أن "المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده"، ولذلك فقد اتخذت الوزارة خطوات كبيرة نحو تحويل الرحمة إلى واقع، والتصدي للعنف بكل أشكاله، عبر تصحيح المفاهيم الخاطئة وإطلاق مبادرة "صحح مفاهيمك"؛ لتوعية الشباب بمخاطر العنف، وتعزيز التسامح والرحمة بينهم.

مدير أوقاف الفيوم: الإيمان والأمن مترابطين والقرآن الكريم مليء بالكثير من مواطن الرحمة

وأضاف مدير المديرية أن الإيمان والأمن مترابطين، فكلما زاد الإيمان زاد الأمن، والقرآن الكريم مليء بالكثير من مواطن الرحمة التي تدلنا على أن الله رحيم بعباده، إلا أن ذلك لم ينعكس على سلوكياتنا نتيجة عدم فهمنا معنى الإيمان، وذلك هو سبب انتشار ما نراه من ارتفاع في وتيرة العنف وضعف في مظاهر الرحمة والتسامح.

من جانبه، أكد الدكتور علي غانم أن العنف من الظواهر الخطيرة التي تهدد صحة ونمو الأجيال القادمة، وتؤثّر بشكل مباشر على مستقبل المجتمع بأسره، ويتخذ العنف أشكالًا متعددة تشمل الإيذاء الجسديّ والنفسيّ والجنسيّ، والإهمال؛ مما يترك أثرًا عميقًا على الأطفال من الناحية النفسيّة والسلوكيّة

وشهدت الندوة حضورًا من الأئمة، الذين عبّروا عن تقديرهم للهذه الندوة، مؤكدين أهمية هذه اللقاءات الدعوية في تنمية الوعي الأخلاقي وتعزيز روح التراحم ونبذ كل صور العنف داخل المجتمع. 

مقالات مشابهة

  • فنّ الحوار.. لغة العقل وأدب الاختلاف
  • هل تعلم محبة النبي في الكتاب والسنة؟
  • علي جمعة: القسوة خلوّ القلب من الرحمة واللين.. ودواؤها دوام الذكر
  • "نبذ العنف والدعوة إلى التراحم".. ندوة توعوية بأوقاف الفيوم
  • بين العذاب الروحي لحجاج بيت الله وصخب مهرجانات الانحلال .. الوجه الآخر للملكة السعودية
  • هآرتس: بن غفير زرع الفوضى والانقسام ويجب إقالته فوراً
  • آآي.. داير شنو يا زول؟
  • المشكلة التي لا يمكن حتى للحواسيب الكمومية حلّها
  • الوحدة العربية.. درع يحمي العرب أم وهم يعمق الانقسام؟
  • وعد بلفور.. خطيئة بريطانيا التي شرعنت انتزاع الحق الفلسطيني