البرهان يحذر من مؤامرة وجودية تهدد السودان ويعلن وقف إطلاق النار يوم العيد وبيان غربي يدين الانتهاكات بدارفور
تاريخ النشر: 28th, June 2023 GMT
حذّر رئيس مجلس السيادة في السودان الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان مما وصفها بالمؤامرة الوجودية التي تهدد دولة السودان، ودعا -في كلمة بثها التلفزيون الرسمي مساء أمس- كل من يستطيع حمل السلاح إلى الانضمام للجيش لمواجهة من وصفهم بالمتمردين، كما أعلن وقف إطلاق النار من جانب واحد في أول أيام عيد الأضحى الموافق اليوم الأربعاء.
وجاءت هذه التطورات بينما شهدت المعارك في الخرطوم بين الجيش وقوات الدعم السريع احتداما في ليلة عيد الأضحى.
واتهم البرهان قائد الدعم السريع و"زمرته" بمحاولة اختطاف الثورة لتحقيق مطامعه الخاصة، بحسب تعبيره، وأوضح قائد الجيش السوداني أنه حريص على انتقال السلطة إلى حكومة مدنية يختارها الشعب.
وأضاف أن "حجم المؤامرة يتطلب من الجميع اليقظة والاستعداد للتصدي للمهددات الوجودية لدولتنا، لذلك نطلب من جميع شباب بلادي وكل من يستطيع… ألا يتردد أو يتأخر في أن يقوم بهذا الدور الوطني في مكان سكنه، أو بالانضمام للوحدات العسكرية لنيل شرف الدفاع عن بقاء الدولة السودانية".
من جانب آخر، قال البرهان إن ما حدث في مدينة الجنينة بدارفور جريمة ضد الإنسانية، وإن من سماها المجموعات المتمردة ارتكبت انتهاكات ترقى لجرائم حرب.
وكان حميدتي قال في رسالة صوتية إن قوات الدعم السريع ستشكل لجنة خاصة للتحقيق في انتهاكات تتهم قواته بارتكابها، وهو ما سيتم التعامل معه بصرامة وجدية، على حد تعبيره.
معارك في الخرطوم
ورغم إعلان الدعم السريع عن هدنة من يومين، احتدمت المعارك في الخرطوم أمس الثلاثاء عقب يومين من سيطرة قوات الدعم السريع على مقرّ رئيسي للشرطة في العاصمة السودانية.
ويتركز القتال الدائر في المدينة بين الجيش وقوات الدعم السريع في محيط قواعد عسكرية. ومساء الأحد، أعلنت قوات الدعم السريع -في بيان- سيطرتها على مقرّ قيادة "قوات الاحتياطي المركزي" للشرطة، على الأطراف الجنوبية للخرطوم. وقد هاجمت قوات الدعم السريع قواعد للجيش في وسط العاصمة وشمالها وجنوبها، بحسب شهود عيان.
وأفاد مراسل الجزيرة بسماع أصوات إطلاق نار وقصف مدفعي كثيف من منطقة كرري العسكرية شمالي أم درمان، استهدف مواقع الدعم السريع في الخرطوم وجنوبي أم درمان.
وذكر شهود عيان لوكالة الأناضول أن قوة كبيرة من الدعم السريع هاجمت مقرّ "سلاح المدرعات" جنوبي الخرطوم، كما أطلقت قذائف هاون على مقر "سلاح المهندسين" بمدينة أم درمان غربي العاصمة.
ووفق الشهود، فإن قوات الجيش تصدت للهجوم على مقريها في الخرطوم وأم درمان، وهي تطارد "الدعم السريع" في الشوارع المؤدية إليهما.
ويتبادل الطرفان اتهامات ببدء القتال أولا ثم ارتكاب خروق خلال سلسلة هدنات سابقة لم تفلح في وضع نهاية للاشتباكات المستمرة منذ 15 أبريل/نيسان الماضي، والتي خلّفت مئات القتلى وآلاف الجرحى بين المدنيين، إضافة إلى موجة جديدة من النزوح واللجوء في إحدى أفقر دول العالم.
وتسببت المعارك في دمار ونهب واسع النطاق في الخرطوم، وأثارت اضطرابات في أنحاء أخرى من السودان، ولا سيما دارفور في غرب البلاد حيث انتشرت الهجمات والعنف العرقي.
جبهات جديدة
في غضون ذلك، اتسعت رقعة المعارك في السودان بشكل لافت، إذ هاجمت "الحركة الشعبية لتحرير السودان- شمال" بقيادة عبد العزيز الحلو، مواقع للجيش السوداني في ولاية النيل الأزرق.
وقال مصدران مطلعان في حكومة ولاية النيل الأزرق ومكتب مالك عقار نائب رئيس مجلس السيادة السوداني، للجزيرة، إن قوات "الحركة الشعبية- شمال" بقيادة عبد العزيز الحلو هاجمت عددا من مواقع الجيش السوداني في خور البودي وديم منصور جنوب مدينة الكرمك، وذلك لأول مرة في هذه الولاية.
وأضاف المصدران أن الجيش السوداني تصدى للهجوم، وأشارا إلى استمرار قوات الحركة الشعبية في قصف عدد من المناطق بالولاية.
يذكر أن الجيش السوداني والحركة الشعبية وقّعا اتفاقا لوقف إطلاق النار ظل ساريا على نحو منتظم حتى اندلاع الصراع الحالي في منتصف أبريل/نيسان الماضي.
وفي ولاية جنوب كردفان، أصدرت السلطات قراراً بحظر التجوّل ليلا للحدّ من أعمال العنف.
وفي غرب السودان، حذرت الأمم المتّحدة من تفاقم النزاع إلى "مستويات مقلقة" في دارفور.
كما أعربت مجموعة "الترويكا" عن "قلق بالغ" إزاء القتال في ولايتي النيل الأزرق وجنوب كردفان وفي دارفور، محذّرة من خطر "اتّساع نطاق النزاع بشكل أكبر.
وعبّرت بعثة الأمم المتحدة في السودان، التي سحبت جميع موظفيها تقريبا من البلاد في بداية الحرب، عن "قلقها البالغ" بشأن العنف في الكرمك القريبة من الحدود الإثيوبية.
قلق غربي
دوليا، عبّرت وزارة الخارجية الأميركية عن قلقها من انتهاكات الأطراف المتكررة لآخر وقف لإطلاق النار في السودان والعودة للاقتتال، وقالت -في بيان- إنها تعتقد أنه لا حل عسكريا مقبول للصراع في السودان، مؤكدة أنها ستواصل مراقبة الوضع وتستمر في النظر فيما إذا كانت هناك خطوات أخرى يمكن اتخاذها لمساءلة الأطراف.
وأضافت الخارجية الأميركية أن الولايات المتحدة وشركاءها على استعداد لاستئناف المحادثات الرسمية في جدة، بمجرد أن يُظهر الطرفان التزامهما ببنود إعلان جدة.
أما فيما يتعلق بالتطورات في دارفور، فقد دان بيان أميركي بريطاني نرويجي الانتهاكات الواسعة النطاق لحقوق الإنسان في دارفور، ودعا قوات الدعم السريع والجيش السوداني لضمان احترام حقوق الإنسان.
بدورها حذرت الأمم المتحدة من أن يأخذ النزاع في الإقليم طابعا عرقيا.
ومنذ اندلاع القتال في منتصف أبريل/نيسان الماضي، قُتل نحو 3 آلاف شخص وأصيب آلاف آخرون، في حين نزح مئات الآلاف إلى أماكن أكثر أمنا داخل السودان وفي بعض دول الجوار.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: قوات الدعم السریع الجیش السودانی فی الخرطوم فی السودان
إقرأ أيضاً:
الجيش السوداني يعلن استعادة مدينة سنجة من الدعم السريع
أعلن الجيش السوداني، يوم السبت، استعادة مدينة سنجة الرابطة بين ولايتي سنار والنيل الأزرق الحدودية، من قوات الدعم السريع.
ونشر الجيش مقاطع فيديو يقول فيها إنه استعاد السيطرة على مقر قيادته وكامل أجزاء المدينة.
ومنذ اندلاع الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع في منتصف أبريل 2023، كانت المنطقة تعتبر ملاذا آمنا للنازحين من الخرطوم والجزيرة في وسط البلاد، لكن منذ أكثر من 7 أشهر تشهد المنطقة عمليات قتالية عنيفة ظلت سجالا بين الطرفين وسط تقارير عن انتهاكات كبيرة ارتكبت في حق المدنيين.
ومنذ اندلاع الاشتباكات فيها في يونيو الماضي شهدت المدينة حركة نزوح كبيرة للسكان في اتجاه الجنوب نحو ولايتي النيل الأزرق والقضارف، حيث تشير تقديرات إلى نزوح أكثر من 80 في المئة من السكان.
وخلال الأشهر الأربع الماضية تعقدت الأوضاع الميدانية أكثر في المنطقة في ظل هشاشة أمنية كبيرة، ما أدى إلى إغلاق معظم الطرق التي استخدمها السكان للخروج من سنجة.
وأثارت المعارك العنيفة في محور ولايتي سنار والنيل الأزرق الواقعتان جنوب شرق البلاد تساؤلات حول أهمية هذا المحور والتبعات السياسية والعسكرية التي قد تترتب على الواقع الجديد الذي أحدثته المعارك الأخيرة.
وتربط المنطقة التي تضم مدنا مثل سنجة وسنار والدمازين بين 4 ولايات حيوية في وسط وغرب السودان، كما تبعد مدينة الدمازين على مسافة 100 كيلومترا من الحدود مع أثيوبيا، كما ترتبط المنطقة بحدود مباشرة مع دولة جنوب السودان التي انفصلت عن السودان في العام 2011.
ومن الناحية العسكرية، تشكل المنطقة خط امداد لوجستي مهم لربط القوات الموجودة بوسط البلاد بالحاميات الموجودة هناك.
وتعتبر المنطقة واحدة من أغنى المناطق بالبلاد وتضم مشاريع زراعية وانتاجية شاسعة المساحة، من بينها مشروع السوكي الزراعي، وعدد من المشاريع الكبرى.
وتضم أيضا خزاني الروصيرص وسنار اللذان يسهمان بنحو 52 في المئة من الإمداد الكهربائي في البلاد ويتحكمان في قنوات الري الرئيسية التي يعتمد عليها مشروع الجزيرة وهو أكبر مشروع على مستوى العالم يروى بنظام الري الانسيابي ويقع على مساحة 2.3 مليون فدان.
وتضم المنطقة أيضا محمية الدندر التي تعتبر اكبر محمية طبيعية في أفريقيا وتمتد على مساحة 10 آلاف كيلومتر مربع، وتعتبر المنطقة موطنا لأكبر الغابات في السودان حيث تشكل أكثر من 80 في المئة من مساحات غابات البلاد.