1200 مشارك في فعاليات البرنامج بالمعرض منذ انطلاقه
 المعرض حقق الكثير في مجال التوعية البيئية الداعمة للاستدامة
500 ألف زائر في الشهر الأول يزيد سقف التوقعات بأكثر من 3 ملايين 
هناك حاجة لتوسعة التغطية الإعلامية وإطلاق عروض طيران وفنادق باسم المعرض
 

كشف الدكتور سيف بن علي الحجري رئيس برنامج لكل ربيع زهرة ومركز أصدقاء الطبيعة عن تنظيم رحلات لزوار معرض إكسبو 2023 الدوحة للبستنة وطلاب المدارس إلى موقع البرنامج في رأس مطبخ للتعرف على حياة النباتات في البيئة القطرية.


وقال في حوار مع العرب: يشارك برنامج لكل ربيع زهرة في فعاليات اكسبو تحت مظلة مؤسسة قطر، ولقد بلغ حجم المشاركة منذ بدايته حتى الآن 1200 طالب مدرسي تعرفوا على أنشطة البرنامج وأنواع النباتات المحلية التي تم الاحتفاء بها في رحلات البرنامج السابقة.
وأشاد د. الحجري بما حققه المعرض على صعيد التوعية البيئية والسياحة والاستفادة من التجارب والتقنيات في مجال الزراعة الحديثة منذ انطلاقه في الثاني من أكتوبر الماضي، وأشار إلى الحاجة بالتوسع بالخطة الإعلامية واشراك المؤسسات الخارجية والداخلية في هذه الخطة، بالإضافة إلى توسيع التعاون مع المؤسسات الأخرى مثل شركات الطيران لإطلاق عروض خصومات باسم المعرض ووضع شعاره، وكذلك الامر ينطبق على الفنادق لدعم السياحة.
وحول أهمية المعرض قال د. الحجري: إن استضافة هذا الحدث العالمي يعد نقلة نوعية لبيئة المنطقة وليس بيئة دولة قطر فقط، ذلك لأنه يمثل اكبر تجمع عالمي للبستنة لعرض اخر الابتكارات والتقنيات في مجال حماية البيئة ومكافحة التصحر وقضايا التغيّر المناخي، وهو ايضاً فرصة لتبادل الخبرات كونه يضم 80 دولة تستعرض تجاربها وابتكاراتها وحلولها لبيئة افضل، وأضاف ان المعرض يخدم كثيراً خطط التنمية البيئية ويجعل من شعاره صحراء خضراء بيئة افضل هدفاً واقعياً يمكن تحقيقه لمستقبل اخضر.
وأشار إلى أن تجربة دولة قطر كونها أول دولة في الشرق الأوسط وشمال افريقيا تستضيف هذا المعرض العالمي ستؤثر ايجابياً على الدول التي تستضيفه لاحقاً، كما أشار إلى استعداد المملكة العربية السعودية لاستضافة إكسبو 2030 والتي لا شك انها ستضيف إضافات مميزة كون تجربتها البيئية والزراعية كبيرة ومميزة.
وحول فعاليات المعرض قال الدكتور الحجري «إن المعرض قدم باقة غنية ومتنوعة من الفعاليات الهادفة خلال شهره الأول، كما أنه يتعاون مع جميع الجهات لتنظيم المؤتمرات والمحاضرات وورش العمل البيئية والثقافية وغيرها، لاسيما وأنه يسعى إلى التصدي لعدة قضايا بيئية وزراعية ذات أهمية عالمية، ومن بين القضايا التي يسعى المعرض للتصدي لها: التصحر والحفاظ على التربة الخصبة. وتعزيز مفهوم الأمن الغذائي من خلال التوسع في الزراعة المستدامة وتطوير الأساليب الحديثة في إنتاج الغذاء. فضلا عن كونه يعيد الدولة إلى الواجهة السياحية مرة أخرى بعد كأس العالم فيفا قطر 2022. موضحاً أن استضافة الدولة للمعرض تأتي كثمرة لنجاحات الدبلوماسية القطرية، وإدارة علاقاتها المتجذرة والمتشعبة مع مختلف دول العالم، ويعكس الثقة الكبيرة التي توليها الدول لقطر، خاصة بعد نجاحها في تنظيم الفعاليات والأحداث المختلفة.

في البداية دكتور حدثنا عن تقييمك للمعرض منذ انطلاقه وحتى الآن ؟ 
إن حجم المشاركة الدولية ونوعية المشاريع والمبادرات التي تطرح في المعرض يعكس نجاحه في شهره الأول، ويحقق أهدافه الرامية إلى مكافحة التصحر والتعامل مع قضايا التغيّر المناخي، وقد نظم إكسبو العديد من المحاضرات وورش العمل التي استقطبت العديد من الزوار من داخل وخارج البلاد، وهذا بحد ذاته نجاح كون الرسالة البيئية تصل لشرائح كبيرة من المجتمع العالمي، فضلا عن كونه منصة لاستعراض تجارب ومبادرات وابتكارات 80 دولة تشارك في هذه النسخة، وهو ما يعد كنزاً من المعلومات والحلول والابتكارات البيئية التي يمكن ان تطور أساليب الزراعة وتوفير الغذاء دون الاضرار بالبيئة.
من ناحية أخرى أرى حاجة إلى توسعة التغطية الإعلامية للمعرض وإشراك المؤسسات المحلية والدولية في نقل فعالياته وأحداثه،لاسيما الدول التي يوجد لديها اجنحه في المعرض، بالإضافة إلى اشراك المؤسسات الأخرى في الخطط الإعلامية مثل خطوط الطيران بوضع شعار المعرض واطلاق عروض الخصومات باسمه، مما يسهم في نشر أوسع لأخباره وفعالياته. كما يسهم في تعزيز السياحة في البلاد، وهنا أشيد بملحق «إكسبو ٢٠٢٣ الدوحة» الذي يصدر عن دار العرب، والذي يعد توثيق للحدث العالمي.

ما رأيكم بالفعاليات التي تم تنظيمها في شهره الأول ؟ 
حرصت اللجنة المنظمة على اختيار باقة متنوعة من الفعاليات التي تتسق وتخدم اهداف المعرض، بالإضافة إلى فتح باب تنظيم الفعاليات للجهات المختلفة في مركز المؤتمرات التابع للمعر، وهذا برأيي خطوة جيدة للاستفادة من تنظيم المعرض وحجم الاقبال عليه محلياً ودولياً في نشر مفهوم حماية البيئة والترويج للمبادرات الهادفة لمستقبل اخضر، لذا نعم الفعاليات التي نظمت داخل المعرض حتى الآن برأيي جيده وما سنراه من فعاليات في الفترة المقبلة ستكون مثيرة للاهتمام ومفيدة للجميع، وأرى أن فعاليات معرض «إكسبو 2023» الدوحة للبستنة سوف تشكل نقطة جذب رئيسية للزوار من جميع أنحاء العالم والمنطقة، بما في ذلك الوفود الرسمية ورجال الأعمال والمهتمون بمجال البستنة، حيث يُعتبر المعرض أول حدث من نوعه في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، الأمر الذي سيمثل حافزا لزيادة المشاركين والزائرين، إلى جانب تعدد الفعاليات خلال المعرض لتشمل الندوات والمؤتمرات والنقاشات والمحاضرات.

كيف ترون الإقبال على المعرض حتى الآن ؟ 
أعلن القائمون على المعرض تسجيل 500 الف زائر في الشهر الأول وهو رقم أكبر من المتوقع في أول شهر، مما يشير إلى زيادة في عدد اجمالي الزوار خلال فترة المعرض التي تمتد على 6 أشهر، والتي توقع المنظمون أن تصل إلى 3 ملايين زائر، فاذا كانت هذه احصائية الشهر الأول ربما تكون النتيجة الاجمالية اكبر من سقف التوقعات بكثير. وبرأيي ما يجذب الزوار إلى المعرض هو لأنه اول معرض من نوعه في المنطقة. بالإضافة إلى حجم المشاركة الكبير المتمثل 80 جناحا للدول المشاركة من جميع أنحاء العالم، والتي تتسابق الجميع لعرض التقنيات الحديثة في الزراعة والبستنة وأساليب مكافحة التصحر والتغلب على ندرة المياه.
كيف يستفيد الزوار من فعاليات المعرض ؟ 
هناك مجموعة كبيرة من الفعاليات والحلول والابتكارات في مجال التنمية البيئية والاستدامة وتغير المناخ، وهذا يفيد جميع الزوار سواء كانوا مختصين في احدى المجالات المذكورة أعلاه او طلابا او من مراكز بحوث وغيرها، كما انه يفيد الزوار العاديين من خلال المشاركة في الأنشطة الترفيهية والتثقيفية لرفع وتعزيز ثقافة الحماية البيئية، لاسيما وأن حماية الطبيعة تكليف شرعي يستمد قوته من نصوص القرآن الكريم والسنة، لذا الاستمرار في نشر التوعية وتنظيم الفعاليات الهادفة إلى ذلك ضروري للحفاظ على الطبيعة والرقي بها لتكون دائما صحية وسليمة وجميلة.

هل وفقت اللجنة في اختيار موقع المعرض بحديقة البدع ؟ 
إن اختيار حديقة البدع الواقعة في قلب العاصمة «الدوحة» مقرا للمعرض يجسد قدرة قطر على مقاومة تحديات طبيعة أجوائها الصحراوية ويعكس رؤيتها بشأن حماية البيئة وضمان استدامتها للأجيال المقبلة وذلك في ظل ما تمتلكه الحديقة من مقومات جمالية ومساحات خضراء ممتدة وغطاء نباتي متنوع ما يؤهلها لتكون نقطة جذب للزوار والسياح. وبحسب الموقع الإلكتروني الرسمي لحديقة البدع فقد نهضت منطقة البدع والدوحة معا بصفتهما مكانا بارزا كميناء تجاري رئيسي في المنطقة، وبحلول منتصف القرن العشرين، تبوأت الدوحة مكانة بارزة مما سمح بإعادة تطوير حديقة جديدة ومسرح دولة قطر الوطني في منطقة الرميلة، وبعد تطوير الخليج الغربي، أصبحت منطقة البدع جاهزة لإعادة التطوير. وأصبحت الخطة التطلعية لحديقة كبيرة تربط بين منطقتين من المدينة حقيقة واقعية والنتيجة هي الحديقة الجميلة القائمة اليوم. وإن رمزية الحديقة باعتبارها المقر الرئيسي للمعرض، يؤهلها لصناعة التاريخ لتكون المكان الذي يجمع العالم نحو البحث مجددا عن حلول مبتكرة تحد من التصحر وتوفر بيئة أكثر عدالة واخضرارا للجميع.

هل تفيد التجربة القطرية الدول التي تستضيف الإكسبو لاحقا ؟
التجربة القطرية في استضافة هذا الحدث العالمي ستكون مهمة لجميع دول المنطقة كونها أول دولة تستضيف هذا التجمع العالمي البستاني الكبير في المنطقة وشمال افريقيا. 
وسوف يتميز كل معرض بحسب تجربة الدولة المستضيفة له، وهنا اذكر استعدادات المملكة العربية السعودية لاستضافته في عالم 2030 وهي دولة ذات تجربة زراعية وبيئية كبيرة ستجعل من المعرض مميزاً وستضيف عليه الكثير.

ما هو الإرث البيئي الذي سيخلفه إكسبو ؟ 
إن الإرث الذي سيتركه إكسبو 2023 الدوحة مهم جداً لتحقيق اهداف التنمية المستدامة وسيكون شاملاً لمجالات تطوير الزراعة ومكافحة التصحر وترسيخ الاستدامة البيئية، علاوة على عقد الشراكات داخليا وخارجيا، على مستوى المواد والتقنيات، واستصلاح الأراضي، واستغلالها، خصوصا بعد نجاح دولة قطر في تنمية ثروتها، ذلك لأن المعرض يساعد على نقل التكنولوجيا والطرق الزراعية الحديثة، إلى المنطقة العربية، كالزراعة في المياه وبدون تربة، وستجد هذه الأساليب الحديثة في الزراعة مستثمرين كثر في الوطن العربي للاستفادة منها. كما ان ارثه يشمل خطط المستقبل الأخضر للبلاد، لا سيما وأن الدولة تبذل جهودا كبيرة في زيادة الرقعة الخضراء والأراضي الزراعية من خلال تشجيع المزارعين ودعم انشطتهم وهو ما انعكس بشكل جيد على نسب الاكتفاء الذاتي للمنتجات الزراعية في البلاد. 
كما أن المعرض يعزز تسخير العلوم والتكنولوجيا، والموارد البشرية والمادية لتطوير الزراعة بشكل خلاق، ما يؤدي إلى الاستدامة، وتخضير المساحات الصحراوية وهو إرث جيد تستفيد منه كل الدول، حيث تسعى الدولة من خلال استضافته إلى ترسيخ ريادتها في مجال الابتكار الزراعي، وفي تقديم حلول عملية لتحديات المناخ والبيئة، التي أصبحت تشكل تهديدا عالي المستوى على الأمن الإقليمي والعالمي. إلى جانب ان المعرض سيضع الاستدامة في مقدمة المناقشات العامة، وكذلك مناقشة الجوانب البيئية، التي ستستفيد منها دولة قطر من خلال استعراض الكثير من التجارب البيئية والزراعية، كما أن قضايا المناخ لن تغيب عن هذه الفعاليات التي ستقام على مدار ستة أشهر، ولذا ستكون له أبعاد مهمة للتعرف على تجارب العديد من الدول وأيضا الاستفادة من الخبراء الذين سيشاركون لاستعراض هذه التجارب من خلال اللقاءات والندوات.

ما هي الحلول التي يقدمها المعرض للبلدان الصحراوية ؟ 
هو بالأساس فرصة لإلقاء الضوء على التحديات التي تواجه البلدان الصحراوية، كما يشكل مناسبة لتطوير الزراعة وتخضير المدن واقتراح حلول لتعزيز حياة خضراء مزدهرة في قطر ومنطقة الشرق الأوسط. لذا هو فرصة مهمة لدول المنطقة للتعرف على الأساليب الفعالة في مكافحة التصحر وافضل الممارسات لزيادة الرقعة الخضراء، ولقد بدأت قطر هذه الخطوة في وقت مبكر حيث زادت الرقعة الخضراء في البلاد عشرة اضعاف ما كانت عليه في عام 2010، وسيكون المعرض بمثابة دعم لجهودها في هذا المجال وفرصة لتبادل خبراتها مع الدول الأخرى المشاركة في هذه النسخة من المعرض.

المصدر: العرب القطرية

كلمات دلالية: قطر إكسبو 2023 الدوحة الفعالیات التی بالإضافة إلى دولة قطر من خلال فی مجال

إقرأ أيضاً:

أمين عام «بيئة أبوظبي» في حوار مع «الاتحاد»: عاما الاستدامة يشهدان تحديثات للتشريعات البيئية لمواكبة المعايير الدولية

هالة الخياط (أبوظبي)
أكدت الدكتورة شيخة سالم الظاهري الأمين العام لهيئة البيئة- أبوظبي أن العامين الماضي والحالي اللذين أعلنهما صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، ليكونا عامي الاستدامة، شهدا العديد من التحديثات المهمة للأدوات التشريعية البيئية في إمارة أبوظبي بما يواكب المعايير الدولية وأفضل الممارسات. 
وقالت الدكتورة شيخة الظاهري في حوار مع «الاتحاد»: «إنه دعماً للجهود التي تبذلها الدولة لتحقيق الاستدامة، تلتزم أبوظبي بضمان جودة الهواء وتقليل الانبعاثات الكربونية، وإدارة المياه والنفايات، والحفاظ على جودة التربة من خلال مبادرات ومشاريع طموحة تحقق بناء مستقبل مستدام للأجيال القادمة».
وأضافت: أن «الهيئة عززت السياسات الخاصة بانبعاثات الكربون لتتوافق مع مبادرة دولة الإمارات العربية المتحدة الاستراتيجية لتحقيق الحياد المناخي بحلول 2050». 
وأشارت الظاهري في هذا الإطار، إلى إطلاق استراتيجية التغيّر المناخي لإمارة أبوظبي التي تعزز من مرونة الإمارة في مواجهة مخاطر التغيّر المناخي، وتدعم جهود تحقيق استراتيجية الحياد المناخي 2050، والتي تهدف لتقليل الانبعاثات بنسبة 22 % خلال السنوات الخمس المقبلة، أي ما يعادل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون التي تختزنها 500 مليون شجرة لمدة 10 سنوات. 
وبينت الظاهري أن التحديثات على التشريعات والسياسات تعكس التزام الهيئة بالبقاء في طليعة المؤسسات الدولية الهادفة لحماية البيئة، وضمان أن يكون تطوير أبوظبي ليس مستداماً فحسب، بل مرناً أيضاً في مواجهة التحديات البيئية العالمية.
وفي مجال جودة المياه البحرية، أسهمت اللائحة التنفيذية لمعايير جودة المياه والرواسب البحرية المحيطة التي تم تطويرها في 2020 بالتنسيق مع الشركاء الاستراتيجيين، في تحقيق تحسن في قيم مؤشرات جودة المياه البحرية، حيث ارتفعت قيمة المؤشر الميكروبي من (96) في العام 2017 إلى (100) في العام 2023، كما ارتفعت قيمة مؤشر المعادن في الترسبات البحرية من (83) إلى (87) في نفس الفترة الزمنية أي أن المياه البحرية أصبحت أكثر ملاءمة للاستخدامات المختلفة كتحسن جودة مياه الشواطئ العامة التي يرتادها السكان والسياح.

أخبار ذات صلة مركز الإمارات للهجن.. ريادة في نقل الأجنة وتطوير السلالات قمة المليار متابع تعلن عن 10 مرشحين

قاعدة بيانات 
ولفتت الظاهري إلى أن عامي الاستدامة شهدا إصدار عدد من التشريعات ومنها؛ تطوير قرار خاص للإبلاغ عن البيانات البيئية بهدف بناء قاعدة بيانات تكون مستوفية لكافة المتطلبات الرقابية وتحديث التقارير البيئية، وإصدار تشريعات لتنظيم أنشطة الرعي في الإمارة، وحماية المياه الجوفية وجودة الهواء، بالإضافة إلى تعزيز مفاهيم الاقتصاد الدائري والإدارة المتكاملة للنفايات في الإمارة. 
كما تتوسع الهيئة في إعلان مناطق محمية برية وبحرية جديدة، من أجل حماية واستعادة التنوع البيولوجي والموائل وذلك لتحقيق المستهدفات الوطنية ذات العلاقة.
خطط مستقبلية
وفي إطار الخطط المستقبلية لضمان استدامة البيئة للأجيال القادمة، قالت الظاهري: «إن طموحنا يتمثل في 3 مسارات استراتيجية، تتمثل في أن تكون أبوظبي إمارة حيوية تنبض بالطبيعة التي تدعم صحة الإنسان وأشكال الحياة الأخرى، وأن تحقق التميز في العمل المناخي من خلال تبني مزيج متكامل من الطاقات وأنظمة النقل وأطر الاقتصاد الصديق للبيئة، وأن تتبنى الممكنات الداعمة لصناعة هذا المستقبل المنشود بتبني نظام سياسات وتشريعات محلي جوهره الاستدامة البيئية، إضافة إلى أن تكون مركزاً عالمياً للابتكار الأخضر والعلوم والتكنولوجيا المتقدمة الصديقة للبيئة.
وأشارت إلى أن هذه الطموحات تم تجسيدها في «مئوية أبوظبي البيئية 2071» التي أطلقتها الهيئة بالتعاون مع الشركاء، التي تهدف إلى جعل أبوظبي في الصدارة العالمية في العمل البيئي والمناخي بحلول عام 2071، وهي رؤية مشتركة أسهم فيها أكثر من 70 خبيراً من 17 جهة، وتم إطلاق استبيان متاح لجميع أفراد المجتمع، خلاله تم استلام أكثر من 1000 فكرة وعكسنا ما يقارب 100% من طموحاتهم بصورة تتلاءم مع إطار المئوية، وقادت هيئة البيئة تطوير وتنفيذ «خطة أبوظبي الأولى نحو المئوية» الممتدة لـ 3 أعوام، والتي من بعدها سيتم تقييم التقدم المحقق نحو أهداف المئوية استعداداً للخطط التي تليها.
وأفادت الظاهري بأن النتائج النهائية للخطة ستكون مع نهاية العام 2025، والتي تكونت من 65 برنامجاً تنفيذياً يقود تنفيذها 9 جهات حكومية، وشهد العام الأول تحقيق إنجازات تجاوزت المتوقع بإجمالي 227 نتيجة وإنجازاً امتدت إلى 18 دولة، كما أكملنا نصف التنفيذ بنسبة 49% في ثلث مدة الخطة وأضفنا 11 برنامجاً تنفيذياً جديداً وانضمت إلينا جهة جديدة فأصبحنا 10 جهات.
تحديات بيئية
أشارت الأمين العام لهيئة البيئة - أبوظبي إلى أن الإمارة تواجه حالياً عدداً من التحديات البيئية، التي تتخذ بشأنها العديد من الإجراءات التصحيحية، وتكمن أبرزها في الآثار المحلية للتغير المناخي، تلوث الأراضي وتدهور التربة والرعي الجائر والتصحر، وتدني جودة الهواء، وتزايد مخاطر الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي، وعدم كفاية البنية التحتية للنفايات، وتدهور جودة المياه البحرية، وفقدان الموائل وتغيرها وتجزئتها بسبب التطور العمراني، إلى جانب الاستخدام غير المستدام للمياه الجوفية والاستغلال المفرط للأسماك. 
وبينت أن الهيئة تتعامل مع هذه التحديات من خلال؛ تنظيم أنشطة الصيد والرعي والتطور العمراني، وإصدار التصاريح والتراخيص وتفتيش المشاريع والأنشطة التي من المتوقع أن تؤثر على البيئة والتنوع البيولوجي، والمراقبة والتأكد من الامتثال للتشريعات البيئية، وإجراء تقييم الأثر البيئي للمشاريع والأنشطة الجديدة والقائمة للتأكد من عدم إضرارها بالبيئة، وإدارة وإنشاء المناطق المحمية وفق القوانين (توسعة شبكة الشيخ زايد للمحميات الطبيعية)، وتوفير الدعم اللازم للاستعداد والاستجابة للطوارئ البيئية، وتطوير ومراجعة واقتراح السياسات وقوانين حماية البيئة ذات الصلة.
كما تعمل الهيئة على تطوير وتنفيذ والتأكد من الامتثال للتشريعات والمعايير والمبادئ البيئية، والمحافظة على الأنواع داخل وخارج الأسر لحماية التنوع البيولوجي، وإعادة تأهيل أنواع النباتات والحيوانات المهددة بالانقراض وإنشاء مراكز لحماية وإكثار الأنواع المحلية، مع إشراك المجتمع المحلي لترويج الاستدامة البيئية وحماية الطبيعة.
فعالية السياسات
أشارت الدكتورة شيخة الظاهري إلى أن هيئة البيئة - أبوظبي أكملت أكثر من 27 عاماً من العمل لحماية البيئة، خلالها حددت أولوياتها من خلال مراجعة وتقييم شامل للتحديات التي تؤثر على بيئة أبوظبي. 
وقالت: «ومن أبرز الأمثلة على نتائج هذه المبادرات والسياسات أسهمت سياسة حظر استخدام الأكياس البلاستيكية ذات الاستخدام الواحد في التزام 100 % من منافذ البيع الرئيسة بقرار حظر الأكياس المستخدمة لمرة واحدة، وتجنُّب استهلاك 310 ملايين كيس بلاستيكي مستخدَم لمرة واحدة حتى نهاية شهر أبريل الماضي، وبما يعادل نسبة تصل إلى 95 % من عدد الأكياس البلاستيكية المستخدمة في منافذ البيع قبل الحظر. كما تم جمع أكثر من 1450 طناً من القناني في العام الماضي، أي ما يعادل 97 مليون قنينة، وتركيب 120 آلة لاسترداد القناني بالشراكة والتعاون مع القطاع الخاص. كما شهدنا التزام  97% من منافذ البيع التي زارها المفتشون خلال الشهرين الماضيين، بقرار حظر منتجات الستايروفوم المستخدمة لمرة واحدة والذي تم الإعلان عنها في 1 يونيو الماضي. وتدهور مخزون الثروة السمكية كان يعتبر من التحديات الرئيسة للهيئة، وبفضل مبادرات تنظيم الصيد البحري التي نفذتها الهيئة، تم تحقيق ارتفاع نسبة مؤشر الصيد المستدام للعام الخامس على التوالي من 8.9 % في عام 2018 إلى 83.1 % في نهاية عام 2023.
وفي مجال التحديات المرتبطة بزراعة أشجار القرم، أشارت الظاهري إلى أنه تم تحقيق إنجاز بالتعاون مع دائرة البلديات والنقل، وشركة أدنوك، بزراعة 23 مليون شجرة قرم باستخدام طائرات مُسيّرة مبتكرة على مساحة 9200 هكتار دفعة واحدة خلال العامين الأخيرين، في إطار «مبادرة القرم – أبوظبي».
تنسيق مع الشركاء
وأفادت الظاهري أن الهيئة تجري تنسيقاً مع الشركاء، لحثهم على إدراج البرامج البيئية ضمن أولوياتهم والحرص على تنفيذها كلٌّ ضمن صلاحياته والتزاماته القانونية.
وفيما يخص مراقبة جودة الهواء، يتم العمل على مسارين: الأول في الرقابة على ملوثات الهواء من خلال شبكة رصد موزعة في مختلف أنحاء الإمارة. ويتمثل المسار الثاني في ضبط ملوثات الهواء من المصادر الرئيسة والعمل مع الشركاء لوضع حدود لملوثات الهواء من المصدر. 
وبينت أنه تم تطوير استراتيجية إدارة النفايات في إمارة أبوظبي، والتي تضمنت 56 مبادرة سيتم تنفيذها بواسطة الجهات المعنية في الإمارة، خلال الفترة المقبلة، وصولاً لتطوير نهج مستدام لإدارة النفايات لتصبح أبوظبي خالية من النفايات بحلول 2041.
وتسعى الاستراتيجية إلى معالجة 90 % من النفايات الخطرة، و90 % من النفايات البلدية الصلبة، وتقليص أنشطة إلقاء النفايات غير القانونية إلى 90 %.

مقالات مشابهة

  • دليلك المتكامل لمخالفات المرور في دولة الإمارات
  • موقع عبري: الحوثيون لا يمكن ردعهم.. الجماعة التي تتحدى الولايات المتحدة وتتحدى العالم
  • الإمارات تشارك في الاجتماع الأول لمجلس وزراء الأمن السيبراني العرب بالرياض
  • أمين عام «بيئة أبوظبي» في حوار مع «الاتحاد»: عاما الاستدامة يشهدان تحديثات للتشريعات البيئية لمواكبة المعايير الدولية
  • حملة توعوية لزوار المناطق البرية في الحمرية
  • البنك الأهلي يعزز تمكين المؤسسات الصغيرة والمتوسطة عبر "الأهلي إكسبو 2024"
  • مي عمر زهرة الأناقة في حفل وشوشة
  • محمد ربيع: دورات كأس الخليج محطة إيجابية ومهمة للاعبين
  • ميشيل رودريجز: مهرجان البحر الأحمر زهرة تتحول لشجرة ضخمة
  • شون جونز: التغيرات البيئية تزيد من صعوبة تحقيق الازدهار المستقبلي وتفرض تحديات كبيرة