د. سيف الحجري لـ العرب: رحــلات لزوار إكســبو إلى موقــع «لكل ربيــع زهــرة»
تاريخ النشر: 7th, November 2023 GMT
1200 مشارك في فعاليات البرنامج بالمعرض منذ انطلاقه
المعرض حقق الكثير في مجال التوعية البيئية الداعمة للاستدامة
500 ألف زائر في الشهر الأول يزيد سقف التوقعات بأكثر من 3 ملايين
هناك حاجة لتوسعة التغطية الإعلامية وإطلاق عروض طيران وفنادق باسم المعرض
كشف الدكتور سيف بن علي الحجري رئيس برنامج لكل ربيع زهرة ومركز أصدقاء الطبيعة عن تنظيم رحلات لزوار معرض إكسبو 2023 الدوحة للبستنة وطلاب المدارس إلى موقع البرنامج في رأس مطبخ للتعرف على حياة النباتات في البيئة القطرية.
وقال في حوار مع العرب: يشارك برنامج لكل ربيع زهرة في فعاليات اكسبو تحت مظلة مؤسسة قطر، ولقد بلغ حجم المشاركة منذ بدايته حتى الآن 1200 طالب مدرسي تعرفوا على أنشطة البرنامج وأنواع النباتات المحلية التي تم الاحتفاء بها في رحلات البرنامج السابقة.
وأشاد د. الحجري بما حققه المعرض على صعيد التوعية البيئية والسياحة والاستفادة من التجارب والتقنيات في مجال الزراعة الحديثة منذ انطلاقه في الثاني من أكتوبر الماضي، وأشار إلى الحاجة بالتوسع بالخطة الإعلامية واشراك المؤسسات الخارجية والداخلية في هذه الخطة، بالإضافة إلى توسيع التعاون مع المؤسسات الأخرى مثل شركات الطيران لإطلاق عروض خصومات باسم المعرض ووضع شعاره، وكذلك الامر ينطبق على الفنادق لدعم السياحة.
وحول أهمية المعرض قال د. الحجري: إن استضافة هذا الحدث العالمي يعد نقلة نوعية لبيئة المنطقة وليس بيئة دولة قطر فقط، ذلك لأنه يمثل اكبر تجمع عالمي للبستنة لعرض اخر الابتكارات والتقنيات في مجال حماية البيئة ومكافحة التصحر وقضايا التغيّر المناخي، وهو ايضاً فرصة لتبادل الخبرات كونه يضم 80 دولة تستعرض تجاربها وابتكاراتها وحلولها لبيئة افضل، وأضاف ان المعرض يخدم كثيراً خطط التنمية البيئية ويجعل من شعاره صحراء خضراء بيئة افضل هدفاً واقعياً يمكن تحقيقه لمستقبل اخضر.
وأشار إلى أن تجربة دولة قطر كونها أول دولة في الشرق الأوسط وشمال افريقيا تستضيف هذا المعرض العالمي ستؤثر ايجابياً على الدول التي تستضيفه لاحقاً، كما أشار إلى استعداد المملكة العربية السعودية لاستضافة إكسبو 2030 والتي لا شك انها ستضيف إضافات مميزة كون تجربتها البيئية والزراعية كبيرة ومميزة.
وحول فعاليات المعرض قال الدكتور الحجري «إن المعرض قدم باقة غنية ومتنوعة من الفعاليات الهادفة خلال شهره الأول، كما أنه يتعاون مع جميع الجهات لتنظيم المؤتمرات والمحاضرات وورش العمل البيئية والثقافية وغيرها، لاسيما وأنه يسعى إلى التصدي لعدة قضايا بيئية وزراعية ذات أهمية عالمية، ومن بين القضايا التي يسعى المعرض للتصدي لها: التصحر والحفاظ على التربة الخصبة. وتعزيز مفهوم الأمن الغذائي من خلال التوسع في الزراعة المستدامة وتطوير الأساليب الحديثة في إنتاج الغذاء. فضلا عن كونه يعيد الدولة إلى الواجهة السياحية مرة أخرى بعد كأس العالم فيفا قطر 2022. موضحاً أن استضافة الدولة للمعرض تأتي كثمرة لنجاحات الدبلوماسية القطرية، وإدارة علاقاتها المتجذرة والمتشعبة مع مختلف دول العالم، ويعكس الثقة الكبيرة التي توليها الدول لقطر، خاصة بعد نجاحها في تنظيم الفعاليات والأحداث المختلفة.
في البداية دكتور حدثنا عن تقييمك للمعرض منذ انطلاقه وحتى الآن ؟
إن حجم المشاركة الدولية ونوعية المشاريع والمبادرات التي تطرح في المعرض يعكس نجاحه في شهره الأول، ويحقق أهدافه الرامية إلى مكافحة التصحر والتعامل مع قضايا التغيّر المناخي، وقد نظم إكسبو العديد من المحاضرات وورش العمل التي استقطبت العديد من الزوار من داخل وخارج البلاد، وهذا بحد ذاته نجاح كون الرسالة البيئية تصل لشرائح كبيرة من المجتمع العالمي، فضلا عن كونه منصة لاستعراض تجارب ومبادرات وابتكارات 80 دولة تشارك في هذه النسخة، وهو ما يعد كنزاً من المعلومات والحلول والابتكارات البيئية التي يمكن ان تطور أساليب الزراعة وتوفير الغذاء دون الاضرار بالبيئة.
من ناحية أخرى أرى حاجة إلى توسعة التغطية الإعلامية للمعرض وإشراك المؤسسات المحلية والدولية في نقل فعالياته وأحداثه،لاسيما الدول التي يوجد لديها اجنحه في المعرض، بالإضافة إلى اشراك المؤسسات الأخرى في الخطط الإعلامية مثل خطوط الطيران بوضع شعار المعرض واطلاق عروض الخصومات باسمه، مما يسهم في نشر أوسع لأخباره وفعالياته. كما يسهم في تعزيز السياحة في البلاد، وهنا أشيد بملحق «إكسبو ٢٠٢٣ الدوحة» الذي يصدر عن دار العرب، والذي يعد توثيق للحدث العالمي.
ما رأيكم بالفعاليات التي تم تنظيمها في شهره الأول ؟
حرصت اللجنة المنظمة على اختيار باقة متنوعة من الفعاليات التي تتسق وتخدم اهداف المعرض، بالإضافة إلى فتح باب تنظيم الفعاليات للجهات المختلفة في مركز المؤتمرات التابع للمعر، وهذا برأيي خطوة جيدة للاستفادة من تنظيم المعرض وحجم الاقبال عليه محلياً ودولياً في نشر مفهوم حماية البيئة والترويج للمبادرات الهادفة لمستقبل اخضر، لذا نعم الفعاليات التي نظمت داخل المعرض حتى الآن برأيي جيده وما سنراه من فعاليات في الفترة المقبلة ستكون مثيرة للاهتمام ومفيدة للجميع، وأرى أن فعاليات معرض «إكسبو 2023» الدوحة للبستنة سوف تشكل نقطة جذب رئيسية للزوار من جميع أنحاء العالم والمنطقة، بما في ذلك الوفود الرسمية ورجال الأعمال والمهتمون بمجال البستنة، حيث يُعتبر المعرض أول حدث من نوعه في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، الأمر الذي سيمثل حافزا لزيادة المشاركين والزائرين، إلى جانب تعدد الفعاليات خلال المعرض لتشمل الندوات والمؤتمرات والنقاشات والمحاضرات.
كيف ترون الإقبال على المعرض حتى الآن ؟
أعلن القائمون على المعرض تسجيل 500 الف زائر في الشهر الأول وهو رقم أكبر من المتوقع في أول شهر، مما يشير إلى زيادة في عدد اجمالي الزوار خلال فترة المعرض التي تمتد على 6 أشهر، والتي توقع المنظمون أن تصل إلى 3 ملايين زائر، فاذا كانت هذه احصائية الشهر الأول ربما تكون النتيجة الاجمالية اكبر من سقف التوقعات بكثير. وبرأيي ما يجذب الزوار إلى المعرض هو لأنه اول معرض من نوعه في المنطقة. بالإضافة إلى حجم المشاركة الكبير المتمثل 80 جناحا للدول المشاركة من جميع أنحاء العالم، والتي تتسابق الجميع لعرض التقنيات الحديثة في الزراعة والبستنة وأساليب مكافحة التصحر والتغلب على ندرة المياه.
كيف يستفيد الزوار من فعاليات المعرض ؟
هناك مجموعة كبيرة من الفعاليات والحلول والابتكارات في مجال التنمية البيئية والاستدامة وتغير المناخ، وهذا يفيد جميع الزوار سواء كانوا مختصين في احدى المجالات المذكورة أعلاه او طلابا او من مراكز بحوث وغيرها، كما انه يفيد الزوار العاديين من خلال المشاركة في الأنشطة الترفيهية والتثقيفية لرفع وتعزيز ثقافة الحماية البيئية، لاسيما وأن حماية الطبيعة تكليف شرعي يستمد قوته من نصوص القرآن الكريم والسنة، لذا الاستمرار في نشر التوعية وتنظيم الفعاليات الهادفة إلى ذلك ضروري للحفاظ على الطبيعة والرقي بها لتكون دائما صحية وسليمة وجميلة.
هل وفقت اللجنة في اختيار موقع المعرض بحديقة البدع ؟
إن اختيار حديقة البدع الواقعة في قلب العاصمة «الدوحة» مقرا للمعرض يجسد قدرة قطر على مقاومة تحديات طبيعة أجوائها الصحراوية ويعكس رؤيتها بشأن حماية البيئة وضمان استدامتها للأجيال المقبلة وذلك في ظل ما تمتلكه الحديقة من مقومات جمالية ومساحات خضراء ممتدة وغطاء نباتي متنوع ما يؤهلها لتكون نقطة جذب للزوار والسياح. وبحسب الموقع الإلكتروني الرسمي لحديقة البدع فقد نهضت منطقة البدع والدوحة معا بصفتهما مكانا بارزا كميناء تجاري رئيسي في المنطقة، وبحلول منتصف القرن العشرين، تبوأت الدوحة مكانة بارزة مما سمح بإعادة تطوير حديقة جديدة ومسرح دولة قطر الوطني في منطقة الرميلة، وبعد تطوير الخليج الغربي، أصبحت منطقة البدع جاهزة لإعادة التطوير. وأصبحت الخطة التطلعية لحديقة كبيرة تربط بين منطقتين من المدينة حقيقة واقعية والنتيجة هي الحديقة الجميلة القائمة اليوم. وإن رمزية الحديقة باعتبارها المقر الرئيسي للمعرض، يؤهلها لصناعة التاريخ لتكون المكان الذي يجمع العالم نحو البحث مجددا عن حلول مبتكرة تحد من التصحر وتوفر بيئة أكثر عدالة واخضرارا للجميع.
هل تفيد التجربة القطرية الدول التي تستضيف الإكسبو لاحقا ؟
التجربة القطرية في استضافة هذا الحدث العالمي ستكون مهمة لجميع دول المنطقة كونها أول دولة تستضيف هذا التجمع العالمي البستاني الكبير في المنطقة وشمال افريقيا.
وسوف يتميز كل معرض بحسب تجربة الدولة المستضيفة له، وهنا اذكر استعدادات المملكة العربية السعودية لاستضافته في عالم 2030 وهي دولة ذات تجربة زراعية وبيئية كبيرة ستجعل من المعرض مميزاً وستضيف عليه الكثير.
ما هو الإرث البيئي الذي سيخلفه إكسبو ؟
إن الإرث الذي سيتركه إكسبو 2023 الدوحة مهم جداً لتحقيق اهداف التنمية المستدامة وسيكون شاملاً لمجالات تطوير الزراعة ومكافحة التصحر وترسيخ الاستدامة البيئية، علاوة على عقد الشراكات داخليا وخارجيا، على مستوى المواد والتقنيات، واستصلاح الأراضي، واستغلالها، خصوصا بعد نجاح دولة قطر في تنمية ثروتها، ذلك لأن المعرض يساعد على نقل التكنولوجيا والطرق الزراعية الحديثة، إلى المنطقة العربية، كالزراعة في المياه وبدون تربة، وستجد هذه الأساليب الحديثة في الزراعة مستثمرين كثر في الوطن العربي للاستفادة منها. كما ان ارثه يشمل خطط المستقبل الأخضر للبلاد، لا سيما وأن الدولة تبذل جهودا كبيرة في زيادة الرقعة الخضراء والأراضي الزراعية من خلال تشجيع المزارعين ودعم انشطتهم وهو ما انعكس بشكل جيد على نسب الاكتفاء الذاتي للمنتجات الزراعية في البلاد.
كما أن المعرض يعزز تسخير العلوم والتكنولوجيا، والموارد البشرية والمادية لتطوير الزراعة بشكل خلاق، ما يؤدي إلى الاستدامة، وتخضير المساحات الصحراوية وهو إرث جيد تستفيد منه كل الدول، حيث تسعى الدولة من خلال استضافته إلى ترسيخ ريادتها في مجال الابتكار الزراعي، وفي تقديم حلول عملية لتحديات المناخ والبيئة، التي أصبحت تشكل تهديدا عالي المستوى على الأمن الإقليمي والعالمي. إلى جانب ان المعرض سيضع الاستدامة في مقدمة المناقشات العامة، وكذلك مناقشة الجوانب البيئية، التي ستستفيد منها دولة قطر من خلال استعراض الكثير من التجارب البيئية والزراعية، كما أن قضايا المناخ لن تغيب عن هذه الفعاليات التي ستقام على مدار ستة أشهر، ولذا ستكون له أبعاد مهمة للتعرف على تجارب العديد من الدول وأيضا الاستفادة من الخبراء الذين سيشاركون لاستعراض هذه التجارب من خلال اللقاءات والندوات.
ما هي الحلول التي يقدمها المعرض للبلدان الصحراوية ؟
هو بالأساس فرصة لإلقاء الضوء على التحديات التي تواجه البلدان الصحراوية، كما يشكل مناسبة لتطوير الزراعة وتخضير المدن واقتراح حلول لتعزيز حياة خضراء مزدهرة في قطر ومنطقة الشرق الأوسط. لذا هو فرصة مهمة لدول المنطقة للتعرف على الأساليب الفعالة في مكافحة التصحر وافضل الممارسات لزيادة الرقعة الخضراء، ولقد بدأت قطر هذه الخطوة في وقت مبكر حيث زادت الرقعة الخضراء في البلاد عشرة اضعاف ما كانت عليه في عام 2010، وسيكون المعرض بمثابة دعم لجهودها في هذا المجال وفرصة لتبادل خبراتها مع الدول الأخرى المشاركة في هذه النسخة من المعرض.
المصدر: العرب القطرية
كلمات دلالية: قطر إكسبو 2023 الدوحة الفعالیات التی بالإضافة إلى دولة قطر من خلال فی مجال
إقرأ أيضاً:
حكايات الإبداع بـ«أيادي مصرية».. عم ربيع يحول «العرجون» لتحف فنية و«ملك» ترسم بالرمال الملونة
في إحدى زوايا معرض الحرف التراثية بمعرض «أيادي مصر»، يقف عم ربيع بكري محمد، 65 عامًا، إلى جانب زوجته، يعرضان أعمالًا يدوية فريدة أبدعتها أنامله من بقايا سعف النخيل «العرجون»، الذي حوّله من مجرد مخلفات إلى تحف فنية متقنة من السلال والأطباق إلى الصواني والمعلقات، وكل قطعة تحمل حكاية إبداع مستمر في تحويل المواد المهملة إلى منتجات عملية وجمالية يمكن أن تزين أي منزل.
بداية عم ربيع مع العرجون«بدأت هذه الحرفة بعد سن المعاش منذ حوالي 5 سنوات فقط»، يقول عم ربيع الذي انتقل من «فرشوط» بمحافظة قنا إلى محافظة الوادي الجديد، «كانت فكرة إعادة تدوير العرجون تراودني، فوجدت فيها فرصة لتحويل شيء لا قيمة له إلى شيء مفيد وجميل، لكن خبراتي السابقة جعلتني اتقن هذا العمل بسرعة» كان هذا التحدي بمثابة شغف، حيث بدأ عم ربيع وزوجته في تكريس وقتهما لتصنيع قطع فنية لتزين المنازل، واستطاعا أن يضعا بصمة واضحة على الخامات المتاحة لهم.
رئيس الوزراء يشيد بمنتجات عم ربيععندما افتتح الدكتور مصطفي مدبولي معرض «أيادي مصر» كان عم ربيع وزوجته جزءًا من هذا الحدث الكبير، «سعادتي لا توصف عندما أشاد رئيس الوزراء بعملي، فقد شعرت أنني قد حققت شيئًا يستحق التقدير»، كلمات عم ربيع تكشف عن فخره بهذه الحرفة، التي لا تقتصر على فنون الحرف اليدوية، بل تحمل بين طياتها قصة الحفاظ على التراث وتجديده.
عم ربيع: هذه الحرفة أصبحت حياتييضيف عم ربيع: «هذه الحرفة أصبحت جزء من حياتي الآن، ولكن أهم شيء بالنسبة لي هو أن أقدم سر الصنعة للأجيال المقبلة، أريد أن أراهم يحتفظون بهذه الحرفة ويحافظون على هذا التراث، لاعتقادي أنها جزء من هويتنا» ورغم التحديات، فإن العمل اليدوي الذي يقوم به عم ربيع وزوجته يستمر في النمو، مع زيادة تقدير المجتمع المحلي لهما، علاوة على أنه توجه للدولة بالاستفادة من المخلفات.
يظل عم ربيع مثالًا حيًا للإبداع والتمسك بالتراث، وتحويل التحديات إلى فرص، بل وأداة لتعليم الآخرين أهمية إعادة التدوير في حياتنا اليومية.
فتاة الوادي الجديد تحوّل الرمال إلى لوحات تحكي التراثبين ألوان الرمال الطبيعية، تألقت ملك مصطفى صابر، طالبة الصف الثالث الإعدادي، في تحويل حبيبات الرمال هذا المكون البسيط إلى لوحات فنية تعبر عن التراث الواحاتي.
البداية من معرض مدرسيبدأ شغف ملك بالرسم بالرمال في معرض فني نظمته مدرستها، كانت حينها مجرد طفلة تتلمس طريق الإبداع، لكن مع حصولها على دورة تدريبية في تشكيل الرمال، تحولت الهواية إلى شغف حقيقي قادها لتخصص في هذا الفن النادر.
جمال مستخرج من أعماق الصحراءتحكي ملك لـ«الوطن» قصتها، وأنها تجمع الرمال من بيئتها الطبيعية في صحراء مدينة الخارجة بمحافظة الوادي الجديد، حيث ألوان الرمال المختلفة من الأحمر، الأبيض، الأسود، ودرجاتها المتعددة فتُشكل لوحات متناغمة، بل إنها تطلب من أصدقائها إحضار الرمال ذات الألوان المختلفة إذا صادفوها خلال رحلاتهم.
بمواد بسيطة، تبدأ ملك أعمالها الفنية بالغراء، وتضع عدة طبقات من الرمال الملونة، تقول: «ابدأ الرسم بالقلم الرصاص، ثم أضيف طبقة تلو الأخرى من الرمال الملونة. أحب أن أعبر عن التراث الواحاتي ليكون حاضرًا في لوحاتي».
حلم يتسع مع كل لوحة
منذ 5 سنوات، وملك تُبدع في هذا الفن، لكن مشاركتها في معرض الحرف اليدوية خلال زيارة رئيس الوزراء كانت لحظة فارقة «شعرت بالفخر والخوف معًا»، خاصة وأنها أرادت أن تكون نموذجًا مشرفًا يعكس جمال التراث الواحاتي في هذا المعرض الذي يحضره كبار رجال الدولة.
تقول ملك: «كنت سعيدة جدًا بوجودي في المعرض، هذه السعادة شعر بها كل من كان بجواري، وأتمنى أن تكون هذه المشاركة بداية خير لي، فأنا أحلم بأن أستمر في التعبير عن تراث الواحات، وأشارك في معارض أكبر على مستوى مصر والعالم».
ملك ليست فقط فنانة، بل حارسة للتراث الواحاتي، بلمساتها الإبداعية، تروي حكايات الصحراء، وتحول الرمال إلى رسائل تحمل عبق الواحات وأصالتها.