أثنى تقرير في مجلة الإيكونوميست (THE ECONOMIST) البريطانية على الحرب التي تشنها حكومة حركة طالبان في أفغانستان على المخدرات، ووصفتها بأنها مثيرة للإعجاب.

وأوضحت المجلة أن صورا التقطتها أقمار صناعية بيّنت أن مساحات زراعة الخشخاش في ولاية هلمند الجنوبية تراجعت من أكثر من 120 ألف هكتار في أبريل/نيسان من العام الماضي إلى أقل من ألف هكتار بعد عام.

وترى المجلة أن القضاء النهائي على الخشخاش في المناطق النائية، مثل باداخشان في الشمال الشرقي، سيكون أمرا عسيرا. لكن مع ذلك، تشير النتائج حتى الآن إلى نجاح باهر.

تقرير في الإيكونوميست: الحرب التي تشنها طالبان على المخدرات مثيرة للإعجاب pic.twitter.com/CciIZEkwZ7

— قناة الجزيرة (@AJArabic) June 27, 2023

ولا تزال هناك ظلال من الشك حول قدرة طالبان على الاستمرار في هذه السياسة، لأن الاقتصاد الأفغاني في أزمة، وفق المجلة، وانكمش بنسبة  35% خلال العامين الماضيين، مما يجعل الوقت غير مناسب ليفقد آلاف العاملين في زراعة الخشخاش وظائفهم.

وكانت حركة طالبان عادت لتولي السلطة في أفغانستان منتصف أغسطس/آب 2021.

المصدر: الجزيرة

إقرأ أيضاً:

كتاب 15 دقيقة.. قيادي بطالبان يروي تجربة نادرة من داخل الحركة

كابلـ في لحظة استثنائية من تاريخ حركة طالبان، اختار القيادي بالحركة خالد زدران أن يروي حكايته، ليس بالبندقية هذه المرة، بل بالكلمة، في كتاب حمل عنوان "15 دقيقة"، يقدّم سردية نادرة عن تجربته كمقاتل في صفوف الحركة لأكثر من عقدين، متجاوزا الخطاب التقليدي لتنظيمه، ومرسّخا لتيار جديد يتلمّس ملامح التحول داخله.

خالد زدران، الذي يشغل حاليا منصب المتحدث باسم شرطة كابل، يُعدّ أول مسؤول من الحركة يوثق تجربته الشخصية في القتال والعمل التنظيمي، وقد اختار أن يبدأ مذكراته من نقطة فارقة، هي عملية أسر الجندي الأميركي بو برغدال عام 2009، وهي الحادثة التي يعتبرها منعطفا غيّر مجرى العلاقة بين طالبان والولايات المتحدة.

يقول زدران في حديثه للجزيرة نت "حاولت أن أنقل تجربتي للقارئ الأفغاني بكل صدق وأمانة، فقد خضنا حروبا طويلة، وقلّما وثّق قادتنا تلك المراحل. غالبا ما قرأنا تاريخنا بعيون الآخرين، أما أنا فحاولت أن أروي ما عشته بعين أفغانية، حتى وإن تخللها بعض الأخطاء، فالحرب تفرض ظروفها ولا أحد ينجو من تبعاتها".

أسر برغدال

يروي زدران أن عنوان الكتاب "15 دقيقة" يُشير إلى الزمن الفاصل بين نقل الجندي الأميركي برغدال إلى مركز احتجاز جديد، وبين استهداف المركبة التي كان من المفترض أن تقله بغارة أميركية، ويضيف "لو تأخرت العملية دقائق معدودة، لقُتل برغدال، ولما جرت مفاوضات الدوحة، ولا تمت صفقة تبادل قادة طالبان الخمسة من معتقل غوانتانامو، وربما ما كنا لنعود إلى السلطة عبر التفاوض، بل عبر خيار عسكري دموي".

إعلان

ويكشف زدران تفاصيل غير مسبوقة عن عملية الأسر وظروف الاحتجاز في منطقة "شوال" بوزيرستان، كما يروي كيف أن الجندي الأميركي فرّ من منزل الذين كان يقطن فيه واختبأ في الجبال لمدة 9 أيام، قبل أن يُلقى القبض عليه مجددا.

ويشير إلى أن برغدال، خلال فترة احتجازه، كان يرتدي أحيانا ملابس نسائية للتمويه، وطلب لاحقا تعلّم اللغة البشتونية وقراءة كتب عن الإسلام، كما أبدى رغبة في التواصل مع صديقته "مونيكا لي"، طالبا منها أن تنتظره.

كسر السردية التقليدية

اللافت في تجربة زدران أنه يتجاوز في خطابه اللغة القتالية المعتادة لعناصر طالبان، فهو يستخدم مصطلحات مثل "الجيش الوطني" و"العلم الوطني"، في إشارة إلى الحكومة السابقة، ويصف الأمير أمان الله خان -الذي حارب الاستعمار البريطاني- بلقب "الأمير الغازي"، وهي أوصاف لم تكن مألوفة في أدبيات الحركة.

زدران، الذي لم يتخرج من مدرسة دينية تقليدية، انضم إلى طالبان خلال مراهقته، وبدأ مسيرته كمساعد ميداني قبل أن يصبح مقاتلا ثم مسؤولا، ويبدو من خلال كتابه أنه ينتمي إلى تيار براغماتي داخل طالبان، يسعى لتقديم صورة أكثر اعتدالا وواقعية، دون أن يتنصل من المبادئ العامة للحركة.

ويكشف الكتاب عن حجم التهميش الذي تعرض له مقاتلو طالبان في ولاية بكتيكا الأفغانية المتاخمة للحدود الباكستانية، الذين أسروا الجندي برغدال، ولم يتم استشارتهم في قرار التبادل الذي تم بوساطة قطرية عام 2014، ويقول زدران إنهم علموا بالصفقة من وسائل الإعلام، رغم أنهم تكبّدوا خسائر ميدانية كبيرة لحماية الأسير.

ويضيف "كنا نحن من أسر الجندي الأميركي، ورافقته لسنوات، لكن حين حان وقت التبادل، لم تُعرض علينا التفاصيل. القرار صدر من القيادة، وتم التنفيذ دون مشاركتنا، وهو ما ترك شعورا بالخذلان".

وثيقة داخلية نادرة

يُنظر إلى كتاب "15 دقيقة" على أنه وثيقة داخلية تكشف ما يدور داخل أروقة طالبان من تحولات فكرية وصراعات تنظيمية، فزدران يقدّم من خلال تجربته ما يشبه مرآة للواقع المركّب الذي تعيشه الحركة، بين تيار شاب يحاول الانفتاح على المجتمع والدولة، وآخر تقليدي متمسك بسياقات الماضي.

إعلان

ويقول وكيل وزارة التعليم السابق لطف الله خيرخواه للجزيرة نت "خالد زدران كأول مقاتل يوثق تجربته بتجرّد، يمثل فتحا مهما في أدبيات الحركة، لقد تعامل مع التاريخ والجغرافيا بدقة، وساعد في فتح الطريق أمام آخرين لتوثيق تجاربهم ونقلها للأجيال المقبلة".

ويرى مراقبون أن كتاب "15 دقيقة" لا يعد مجرد مذكرات مقاتل، بل هو سردية جديدة تُضاف إلى أدبيات الحرب والسلام في أفغانستان، وتفتح الباب لفهم أعمق لما يدور داخل طالبان، خاصة في ظل تحولات ما بعد عودتها إلى الحكم، كما يعد الكتاب خطوة أولى في مسار أوسع من التوثيق الذي قد يغيّر الطريقة التي يُنظر بها إلى طالبان من داخلها، لا من خلال روايات الآخرين فقط.

مقالات مشابهة

  • التشكيك: سلاح خفي في الحرب النفسية التي تشنها المليشيات
  • تقرير: الحرب أظهرت مهن جديدة .. في حياة النزوح بغزة
  • هكذا علقت إسرائيل على الغارات الأميركية التي تشنها على اليمن 
  • مناظرة العيدروس للوليد مادبو التي ارجات احمد طه الى مقاعد المشاهدين
  • ‎تفاصيل مثيرة بشأن اعتراف سارة خليفة في واقعة تجارة المخدرات
  • بركة: لم نخرج بعد من الجفاف... وتحلية المياه ستقلّص الضغط على أم الربيع وتؤمن سقي 100 ألف هكتار
  • محامي المنتجة سارة خليفة يكشف تفاصيل مثيرة بشأن اعتراف موكلته في واقعة تجارة المخدرات بالقاهرة
  • تقرير :ترامب في 100 يوم.. عزّز موقع روسيا وأضعف موقف أوكرانيا
  • كتاب 15 دقيقة.. قيادي بطالبان يروي تجربة نادرة من داخل الحركة
  • تقرير: سياسات ترامب النووية تدفع العالم لسباق تسلح جديد