ملك المغرب يضع معالم استراتيجية جديدة للمغرب كقوة بحرية إقليمية
تاريخ النشر: 7th, November 2023 GMT
سرايا - تميز خطاب العرش الذي ألقاه الملك المغربي محمد السادس اليوم بمناسبة ذكرى المسيرة الخضراء ببعده الاستراتيجي، حيث قدّم من خلاله رؤية جديدة معتمدة أساسا على موقع المملكة المغربية كواجهة أطلسية منفتحة على القارتين الإفريقية والأمريكية من أجل جعل المغرب قوة بحرية ناشئة ومنصة للترابط الجيوقتصادي بين القارات.
ومن أجل تحقيق هذه الاستراتيجية الجديدة دعا الملك المغربي إلى ضرورة تأهيل الواجهة الأطلسية للمغرب وللدول الأفريقية المطلة على المحيط واستثمار هذه الميزة الجغرافية لتعزيز التكامل الاقتصادي بين هذه الدول وهو ما يندرج في صلب اهتمامات المغرب بمسألة التعاون جنوب-جنوب. كما أمر الملك محمد السادس بتشييد أسطول بحري تجاري قادر على استيعاب الطموح المعبّر عنه في هذه الاستراتيجية.
ويشار إلى أن المغرب كان قد بدأ منذ سنوات بتأهيل واجهتيه البحرتين من خلال ما يعرف بسياسة الأوراش الكبرى والمشاريع المهيكلة، ونذكر على سبيل المثال ميناء العيون وإطلاق مشروع ميناء الداخلة الأطلسي الذي سيكون، حسب تقدير الخبراء، منصة ربط بامتياز بين حوض البحر الأبيض المتوسط والشريط الأطلسي الممتد من طنجة إلى الكويرة جنوبا وصولا إلى حوض غرب أفريقيا ومنه إلى العمق الإفريقي عبر الربط الطرقي والسككي.
ويسعى المغرب الذي تميز في السنين الأخيرة بانفتاحه على السوق الأفريقية لإنجاز مشروع الربط الطاقي بين أوربا وغرب أفريقيا من خلال أنبوب الغاز الرابط بين نيجيريا والمغرب.
وسيكون هذا المشروع بمثابة قاطرة استراتيجية ستمكّن البلدان التي يمّر بها من توسيع مجالات التنمية وتعزيز الأمن الطاقي فضلا عن الدينامية الإيجابية التي سيخلقها ارتباطا بالأنشطة الاقتصادية التي ستواكبه والفضاءات التنموية التي سيخلقها.
المصدر: وكالة أنباء سرايا الإخبارية
إقرأ أيضاً:
مصر وإسبانيا تعززان التعاون الأكاديمي والصناعي لتحقيق التحول الطاقي المستدام
أكد الدكتور أيمن عاشور، وزير التعليم العالي والبحث العلمي، أن التعاون بين مصر وإسبانيا في مجالات البحث العلمي والابتكار يُعد خطوة محورية لدعم التحول الشامل في قطاع الطاقة، بما يتماشى مع رؤية مصر 2030، مشيرًا إلى حرص الوزارة على تهيئة بيئة محفزة للشراكة بين الجامعات والمؤسسات البحثية والقطاع الصناعي لضمان تحويل الأبحاث العلمية إلى تطبيقات عملية تخدم أهداف التنمية المستدامة.
وفي هذا الإطار، نظمت هيئة تمويل العلوم والتكنولوجيا والابتكار (STDF) بالتعاون مع مركز التنمية التكنولوجية والابتكار بإسبانيا (CDTI) ورشة عمل بعنوان "التعاون بين الصناعة والأوساط الأكاديمية في مجال الطاقة"، تحت رعاية الدكتور أيمن عاشور، وبحضور الدكتور حسام عثمان، نائب وزير التعليم العالي لشؤون الابتكار والبحث العلمي والدكتور ولاء شتا، الرئيس التنفيذي لهيئة تمويل العلوم والتكنولوجيا والابتكار
والسيد ألفارو إيرانزو، سفير مملكة إسبانيا لدى مصر والسيد خوسيه مارتن المدير العام لمركز التنمية التكنولوجية والابتكار، والمهندس علي عبد الفتاح، الوكيل الدائم بوزارة الكهرباء والطاقة المتجددة، والدكتور هاني عياد المدير التنفيذي لصندوق رعاية المبتكرين والنوابغ، ووفد من رؤساء الجامعات والمعاهد البحثية ونخبة من الخبراء من الشركات الصناعية المصرية والإسبانية والباحثين المصريين من الجامعات والمراكز البحثية لمناقشة أحدث الاتجاهات والابتكارات في قطاع الطاقة، وذلك بمقر الوزارة في العاصمة الإدارية الجديدة.
من جانبه، أشار الدكتور حسام عثمان إلى أن الورشة تُعد منصة متميزة لتبادل الخبرات بين الخبراء من كلتا الدولتين، وتهدف إلى تسريع وتيرة الابتكار في مجالات الطاقة المتجددة، كما أكد دعم الوزارة للمشروعات التي تسهم في تطوير تقنيات مبتكرة تعزز الاقتصاد منخفض الكربون وتخلق فرصًا جديدة للبحث والتطوير.
وفي كلمته، أكد الدكتور ولاء شتا أن الشراكات الدولية في البحث العلمي والابتكار تمثل ركيزة أساسية لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، مشيرًا إلى أن الورشة تهدف إلى تعزيز التعاون المصري-الإسباني في مجالات الطاقة. وأوضح أن الهيئة ملتزمة بدعم المشروعات التي تربط الأبحاث بالصناعة لتحفيز التحول نحو اقتصاد صديق للبيئة، والعمل على ترسيخ مكانة مصر كمركز إقليمي للطاقة.
وفي السياق ذاته، أوضح الدكتور علي عبد الفتاح أن مصر تطمح إلى أن تصبح مركزًا إقليميًا للطاقة النظيفة، وأن الابتكار هو المحرك الرئيسي لتحقيق هذا الهدف. وأشار إلى أن الورشة تمثل فرصة لتعزيز التعاون بين قطاع الصناعة والمؤسسات البحثية لتطوير حلول مبتكرة تدعم أهداف التحول الطاقي.
من جانبه، أعرب السيد ألفارو إيرانزو، سفير إسبانيا لدى مصر، عن سعادته بالمشاركة في هذه الفعالية، مشيرًا إلى أن العلاقات الثنائية بين مصر وإسبانيا تشهد تقدمًا ملموسًا في العديد من المجالات، خاصة في البحث العلمي والابتكار. وأكد حرص الجانبين على تعزيز شراكات مستدامة تسهم في التحول نحو أنظمة طاقة نظيفة ومتطورة، مشيدًا بالإمكانات الكبيرة التي تمتلكها مصر في هذا المجال، ومؤكدًا التزام إسبانيا بتعزيز التعاون المثمر بين البلدين لتحقيق التنمية المستدامة.
شهدت الورشة العديد من الجلسات المثمرة، منها جلسة نقاشية بعنوان: "الاتجاهات الناشئة لأنظمة الطاقة المستقبلية“ برئاسة دكتورة غادة درويش المدير الاقليمي لشركة جلوبلك، كما تضمن جدول أعمال الورشة جلسة لعرض قصص نجاح للمشروعات المشتركة بين المؤسسات المصرية والإسبانية، مثل: مشروع تطوير نظام معلومات المحاصيل على أساس تكنولوجيا الاستشعار عن بعد بالتعاون بين الشركة الإسبانية AGrowing Data Solutions والهيئة الوطنية للاستشعار عن بعد وعلوم الفضاء، ومشروع أنظمة الطاقة الشمسية المتكاملة للمبانى بالتعاون بين شركة Virtual Mechanics وجامعة زويل للعلوم والتكنولوجيا،
كما عُقدت جلسة تعريفية حول كافة الشروط وقواعد التقدم للنداء التاسع لبرنامج التعاون التكنولوجي المصري-الإسباني لدعم البحث العلمي وربطه بالصناعة.
وفي الختام أكدت الورشة على التزام مصر بتعزيز التعاون الدولي في مجال الطاقة ودعم الابتكار لتحقيق تحول شامل ومستدام في القطاع. كما أكدت الورشة على أهمية هذه الجهود في ترسيخ مكانة مصر كمركز إقليمي للطاقة النظيفة في الشرق الأوسط وإفريقيا.