التوبة والتطهر ومشاهد الختام.. كيف قدمت السينما المصرية رحلة الحج؟
تاريخ النشر: 27th, June 2023 GMT
رغم التاريخ الطويل للسينما المصرية، لا يكاد المشاهد يتذكر مشهدا للحج في الأفلام المصرية، سوى مشهد التوديع المهيب في فيلم "بنت الأكابر" (1953)، حيث الناس في الشارع يغنون حاملين الدفوف، والباشا يمضي لوداع حفيدته ليلى مراد في قصره، والخدم يحملون حقائبه العديدة، فتغني له ليلى أغنيتها من كلمات أبو السعود الإبياري وألحان رياض السنباطي:
يا رايحين للنبي الغالي
يا ريتني كنت وياكم
وأروح للهدى وأزوره
وأبوس من شوقي شباكه
وقلبي يتملى بنوره
وأحج وأطوف سبع مرات
وألبي وأشوف منى وعرفات
وأقول ربي كتبهالي
وتعد أغنية ليلى مراد "يا رايحين للنبي الغالي" واحدة من أشهر الأغاني التي ارتبطت بموسم الحج، ولا تمر تلك المناسبة إلا وتبث تلك الأغنية عبر الإذاعات والقنوات التلفزيونية.
وفي وقت مبكر من تاريخ السينما المصرية، اهتم الصنّاع بالحج وطقوسه، حيث أنتج استوديو مصر (الذي أنشأه الاقتصادي طلعت حرب) فيلما تسجيليا بعنوان "رحلة الحج"، في أواخر عهد الملك فؤاد الأول، وصدر للفيلم دفتر فخم، يحمل صورة الكعبة المشرفة والملك، ووثق الفيلم تصنيع كسوة الكعبة على أيدي أمهر الفنانين المصريين، ورحلة الكسوة من مصر إلى مكة عبر الصحراء والسفن، وجموع الحجاج خلال مناسك الحج.
التطهروقد ظهر الحج في أفلام مصرية روائية معدودة، أغلبها في الخمسينيات، "أفراح" (1950) لنيازي مصطفى، و"إلهام" للمخرج بهاء الدين شرف عام 1950، و"المصري أفندي" (1949) لحسين صدقي، وفيلما "بنت الأكابر" و"دهب" (1953) لأنور وجدي، إضافة إلى فيلم "توحة" (1958) للمخرج حسين صدقي، و"المرأة التي غلبت الشيطان" (1973) ليحيى العلمي.
وفي كل هذه الأفلام ارتبط الحج بالتطهر، ففي فيلم "دهب"، تذهب زينات صدقي للحج للتطهر من أفعالها السابقة، ولا نرى كالعادة رحلتها، فقط تعود وقد تغيرت شخصيتها، وتغيرت طريقتها في الحديث، فتخاطب وحيد (أنور وجدي) قائلة إنها رأت الدنيا فانية، ولا يدوم سوى المعروف.
وفي فيلم "توحة"، تعود البطلة مع زوجها رشاد من مكة في ملابس الإحرام، فيستقبلها أهل حيها الشعبي بالاحتفالات، بدون أن نرى أي مشاهد لشعائر الحج في الفيلم.
وبينما كانت الحاجة في "دهب" تستودع الدنيا وتعطي الحكم، فإن الحاجة في "توحة" لا تزال في مقتبل العمر، وكان الحج بالنسبة لها فصل جديد من حياتها، فقد عادت عروسا وتزوجت ممن أحبته.
إضافة أغنيةفي فيلم "بنت الأكابر" بدا كأن أغنية ليلى مراد "يا رايحين للنبي الغالي" حُشرت في الفيلم، ويقال إن ليلى مراد أرادت الذهاب للحج أثناء تصوير الفيلم، وعندما لم يتيسر الأمر، طلبت من المؤلف وضع هذه الأغنية.
وقدمت ليلى مراد الأغنية عام 1953، بعد التشكيك في اعتناقها الديانة الإسلامية، واتهامات أنها أسلمت كي تتزوج من أنور وجدي، ثم شائعات عن دعهما لإسرائيل، لكن قيادة ثورة يوليو/تموز نفت في خطاب رسمي علاقة مراد بإسرائيل.
توبة ونهايةوعن قصة للأديب توفيق الحكيم، مستوحاة من الحكاية الشعبية الألمانية "فاوست"، قدم المخرج يحيى العلمي قصة شفيقة التي تتحالف مع الشيطان، فتبيع روحها له لمدة 10 سنوات، وتتحول من الخادمة الفقيرة إلى فتاة مشهورة ثرية جميلة. وبعد أن تفشل في قصة حبها، تقرر الخلاص من اتفاقها الشيطاني بالذهاب إلى الحج، ويعرض الفيلم مشهدا تسجيليا للحجاج في الحرم المكي الشريف، بينما يعلو صوتهم "لبيك اللهم لبيك"، بدون أن نرى البطلة.
وتعود شفيقة من رحلتها الإيمانية ولا تزال ترتدي ملابس الإحرام، وترفض دعوة الشيطان (عادل أدهم) لركوب سيارته، وتعلن توبتها "سأهب قصري للبلد، ليكون ملجأ للأيتام، مستشفى، أو مدرسة"، وسرعان ما تصلي وتموت، فيكون الحج هو التوبة النصوحة ونهاية الحياة.
الحل المثالي لكل الصراعاتفي كتابه "الأديان على شاشة السينما المصرية"، تحدث الكاتب محمود قاسم عن قلة الأفلام التي تناولت رحلة الحج، وغياب الحج كموضوع رئيس في الأفلام، حيث اقتصر حضوره على حالات عابرة للشخصية الرئيسة في الفيلم أو لإحدى الشخصيات الثانوية، مع تأثير على مجرى الأحداث جزئيا أو كليا.
ويظهر الحج في المشاهد الختامية للأفلام، باعتباره الحل المثالي لكل الصراعات، حيث ينتهي الصراع بين الخير والشر بانتصار الخير متمثلا في توبة البطل بعد رحلة الحج.
ويقول محمود قاسم -في تصريحاته للجزيرة نت- إن غياب مشاهد الحج قد يكون بسبب القرارات المتعلقة بالتصوير أثناء الحج، بالإضافة إلى التكلفة العالية أو الحاجة للموافقات الأمنية.
وأشار إلى أن السنوات الأخيرة لم تشهد حضورا للحج في الأفلام التي أنتجت، واقتصر الأمر على إشارة للحج في سياق كلامي في بعض الأفلام، على غرار أمنيات بزيارة البيت الحرام وأداء مشاعر الحج.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
ليلى عبدالله: هذه القصص تحدّتني وبعثرت ثوابتي الشخصية حول احتمالات عديدة ذات صلة بالملوك وعوالمهم
تدخل ليلى عبدالله عبر مجموعتها "فهرس الملوك" دهاليز قصور الملوك لتسبر ما وراء الحكايات، متأثرة بالتراث ومستلهمة من ألف ليلة وليلة حكايات أعادت تشكيلها برؤية ونهايات جديدة. خمسة عشرة قصة قصيرة ترجمت بشكل كامل إلى اللغة المالايالمية في كيرلا بالهند، كما اختيرت قصة من قصصها للنشر في مجلة تعنى بترجمة القصة المنشورة بعدة لغات منها العربية والإنجليزية والفرنسية والإسبانية وألمانية وتصدر في ألمانيا، كما نشرت ثلاث قصص بالعربية والإنجليزية والفرنسية في مجلة تعنى بنشر الأدب العربي المركزي.
نفتح مع ليلى عبدالله في هذا الحوار أبواب القصور لنستشكف رحلة كتابتها لهذه المجموعة....
************************************************************************************************************
1.نبدأ مع العنوان الذي اتخذ الملوك ثيمة وأحال لما داخل المجموعة، ما قصة اختيارك للعنوان "فهرس الملوك"؟
عادة أقوم باختيار العنوان بعد الانتهاء من مسودة الكتابة. في هذه المجموعة وجدتني أميل نحو عنوان عام يلامس جميع الملوك في القصص. العنوان خطر ببالي في لحظة ما. فوجدته معبّرًا وتأويليًّا للآخر القارئ.
************************************************************
2.افتتحت المجموعة باقتباس يحمل رمزية عالية، للشاعر الكردي لطيف هملت. كيف ساهم هذا الاقتباس في توجيه القارئ لفهم المسار السردي لقصصك قبل أن يخطو إلى عوالمها؟
الاقتباس ذاته قمت باستعارته من مقالة سابقة لي. كانت تتناول موضوعا سياسيا في زمن ثورات الربيع العربي. اتخذتها عتبة للولوج إلى ما وراء الحكايات. وتعد في الآن نفسه مفتاحا أوليا لفهم المسار الذي تذهب إليه الحكايات في المجموعة.
************************************************************
3.تقنية "المكان الواحد"، التي استخدمت في المجموعة، هل كانت تحد؟ وكيف تغلبت على القيود التي تفرضها هذه التقنية؟
هل تعنين بالمكان الواحد بأنها تتناول قصور الملوك؟ لعل الغرض من الحكايات هم الملوك أنفسهم ورعاياهم، لذا لم يكن المكان هنا هاجسًا، لأن الملوك هم الأبطال حتى في القصص تسيّدوا المشهد كله. فعلى الرغم من توظيف الثيمة نفسها عبر كل القصص إلا أن لكل قصة طابعها الخاص والمتباين، حتى تعاطي الملوك مع شعوبها تحمل طباعا قد تكون مشابهة لكنهم يمضون فيها كل بأسلوبه.
************************************************************
4.في مجموعتك القصصية، يتجلى تأثرك بالتراث وقصص "ألف ليلة وليلة"، لكنك لا تكتفين باستلهامها، بل تعيدين تشكيلها برؤية ونهايات جديدة. برأيك، كيف يمكن للموروث السردي أن يظل حيا ومؤثرا في الأدب المعاصر دون أن يصبح مجرد إعادة إنتاج للماضي؟
دعيني أسرد عليك طريقتي في كتابة هذه القصص، لم أخطط بأن تكون مجموعة قصصية، جاءتني القصة الأولى كحلم لذيذ، فهي تحدثت عن رجل يود أن يعمل ذواقا للملك وتذهب القصة إلى اكتمالها، حين قرأها أصدقائي أعجبتهم ، ثم تركتها جانبا. لكن بعد مرور عدة أيام وجدتني مندفعة إلى كتابة قصة بالطريقة ذاتها. بعد القصة الثانية وجدتني أمام اقتراح مربك من قبل الأصدقاء بالاشتغال على الثيمة نفسها لتكون مجموعة قصصية، وأغوتني الفكرة. أخذت استذكر حكايات الطفولية التي قرأتها والتي شاهدتها من التلفزيون وصارت شخصياتها تتقافز في رأسي. فحاولت أن أوظفها بطريقتي الخاصة، أن اجعلها تخوض مغامرات أخرى، تشبهنا وتشبه كل العصور. ويبدو أن هذه القصص تحدّتني، وصار لها طابعها الخاص، حتى أنها في بعض الحكايات تجاوزت حدودها، وبعثرت ثوابتي الشخصية حول احتمالات عديدة ذات صلة بالملوك وعوالمهم . فهل ما نقل لنا عن سير الملوك في قديم الزمان صحيح؟ وهل التاريخ المدون عن صولاتهم وجولاتهم حقيقي أم أنه كان بدوره خاضعا لسلطة ما ؟ اعتقد أن الأجيال القادمة ستغربل كل تلك الوقائع التاريخية.
************************************************************
5.كتابتك الساخرة في المجموعة جذبت القراء ووصفوها بـ"الذكية" وجعلتهم في حالة ما بين الضحك/الابتسام، والتأمل العميق. كيف تعاملت مع السخرية بجانب الطرح الجاد للقضايا؟
جاءت الفكاهة هنا لتخففّ من حدّة قوة الملوك وجبروتهم. أيضا يمكن القول أن لدى بعضهم طباع غريبة تدعو إلى السخرية بحد ذاته. وتبدو هذه الطرافة مهيمنة في ثنايا السرد بشكل مكثف. حتى أنني كنت أذيّل الإهداءات إلى القراء والزملاء بعبارة: عسى أن تضحكك هذه الحكايات!
وأيضا لأنفي عن نفسي تهمة التعرض للذات الملوكية لا- سمح الله- مستقبلاً..
************************************************************
6.بعد ترجمة المجموعة إلى المالايالمية، كيف ترين تفاعل القارئ من ثقافة مختلفة مع ثيمة الملوك المستمدة من التراث العربي؟ وهل كشفت لك الترجمة عن زوايا جديدة في نصوصك لم تلاحظيها أثناء الكتابة؟
يبدو أن للملوك حظوظ في كل زمان ومكان، فهذه المجموعة منذ صدورها وهي تجد طريقها نحو ترجمات مختلفة، فالإضافة إلى ترجمة كامل المجموعة إلى اللغة المالايالمية في كيرلا الهند. اختيرت قصة من قصصها من قبل مجلة تصدر في ألمانيا، وهي مجلة تقوم بترجمة القصة المنشورة بعدة لغات منها العربية والإنجليزية والفرنسية والإسبانية وألمانية. كما تم أيضا انتقاء ثلاث قصص منها لنشرها في مجلة تعنى بنشر الأدب العربي المركزي، ونشرت بثلاث لغات منها العربية والإنجليزية والفرنسية.
أعتقد تكمن أهمية الترجمة في رؤية الآخرين لثقافتنا عموما. هم أقوام يقدّرون الحكايات المنغمسة في الماضي العتيق. حكايات تعطي لمحة عن سحر الشرق وخباياه. وهذا يدفعني شخصيا للتأمل حول كيفية تناول تلك العقليات والبيئات المتباينة لثقافة كاتبة من بيئة خليجية وعربية. فهل تخلق هذه القصص مستقبلا صلة ما من قبلهم؟
لدي فعلا تساؤلات كثيرة بهذا الشأن.
************************************************************
7.في مجموعتك القصصية تبدأ القصص ببدايات مألوفة تقود إلى نهايات غير متوقعة، وأحيانًا مخالفة تمامًا لما بدأته القصة. هل كان ذلك محاولة لمساءلة ثوابت السرد الكلاسيكي، أم أنه انعكاس لرؤيتك حول مفاجآت الواقع نفسه؟ وكيف تعاملتِ مع هذا التكنيك لضمان أن تكون المفاجأة في النهاية منطقية وليست مجرد صدمة للقارئ؟
لست من النوع الذي يقيّد الفكرة حين تضيئ في رأسي، وأمنحها حرية التعبير عن نفسها ، نعم هذا ما أفعله! الفكرة الحرة تمنحك بقوة، تكون معطاءة وتتفتت إلى تفاصيل خلاقة أثناء عملية الكتابة. أما الفكرة المقيدة فإرغامها قد توصلنا إلى طريق مسدود ومحبط. لذا كل قصة في فهرس الملوك جاءت مطواعة وفاجأتني أثناء الكتابة، وهنا يحضرني عبارة ملهمة - ألهمتني شخصيًّا - للكاتب الأمريكي رأي برادبيري حين كان يردد في حوار له: أحب أن أفاجئ نفسي أثناء الكتابة.
************************************************************
8.في "فهرس الملوك" تتلاشى الحدود بين الوهم والواقع، ويصبح الملوك أسرى أكاذيبهم، بينما تُقاد الشعوب بسذاجة إلى تصديق السراب. لكن رغم عبثية المشهد، فإن التحولات النفسية في قصصك تجعل الوهم أكثر إقناعًا من الحقيقة. كيف تعاملت سرديا مع هذا التأرجح بحيث لا تمنحي القارئ يقينا واضحا، بل تجعليه أسيرا لنفس الدوامة التي يعيشها أبطالك؟
ربما لأن دهاليز قصور الملوك وحياتهم عموما تبدو لنا ولشعوبهم في كل الحقب مماثلة، فكل ما يشاع عنهم من حكايات حتى وإن بدت معلقة على خيط رفيع من الأكاذيب والتهويمات تظل تحتمل التصديق لاسيما كما تقدم الزمن، وهناك كثير من الملوك والملكات أيضا، تفاصيلهم مثيرة للجدل، وتثير فضول العديد من الناس حتى هذه اللحظة. ولأنهم أموات ولا يمكنهم نفي كل ما ينسب إليهم، فإن احتمالية تصديقها تكاد تكون أقرب بل ألذ من تكذيبها، فالجميع يحب النميمة لاسيما حين تتعلق بشخصيات مهمة كالملوك.
هذا الغموض المحاط بحياة أصحاب القصور والمملكات يظل مثيرًا، كفن المنمنمات وهذا ما يمنحها الخلود.
************************************************************
9.أدخلت عوالم غرائبية حيث تظهر كائنات أو قوى مجهولة وغير مرئية تهدد حياة الشعب، كما في قصة "جحافل الشيطان". كيف استطعت توظيف الغرائبية بحيث تبقى في منطقة بين الرمز والواقع، فلا تكون مجرد عنصر خيالي، بل مفتاح لفهم ما هو أعمق؟
أغلب سيّر الملوك لاسيما المستبدين منهم، يبرعون من أجل وهم الخلود صناعة الخوف في قلوب رعاياهم. من خلالها يخضعون شعوبهم في المقابل يسيدون أنفسهم كأبطال يكفون عنهم مخاطر الكون!
فتتضخم ذواتهم في عقلية رعاياهم، ويجعلهم الخوف بدورهم خاضعين بل يغالون في تقديسهم، فتتصدّر صورهم على كل جدار وتتجسّد تماثيلهم في الشوارع. وتلهج صدورهم بدعوات العمر الطويل. لطالما بدت صناعة الخوف وما تزال سياسة رابحة للتربع على العروش.
************************************************************
10.قرأنا شخصيات نعرفها، مثلا شهرزاد في "ليلة سقوط شهريار"، ومرّرتِ كذلك قصة "أليس في بلاد العجائب" في قصتك "ملكة القلوب" كيف تعاملتِ مع هذا التحدي السردي دون أن تفقد الشخصيات أو القصص هويتها الأصلية؟
هذه القصص بشخصياتها باقية ومتوارثة وخالدة في ذهن جيل الماضي، جيل الطيبين كما يلقبون أنفسهم. تعايشوا مع هذه الشخصيات في ألف ليلة وليلة ومن خلال رسوم الكرتون، لكن ماذا عن الجيل الحالي، هل يعرفون هذه الشخصيات؟ هي لا تنتمي إلى طفولتهم رغم أنها امتداد مهم لذاكرة آبائهم، لذا لعل استعارتها من ذاكرتنا ومحاولة انعاشها في قالب قصصي، قد تكون فرصة لتقريبها من الجيل الحالي من خلال بعثها بأسلوب غير متآلف، وهي بطبيعة الحال ستجيش الحنين في صدور الجيل الطيب دون شك.