يخطو الكاتب السوري الشاب نادر عازر أولى خطوات مشواره الأدبي بروايته البكر "عندما اشتهت السفن" الصادرة حديثا عن دار موزاييك للدراسات والنشر، ويقدّم عازر في روايته -الممتدة على 315 صفحة من القطع المتوسط- حفرا سرديا مطولا في تاريخ النضال السياسي لعائلة مسيحية سورية عبر تتبع حياة الحفيدة "سما" في رحلة لجوئها من سوريا إلى السويد.

ومن نقطة متقدمة زمنيا في عمر الأزمة السورية (السنة الرابعة) تبدأ أحداث الرواية في مدينة الحسكة التي يعاني أهلها من مختلف ضروب الألم والشقاء بسبب الحرب، ووابل الأحداث المأساوية المتعاقبة عليهم كلعنة لا تعرف لأثرها نهاية.

ومع اتخاذ "سما" قرارا بالمضي قدما في رحلة لجوء مليئة بالمخاطر، نجد السرد وقد انفتح على شخوص وأمكنة جديدة مكّنتْ الروائي من حمل القارئ إلى مساحات بِكْر مليئة بالإضاءات الحاذقة لقضايا سياسية واجتماعية معاصرة، وأخرى تاريخية متصلة بسوريا وحياة العائلة المسيحية.

الحسكة التي شبعت من الموت والهجرة

تفرش الحرب ظلالها على الفضاء الروائي منذ السطور الأولى؛ حيث لم يعد سماع صوت "إطلاق الرصاص" أو سماع خبر عن "خطف الناس" في مدينة الحسكة سوى "أمور روتينية تشبه هبوب موجات الغبار".

وفي صباح كابوسي من صباحات الحروب تستيقظ سما على صوت مدوّ لرصاصة أطلقت من مسافة قريبة، تقفز الفتاة العشرينية إلى الشباك وإذا بوالد صديقتها "نور" يصرخ ناعيا ابنته التي انتحرت.

ومع هذا الانتحار المفاجئ لنور تكون سما قد خسرت آخر المقربين إليها في البلاد، بعد خسارتها والدتها أنطوانيت الكاتبة الصحفية والمناضلة اليسارية التي انتهت بها الحال إلى الاعتقال ثم أصابها مرض أودى بحياتها. وجدتها، التي كانت تكره السياسة وتنقم على تاريخ العائلة السياسي وتمنع سما من الاطلاع على مدوّنات والدتها وجدها، ماتت هي أيضا متأثرة بجراح خلفتها شظايا من انفجار، وأخيرا جدها الذي توفي تاركا لها شتلات من الزهور، وعددا من الكتب، ورسالة ستغيّر حياتها.

الروائي نادر عازر مع روايته الأولى "عندما اشتهت السفن" (الجزيرة)

ينقلنا الراوي ببراعة بين الأحداث اليومية لسما التي تحضّر نفسها للتوجه إلى دمشق رغم الواقع الميداني المعقد في البلاد، وبين فضاء مدينة الحسكة التي تحول السرد عندها إلى كاميرا تلتقط جميع التفاصيل المميزة للمدينة بأبنيتها الحديثة وأحواشها التقليدية، وبأسطحها المليئة بصواني البندورة المجففة والحبوب بأصنافها، والسجاد المنشور على الجدران مشكلا لوحات من الرقع الهندسية.

ورغم ذلك الجمال الأصيل للمدينة فإنها تبدو في عيون الراوي "مريضة ويائسة، تنتظر من ينقذها أو يدفنها"، أما الناس فقد تأقلموا مع الحرب "كما كانوا متأقلمين في الماضي مع واقع الهجرة المستمرة لأبناء المدينة إلى دول الخليج"، طلبا للرزق والحياة الكريمة.

ومع تقدم السرد تغدو الحسكة وسما وجهين لألم واحد ولمعاناة واحدة، فالمدينة خسرت مكانتها كبيت كبير وآمن لأهلها، وخسرت سكانها موتا وهجرة وتحولا في نفوسهم جعلهم يفقدون رغبتهم في الحياة، بينما لم يبقَ لسما أحد من أهلها وأصدقائها، وكالحسكة خسرتْ الفتاة بريقها وجمالها الأخاذ بفعل الحرب وويلاتها.

متابعة الطريق

ورغم المخاطر المحدقة بها تابعت سما رحلتها من دمشق إلى السويد، وفي الأثناء اتخذت قرارا بمتابعة رحلة أخرى ولكن من نوع مختلف.

كان جد سما مفكرا يساريا وصاحب تاريخ نضالي كلّفه سنوات من عمره أمضاها في السجون السورية، كتبَ الجد مجموعة من الكتب في الفكر السياسي والاجتماعي التي دوّن أسماءها إلى جانب عدد من الكتب الأخرى في رسالته (وصيته) إلى سما، مشيرا إليها بقراءتها لتختار ما إذا كانت ستكمل طريق النضال العائلي.

وبعد وصولها إلى السويد، وقراءتها للكتب المشار إليها، قررت سما أن تحذو حذو جدها ووالدتها في مقارعة الاستبداد والدفاع عن حقوق الناس، فدرست الصحافة وبدأت نشاطها السياسي مع أحد الأحزاب اليسارية في السويد إلى جانب دعمها لقضايا بلدها الأم سوريا عبر المنظمات الإنسانية الفاعلة.

ومن خلال ما تواجهه سما في رحلتيها (رحلة النجاة الفردية، ورحلة العمل السياسي) نتعرّف إلى تاريخ عائلتها النضالي، وهي عائلة مسيحية يسارية لم تكف منذ منتصف القرن الماضي عن تقديم التضحيات من أجل الحرية والعدالة الاجتماعية في بلد ينهشه الفساد والاستبداد.

وعن إثارته لقضية معارضة الأقليات للنظام الحاكم في سوريا، يقول نادر عازر للجزيرة نت "إن موضوع الأقليات إشكالي وخاصة في دولنا العربية الخالية من الديمقراطية وحرية التعبير وحقوق الإنسان، والتي كانت وما تزال مؤسساتها وكرا للفساد منذ عشرات السنين".

ويضيف عازر "ولطالما كان هذا الموضوع مُحرّما، وكأنه فتنة لعن الله من أيقظها، وهذا يدل على أن الاختلافات وصراع المصالح والحقوق الاجتماعية في بلداننا لم يتم حلّها ضمن إطار الديمقراطية والقانون واحترام الإنسان، وإنما تم وضعها في صندوق أقفل عليه ومنع فتحه. وهذا الكبت بشكل عام كان أحد الأسباب لانفجار الأوضاع في بلداننا، إلى جانب أسباب كثيرة أخرى بالطبع يطول الحديث عنها".

واختتم الكاتب إجابته قائلا "إن إثارة موضوع معارضة الأقليات في روايتي هو للتأكيد على أن مختلف المكونات في بلداننا ليست متجانسة ولا متساوية تماما كأسنان المشط، وإنما كل له مصالحه وآراؤه وأفكاره، وهذا أمر طبيعي وحق للجميع. وأردت تسليط الضوء أيضا على ما ترغب الأنظمة الشمولية بالتعتيم عليه وترسيخه من أفكار مشوهة، مثلما فعل النازيون بمفاهيمهم حول صفاء الأعراق وتسيّدها".

اليسار المفلس و"الخط الثالث"

ومع انخراط سما في العمل السياسي في صفوف أحد الأحزاب اليسارية الثورية في السويد، ومواظبتها على حضور الاجتماعات، اكتشفت الفتاة المتحمسة، المشحونة بأفكار جدها ووالدتها، أن قيادات الحزب لا تفكّر إلا بالمسائل التكتيكية التي تؤمّن للحزب انتصارات متواضعة في هذه المقاطعة أو تلك دون اتباع خطط إستراتيجية تحقق اختراقا حقيقيا للنظم المستغلّة.

ووجدت سما أن اليسار في أوروبا بات يقتصر نشاطه على قضايا كالدفاع عن حقوق مجتمع المثليين، والحفاظ على البيئة، والانحياز لصالح النباتيين ومعاداة آكلي اللحوم، ولم يعد نشاطا ثوريا يسعى إلى الإطاحة بالنظام الرأسمالي وإحلال نظام آخر أكثر "عدالة وشيوعية".

وفي هذه الحلقة من السرد تغدو شخصية سما، بأقوالها وأفعالها، إدانة للحركات والأحزاب اليسارية الأوروبية التي لم تتمكن من إعادة إنتاج نفسها بعد انهيار الاتحاد السوفياتي، وإنما دخلت "مرحلة ضياع وجمود فكري أقرب إلى الموت السريري"، على حد وصف عازر في حديثه للجزيرة نت.

لذلك قررت سما أن تمضي بمشروعها السياسي الخاص، والذي حمل عنوان "الخط الثالث"، راجية أن يكون تتمة لمشروع جدها ووالدتها، وأن يعكس رؤيتها لإعادة الدور "الفعلي" لليسار في الدفاع عن حقوق المستضعفين والمستغَلين.

التوثيق سردا

وإلى جانب الوظيفتين الجمالية والدلالية، يضطلع السرد في رواية "عندما اشتهت السفن" بوظيفة توثيقية تسعى للإحاطة بمختلف أوجه المعاناة التي قاساها السوريون خلال الحرب داخل حدود وطنهم وخارجه.

فعمد الكاتب إلى جعل كل شخصية فاعلة في السرد بمثابة مَطل على فصل من فصول الحرب السورية، وما أفرزته من آلام إنسانية مُركبة ملأت صحف وشاشات العالم بأسره.

فنقرأ عن الغرقى من اللاجئين في "رحلات الموت"، وعن الخطف الذي طالهم في الصحاري الأفريقية مقابل الفدية، وتنامي خطاب العنصرية ضدهم في أوروبا مع صعود اليمين في عدد من بلدان اللجوء، وعن معاناتهم اليومية في التأقلم مع المجتمعات الجديدة بعد اقتلاعهم من جذورهم، وغيرها من أوجه معاناتهم التي ما تزال مستمرة منذ 12 عاما.

وعن علاقة السرد بالتوثيق يقول عازر "إن الأعمال الأدبية جزء مهم من تأريخ المراحل والغوص فيها بطريقة سردية سلسة يتقبلها القارئ في كل زمان ومكان، وهي مُكمّلة لكتب التاريخ والتوثيق الحديث بكافة أشكاله. فعلى الكاتب أن يكون كالنسر الذي يرى المشهد بأكمله من علو، وأيضا كدودة الأرض التي تلامس أدق التفاصيل".

ويضيف "حاولت قدر الإمكان الابتعاد عن الرومانسية وتمجيد الأشياء، مقابل التقرّب من الموضوعية، فلا شخصية كاملة ولا مجتمع كامل ولا بلد كامل لا في الغرب ولا الشرق. كلٌّ له إيجابياته وسلبياته. ويبقى التفسير والحكم على هذه الأعمال الأدبية للأجيال المعاصرة والمقبلة".

وبالرغم من إيمان الكاتب بأن "ما تحميه الأنظمة الاستبدادية هو نفسها ومصالحها فقط، ولا يهمها أي شيء آخر، لا أقلية ولا أكثرية، ولا حتى وطن"، فإنه اختار لروايته نهاية ملؤها الإرادة والتصميم على إحداث التغيير رغم ما طال شخوصه من انكسارات مع انغلاق آخر حلقات السرد.

المصدر: الجزيرة

إقرأ أيضاً:

وزير الخارجية اليمني في حوار لـ عُمان: الحل السياسي هو الطريق الوحيد لإنهاء الأزمة وقيام يمن جديد ومزدهر

أكد معالي الدكتور شائع محسن الزنداني وزير الخارجية وشؤون المغتربين في الجمهورية اليمنية أن التوصل لحل سياسي هو الطريق الوحيد لإنهاء الأزمة وتحقيق الامن والاستقرار وقيام "يمن" جديد ومزدهر.

وفي حوار لـ عمان قال الزنداني إن أيادينا ممدودة للسلام، ولا زلنا نؤكد رغبتنا في إيجاد حل سياسي. كما انه ليس لدينا موقف من مشاركة أي طرف في السلطة بمن فيهم الحوثيون كمكون سياسي.

وأوضح ان التطورات الجيوسياسية في المنطقة، كانت لها انعكاسات كبيرة، حيث أدت إلى تجميد خريطة "السلام" في اليمن، ورغم توقف المواجهات في الجانب الميداني، إلا أنه لا يوجد أي تقدم في الجانب السياسي.

وثمن معاليه الدور الكبير لسلطنة عمان والجهود التي تبذلها لتقريب وجهات النظر وانهاء الحرب في اليمن وتحقيق الأمن والاستقرار، مؤكدا أهمية هذا الدور "وحاجتنا له" لتحقيق السلام وإنهاء المعاناة الإنسانية للشعب اليمني.. مشيرا الى انه في زيارته لمسقط بحث مع المسؤولين العمانيين الوضع السياسي، وقدم رؤية الحكومة اليمنية بشأن التطورات الجارية وجهود تحقيق السلام والاستقرار في اليمن.

ولفت معالي وزير الخارجية وشؤون المغتربين إلى التحديات التي تواجهها اليمن داخليا، في ظل عدم وجود دعم دولي كاف يتناسب مع حجم الأزمة في اليمن. كما تطرق في حواره الى الكثير من الجوانب التي يعيشها اليمن حاليا، فإلى تفاصيل الحوار:ـ

بداية معاليكم هل لكم أن تلقوا الضوء على الوضع الميداني في اليمن الآن.. وهل حالة اللا حرب واللا سلم ما تزال قائمة؟

منذ الاتفاق على الهدنة لا توجد هناك مواجهات رئيسية في الجانب الميداني، لكن أيضا لا يوجد أي تقدم في الجانب السياسي. حالة اللاسلم واللاحرب ما تزال قائمة.. كانت هناك عمليات ضد التصعيد في البحر الاحمر بمهاجمة السفن التجارية وهو ما تسبب في التأثير على الأوضاع المعيشية للسكان في اليمن بسبب ارتفاع تأمين السفن وتكلفة الشحن بشكل عام، ولكن على الأصعدة الأخرى لا يوجد اي تغيير.

هل المزاج العالمي ومزاج الدول المجاورة لليمن يتجه نحو إنهاء الصراع عبر حكومة محاصصة يكون الحوثيون مشكلا أساسيا فيها؟ وهل الحكومة الشرعية تقبل بهذا الأمر؟

ـ نحن هنا نتحدث عن حكومة يمنية، وهي الحكومة الشرعية، وأيادينا ممدودة للسلام منذ عشر سنوات تقريبًا، ولا زلنا نؤكد رغبتنا في إيجاد حل سياسي للأزمة ولا نبحث عن حل عسكري. كما انه ليس لدينا موقف من مشاركة أي طرف في السلطة بمن فيهم الحوثيون كمكون سياسي، هذا هو الاساس وهذا كان موقفنا من البداية. وتبذل جهود منذ سنوات طويلة وكانت هناك مشاورات في جنيف وفي برن وفي الكويت، كما ان هناك جهود وساطة، بما فيها الجهود التي بذلت من قبل الاشقاء في سلطنة عمان والمملكة العربية السعودية ولا تزال مستمرة.

عودة لاستخدام مصطلح "الحكومة الشرعية" ما هي المساحة التي تمتلكها هذه الحكومة في التأثير الداخلي على الوضع في اليمن؟

ـ نستطيع القول إن الحكومة الشرعية تتواجد على نحو 70% من الأراضي اليمنية، وبالتالي عندما نتحدث عن الحكومة فإنها هي المعنية بكل الاراضي اليمنية وتمتلك حق ممارسة السيادة والسلطة في كل اجزاء اليمن.

كيف تنظرون إلى الدور العماني في الوساطة بين أطراف النزاع في اليمن وما هو تقييمكم لهذا الدور؟

بكل تقدير، نثمن الجهود التي تبذلها سلطنة عمان لتقريب وجهات النظر وانهاء الحرب وتحقيق الأمن والاستقرار في اليمن، ونؤكد أهمية هذا الدور، و"حاجتنا له"، لتحقيق السلام المستدام وإنهاء المعاناة الإنسانية للشعب اليمني.

في زيارتكم لمسقط ما هي أبرز الملفات التي بحثتموها مع المسؤولين ؟

بطبيعة الحال كان الوضع السياسي في اليمن جانبا رئيسيا في مباحثاتنا، وقدمنا للمسؤولين في سلطنة عمان رؤيتنا، حول التطورات الجارية والجهود المبذولة لتحقيق السلام والاستقرار في الجمهورية اليمنية. كما تناولت المباحثات مع المسؤولين العمانيين سبل تطوير العلاقات بين البلدين في مختلف المجالات، والعمل على تفعيل اللجنة المشتركة.

هل كان من ضمن برنامج زيارتكم لقاء ممثلين للحوثيين؟

ـ هذه الزيارة لسلطنة عمان وتتعلق بالعلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين.

ما مدى تأثير التطورات الجيوسياسية في المنطقة، وخاصة الحرب في غزة والتوترات في البحر الأحمر، على الأزمة اليمنية؟

ـ كان لهذه الاحداث انعكاسات واضحة.. فالتصعيد في البحر الأحمر تابع جميعنا نتائجه، حيث أدى إلى تجميد خريطة الطريق "السلام" التي كان متفقا عليها، كما انعكس ذلك على معيشة السكان ومستوى الأمن الغذائي في اليمن.

ولكن أحداث البحر الأحمر جعلت جماعة أنصار الله الحوثي يمتلكون "شرعية" في وسط الجماهير العربية وينظرون لهم نظرة مختلفة عن النظرة التي تنظر لهم بها "الحكومة الشرعية" ؟

ـ الجماهير العربية ليست معنية بإعطاء الشرعية للحوثيين لأن الشرعية تأتي من الشعب اليمني هذا أولا. وثانيا قد تكون هذه الأفعال وجدت لها شعبية أو تعاطفا حسب المزاج القومي والعربي الذي يحاول ان يتعاطف مع أي عمل ضد اسرائيل.

كيف تقيمون العلاقات اليمنية ـ الخليجية، وما هي أبرز التحديات التي تواجه عودة اليمن إلى محيطه الخليجي؟

ـ بشكل عام علاقتنا جيدة مع جميع دول الخليج، ونعتقد أن انتهاء الحرب وتحقيق الأمن والاستقرار، سيساعد على عودة اليمن لوضعه الطبيعي ولعب دوره في المنطقة.

ماذا عن "اتفاق الرياض" بين الحكومة الشرعية والمجلس الانتقالي الجنوبي وهل هناك جهود لاعادة تفعيله؟

ـ اتفاق الرياض نُفذ تقريبًا في معظم اجزائه وتبقت بعض الأشياء البسيطة واعتقد انه يمكن العمل عليها قريبًا.

ما هي خطة الحكومة اليمنية لإنعاش الاقتصاد وتحقيق الاستقرار المالي في ظل انهيار العملة وارتفاع التضخم؟

ـ نعمل على الاستفادة من كل المقدرات الاقتصادية، وتنمية الموارد وكذلك ترشيد النفقات ووضع بعض الخطط التنموية لإنعاش الاقتصاد والاستفادة من التمويل الخارجي. ولدى الحكومة برنامج الآن وهناك قرارات لمجلس الوزراء فيما يتعلق بهذه الخطوات.

ـ كيف أثرت الحرب على موارد اليمن، وما هي آليات الحكومة لتعزيز الإيرادات المحلية؟

كما هو معلوم، توقف الآن تصدير النفط والغاز بسبب الهجمات على منشآت النفط، والذي كان يشكل تقريبا 70% من ميزانية الدولة، فيما تشكل الموارد الأخرى نسبة ضئيلة في الميزانية. ونبذل جهودا استثنائية من أجل تنمية هذه الموارد.

ألا توجد بوادر اتفاق بشأن النفط والغاز؟

ـ حتى الآن لا يوجد أي اتفاق ولا يوجد في الأفق أي حديث عن ان هناك اتفاقا.

هل هناك دعم دولي حقيقي لجهود إعادة الإعمار، أم أن الأمر لا يزال في إطار الوعود؟

ـ لا شك ان جهودا كبيرة تُبذل لإعادة الإعمار، وتم تنفيذ مئات المشاريع في اليمن بشكل عام، خصوصا من قبل الاشقاء في دول الخليج.

كيف تواجه الحكومة أزمة النزوح الداخلي وانهيار الخدمات الأساسية؟

ـ بالنسبة لأزمة الخدمات ستظل قائمة لأننا نتعامل مع الممكن.. لدينا مشكلة في الكهرباء نتيجة انعدام الوقود، وبالنسبة للنازحين الحكومة تعمل ما بوسعها من أجل التعامل مع هذه المشكلة، والاستفادة من دعم بعض المنظمات الغير حكومية في اليمن.

هل تعتقدون أن المجتمع الدولي يقدم دعماً كافياً لمعالجة الأزمة الإنسانية في اليمن؟

ـ لا يوجد دعم دولي كاف بما يتناسب مع حجم الأزمة في اليمن. وقد يعود ذلك الى أن هناك الكثير من الأزمات في العالم في السودان وأوكرانيا وأكثر من مكان، فربما هذا أثر على اهتمام المجتمع الدولي ودعمه لليمن.

كيف ترون مستقبل اليمن في حال التوصل إلى اتفاق سياسي شامل؟

ـ بطبيعة الحال إذا تم التوصل إلى حل سياسي فانه سيخلق "يمن " جديدا مزدهرا. ولكننا لا نستطيع ان نتكهن بما يحمله لنا المستقبل في ظل الظروف الحالية، فهناك متغيرات إقليمية ودولية وحالة اللا حرب واللا سلم ما زالت قائمة، وبالتالي نحن نعلق الآمال على وجود حل سياسي وإذا تحقق الحل السياسي سيكون أمامنا طريق طويل لإعادة بناء ما دمرته الحرب.

ما هي رؤية الحكومة لإعادة بناء مؤسسات الدولة بعد سنوات من الصراع؟

ـ هناك بعض مؤسسات وأجهزة الدولة تحت سيطرة الحوثيين، وهناك مؤسسات تابعة للحكومة تعمل من عدن ونبذل جهودنا من أجل إعادة تنظيم وبناء مؤسسات الدولة.

هل هناك وضوح في الرؤية للبناء؟

ـ من الصعب التحدث عن البناء في هذه المرحلة ونحن ما زلنا في هذا الوضع.

كيف يمكن تعزيز الوحدة الوطنية في ظل الانقسامات الحالية بين الشمال والجنوب؟

ـ اعتقد أن هناك قضايا تهم كل اليمنيين والهدف منها أولا انهاء الحرب وتحقيق الاستقرار في البلاد، وبالتالي معالجة كافة القضايا الوطنية لتساعد في تعزيز الوحدة الوطنية.

عندما يتحقق السلام ويوجد الاستقرار ستكون هناك فرصة كافية للحديث عن قضية تنمية وقضية بناء وقضية التغلب على مخلفات الحرب بشكل عام. وأؤكد ان أكبر تحد الآن هو انهاء الحرب واستعادة سلطة الدولة على كافة الاراضي اليمنية.

مقالات مشابهة

  • الخطاب السياسي للحرب
  • وزير الخارجية اليمني في حوار لـ عُمان: الحل السياسي هو الطريق الوحيد لإنهاء الأزمة وقيام يمن جديد ومزدهر
  • موجة جديدة من الانفجارات تقودها العصابات في السويد
  • الأحداث التي وقعت في رحلة الإسراء والمعراج
  • "أسوشيتد برس": ضغوط داخلية وخارجية تهدد مستقبل نتنياهو السياسي
  • «مصطفى بكري»: تربّينا في الصعيد وتشبّعنا بقيمه التي جعلتنا جميعا أكثر صلابة
  • الجزيرة نت ترصد واقع الخدمات الكارثي في ود مدني
  • بعد أحداث الجزيرة .. أصوات شبابية ترفض عاصفة الكراهية في السودان
  • تعاون بين صحة الجزيرة والصحة العالمية لتنفيذ خطة مابعد الحرب
  • نائب وزير الخارجية التركي نوح يلماز: نشهد اليوم لحظةً تاريخيةً ويسعدني أن أكون موجوداً في أول رحلةٍ تطلقها الخطوط الجوية التركية وأعرب عن شكري للسلطات السورية والتركية على إنهاء التحضيرات بسرعة