العربية:
2024-12-24@00:22:07 GMT

بعد إنهاء تمرد فاغنر.. من سيرث "مجرة" بريغوجين في إفريقيا؟

تاريخ النشر: 27th, June 2023 GMT

بعد إنهاء تمرد فاغنر.. من سيرث 'مجرة' بريغوجين في إفريقيا؟

‍‍‍‍‍‍

اضطلعت مجموعة "فاغنر" الروسية خلال السنوات الأخيرة بدور واسع النطاق في جنوب الصحراء الكبرى في القارة الإفريقية.

هذا الدور كان بمثابة أبرز مظاهر إعادة انخراط روسيا هناك، ويقوم نموذج فاغنر الإفريقي على نظام عمل ثلاثي يتمحور حول توفير الأمن، والتدريب العسكري، والتنقيب عن المعادن الثمينة.

العرب والعالم حلقة مفقودة بوساطة لوكاشينكو.

. ما الثمن الذي دفعه قائد فاغنر؟ مادة اعلانية"ثوب إعلامي"

لتبرير كل ذلك النشاط أمام المجتمع المحلي، لبست المجموعة ثوباً إعلامياً رصدت له مبالغ طائلة من خلال تسويق إعلامي في غاية الاحترافية ساعد إلى حد حاسم على إضفاء شرعية على الوجود الروسي في القارة الإفريقية وضرب سمعة المنافسين الغربيين مثل الولايات المتحدة وفرنسا بشكل خاص، والأخيرة تحديدا خسرت نفوذها التاريخي في المنطقة بسبب حملات إعلامية نجحت بتشكيل صورة في غاية القبح لدى مجتمعات الساحل الإفريقي عن الوجود العسكري الفرنسي أولاً، وثانياً نجحت بتشكيل تهديد عسكري جدي طال القواعد العسكرية الفرنسية ما دفع باريس لإعلان الانسحاب من مالي في أغسطس 2022.

وفق تقديرات استخباراتية فرنسية، بدأت فاغنر مهمة توسيع النفوذ الروسي في القارة الإفريقية وإزاحة فرنسا عن مستعمراتها السابقة بمئة عنصر، تولوا تهيئة الأرضية مع متنفذين ومسؤولين أفارقة وروس وصولاً إلى مرحلة توقيع المجموعة العسكرية الروسية اتفاقيات معهم كانت بمثابة السم الذي دس في حصة فرنسا من الكعكة الإفريقية.

"مجرة بريغوجين"

الكعكة التي ساءت الأمور بسرعة أمام باريس ولم يسنح لها الوقت بالتهام حصتها منها بعد أن حانت ساعة المغادرة، استولت عليها مجموعة زعيم فاغنر يفغيني بريغوجين، التي أسست في ما بعد ما سيصطلح على تسميته فرنسياً بـ"مجرّة بريغوجين" في إفريقيا، وهي سلسلة معقدة جداً من العلاقات والشركات والعقود، ومن أبرز أركان هذه المجرة كان "نظام حرب المعلومات" الذي احترفته فاغنر ضد الفرنسيين في إفريقيا، وجاء الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على ذكره، بمرارة، في كل خطاباته ومقابلاته المتعلقة بالوجود الفرنسي في إفريقيا.

بالنظر إلى نشاط ومهام "نظام حرب المعلومات"، فإنه تبدو أقوى من الصورة العسكرية لفاغنر كميليشيا تثير الرعب أينما ذهبت، فهذا النظام مسؤول عن إضفاء الشرعية على ما تسميه فاغنر "المدربين الروس" عندما تبدأ بنشر مقاتليها في منطقة ما، وذلك ليس فقط من خلال التسويق لدور هؤلاء "المدربين" على وسائل التواصل الاجتماعي، وإنما من خلال نظام في غاية التعقيد مرتبط بالعديد من الجهات الفاعلة في شبكة بريغوجين الخارجية، فتنتج الرسوم المتحركة وأفلام الحرب وتستقطب شخصيات محلية متشددة من المناطق التي تنتشر فيها.

"حرب المعلومات"

وفق دراسة أعدها الباحثان الفرنسيان مكسيم أودينيه وكولين جيرار بعنوان (فاغنر) "المحررون"، فإن "نظام حرب المعلومات" كان عبارة عن نظام ولد شتاء 2011 - 2012 في روسيا بشكل سري في سياق الاحتجاجات الشعبية الأوسع منذ سقوط الاتحاد السوفيتي السابق ضد نتائج الانتخابات البرلمانية، والتي أدت إلى فوز حزب "روسيا الموحدة" بزعامة رئيس الوزراء آنذاك فلاديمير بوتين.

هذه القوة التي حمت بوتين وأثّرت على حركة معارضة واسعة وقتها، نمت خلال العقد الماضي حتى أصبح من غير الممكن إخفاء علاقة بوتين مع بريغوجين، لتصبح في العام 2019 "مجموعة باتريوت الإعلامية" التي يترأس مجلس إدارتها بريغوجين في سان بطرسبرغ، وتتكون من 11 وسيطاً، و130 شريكاً من وسائل الإعلام، ما خلق في الظاهر، وفق الدراسة الفرنسية "فضاءً إعلامياً للتنمية في روسيا يستجيب لمتطلبات حب الوطن"، لكن في الخفاء كانت ذراعاً روسية تسللت إلى مناطق عديدة حول العالم قبل أن تؤسس قوة ضاربة فاجأت القوى الغربية ودفعت بعضها، مثل فرنسا، إلى المغادرة ليلاً من مواقعها في إفريقيا.

"مصانع ترول"

هذا الفضاء الإعلامي ضم مؤسسات إعلامية وشركات مؤثرة، منها "وكالة الصحافة الفيدرالية" (RIA FAN)، وأحد أبرز أعضاء إدارة وكالة أبحاث الإنترنت "IRA"، إحدى الشركات الرائدة في مشروع "مصانع ترول"، التي صدر بحقها لائحة اتهام في واشنطن نتيجة تدخلها في الانتخابات الرئاسية الأميركية عام 2016.

اليوم مع مغامرة "تمرد" فاغنر، تُطرح أسئلة عديدة حول مستقبل "المجرة" التي يمتلكها بريغوجين في الخارج، والتي قدمت خدمات هائلة لروسيا لتوسيع نفوذها في الساحل الإفريقي والشرق الأوسط وشمال إفريقيا، فمن غامر؟ بريغوجين المعروف بأنه واحد من "ثنائية الرأس" الروسية في الخارج والتي يتقاسمها مع بوتين، أم الرئيس الروسي؟ خصوصاً وأن وسائل إعلام روسية عديدة، وشخصيات نافذة خارج روسيا معروفة بالفعل بعلاقاتها الوثيقة أو عضويتها في "مجرة" بريغوجين لن يكون من السهل إخضاعها.

مادة إعلانية تابعوا آخر أخبار العربية عبر Google News بريغوجين فاغنر

المصدر: العربية

كلمات دلالية: بريغوجين فاغنر

إقرأ أيضاً:

بشرى كركوبي.. الضابطة المغربية التي تقود نهضة التحكيم الإفريقي

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

تعتبر المرأة المغربية نموذجاً للعطاء والتميز، استطاعت عبر العصور أن تواجه كل التحديات، تمتلك قدرات استثنائية تمكنها من التفوق في العديد من المجالات وتجعلها مصدر إلهام عربي وعالمي.

بشرى كركوبي، الحكم الدولي في كرة القدم، واحدة من ألمع النماذج المغربية، جمعت بين التميز المهني والتميز الرياضي، استطاعت أن تحقق إنجازات رائدة محلياً وقارياً ودولياً، إيمانها بأحلامها وقدراتها كان حافزاً قوياً لتحدي الصعوبات والقيود الاجتماعية بغرض الوصول إلى القمة، تزاوج بين مهامها المهنية في الشرطة برتبة "مفتش شرطة ممتاز"، حيث تعمل بالمصلحة الولائية للشرطة القضائية بمدينة مكناس المغربية،  وبين حملها للشارة الاحترافية كحكم دولي.

ولدت بشرى عام 1987، بمدينة تازة المغربية الواقعة بين جبال الأطلس المتوسط وجبال الريف، أحبت كرة القدم منذ صغرها لكن عائلتها المحافظة وقفت ضد رغبتها، مما جعلها تتمرد على الصورة النمطية للمرأة وتقرر مزاحمة الرجال في مجالات كانت حكراً عليهم خلال سنوات عديدة، ليلمع اسمها كأول امرأة أفريقية تتأهل كحكم الفيديو المساعد الفار(VAR)، هذه التقنية الذي تفرد بها المغرب أفريقياً في السنوات الماضية.

انضمت بشرى إلى المؤسسة الأمنية كضابطة شرطة، هذا الجهاز القوي الذي يرأسه السيد عبداللطيف الحموشي والذي يعد أبرز الشخصيات المغربية لتمتعه بشعبية كبيرة لدى المغاربة، حيث يتبنى رؤية حديثة انعكست على مسيرة بشرى كركوبي، إذ لا تقتصر مهامه على حفظ الأمن بل الإسهام في دعم وبناء قدرات المنتسبين لهذه المؤسسة الأمنية ومساعدتهم على تحقيق طموحاتهم من خلال توفير بيئة محفزة، الأمر الذي دفع بهذه الضابطة إلى التشبث بطموحها الرياضي وتحقيق التميز في مجال تحكيم كرة القدم، وبشخصيتها القوية وإدارتها الجيدة في الملعب كحكم، استطاعت لفت انتباه عشاق المستطيل الأخضر ودخول التاريخ بتتويجات مهمة.

  انطلقت بشرى في مجال التحكيم عام 2001 من خلال مباريات محلية، وانضمت بعد ذلك إلى قائمة الحكام الدوليين المعتمدين لدى الاتحاد الدولي لكرة القدم (FIFA)، لتكون أول خطوة نحو مشاركات عالمية وقارية مهمة، وبفضل كفاءتها العالية، أصبحت بشرى كركوبي أول امرأة في تاريخ المغرب تدير نهائي كأس العرش سنة 2022، أما الحدث الأكبر عندما وقع عليها الاختيار وأصبحت أول امرأة تدير بطولة كأس الأمم الأفريقية للرجال في 2024، كما أنها اختتمت نفس السنة بتتويجها بجائزة أفضل حكم في أفريقيا خلال حفل الكونفدرالية الأفريقية لكرة القدم الذي أقيم مؤخرا في مدينة مراكش.

لبنة أخرى في مسار التفوق المغربي في المجال الرياضي يتجسد في شخص بشرى كركوبي التي أكدت أن المرأة المغربية تستطيع أن تثبت حضورها في مواقع القرار سواء داخل جهاز الشرطة أو على المستطيل الأخضر، نجاحها لم يكن وليد الصدفة بل هو ثمرة كفاح ومثابرة لسنوات طويلة، هي اليوم نموذج ملهم ليس فقط في المغرب، بل على مستوى القارة الأفريقية والعالم.

*كاتبة وإعلامية مغربية

مقالات مشابهة

  • بشرى كركوبي.. الضابطة المغربية التي تقود نهضة التحكيم الإفريقي
  • حراك المعلمين المتعاقدين للحلبي: إما إنهاء مراسيم قرار رفع أجر الساعة وإما الإضراب المفتوح
  • نائب وزير المالية: تعزيز النمو المستدام فى إفريقيا يتطلب تضافر الجهود لخلق نظام مالى عالمي جديد أكثر عدالة وإنصافًا للبلدان النامية والناشئة
  • الاتحاد الأوروبي يقدم مساعدات طارئة للمجتمعات الإفريقية المتضررة من إعصار شيدو بموزمبيق
  • خبير في الشؤون الروسية: لا تفاؤل بقرب إنهاء أزمة أوكرانيا.. وبوتين يتوقع حربا عالمية
  • سفارة روسيا في لشبونة: الأضرار التي لحقت بالسفارة البرتغالية في كييف كانت بسبب قوات الدفاع الجوي الأوكرانية
  • ظلم وثغرة جديدة في نظام إدارة الموارد البشرية.!
  • اكتشاف نجم مزدوج لأول مرة بالقرب من الثقب الأسود في مركز مجرة ​​درب التبانة
  • أضخم ثقب أسود في مجرة درب التبانة.. نقطة اللا عودة
  • تحديد زي الأهلي أمام شباب بلوزداد في دوري أبطال إفريقيا