اتجاهات مستقبلية

تأكيد الريادة الإماراتية في العمل الإنساني.. “الفارس الشهم 3 ”

 

 

 

 

دائمًا ما تولي دولة الإمارات العربية المتحدة اهتمامًا كبيرًا للعمل الإنساني والخيري للشعوب والدول المنكوبة، من خلال توفير مواد الإغاثة الطارئة للمتضررين من الأزمات والطوارئ الإنسانية، وذلك انطلاقًا من نهجها الثابت القائم على تعزيز وتكريس العمل الإنساني للمحتاجين والمجتمعات المتضررة في أنحاء العالم، وهو ما جعلها تتبوّأ مكانة متقدمة بين دول العالم في ساحات العمل الإنساني والمساعدات التنموية.

وقد أكد هذا النهج الثابت لدولة الإمارات -مجددًا- قرار صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة “حفظه الله” بتكليف العمليات المشتركة في وزارة الدفاع ببدء عملية “الفارس الشهم 3” لدعم الشعب الفلسطيني الشقيق في قطاع غزة، عبر التعاون والتنسيق الشامل بين المؤسسات الإنسانية والخيرية في دولة الإمارات، وهو ما يعكس التلاحم الرسمي والمجتمعي في تعزيز نهج العمل الإنساني لدولة الإمارات داخليًّا وخارجيًّا.

تمتلك الإمارات سجلًا حافلًا في العمل الإنساني، حيث لم تتوانَ الدولة قط في تقديم الدعم والمساندة للعديد من الدول في الأزمات والكوارث، المتمثّلَيْن غالبًا في الجسور الجوية التي تحمل آلاف الأطنان من المواد الغذائية والطبية، إضافة إلى مستلزمات الإيواء والاحتياجات الإنسانية الأساسية للمتضررين من جراء الكوارث الطبيعة، مثل السيول والفيضانات والزلازل، بالإضافة إلى النازحين بسبب النزاعات والحروب، والمساهمة في دعمهم وتحسين ظروفهم المعيشية، كما فعلت في كلٍّ من سوريا والسودان وباكستان وتشاد وغيرها من دول العالم.

ولم يقتصر الأمر عند هذا الحد، بل سعت دولة الإمارات لتوسيع نطاق جهودها في العمل الإنساني والتنموي على الصعيدين الدولي والإقليمي، على غرار حملة “وقف المليار وجبة” في عام 2022، من خلال تدشين صندوق وقفي لإطعام الطعام بقيمة مليار درهم، وحشد أكبر جهد محلي وإقليمي ودولي للمساهمة في تفعيل برامج مستدامة لمكافحة الجوع والقضاء عليه في إطار مؤسسي مستدام. وقد جاءت هذه البرامج استكمالًا لحملات إطعام الطعام التي تم إطلاقها بتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي “رعاه الله” في الأعوام الثلاثة السابقة.

إن جهود دولة الإمارات العربية المتحدة في العمل الإنساني والخيري حول العالم تسهم بشكل فعال في تعزيز روح التضامن العالمي، خاصة وأن تلك الجهود توجَّه نحو الفئات الأضعف والأشد فقرًا، مما يتيح فرصة لتعزيز الأواصر الاجتماعية، والإسهام في خلق مجتمعات أكثر شمولًا ومرونة، ومساعدة تلك الفئات على تجاوز الظروف الاقتصادية والمجتمعية الصعبة التي تمر بها، حيث تشمل جهود دولة الإمارات في مجال الإغاثة الإنسانية الاستجابة المباشرة والسريعة لحالات الطوارئ، فضلًا عن تقديم الدعم والمساندة للمنظمات متعددة الأطراف للتخفيف من معاناة الشعوب المنكوبة.

ولأهمية العمل الإنساني بالنسبة دولة الإمارات العربية المتحدة، فقد أكدت وثيقة المبادئ العشرة للخمسين عامًا المقبلة لدولة الإمارات، التي أصدرتها في 5 سبتمبر 2021، أن «المساعدات الإنسانية الخارجية لدولة الإمارات، هي جزء لا يتجزأ من مسيرتها والتزاماتها الأخلاقية تجاه الشعوب الأقل حظًا، ولا ترتبط هذه المساعدات الإنسانية الخارجية بدِين أو عِرق أو لون أو ثقافة. كما أن الاختلاف السياسي مع أي دولة لا يبرر عدم إغاثتها في الكوارث والطوارئ والأزمات، وهو ما يؤكد حرص دولة الإمارات، قيادةً وشعبًا، على دعم مساندة شعوب العالم والمجتمعات التي تحتاج إلى المساعدة، انطلاقًا من قيمها الإنسانية التي أرساها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه، وسار على نهجها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة “حفظه الله”، الذي جعل الإمارات ضمن أكبر الداعمين للعمل الإنساني على مستوى العالم.

 

 

 

 


المصدر: جريدة الوطن

إقرأ أيضاً:

الإمارات.. 35 عاماً من مكافحة "الأمراض المهملة" حول العالم

قادت دولة الإمارات على مدار 35 عاماً الجهود العالمية لمكافحة الأمراض المدارية المهملة، وتحديداً منذ عام 1990 الذي بادر فيه المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان "طيب الله ثراه"، بالتبرع بمبلغ 5.77 مليون دولار لمركز "كارتر"، دعماً لجهود استئصال مرض دودة "غينيا".

وتشارك الإمارات غداً بإحياء "اليوم العالمي للأمراض المدارية المهملة"، الذي تم اعتماده بفضل جهود الدولة الدبلوماسية بالتعاون مع شركائها وهو اليوم الذي تم الإعلان عنه في منتدى بلوغ الميل الأخير عام 2019 في أبوظبي، واعترفت منظمة الصحة العالمية رسمياً به في عام 2021.

صندوق بلوغ الميل الأخير

ويعود إلى الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، الفضل في إطلاق أهم مبادرة لمكافحة الأمراض المدارية المهملة حول العالم، ففي عام 2017 وبمبادرة منه تم إنشاء صندوق بلوغ الميل الأخير.
وشهد مؤتمر الأطراف “COP28” الذي استضافته دولة الإمارات في ديسمبر (كانون الأول) 2023 الإعلان عن زيادة حجم صندوق بلوغ الميل الأخير من 100 مليون دولار إلى 500 مليون دولار، وذلك بهدف رفع قدرة الصندوق على الوصول إلى المناطق المتأثرة، من سبع دول إلى 39 دولة في جميع أنحاء أفريقيا، إضافةً إلى اليمن.

الوعي العام 

ويهدف "اليوم العالمي للأمراض المدارية" إلى إشراك المجتمع الدولي في جهود مكافحة هذه الأمراض، وتعزيز الوعي العام بها، والتأكيد على إمكانية استئصالها، والحاجة الماسة إلى الشراكات والاستثمار المستدام لمكافحتها خاصة الأمراض التي يمكن الوقاية منها.
وقال سايمون بلاند، الرئيس التنفيذي للمعهد العالمي للقضاء على الأمراض المعدية "غلايد"، إن الأمراض المدارية المهملة تؤثر على أكثر من مليار شخص حول العالم، ما يظهر الحاجة الملحّة إلى تنسيق الجهود العالمية لوضع حد لهذه الأمراض وتسريع القضاء عليها، مؤكداً التزام "غلايد" ببناء الشراكات، وتعزيز القدرات، وتوسيع قاعدة المعرفة لدفع تلك الجهود.

ريادة 

من جانبها، قالت الدكتورة فريدة الحوسني، نائب الرئيس التنفيذي لـ"غلايد"، إن "المعهد الذي يتخذ من أبوظبي مقراً له يفخر بالبناء على إرث دولة الإمارات في ريادة المبادرات الصحية العالمية للمساهمة في تحسين حياة ورفاهية مليارات الأشخاص حول العالم، بما في ذلك الجهود المبذولة للقضاء على الأمراض المدارية المهملة.
وأضافت أن القضاء على الأمراض المدارية المهملة يعد واجباً أخلاقياً يستند تحقيقه إلى قوة العمل الجماعي للدول والمجتمعات، ما يتماشى مع إعلان دولة الإمارات بتخصيص عام 2025 ليكون "عام المجتمع"، ومن هذا المنطلق يجدد "غلايد" التزامه بالوقوف إلى جانب شركائه في جميع أنحاء العالم في مسيرة القضاء على هذه الأمراض وتحقيق مستقبل أكثر صحة للجميع.

خطة علاج 

كانت منظمة الصحة العالمية قد وضعت خطة تهدف إلى خفض عدد الأشخاص الذين يحتاجون إلى علاج ضد الأمراض المدارية المهملة بنسبة 90% بحلول عام 2030، وتحقيق خفض بنسبة 75% في سنوات العمر المعدلة حسب الإعاقة والمتعلقة بأمراض المناطق المدارية المهملة، وتحقيق الهدف المتمثل في قضاء 100 دولة على مرض مداري مهمل واحد، والقضاء على اثنين من الأمراض المدارية المهملة عموماً.
جدير بالذكر أن "الأمراض المدارية المهملة" هو اسم لمجموعة من 21 مرضاً تؤثر على أكثر من 1.6 مليار شخص على مستوى العالم ، وتسبب هذه الأمراض تحديات صحية، وإعاقات، وتشوهات وتصيب ضحاياها بالعمى في بعض الأحيان وتعد تهديداً لمستقبلهم على المستوى البدني، والاقتصادي، والاجتماعي.

مقالات مشابهة

  • الإمارات تواصل إغاثة الأشقاء الفلسطينيين في غزة
  • في صفقة تاريخية” لتعزيز قدرات القوات المسلحة الإماراتية.. تدشين أول طائرة “رافال” الفرنسية ضمن الدفعة الأولى
  • الإمارات.. 35 عاماً من مكافحة «الأمراض المهملة» حول العالم
  • الإمارات.. 35 عاماً من مكافحة "الأمراض المهملة" حول العالم
  • محمد بن زايد: الإمارات تواصل نهجها في بناء الشراكات المستدامة
  • رئيس الدولة: سفاراتنا تعزز علاقات التعاون مع مختلف دول العالم
  • «الفارس الشهم 3» تواصل توزيع كسوة الشتاء على نازحي غزة
  • برعاية منصور بن زايد .. انطلاق أعمال النسخة السابعة من “الملتقى الدولي للاستمطار” في أبوظبي
  • فيديو | محمد بن زايد: سفارات الإمارات مهمة في بناء علاقات تعاون مع العالم
  • محمد بن زايد: سفارات الإمارات مهمة في بناء علاقات تعاون مع العالم