غرفة تجارة الأردن … أوقفوا العدوان .
تاريخ النشر: 7th, November 2023 GMT
#غرفة_تجارة_الأردن … #أوقفوا_العدوان .
بقلم احمد عبدالفتاح الكايد ابو هزيم .
تحت عنوان أوقفوا العدوان دعت غرفة تجارة الأردن في بيان لها القطاع التجاري والخدمي في المملكة للتوقف عن العمل لمدة ساعتين يوم غد ” الثلاثاء ” من الساعة الثانية عشر ظهراً ولغاية الساعة الثانية ، وذلك دعماً لجهود الملك عبدالله الثاني الرامية إلى وقف المجازر وحرب الإبادة التي تطال الأطفال والنساء والشيوخ وكل مرافق الحياة الإنسانية ، وأيضاً حداداً على أرواح شهداء قطاع غزة الذين قضوا نتيجة العدوان الصهيوني الغاشم ، وكما دعت الغرفة القطاع التجاري والخدمي بعموم المملكة تخصيص جزء من مبيعات باقي يوم الثلاثاء لدعم صمود الأهل في غزة ، وقد سبق وأن أعلنت الغرفة قبل أيام عن تبرع بقيمة 500 الف دينار لنفس الغاية والهدف .
من باب بيان الأمر النقدي الهادف إلى تبيان الفعل المطلوب تجاه ما يجري في غزة في هذه المرحلة المفصلية من صراع الوجود مع العدو الصهيوني ، وبنفس السياق عدم التقليل من إجتهاد رئيس ومجلس إدارة الغرفة في التعبير عن مشاعرهم الصادقة تجاه ما يحدث ، كان المأمول منهم تجنب مطالبة القطاع التجاري إغلاق المحال التجارية في هذه الفترة لأن هذا الفعل عادة ما يكون رساله للداخل !!! ، وما هي الرسالة والغاية والهدف من هذا الإجراء والشعب الأردني بكافة أطيافه ضد ما يحدث من مجازر بشعه للأهل في غزة .
هذا الفعل الإستنكاري في الإطار الإحتجاجي السلمي يكون مجدي و مبرر ، عندما يتعلق الأمر بمطالبة الحكومة أو أية جهة ذات اختصاص بحل لقضية ما أو الضغط عليها في أمر يُحدث ضرراً أو عندما لا يكون هناك إستجابة رغم لفت النظر .
كيف يستقيم التعبير عن ما يجول في نفوس الناس من عواطف جياشة ، وما يتبعها من حزن وألم لما يحصل للأهل في قطاع غزة والضفة الغربية من عدوان نازي همجي ، ويقابل من مؤسسة وطنية عريقة بالدعوة إلى إيقاف العمل بدلاً من الدعوة إلى مزيد من العمل والمثابرة في خلق فرص إبداع لتعزيز الإنتاج وتأمين إستدامة حيوية لمداخيل الإقتصاد الأردني ، لأن جزء من الصراع مع العدو الصهيوني هو حرب إقتصادية ، وكان من المناسب أن تبقى المحال التجارية تعمل وان يحتسب أصحاب المحال والمؤسسات التجارية كافة الإيرادات لدعم أهالي غزة أو أهالي الشهداء وكان من الأنسب أيضاً دعوة المواطنين للإقبال على الشراء في تلك الفترة لرفع الإيرادات .
كيف يستقيم الأمر بتبرير الغرفة عن موجبات الدعوة إلى وقف العمل تحت بند مساندة الموقف الأردني ، وهل إيقاف عجلة الإقتصاد يدعم الجهود الرسمية لوقف العدوان الصهيوني على غزة ؟ علماً أن الدولة الأردنية لم تتدخر جهداً في كل المحافل الدولية والإقليمية لوقف هذا العدوان الجائر ، ولا نغالي أو نتحيز إن قلنا أن الأردن شعب وحكومة وقيادة الصوت الأبرز عربياً في المطالبة بحقوق الشعب الفلسطيني ، والأردن كان وسيبقى السند والعضد القوي للأشقاء الفلسطينيين ، وحجر الزاوية والركيزة الأساسية في تثبيت الشعب الفلسطيني على أرض فلسطين التاريخية من النهر إلى البحر .
إيقاف العمل وإغلاق المحال التجارية مهما كانت المدة الزمنية هو إجراء عقابي للتاجر والمواطن والدوله بكافة أجهزتها ، ولا يتوافق مع الهدف السامي الذي سعت له الغرفة من وراء هذه المناشدة ، وكان بالإمكان التفكير خارج الصندوق كأن تقوم الغرفة بمراسلة جميع غرف التجارة وغرف الصناعة والزراعة في جميع دول العالم وإطلاعهم على حقيقة ما يجري على أرض فلسطين ، وما يقوم به الكيان الصهيوني من قتل وتشريد للشعب الفلسطيني ، والطلب منهم مقاطعة هذا الكيان وعدم التعامل معه ومساندة القضية الفلسطينية .
وأيضاً كان من الممكن لغرفة تجارة الأردن وعبر جميع الغرف التجارية في كافة المحافظات الطلب من منتسبيها وخصوصاً ممن يتعاملون بالاستيراد والتصدير توضيح ما يجري في غزة الآن لعملاهم في الخارج ، والطلب منهم الدعم والمؤازرة ، وبالتأكيد هنالك أفكار كثيرة قد يجود بها البعض .
قد نختلف في الإجتهاد حول أساليب الدعم والتعبير عن مشاعرنا تجاه ما يحصل في غزة ، وعن كيفية إدارة الصراع مع العدو الصهيوني وكيفية دعم ثبات الأشقاء على أرضهم ورفع الظلم والاحتلال عن كاهلهم ، إلا أننا مع أي جهد غايته نبيلة ومقصدة خير .
حمى الله الأردن وفلسطين واحة أمن واستقرار .
وعلى أرضهم ما يستحق الحياة.
احمد عبدالفتاح الكايد ابو هزيم
ابو المهند
كاتب وناشط إجتماعي وسياسي
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: أوقفوا العدوان تجارة الأردن فی غزة
إقرأ أيضاً:
اليمن وغزة في مواجهة العدوان الأمريكي الصهيوني
فهد شاكر أبوراس
أمام تجربة الخمسة عشر شهراً من إسناد القوات المسلحة اليمنية للشعب الفلسطيني في غزة، ومضي اليمن قدماً في المترس المتقدم، من عملية طوفان الأقصى، وما قبلها سنوات ثماني من العدوان والقصف والتدمير والحصار، سوف تتساقط كل الرهانات والمحاولات الأمريكية والإسرائيلية لردع اليمن وثنيه عن موقفه المساند للشعب الفلسطيني المظلوم في قطاع غزة، قبل أن تتساقط صواريخه الباليستية والفرط صوتية على أساطيلهم وقطعهم الحربية في البحر الأحمر وقواعدهم العسكرية والمطارات في عمق الكيان داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة، وقد اعترفت الأوساط الصهيونية أن الهجمة الأمريكية على اليمن أبعد في الحقيقة عن ردعه وثنيه عن موقفه.
ها هي اليوم صواريخ المضطهدين المعذبين بفعل الغطرسة الأمريكية والإسرائيلية تتقاطع في سماء يافا المحتلة وتتسابق فيما بينها على نيل ثواب التنكيل بالعدو، في شهر نزول القرآن.
إن تجارب خوض المقاومة الفلسطينية للحروب السابقة غير المتناظرة ولا المتكافئة، انتهت جميعها بالتفاوض والهدن وصفقات تبادل الأسرى وتوقيع الاتفاقيات بين الطرفين، سوف تنتصر المقاومة هذه المرة لا محالة، وستنتزع أهداف العدو المعلنة وغير المعلنة وسوف تقتلع خيلاءه، وستسقط كل مؤامراته، وقد ضربت قواته وأصابتها بالتشظي، وأدخلته في الحروب اللا نهائية المرهقة له إلى أقصى حد.
كما أن استمرار تدفق الدم الفلسطيني في قطاع غزة، تحت كثافة آلة القتل الصهيونية، لن يؤدي بالمقاومة الفلسطينية وشعبها الصامد في القطاع لرفع الراية البيضاء والاستسلام، بقدر ما سيوجب عليها التصدي للعدو وكسر شوكته، ولطالما شاهد العدو وشاهد العالم معه الكثير من مشاهد التحام المقاومة الفلسطينية مع حاضنتها الشعبية ورسائلها التحذيرية للعدو من تداعيات العودة خطوة إلى الوراء في مسار تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار، والفضل كله لله، وعلى قاعدة “وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى”، سوف يقاتل الغزيون ومعهم اليمنيون واللبنانيون والعراقيون والإيرانيون، برغم ما يكاد لهم ويحاك ضدهم من مؤامرات، وستحافظ المقاومة الفلسطينية على بسالتها وديمومة عطائها وستمنع العدو من ترميم انكساره، بينما الأنظمة العربية غارقة في خطيئة الخذلان، بل إن بعضها تبدو أعجل على انتصار الهيمنة الأمريكية في المنطقة من أمريكا نفسها، ولكن قادة الأنظمة العربية سوف يندمون بعد هزيمة العدو وانتصار المقاومة.