أثار وزير التراث الإسرائيلي، عميحاي إلياهو، صدمة في اليومين الماضيين، بعدما أبدى انفتاحا على تنفيذ ضربة نووية في قطاع غزة،  فما قضية الحزب الذي ينتمي إليه هذا الوزير؟

وكان إلياهو قال لإحدى الإذاعات المحلية، السبت، إن "أحد خيارات إسرائيل في الحرب على غزة هو إسقاط قنبلة نووية" على القطاع الفلسطيني.

وردا على هذه التصريحات، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتننياهو، الأحد، تعليق مشاركة إلياهو في اجتماعات مجلس الوزراء "حتى إشعار آخر".

وأثارت تصريحات إلياهو استنكارا في إسرائيل ودول عربية، كما اعتبرها مسؤول كبير بوزارة الخارجية الأميركية مرفوضة، وقال، وفق رويترز، "واضح أن هذا تصريح مرفوض ورئيس الوزراء أوضح تماما أن (إلياهو) لا يتحدث نيابة عن الحكومة".

ولم يسبق أن تردد اسم وزير التراث الإسرائيلي كثيرا منذ بدء الحرب في 7 أكتوبر الماضي، على خلاف وزير الأمن القومي، إيتمار بن غفير، وهو زعيم الحزب الذي ينتمي إليه، المعروف باسم "القوة اليهودية" أو "العظمة اليهودية".

ويؤيد الحزب الذي ينتمي إليه كلا من إلياهو وبن غفير بناء المستوطنات، واستعادة السيطرة على أراضي القطاع، ويقول خبراء وباحثون لموقع "الحرة" إنه يحمل "فكر كاهاني"، في إشارة إلى الحاخام الإسرائيلي من أصل أميركي، مائير كاهانا.

ما هو "القوة اليهودية"؟

تأسس حزب "القوة اليهودية" عام 2013، من جانب مجموعة من أنصار الحاخام كاهانا، الذي كان قد أسس في سبعينيات القرن الماضي حزب "كاخ" القومي المحظور، الذي يدعو لإجلاء العرب من إسرائيل.

ورغم مقتل كاهانا في نيويورك عام 1990 بقيت أفكاره قائمة، سواء عندما أسس ابنه بنيامين حركة "كاهانا خاي" (أي: عاش كاهانا)، أو عبر إقدام المؤيدين لفكره على تأسيس "القوة اليهودية".

و"القوة اليهودية" إلى جانب "الصهيونية الدينية" و"نوعم" أحزاب كانت قد خاضت الانتخابات الأخيرة في إسرائيل ضمن تحالف تقني مع بنيامين نتانياهو، وحصدت 14 مقعدا في الكنيست في نوفمبر 2022.

ولطالما وصفت تلك القوى بـ"المتطرفة" بالنظر إلى مواقفها تجاه العرب والمثليين والتيارات الأخرى، وهي تعكس التيار الديني الصهيوني الذي يشدد على تعزيز الاستيطان في الضفة الغربية، بالإضافة إلى تعزيز دخول جماعات يهودية إلى باحات المسجد الأقصى.

ويوضح المحلل السياسي الإسرائيلي، يوآف شتيرن، أن حزب "القوة اليهودية" أو "العظمة اليهودية" تأسس باعتباره وليدا أو وريثا لما كان يسمى منذ فترات طويلة بـ"حزب المفدال" (قومي الديني).

وبعد اختفاء "المفدال" وغيابه عن الخارطة السياسية حل مكانه "القوة اليهودية" وحزب "الصهيونية المتدينة".

ويقول شتيرن لموقع "الحرة" إن الحزبين خاضا الانتخابات مؤخرا إلى جانب نتانياهو، والآن لديهما خط "في مواجهة السلطة وليس معها".

ويضيف: "هم لا يقفون إلى جانب المؤسسات وإنما يأتون من منطلق استيطاني يقوم على استغلال موارد الدولة، وأحيانا مواجهتها أو محاربتها لتحقيق الهدف المرجو، وهو الاستيطان والاستيلاء على الميزانيات".

ويضيف شتيرن أن "القوة اليهودية" كان من أقوى الأحزاب التي تحالفت مع نتانياهو، وكذلك الأمر بالنسبة لحزب "الصهيونية الدينية".

ولم يكن التحالف نابعا "عن حب"، وفق تعبير شتيرن بل بناء على مصالح، ويتابع: "سواء بن غفير أو بتسلئيل سموتريتش زعيم حزب الصهيونية الدينية.. هم يعرفون أنه لا يمكنهم تحقيق الأهداف إلا عبر نتانياهو".

"خلفاء كاهانا"

وسبق أن وصفت لجنة الشؤون العامة الأميركية الإسرائيلية (إيباك) حزب "القوة اليهودية" بأنه "عنصري ومستهجن".

وكان زعيمه المحامي (بن غفير) أدين عام 2007 بالتحريض على العنصرية بعد أن رفع لافتات في احتجاج كتب عليها "طرد العدو العربي".

وحتى العام الماضي احتفظ بن غفير بصورة في غرفة معيشته لباروخ غولدشتاين، وهو مستوطن أميركي إسرائيلي قتل بالرصاص عام 1994، 29 فلسطينيا في الخليل، بينما كانوا يؤدون صلاة الفجر، وفق صحيفة "الغارديان".

ويتكون "القوة اليهودية"، كما توضح الصحيفة "من خلفاء إيديولوجيين لمئير كاهانا"، الحاخام المولود في الولايات المتحدة، الذي خدم لفترة واحدة في البرلمان الإسرائيلي عام 1984، قبل حظر حزبه "كاخ".

ودافع كاهانا عن "ثيوقراطية يهودية"، وطرد الفلسطينيين وحظر الزواج بين اليهود والعرب، وقبل "كاخ" كان قد أنشأ "رابطة الدفاع اليهودية" المتشددة، واغتيل عام 1990 على يد مسلح أميركي من أصل مصري.

ويعتبر مكتب التحقيقات الفيدرالي "رابطة الدفاع اليهودية" جماعة إرهابية يمينية بعد أن حاول عضوان تفجير مسجد في كاليفورنيا.

ويقول بن غفير إن "القوة اليهودية" ليست استمرارا" لأيديولوجية كاهانا، لكنه قال إنه يعتبر الرجل "قديسا مقدسا خاض حروبا من أجل شعب إسرائيل، وقُتل وهو يقدس اسم الله".

ويوضح الخبير في الشؤون الإسرائيلية، إنطوان شلحت أن حزب "القوة اليهودية" هو سليل حزب "كاخ"، ويرى أن الأخير عنصري "بكل المقاييس، سبق وأن خاض الانتخابات وتمكن من دخول الكنيست، لكن تم حظره من منطلق أنه عنصري ويتناقض مع قوانين الأساس ذات الطابع الدستوري في إسرائيل".

وعلى الرغم من حظر "كاخ" ظل "الفكر الكاهاني" مستمرا، وتأسست من روحه عدة أحزاب، جميعها كانت تدعو إلى حسم الصراع مع الفلسطينيين وتهجيرهم.

ويقول شلحت لموقع "الحرة" إن "آخر نسخة من الفكر الكاهاني هو حزب القوة اليهودية أو العظمة اليهودية ورئيسه حاليا بن غفير، وهو أحد الناشطين في حزب كاخ سابقا، ودائما ما كان يدافع عن المستوطنين الإرهابيين".

ويضيف شلحت: "نتانياهو قبل عام كان له هدف أساسي في البقاء الحكم واستعد للتحالف مع الشيطان، وهو ما حصل مع القوة اليهودية"، وفق تعبيره.

ويؤكد المحلل الإسرائيلي شتيرن أن "بن غفير وهو زعيم القوة اليهودية قدم من حزب كاخ التي تم حظره"، فيما تمت إدانته سابقا بتهم "دعم الإرهاب".

ويقول شتيرن إن بن غفير، إلى جانب وزير التراث، يعرفان في الأوساط الإسرائيلية ضمن "التيار الاستيطاني"، وإن حزبهما "يحظى بأهمية في الائتلاف الحاكم".

ويضيف المحلل السياسي: "نتانياهو لا يزال يواصل تحويل الميزانيات لهم، ويتيح في المقابل التعيينات لكي يحافظ عليهم كشركاء".

ويردف قائلا: "هم يعرفون أن موقف نتانياهو أقل إيديولوجيا ولا يثقون به، لكن هناك مصالحة آنية ملاءمة لهذا الوقت"، كما يعتقد شتيرن.

"ضربة قاتلة للغموض"

وضمن اتفاق التحالف الانتخابي بين نتانياهو و"حزب القوة اليهودية" والحزبين القوميين الآخرين، تبنى رئيس الوزراء الإسرائيلي في 2022 سياساتها، وعلى رأسها "تطوير الاستيطان"، وبالذات في الضفة الغربية.

وكان شرط بن غفير أن يتولى وزارة ما يسمى الأمن الداخلي، وأن يغير اسمها لوزارة الأمن القومي، وأن تعطى لها صلاحيات أكبر من وزارة الأمن الداخلي، وتكون مسؤولة عن قوة حرس الحدود.

ويوضح الخبير شلحت أن "بن غفير أراد من خلال ذلك فرض السيطرة أكثر على القوة الأمنية، من أجل ممارسة المزيد من القمع ضد الفلسطينيين في مناطق 48 و67".

وفيما يتعلق بالتصريحات الأخيرة، اعتبر الخبير في الشؤون الإسرائيلية أن "إلقاء القبلة النووية يعبر عن الفكر المتطرف، وتصريح وزير التراث يمثل اعترافا بأن إسرائيل تمتلك قنابل نووية".

ويضيف شلحت: "هناك بعض التحليلات الإسرائيلية قالت إن تصريح وزير التراث وجه ضربة قاتلة لسياسة الغموض الإسرائيلية بخصوص السلاح النووي. حديث الوزير بدد كل شيء، وفيه إقرار أن إسرائيل تمتلك أسلحة نووية".

وكان نتانياهو قد رد بالقول إن تصريحات إلياهو "منفصلة عن الواقع" وأن إسرائيل والجيش الإسرائيلي يتصرفان وفقا للقانون الدولي لتجنب الإضرار بغير المقاتلين.

ورفض وزير الدفاع يوآف غالانت، تصريحات إلياهو، وأكد أن "لا أساس لها من الصحة"، مضيفا في منشور على منصة إكس أنه "من الجيد أن هؤلاء ليسوا من الأشخاص المسؤولين عن أمن إسرائيل".

في غضون ذلك، وبينما قال بن غفير، إنه تحدث إلى الوزير الذي أوضح بدوره أنه يتحدث "مجازيا"، دعا زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد إلى إقالة إلياهو.

وكتب على منصة إكس: "إن وجود المتطرفين في الحكومة يعرضنا للخطر ويعرض أهداف الحرب للخطر - هزيمة حماس وإعادة جميع الرهائن".

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: وزیر التراث إلى جانب بن غفیر

إقرأ أيضاً:

وزير المالية الإسرائيلي يكشف طريقة إخضاع حماس

ذكر وزير المالية الإسرائيلي، أن الطريقة الصحيحة لـ "إخضاع حماس" هي سحب السيطرة المدنية على قطاع غزة منها، وفقا لما ذكرته فضائية “القاهرة الإخبارية” في نبأ عاجل.

 

حماس: جيش الاحتلال قام مؤخرا بقصف مكان يوجد فيه بعض المحتجزين خبير: إسرائيل استغلت عملية 7 أكتوبر لتحقيق أهدافها في المنطقة

وقد  أكد جيش الاحتلال استعدادات مكثفة لشن هجمات قوية ضد الحوثيين.

 

ارتفاع عدد ضحايا العدوان على غزة إلى 45 ألفًا و28 شهيدًا


 

وفي سياق منفصل، قالت مصادر طبية فلسطينية، ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 45,028، أغلبيتهم من الأطفال والنساء، منذ بدء عدوان الاحتلال الإسرائيلي في السابع من أكتوبر 2023.

وبحسب فضائية "القاهرة الإخبارية”، ارتفعت حصيلة الإصابات إلى 106,962 جريح، منذ بدء العدوان، في حين لا يزال آلاف الضحايا تحت الأنقاض.

 

ونوهت إلى أن قوات الاحتلال ارتكبت 7 مجازر خلال اليوم الأخير، أسفرت عن استشهاد 52 مواطنا، وإصابة 203 آخرين.

 

استشهاد 9 فلسطينيين وإصابة آخرين إثر قصف إسرائيل لشمال ووسط قطاع غزة

 

استشهد 9 فلسطينيين، وأصيب آخرون، اليوم الإثنين، إثر قصف الاحتلال الإسرائيلى لشمال ووسط قطاع غزة.

 

 وأفادت وكالة الأنباء الفلسطينية"وفا"، باستشهاد 5 فلسطينيين وإصابة عدد آخر بجروح مختلفة، إثر قصف طائرات الاحتلال الحربية لمنزل في مشروع بيت لاهيا شمال القطاع ، كما استشهد 3 آخرين وأصيب آخرون في قصف الاحتلال مخيم النصيرات وسط القطاع.

 

 وأشارت إلى استشهاد شاب برصاص قوات الاحتلال في منطقة المشروع شرق مدينة رفح جنوب قطاع غزة.

 

 وقصفت مدفعية الاحتلال بلدتي خزاعة والفخاري شرق خان يونس جنوب قطاع غزة، كما قصفت غرب المخيم الجديد في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة.

 

 وتواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي عدوانها على قطاع غزة، برا وبحرا وجوا، منذ السابع من أكتوبر 2023؛ ما أسفر عن استشهاد 44 ألفًا و976 مواطنًا، أغلبيتهم من النساء والأطفال، وإصابة 106 آلاف و759 في حصيلة غير نهائية، إذ لا يزال آلاف الضحايا تحت الأنقاض وفي الطرق، ولا تستطيع طواقم الإسعاف والإنقاذ الوصول إليهم.

ارتفاع ضحايا العدوان الإسرائيلي على غزة لـ45028 شهيدًا منذ 7 أكتوبر 2023

ارتفع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة إلى 45028 شهيدا و106962 مصابا منذ 7 أكتوبر من العام الماضي، حسبما أفادت قناة "القاهرة الإخبارية"، في خبر عاجل.

قال السفير سعيد أبو علي، الأمين العام المساعد ورئيس قطاع فلسطين والأراضي العربية المحتلة، إن العدوان الإسرائيلي قد أسفر عن إبادة أكثر من 10% من سكان قطاع غزة، حيث تم تسجيل آلاف الشهداء والمصابين والمفقودين، وحذف حوالي 1410 عائلة فلسطينية من السجل المدني، بعد عن قتل الاحتلال جميع أفراد العائلة ليمحو اي وجود لها ، مما يعكس حجم الفاجعة الإنسانية، حيث بلغ عدد الأفراد الذين تم شطبهم من السجل المدني 5444 شهيدًا، مما يسلط الضوء على الآثار المأساوية للعدوان.

جاء ذلك خلال كلمته في مؤتمر المشرفين على شؤون الفلسطينيين في الدول العربية المضيفة، مشيرًا إلى الظروف الإنسانية الصعبة التي يعاني منها قطاع غزة جراء العدوان الإسرائيلي المستمر، الذي دخل شهره الخامس عشر.

أوضح أبو علي  أن أكثر من 80% من المباني السكنية في القطاع قد دمرت، مع الإشارة إلى أن جيش الاحتلال الإسرائيلي قام بتنفيذ أكثر من 9900 مجزرة مروعة، مستخدمًا حوالي 90 ألف طن من المتفجرات، مما أدى إلى تدمير واسع النطاق للبنية التحتية.

أوضح أبو علي أن الوضع في قطاع غزة قد بلغ مرحلة خطيرة، حيث يعاني أكثر من 96% من السكان من انعدام حاد في الأمن الغذائي. وأكد أن المساعدات المتدفقة إلى القطاع حاليًا لا تكفي سوى 6% من السكان، مما يهدد بتفاقم الأزمة الإنسانية خلال فصل الشتاء، حيث يعاني الجميع من الفقر، الذي بلغ نسبته 100%.

دعا أبو علي المجتمع الدولي إلى ضرورة ضمان وصول المواد الغذائية والإمدادات الإنسانية إلى جميع سكان غزة، مشددًا على أهمية تسريع عملية تقديم المساعدات وتبسيط الإجراءات اللازمة لذلك. كما أكد على ضرورة تحديد الاحتياجات التشغيلية واللوجستية اللازمة لدعم الجهود الإنسانية.

مقالات مشابهة

  • أستاذ قانون دولي: العدوان الإسرائيلي على سوريا جريمة دولية واضحة
  • نتانياهو وكاتس يزوران قمة جبل الشيخ السوري: عين إسرائيل على دمشق وحكامها الجُدد
  • الضربة الاسرائيلية لإيران… حسابات معقدة ونتائج غير محسومة!
  • وزير الدفاع الإسرائيلي: تل أبيب ستسيطر على أمن غزة
  • سموتريتش يتهم بن غفير بزعزعة استقرار الحكومة
  • عاجل| “الحوثيون” يستبقون الضربة العسكرية الإسرائيلية الكبرى على صنعاء بهذا الأمر..
  • وزير المالية الإسرائيلي يكشف طريقة إخضاع حماس
  • وكالة أمريكية تحذر: الضربة الحاسمة ضد الحوثيين باتت ضرورة عاجلة
  • إعلام إسرائيلي: صفقة الأسرى قد تستكمل بعد الأعياد اليهودية خلال أسبوعين
  • إسرائيل تستأنف على مذكرات اعتقال نتانياهو وغالانت