منذ السابع من الشهر الماضى، تغيّرت اهتمامات العالم بأسره، بعد أن أعلنت الفصائل الفلسطينية إطلاق عملية «طوفان الأقصى» وردّت عليها إسرائيل بـ«السيوف الحديدية»، التى كشفت عن الوجه القبيح لإسرائيل، فبدأت منذ ذلك اليوم قصفاً متواصلاً على قطاع غزة، استهدف المستشفيات والمدارس دون رحمة، ليسقط آلاف الأطفال والنساء، فى مشاهد حركت العالم، وأظهرت غضباً شعبياً عالمياً فى شكل مظاهرات داعمة لفلسطين فى الكثير من عواصم الدول.

فى العالم العربى خرج الآلاف فى الشوارع وأمام مقار السفارات الإسرائيلية، للتنديد بمجازر الاحتلال، وصمت المجتمع الدولى إزاء ما يحدث فى قطاع غزة، لكن مظاهرات واحتجاجات العالم العربى ليست الأولى، فخلال السنوات الماضية، وفى كل مرة تقصف خلالها إسرائيل غزة، تكون المظاهرات الداعمة وسيلة المدنيين فى التعبير عن رفض الاحتلال الإسرائيلى لفلسطين.

لكن أحداث السابع من أكتوبر، نقلت المظاهرات من العالم العربى إلى عواصم الدول الأوروبية، ففى فرنسا خرج الآلاف للمطالبة بإنهاء المجزرة على غزة والوقف الفورى لإطلاق النار، وهى مظاهرات سمحت بها السلطات الفرنسية، كما أطلقت مسيرات أخرى ضد الحرب فى العاصمة باريس.

وفى ألمانيا وبريطانيا وإسبانيا، وأيضاً كندا والولايات المتحدة الأمريكية، والكثير من عواصم الدول الأخرى، خرجت الشعوب الأوروبية فى مظاهرات تُسيطر عليها أعلام دولة فلسطين المحتلة، للتنديد بالاحتلال وما يرتكبه من فظائع بحق المدنيين، وكانت الهتافات تتنوع بين «فلسطين حرة»، «وقف إطلاق النار الآن»، «بالآلاف، بالملايين، نحن جميعاً فلسطينيون».

«فهمى»: المظاهرات العالمية متغير جديد لصالح القضية الفلسطينية

الرأى العام الغربى بدأ التحرك ضد مواقف حكوماته مع تزايد رقعة الاحتجاجات، وبدأت مراكز قياس الرأى العام فى التركيز وإظهار قوة الاحتجاجات والمظاهرات، كما أبرزت تأثيرها على مواقف الحكومات المؤيدة للحرب على غزة، ووصل عدد المتظاهرين فى لندن إلى أكثر من 50 ألف شخص، دعماً لفلسطين.

الدكتور طارق فهمى، أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية، قال إن المظاهرات التى انطلقت فى الكثير من عواصم الدول العربية والعالمية، هى متغير جديد فى القضية الفلسطينية، ففى الأسبوع الأول حظيت إسرائيل بدعم كبير جراء ما قامت به الفصائل الفلسطينية، فوقف العالم بجانب الرواية الإسرائيلية، لكن الأمور بدأت تتغير مع مرور الأيام، جزء من سبب تغيير الأمور مرتبط بالداخل الإسرائيلى، والآخر له علاقة مباشرة بتظاهرات الدول.

وأكد أستاذ العلوم السياسية لـ«الوطن» أن هذه التظاهرات أسهمت فى الضغط على الحكومات الغربية التى ساندت إسرائيل لتغيير مواقفها، لكن العنصر الرئيسى هو حجم التظاهرات، فإذا اتسعت رقعتها فى الدول الأوروبية وإسرائيل ستؤدى إلى مزيد من الضغط على صانع القرار، إما بوقف الدعم المفتوح لإسرائيل، وإما تكون هناك ضغوطات على المجتمع الدولى مُتمثلاً فى مجلس الأمن والدول الرئيسية فيه.

«الرقب»: أثرت فى الرأى العام العالمى

وأوضح «فهمى» أن التظاهرات متغير مهم للغاية، وفى حالة تزايدها واتساع رقعة الاحتجاجات سيكون لها تأثير كبير على الموقف، وخلال الأيام القادمة، ستكون المتغير الرئيسى من الأوروبيين والإسرائيليين فى وضع حد للصراع، مشيداً بالجهود العربية التى بُذلت وستُبذل فى الصراع المستمر بقطاع غزة.

الدكتور أيمن الرقب، المحلل السياسى الفلسطينى قال لـ«الوطن» إنه بعد مرور شهر على أحداث غزة، تغير تأثير الرأى العام العالمى، ففى أوروبا التى دعمت الاحتلال وأعلنت منذ اللحظة الأولى تأييدها وتبنى رواية الاحتلال الإسرائيلى، كانت المظاهرات مهمة جداً فى كشف المجتمع الدولى لزيف الحكومة الإسرائيلية.

وتمنى المحلل السياسى أن تتحول المظاهرات إلى عوامل ضغط كبير، لكن بعد شهر، كان تأثيرها محدوداً، لكنها أظهرت أهمية سلاح الإعلام، وليس فى منصة واحدة، بل فى كل المنصات، سواء الإعلام المرئى أو المقروء، وأيضاً منصات التواصل الاجتماعى، التى لها دور كبير وفعّال فى نقل الصور الحقيقية.

واستكمل «الرقب» حديثه، قائلاً إنه رغم ضعف إمكانيات وسائل الإعلام العربية، إلا أنها سخرت معظم ما لديها لنقل صورة وبشاعة ما يحدث فى غزة، والصور التى نُقلت حية، وذلك أسهم فى وصول الصورة إلى العالم كله، ووضع مزيد من الضغط على المجتمع الدولى، ليضطر لنقل ما يحدث، ودفع ذلك إلى اتجاه نمطية تفكير الشارع الأوروبى، وذلك أسهم بشكل كبير فى خروج المظاهرات والاحتجاجات.

المحلل السياسى سعيد عبدالعزيز، قال إنه فوجئ بالمظاهرات التى اندلعت فى الكثير من عواصم العالم، ولم يتخيل أن تصل إلى هذه الدرجة والحجم، فاللافتات التى تُرفع وتُظهر التنديد بما يفعله الاحتلال الإسرائيلى فى غزة دليل واضح وصريح حول وصول القضية الفلسطينية وانتهاكات الاحتلال إلى شعوب العالم، والتى لم تكن على دراية كافية بالقضية فى الماضى. وأوضح المحلل السياسى أنها أسهمت فى الضغط على المجتمع الدولى، فتغيّرت لهجة الكثير من الحكومات حول العدوان الإسرائيلى، وبدأت بالمطالبة بوقف إطلاق النار، والتنديد بالمجازر الإسرائيلية.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: الاحتلال الإسرائيلى دعم حقوق الفلسطينيين غزة المجتمع الدولى الضغط على

إقرأ أيضاً:

«الصحفيين الفلسطينيين»: سبتمبر شهد انفلاتا احتلاليا بالرصاص و166 شهيدا منذ أكتوبر الماضي

ذكرت نقابة الصحفيين الفلسطينيين، اليوم، الجمعة، أن شهر سبتمبر الماضي شهد "انفلاتا احتلاليا بالرصاص"، حيث استشهد زميلان صحفيان، ملتحقين بـ 164 من زملائهم الذين قضوا برصاص قوات الاحتلال منذ أكتوبر 2023.

واستنكرت النقابة- في بيان، أوردته وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا)- التصعيد المستمر في استهداف الصحفيين في قطاع غزة والضفة الغربية، من قبل جيش الاحتلال.

وأضافت أن تقرير لجنة الحريات رصد 185 جريمة وانتهاكا من قبل جيش ومؤسسات الاحتلال الإسرائيلي خلال شهر سبتمبر، حمل معه الكثير من الجرائم.

وأكدت رفض إجراءات الاحتلال التي طالت قرار إغلاق مكتب الجزيرة بمدينة رام الله، ومصادرة معداتها الصحفية، وكذلك تفجير جهاز البث وتحطيم معدات إذاعة ناس في جنين، وتحطيم محتويات 11 مؤسسة إعلامية.

وأشارت إلى استمرار مساعيها لملاحقة الاحتلال على جرائمه بحق الحالة الصحفية عبر التواصل مع كافة المنظمات الدولية الإعلامية والحقوقية، وصولا لعدم إفلات كافة مستويات منظومة الاحتلال الإسرائيلي من العقاب على جرائمها بحق الصحفيين الفلسطينيين.

مقالات مشابهة

  • «الصحفيين الفلسطينيين»: سبتمبر شهد انفلاتا احتلاليا بالرصاص و166 شهيدا منذ أكتوبر الماضي
  • "الصحفيين الفلسطينيين": سبتمبر شهد انفلاتا احتلاليا بالرصاص و166 شهيدا منذ أكتوبر الماضي
  • استشهاد عدد من الفلسطينيين في قصف العدو دير البلح وخان يونس
  • «حماة الوطن»: كلمة السيسي تعكس التزام مصر بحماية أمنها ودعم حق الفلسطينيين
  • الجوهري والبيطار يتبادلان وجهات النظر في تدعيم قضايا حقوق الملكية الفكرية
  • خبير عسكري: الاحتلال أراد نقل ما مر به الفلسطينيين وغزة من دمار لجنوب لبنان.. فيديو
  • قوات الاحتلال الإسرائيلي تنفذ 1344 اعتداء على الفلسطينيين
  • ارتفاع عدد الشهداء الفلسطينيين في العدوان المستمر على غزة إلى 41689 شهيدًا
  • ارتفاع عدد الشهداء الفلسطينيين في العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة إلى 41689 شهيدًا
  • جُلّهم من الأطفال والنساء.. ارتفاع عدد الشهداء الفلسطينيين بقطاع غزة إلى 41689 شهيدًا