شبكة انباء العراق:
2025-01-03@16:55:40 GMT

الإنسانية ليست بخير

تاريخ النشر: 6th, November 2023 GMT

بقلم: كمال فتاح حيدر ..

عندما تحتاج إلى خروج آلاف المظاهرات في كل القارات من أجل أن تبلغ هيئة الأمم أن قصف الأطفال بالقنابل عمل جبان وغير مقبول اخلاقياً، فأعلم حينئذ ان الإنسانية ليست بخير، وان البشرية تمر بأسوأ أيامها. وان الطغاة عاثوا في الأرض فساداً. واعلم أيضا ان الحرب على غزة لن تنتهي بالصورة التي يتوقعها المحللون، ولا التي يتوقعها المتنبئون، لأنها وبكل بساطة خرجت عن كل المألوف وعن التوقعات، وخرجت عن السياقات، وخرجت عن قواعد الاشتباك، وخرجت عن المعايير الأخلاقية والتحالفات السياسية.

فقد حصلت إسرائيل على التخويل العدواني المطلق بإستخدام قوتها المفرطة لقتل ما تشاء من سكان غزة بذريعة الدفاع عن نفسها، وبذريعة القضاء على حماس. فارتكبت سلسلة لا حصر لها من المجازر والانتهاكات الإنسانية دونما رادع. وكانت في مجملها ردود أفعال انتقامية متهورة. ثم جاءها المدد اللوجستي المجاني من كل المناصرين لها في أوروبا وأمريكا. وتطوعت الشبكات الإعلامية الكبرى للقيام بمهام التضليل والتعتيم وطمس الحقائق ومن دون الالتزام بقواعد السلطة الرابعة. .
وفي المقابل ظلت غزة تذود وحدها بلا سند وبلا مدد. وقد تحوّل سكانها منذ السابع من الشهر الماضي إلى أهداف مفتوح لكل الغارات اليومية المتوحشة وبكل الاسلحة المحرمة دولياً. .
العنوان هو القضاء على حماس لكن واقع الحال يشير إلى تنفيذ عمليات القصف العشوائي ضد الوحدات السكنية المأهولة بالناس. والتي كانت كلها متزامنة مع الموقف الاميركي الرافض لوقف إطلاق النار. .
المشكلة ان البلدان الغربية كلها تنظر إلى اسرائيل الآن وكأنها تمثل مركز القيادة والسيطرة، بل انها تتلقى منها التوجيهات والتعليمات، في حين لم تجب قيادات النيتو ولا قيادات البنتاغون عن التساؤل البشري الذي نطق به سكان كوكب الأرض بكل اللغات واللهجات، وهو : (كم عدد الفلسطينيين الذين ينبغي إزهاق أرواحهم حتى تقتنعون بوقف إطلاق النار ؟). .
عشرة آلاف مدني قُتلوا حتى الآن. وبات من المؤكد ان تعدادهم سوف يتصاعد تحت وطأة الهجمات الوحشية المتهورة المتكررة. حتى المستشفيات وسيارات الاسعاف لم تسلم من بلدوزرات الموت والهلاك. .
عندما تتعرض مخيمات اللاجئين للقتل والتشريد، يصبح لزاما علينا ان نتكلم ونرفع اصواتنا، وعندما يجري التعامل مع القانون الدولي على هذا النحو الإجرامي يتعين علينا ان نصرخ ونحتج، ولابد ان نكسر صمتنا. كل واحد منا لديه ضمير ولديه مبادئ سامية. فالشعوب كلها تدين بأشياء كثيرة لبعضها البعض، فنحن كبشر ننتمي إلى بعضنا البعض، وبالتالي فان تحررنا وسلامتنا يعتمد على بعضنا البعض، فإذا لم نتظاهر ونحتج فسوف نكون ضحايا لعمليات حربية مدمرة بالسيناريو المعروض امامنا الآن في غزة.
ولات حين مندم. .

المصدر: شبكة انباء العراق

كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات

إقرأ أيضاً:

ولا زال السودان بخير.. بعظمة أهله وعلمائه الأجلاء

د. فراج الشيخ الفزاري

=========

انعقدت بالعاصمة البريطانية ، يوم الأربعاء الماضي، اعمال المؤتمر الأول لإعادة بناء السودان ، بمشاركة واسعة من العلماء والباحثين والاعلاميين السودانيين ، علي إختلاف اختصاصاتهم ومؤهلاتهم العلمية ..وذلك عبر تقنية الزووم التي قربت البعيد وجعلت المؤتمر متواصلا، شكلا وموضوعا،وكأنه منطلقا من قاعة واحدة ، بللرغم من تعدد الأمكنة وتفرعها في أوروبا وآسيا وأفريقيا، حيث يتواجد حقيقة العلماء،..إنه العلم الحديث الذي جعل العالم [شاشه عرض واحدة) وليس قرية واحدة، كما كنا نتعحب ونقول إلي وقت قريب.
كان مؤتمرا رائعا وفريدا جمع كل أطياف المجتمع السوداني..بتفرد ثقافاتهم النوعية و تعدد تخصصاتهم العلمية.. وتداخل الأجيال.. وكذلك من حيث المحاور التي طرحت ...ومن خلالها تجلت كل معاني الوطنية ..فلم اشتم..أو ألاحظ أي إتجاه سياسي، أو نغمة قبلية أو عنصرية، أو نزعة شوفانية ...بل كان إلتحاما وطنيا خالصا من أجل السودان..وبناء السودان ...فالسودان اولا... وفوق الجميع.
وكما أشرنا في مقالنا السابق ، عن المؤتمر، فقد تنوعت وتعددت محاور المؤتمر..ولم تترك الاوراق البحثية شاردة أو واردة لها علاقة بإعادة بناء السودان الا وقد تم التطرق إليها باسهاب ومداخلات حوارية تثري تناول الموضوع. ..من حيث التحليل والتفسير واقتراح الحلول الممكنة.
مخرجات هذا المؤتمر ،يجب أن تجد الرعاية والاهتمام من السلطات التنفيذية علي مستوي المركز والولايات..وكذلك كل المهتمين بشؤون الحكم في السودان ..في الحاضر والمستقبل..إنها هدية العلماء السودانيين
لأهل الحكم ..بغض النظرعن من يكونوا..فالذي يهم العلماء والباحثين السودانيين هو كيف يحكم السودان..كيف يعاد بناء السودان..وليس من يحكم السودان ...فكل أهل السودان جديرين بحكم وإدارة شؤون بلدهم..
د.فراج الشيخ الفزاري
f.4u4f@hotmail.com  

مقالات مشابهة

  • هكذا سيتم إسقاط الحوثيين عسكريا في اليمن .. تقرير أمريكي يكشف عن ثلاث تطورات ستنهي سيطرتهم نهائيا ...كلها باتت جاهزة .. عاجل
  • 3 نعوش .. قرية بأكملها تودع شباب خرجوا للعمل في المنوفية
  • موسكو: روسيا ليست مسئولة عن وقف ضخ إمدادات الغاز إلى أوروبا عبر أوكرانيا
  • ولا زال السودان بخير.. بعظمة أهله وعلمائه الأجلاء
  • الولايات المتحدة ليست مستعدة اقتصاديا لحرب بين الصين وتايوان
  • أستاذ علاقات دولية: حكومة سوريا وضعت على نفسها أعباء ليست من صلاحيات حكومة انتقالية
  • لماذا يبدأ العام الجديد في 1 يناير؟
  • مسؤول في فتح: حماس ليست وطنية وستنهار بعد أن يدمر ترامب إيران
  • فيديو | من دبي للعالم.. كل عام وأنتم بخير
  • من دبي للعالم: كل عام وأنتم بخير