قال الإعلامي أحمد موسى، إن المقاومة الفلسطينية في الماضي كانت تعج بالمقاوميين الأبطال.

كل يوم مئات الشهداء.. أحمد موسى: الوضع كارثي في قطاع غزة تعليق قوي من أحمد موسى على تصريحات رئيسة المفوضية الأوروبية

وأضاف الإعلامي أحمد موسى، خلال تقديمه برنامج "على مسئوليتي"، المُذاع عبر فضائية " صدى البلد"،: " عندما تكون فلسطين دولة ذات سيادة لن يكون هناك حديث عن مقاومة".

 

وأشار الإعلامي أحمد موسى،: "المقاومة فكرة ولا يمكن قتلها، وغزة ليست حماس"، موضحا: "حماس تضرب في جيش الاحتلال حتى الآن وما زالت موجودة".


واسترسل: "هناك سلطة فلسطينية موجودة والعالم أجمع يعرف ذلك، لافتا إلى أن الحل هو إقامة الدولة الفلسطينية وليس حماس واتخاذها ذريعة لقتل الأطفال والنساء كما تفعل إسرائيل حاليا"، موضحا: " تاريخيا كبير من النضال الفلسطيني من أجل دولة وبلد، مشددا على أن هناك محاولات لحرمان الفلسطيني أن يكون له بلد أو دولة ولها حدود يدخل ويخرج منها".


وأوضح الإعلامي أحمد موسى،: "حركة حماس لازالت موجودة ولم تنته كما زعمت إسرائيل"، مشيرا إلى أن الحرب الإسرائيلية خاضت حربها الوحشية على قطاع غزة وقتل المدنيين بذريعة القضاء على حماس وهذا لم يحدث.
 

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: أحمد موسى الإعلامي أحمد موسى إقامة الدولة الفلسطينية الأطفال والنساء المفوضية الأوروبية فلسطين مقاومة حماس الإعلامی أحمد موسى

إقرأ أيضاً:

كيف صمدت حماس وانتصرت غزة؟

شكّل القضاء على حركة لمقاومة الإسلامية "حماس" الهدف الأسمى والعنوان الأبرز لحرب الإبادة الصهيونية على غزة، وغدت مسألة محو "حماس" والقضاء على "المقاومة" محط إجماع القيادات السياسية والعسكرية للكيان الاستعماري الإسرائيلي، والمطلب التوافقي للمجتمع الإسرائيلي لاستعادة الثقة والتخلص من الشك وتحقيق الأمن قوة الردع. وبعد مرور أكثر من خمسة عشر شهرا على بدء معركة "طوفان الأقصى" في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023، ذهبت تعهدات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بـتحقيق "النصر الكامل" و"القضاء" على حركة "حماس" أدراج الرياح، وأجبر في 19 كانون الثاني/ يناير 2025، على الخضوع لاتفاق وقف إطلاق النار وانجاز صفقة تبادل الأسرى.

خلال مراحل تسليم الرهائن في غزة ظهرت كتائب القسام إلى جانب فصائل المقاومة في سرايا القدس وكتائب المجاهدين وألوية الناصر، في حالة من السيطرة على القطاع وبأبهى حلّة وهم بكامل عدتهم وعتادهم وبأسلحة اغتنمتها وبأعداد غفيرة، حيث أثارت مراسم تسليم الرهائن تساؤلات عدة عن مدى نجاح إسرائيل بتحقيق أهدافها المعلنة في الحرب، وهي استعادة الرهائن بالقوة والقضاء على حركة حماس. ووصف وزير الأمن القومي الإسرائيلي المستقيل، إيتمار بن غفير، صور تسليم الرهائن في وسط مخيم جباليا بـ"المروعة"، وقال إنها تدل على "فشل كامل". وأضاف عضو الكنيست إنه "كان بإمكان الحكومة أن توقف الغوغاء المتعطشين للدماء الذين يحاولون إعدام رهائننا، وحرمانهم من المساعدات الإنسانية والوقود والكهرباء والمياه، وأن تسحقهم عسكريا حتى يتوسلوا هم أنفسهم لإعادة رهائننا، لكنها قررت اختيار طريق الاستسلام".

وتدفق مئات آلاف النازحين الفلسطينيين من جنوب قطاع غزة بعد انسحاب الجيش الإسرائيلي من ما يعرف بـ"محور نتساريم"، والعودة إلى شمال غزة، وسقطت "خطة الجنرالات" التي تتضمن إخلاء منطقة شمال غزة قسرا من سكانها وإخضاعها للسيطرة الإسرائيلية، وفشلت أطروحات احتلال القطاع وتهجير سكانه أو أجزاء منهم للخارج. وأثارت مشاهد عودة الغزيين إلى الشمال غضب مسؤولين وقادة في حكومة الاحتلال، حيث قال بن غفير إن "فتح ممر نتساريم هذا الصباح وإعادة عشرات الآلاف من سكان غزة إلى شمال القطاع هو انتصار واضح لحماس، ويعد جزءا مهينا آخر من صفقة غير مسؤولة، هذه ليست ملامح "نصر مطلق" بل هذا "استسلام مطلق".

وعلّق موشيه فيغلين، رئيس حزب "زيهوت" اليميني المتحالف مع نتنياهو، بالقول إن "الحكومة الإسرائيلية اليوم هُزمت على يد حماس وعادت إلى السادس من تشرين الأول/ أكتوبر". وقال الكاتب البارز في صحيفة "هآرتس" عاموس هرئيل إن "صور الغزيين المتدفقين نحو الشمال حطمت وهم نتنياهو بالنصر الكامل". وأضاف هرئيل: "مشاهد الجماهير الفلسطينية التي عبرت ممر نتساريم سيرا على الأقدام في طريقها إلى ما تبقى من منازلها في شمال غزة؛ تشكل إشارة واضحة إلى أن الحرب بين إسرائيل وحماس قد انتهت. كما أن هذه الصور، التي التقطت، تحطم الوهم بـ"النصر الكامل" الذي وعد به رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وأنصاره منذ شهور طويلة".

عقب بضع ساعات من الصور المشهدية المهيبة من تنفيذ المرحلة الثالثة لتسليم الرهائن في 30 كانون الثاني/ يناير 2025، والتي كشفت عن قوة وقدرة حماس وسيطرتها الواضحة، ظهر أبو عبيدة، المتحدث باسم كتائب عز الدين القسام -الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)- في كلمة مصورة، حيث نعى قائد هيئة أركان كتائب القسام محمد الضيف، وقال أبو عبيدة: "نزف إلى أبناء شعبنا العظيم استشهاد قائد هيئة أركان كتائب القسام محمد الضيف"، وأعلن عن "استشهاد ثلة من المجاهدين الكبار من أعضاء المجلس العسكري للقسام"، وأوضح أبو عبيدة أن الشهداء هم: قائد هيئة أركان القسام محمد الضيف، وعدد من القادة أبرزهم نائب قائد أركان القسام مروان عيسى، وقائد ركن الأسلحة والخدمات القتالية غازي أبو طماعة، وقائد ركن القوى البشرية رائد ثابت، وقائد لواء خان يونس رافع سلامة. وأشار إلى أنه سبق إعلان استشهاد قائد لواء الشمال أحمد الغندور وقائد لواء المحافظة الوسطى أيمن نوفل في أثناء المعركة.

وشدد أبو عبيدة على أن "استشهاد قادتنا الكبار العظماء -وبالرغم من مصابنا الجلل بفقدهم- لم ولن يفل في عضد كتائبا ومقاومتنا"، وأضاف أنه "بعد استشهاد كل منهم على مدار هذه المعركة لم تزدد عزائم مجاهدينا إلا صلابة، بفضل الله، وازدادت المعارك ضراوة واحتداما، واستبسل المجاهدون أكثر وأثخنوا في العدو أكثر وأكثر، وازدادت دافعيتهم للقتال بشكل غير مسبوق شاهده كل العالم، ولا يزالون على الوعد والقسم". وأكد أبو عبيدة أن "القائد يخلفه قادة كثر والشهيد يخلّفه ألف شهيد"، مشددا على أن "منظومة القسام لم تتعرض للفراغ القيادي ولا لساعة واحدة على مدار معركة طوفان الأقصى".

إن صورة النصر التي حاولت المستعمرة الصهيونية ترويجها انهارت وتبددت، وتكشّفت الحرب عن صورتين متضادتين للنصر والهزيمة وعن رؤيتين للعالم ومعنى البطولة ومغزى الخلود، فقد جسدت القسام ملحمة حية، وبرز يحيى السنوار (أبو إبراهيم) ومحمد الضيف (أبو خالد) في برزخ الوجود كائنات روحية سحرية مغايرة من زمن المعجزات وعالم الأساطير والأبطال الخارقين، فقد حضرت الأساطير مع رجال المقاومة الفلسطينية الذين واجهو الحديد والنار بأجسادهم وأرواحهم، بينما عمد المحتل إلى الاختباء وراء الآلات والحديد، وبدعم أقوى دول في العالم بقيادة الولايات المتحدة.

ولم يقتصر الدعم على دول الغرب، بل إن المقاومة صدمت بأن الكيان الصهيوني وجد نفسه للمرة الأولى في تاريخ الصراع محاصرا بما أسماه رئيس وزرائه نتنياهو بمحور "النعمة"، مكون من دول عربية مسلمة حمت ظهره وقمعت مناهضيه، وأمدته بالغذاء ووسائل النجاة، وقادت حملة للتشكيك بالمقاومين والطعن بالمناصرين، وطالبت بالإسراع بالإجهاز على المقاومة، واكتفت بمشاهدة حرب الإبادة، التي لم تفت بروح المقاومة وصمود حاضنتها الغزية البطولي الأسطوري، الذي تحمل أكثر من 100 ألف طن من المتفجرات ألقتها قوات الاحتلال الإسرائيلي، أفضت حسب الأمم المتحدة إلى أكثر من 50 مليون طن من الحطام الذي خلفه القصف الإسرائيلي على قطاع غزة، حيث وصلت نسبة المباني المتضررة أو المدمرة إلى 88 في المئة حسب تقرير المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، وأسفرت عن ارتقاء حوالي 47,500 من الشهداء، وإصابة نحو 111,500 على الأقل، معظمهم من الأطفال والنساء.. بالرغم من هذه الأرقام الصادمة والمفزعة، بيّنت الصور بعد وقف إطلاق النار أن حماس وفصائل المقاومة ما تزال قوة راسخة على الأرض في غزة.

عقب عملية "طوفان لأقصى" المذهلة، أعلنت إسرائيل تحت وقع الصدمة أنها في حالة حرب مع حركة "حماس"، وأطلقت عملية "السيوف الحديدية"، وهي حملة جوية وبحرية وبرية متواصلة لتدمير القدرة العسكرية للحركة، وإنهاء حكمها في غزة، واستعادة أكثر من 240 رهينة من الإسرائيليين والأجانب، وتصاعدت التهديدات الإسرائيلية التي تتحدث عن "القضاء على حماس" و"سحق حماس" و"محو حماس"، حيث أعلن القادة الإسرائيليون أن حركة "حماس" سوف "تُمحى من على وجه الأرض"، وأن غزة "لن تعود أبدا إلى ما كانت عليه"، وذهب بنيامين نتنياهو إلى حد القول: "إن كل عضو في حماس هو رجل ميت".

وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت إن إسرائيل "سوف تمحو حماس عن وجه الأرض"، وسرعان ما تكشفت الأوهام وتضاربت النتائج، ففي حين أدت عمليات إسرائيل في قطاع غزة إلى تقليص القوة البشرية العسكرية لحماس، إلا أن العدد الدقيق للمقاتلين الذين فقدتهم لا يزال غير مؤكد، حيث تزعم إسرائيل أنها قتلت حوالي 17000 مسلح، وأنها فككت معظم كتائب حماس البالغ عددها 24 كتيبة، إلى جانب قتل العشرات من القادة والزعماء الرئيسيين. ومع ذلك، فإن التقارير الأكثر تفصيلا التي أصدرها جيش الدفاع الإسرائيلي عن قتل المسلحين والتي تحتوي على تفاصيل حول الأطر الزمنية أو المواقع أو العمليات، والتي سجلها مشروع بيانات الأحداث المسلحة، تشير إلى مقتل ما يقرب من 8500 شخص، ويشمل هذا الرقم أيضا مسلحين من جماعات مسلحة أخرى، وأعضاء آخرين غير مقاتلين في حماس، واستنادا إلى تقديرات ما قبل الحرب، كان لدى الجناح العسكري لحماس، كتائب عز الدين القسام، ما بين 25 ألفا و30 ألف مقاتل، ونظرا لاستمرار حماس بتجنيد الآلاف من الأعضاء الجدد، فقد تحتفظ كتائب القسام بما يصل إلى ما يقرب من نصف عدد مقاتليها قبل الحرب.

لا تزال كائنات عربية داروينية مادية مطبعة ومدجنة غير قادرة على فهم معنى الانتصار والهزيمة، فعالم الروح والشهادة والخلود ليست في معجمهم المادي، فالبطولة تهور والأسطورة خرافة، رغم أنهم يرون الملحمة رأي العين حية مجسدة. فالسنوار والضيف وغيرهما شواهد لأساطير حيّة في ملحمة مشهودة، سوف تستلهم وتقتدى لأجيال في عالم البطولة والشهادة والخلود، بينما سيذكر من له روح بشاعة وتفاهة آلة القتل التي أتاحتها التكنولوجيا.

فأمثال ترامب ونتنياهو والمطبعين من عبيد الآلة، لا يفقهون معنى الإيمان بالإله، وصورة المقاومين من تحت الركام تربكهم، وقوافل العائدين إلى بيوتهم المهدمة تصيبهم بالاحباط، أولئك الذيم يقفون على الجانب الآخر دون روح، لا يسمعون نداء الطوفان الذي خاطب الروح الأزلية للأبطال الخالدين، وهو ما فهمه منذ زمن الفيلسوف الإيطالي يوليوس إيفولا الذ تأثر بالمفكر الفرنسي المسلم العارف "رينيه غينون" المعروف في العالم الإسلامي باسم "الشيخ عبد الواحد يحيى"، فقد استعار إيفولا الآية القرآنية "وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتا ۚ بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ" ليتحدث عن مفهوم الخلود المميز للمحاربين المسلمين.

تنطوي خرافة القضاء على حماس على نوع من التفكير الرغبوي يقوم على سوء فهم وجهل بأيديولوجية حركة حماس وفكرة المقاومة وعقيدتها الدينية وبنيتها الهيكلية التنظيمية، ومصادرها التمويلية وارتباطاتها الإقليمية، فهي حركة متجذرة في نسيج المجتمع الفلسطيني وخصوصا الغزي
منذ الإعلان عن تأسيس حركة المقاومة الإسلامية "حماس" عام 1987، لم تتوقف محاولات القضاء على الحركة، فعقب التحولات الدولية وانهيار الاتحاد السوفييتي وهيمنة نظام الأحادية القطبية الأمريكية تسارعت وتيرة الحملة على حماس مع تدشين استراتيجية "الحرب على الإرهاب" الإسلامي، تحت شعار عملية "السلام"، وهو ما أفضى إلى اتفاقات أوسلو عام 1993، ومجيء سلطة أوسلو إلى مناطق الضفه والقطاع، حيث وضعت حماس على قائمة المنظمات الإرهابية الأمريكية وتبعها الاتحاد الأوروبي، وخشية من تنامي قوة حماس، نُظمت حملة تشويه منسقة ضد حركة حماس وفصائل المقاومة من قبل الكيان الإسرائيلي والولايات المتحدة والأنظمة العربية والسلطة الفلسطينية الناشئة التائبة من "الإرهاب".

وتُوجت الحملة بقمة شرم الشيخ في آذار/ مارس 1996، التي عقدت بعنوان "مؤتمر صانعي السلام"، تحت عنوان: "شرم الشيخ: دعم السلام سياسيا واقتصاديا وتشكيل لجنة لتنسيق محاربة الإرهاب"، وبات مصطلح "مكافحة الإرهاب" الإسلامي والفلسطيني متداولا من قبل السلطة الفلسطينية والكيان الإسرائيلي والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والأنظمة العربية، وكانت أهم مقررات وقرارات القمة "مكافحة الإرهاب" العربي والإسلامي والفلسطيني المتمثل في حركة حماس ودعم ما يسمى بعملية السلام، حيث تعرضت حماس إلى حملة اجتثاث قاسية وعملية إقصاء شديدة من قبل السلطة الفلسطينية وإسرائيل في آن واحد وحملة تشويه، ونظمت إسرائيل حملة اغتيالات واسعة طالت قيادات حماس العسكرية والسياسية. وشملت الحملة إبعاد نحو 415 من قيادات حماس إلى جنوب لبنان، وشنت اعتقالات واسعه في صفوف الحركة، وقد شددت الأنظمة العربية الخناق على حماس بصورة ممنهجة بلغت أوجها منذ سيطرة حركة "حماس" على قطاع غزة، في حزيران/ يونيو 2007، وعقب أربع حملات عسكرية منذ ذلك الوقت فشلت جميعها في إضعاف حماس وجعلت الحركة أكثر قوة.

تنطوي خرافة القضاء على حماس على نوع من التفكير الرغبوي يقوم على سوء فهم وجهل بأيديولوجية حركة حماس وفكرة المقاومة وعقيدتها الدينية وبنيتها الهيكلية التنظيمية، ومصادرها التمويلية وارتباطاتها الإقليمية، فهي حركة متجذرة في نسيج المجتمع الفلسطيني وخصوصا الغزي، وأصبحت قبلة الشعوب الإسلامية والعربية، وتحظى بمناصرة شعوب العالم الحرة، وقد برهنت على مدى أكثر من ثلاثة عقود أنها حركة عصية على المحو والكسر والتفكيك. وقد سخر رئيس الأركان ووزير الأمن الإسرائيلي الأسبق، موشيه يعالون، من التهديدات بالقضاء على حماس، قائلا: لقد سمعنا ذلك في عام 2008، مذكرا بعدد العمليات والحروب التي خاضتها إسرائيل من وقتها وحتى اليوم، ومشيرا إلى صعوبة القضاء على حركة أيديولوجية مثل حماس، التي يمكن في أحسن الأحوال إضعافها لبضع سنوات قادمة، كما كان يحدث سابقا.

لم تكن الرغبة بالقضاء على حماس وليدة حدث السابع من تشرين الأول/ أكتوبر، فقد كانت حاضرة دوما، فعند انطلاق عملية "الرصاص المصبوب" (2008-2009)، صرح بنيامين نتنياهو بأنه سيقضي على سلطة حماس في غزة، وقد فشل، وبعدها جاءت عملية "عامود السحاب" عام 2012 التي قادها الثلاثي نتنياهو، باراك، وغانتس، وأعلن في نهايتها عن القضاء على 98 في المئة من صواريخ حماس. بعدها بسنتين فقط في عام 2014 شنت إسرائيل عملية "الجرف الصامد" في عهد حكومة نتنياهو أيضا، وكانت من أشد العمليات، وشملت توغلا بريا في القطاع، وقادها موشي يعالون المعروف بأنه من أكثر العسكريين تطرفا والأكثر طموحا في محاولات القضاء على حماس، إلى جانب قائد الأركان بيني غانتس، الذي تفاخر في دعايته الانتخابية لاحقا بأعداد الفلسطينيين الذين قتلهم خلال هذه الحرب. وفشلت الحملة، وتوالت الاعتداءات والحروب الإسرائيلية الوحشية على قطاع غزة،سرعان ما تكشفت الحرب عن أن القضاء على حماس والمقاومة وهزيمة غزة هو مجرد تفكير إمبريالي استعماري رغبوي، تغذيه رغبة بالانتقام تستند إلى حالة خوف وجودية أدت إلى حملة إبادة وعقاب جماعية وجرائم حرب تقودها غطرسة استعمارية صهيونية مدعومة من قوة أمريكية إمبريالية ومسندة من أنظمة عربية استبدادية، وعلى النقيض من ادعاءات القضاء على حماس وتوالى على قيادة الجيش ووزارة الأمن أشخاص أشد تطرفا مثل ليبرمان وبينيت وكوخافي وغيرهم ممن تبجحوا بسحق حماس والقضاء عليها سابقا، دون أن يتمكن أي منهم من تحقيق وعوده وتهديداته بالقضاء على حماس والمقاومة الفلسطينية وإنهاء قدراتها العسكرية.

ثم فشلت عملية "حارس الأسوار" التي قادها الثلاثي نتنياهو وغانتس وكوخافي عام 2021، وبعد كل العمليات والحروب المتتالية كانت إسرائيل تدعي أنها قضت أو قلصت القدرات العسكرية لحماس والمقاومة الفلسطينية، وفي نهاية المطاف كانت حماس تعود بقدرات أقوى وخبرة أكبر، وهو ما برهنت علية عملية طوفان الأقصى.

خلاصة القول أن صمود حركة "حماس" وفصائل المقاومة الفلسطينية في غزة، وانتصار غزة، لا يمكن أن يفهمه عبيد الآلة ومدمنو الاستهلاك والتكنولوجيا، فهم لا يفقهون معنى الإيمان بالإله بعد أن أعلنوا موته، فالشهادة والخلود ليست في معجم الكائنات الأرضية البائسة، إذ لم يخطر ببال أحد هذه الكائنات المادية أن حركة مقاومة فلسطينية محلية محاصرة لا يتجاوز عدد مقاتليها بضعة عشرات الآلاف وبقدرات عسكرية متواضعة دون دعم دولي ومحيط عربي عدائي ودون قدرة على امتلاك أسلحة متطورة، سوف تقف ندا لأحد أقوى الجيوش في العالم، والذي يتمتع بدعم غربي واسع وإسناد عسكري غير محدود من الولايات المتحدة القوة العالمية الأولى.

لكن سرعان ما تكشفت الحرب عن أن القضاء على حماس والمقاومة وهزيمة غزة هو مجرد تفكير إمبريالي استعماري رغبوي، تغذيه رغبة بالانتقام تستند إلى حالة خوف وجودية أدت إلى حملة إبادة وعقاب جماعية وجرائم حرب تقودها غطرسة استعمارية صهيونية مدعومة من قوة أمريكية إمبريالية ومسندة من أنظمة عربية استبدادية، وعلى النقيض من ادعاءات القضاء على حماس، بل ذهب البعض إلى أن حماس قد انتصرت بالفعل، إذ لم تعد إسرائيل قادرة على استعادة الردع. وظهرت طبقات من الهشاشة على كافة مكونات المستعمرة السياسية والعسكرية، فبدأت الدول العربية تبتعد عن مسار التطبيع، وانحاز الجنوب العالمي بقوة إلى القضية الفلسطينية، ولم تعد دول أوروبا تتجاهل تجاوزات الجيش الاحتلال الإسرائيلي، واحتدم نقاش أمريكي بشأن دعم إسرائيل. وقد ألهمت النجاحات المذهلة التي حققتها حركة حماس في السابع تشرين الأول/ أكتوبر، وما تلاها من صمود ومقاومة، الأجيال الشابة القادمة من الفلسطينيين والعرب والمسلمين، وباتت حماس عقيدة وفكرة وهيكلية وتنظيما نموذجا إرشاديا للنصر والتحرر والاستقلال.

x.com/hasanabuhanya

مقالات مشابهة

  • كيف صمدت حماس وانتصرت غزة؟
  • إسرائيل: "لن يكون هناك حزب الله" في هذه الحالة
  • ‏حماس تطالب الوسطاء بإلزام إسرائيل بإدخال مواد الإغاثة التي نص عليها اتفاق غزة ووقف الانتهاكات
  • أحمد موسى: الشعب الفلسطيني سيبقى على أرضه «فيديو»
  • أحمد موسى: مصر دولة كبيرة ولا تقبل أي إملاءات من الخارج (فيديو)
  • أحمد موسى: هناك تنمية حقيقية تحدث في شمال سيناء
  • ثوابتنا لا تتغير.. أحمد موسى: مصر دولة كبيرة جدا والجميع يعلم قوتها
  • باحث: حماس و إسرائيل تمتلكان مصلحة مشتركة في استكمال اتفاق التهدئة (فيديو)
  • خارطة عمل البعثة الأوروبية في معبر رفح بعد انسحاب إسرائيل.. فيديو
  • برلماني: الابتزاز الإعلامي الإسرائيلي لن يغير موقف مصر ضد تصفية القضية الفلسطينية