قطر تستنكر مزاعم إسرائيلية بوجود أنفاق تحت مستشفى الشيخ حمد بغزة
تاريخ النشر: 6th, November 2023 GMT
أعرب رئيس اللجنة القطرية لإعادة إعمار غزة السفير محمد العمادي، عن استنكار دولة قطر الشديد مزاعم المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي بوجود أنفاق تحت مستشفى الشيخ حمد للأطراف الصناعية في غزة دون أدلة ملموسة أو تحقيق مستقل. واعتبرها محاولة مفضوحة لتبرير استهداف الاحتلال للأعيان المدنية، بما في ذلك المستشفيات والمدارس وتجمعات السكان وملاجئ إيواء النازحين.
وأكد العمادي في تصريح لوكالة الأنباء القطرية "قنا"، أن مستشفى الشيخ حمد في غزة أنشئ بشفافية وفقا لأعلى المعايير الدولية تحت إشراف اللجنة القطرية لإعادة إعمار غزة بموافقة إسرائيلية، لأهداف طبية واستفاد منه آلاف الأشخاص في غزة، مشددا على أن مثل هذه المزاعم يجب ألا تطلق جزافا، مطالبا بألا يتم الأخذ بالرواية الإسرائيلية باعتبارها واقعا ماثلا دون تحقيق مستقل في ما تشكله من ادعاءات، محذرا في الوقت نفسه من استخدامها ذريعة لاستهداف المنشآت المدنية.
كما حذر العمادي الاحتلال الإسرائيلي من أن استهداف مستشفى الشيخ حمد في غزة يعني حرمان آلاف المرضى من خدماته، وسيضاف إلى سلسلة جرائم الحرب التي يرتكبها الاحتلال في حق المدنيين ومرافق خدماتهم، لا سيما الفظائع التي طالت مؤخرا عددا من المستشفيات وقوافل الإسعاف.
وأوضح أن مستشفى الشيخ حمد في غزة، الذي تم إنشاؤه بتمويل من صندوق قطر للتنمية، وبتنفيذ اللجنة، يقدم خدمات علاجية في أقسام الأطراف الصناعية، والتأهيل الحركي واللفظي، والعلاج الوظيفي، والتمريض، والنطق والبلع، والسمعيات، والأطفال، معتبرا المستشفى أحد أهم المرافق الطبية في غزة التي تقدم خدمات ضرورية لشريحة واسعة من المدنيين.
وطالب المجتمع الدولي بالاصطفاف بحزم لإدانة استهداف الخدمات الصحية في غزة، وإلزام إسرائيل باحترام القوانين الدولية، محذرا من خطورة منح الاحتلال ضوءا أخضر لقصف سكان غزة وبنيتها التحتية بشكل عشوائي.
رئيس اللجنة القطرية لإعادة إعمار #غزة يعرب عن استنكار قطر مزاعم إسرائيلية بوجود أنفاق تحت مستشفى الشيخ حمد في القطاع#الخارجية_القطرية pic.twitter.com/MD9L5iLmiG
— الخارجية القطرية (@MofaQatar_AR) November 6, 2023
"فتحة خزان وقود"وكان الناطق باسم جيش الاحتلال دانيال هاغاري، قد نشر مقطع فيديو أمس يظهر ما قال إنه نفق يقع أسفل مستشفى حمد بن خليفة الذي موّلته حكومة دولة قطر لخدمة السكان في القطاع.
وأظهر الفيديو فتحة النفق التي زعم هاغاري أن جيش الاحتلال اكتشفها خلال العملية البرية الحالية، كما عرض ما قال إنه إطلاق نار قام به مقاتلوا حماس من داخل المستشفى على الجنود الإسرائيليين.
وقد نفى رئيس المكتب الإعلامي في حكومة غزة سلامة معروف مزاعم هاغاري وأكد استعداد الحكومة لاستقبال أي لجنة تفتيش دولية للوقوف على أوضاع المستشفى أو غيره من المستشفيات.
وأكد معروف في مؤتمر صحفي أن المستشفيات تستخدم لتقديم العناية الطبية للجرحى والمرضى فقط، وقال إن ما عرضه جيش الاحتلال ليس إلا فبركة وتضليلا يهدفان لتبرير قصف مستشفيات القطاع.
وأضاف أن الشركة الهندسية التي أشرفت على المشروع أكدت على لسان المهندس سعد الوحيدي أن الفتحة التي عرضها هاغاراي هي فتحة خزان الوقود وليست فتحة نفق كما يزعم.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: جیش الاحتلال فی غزة
إقرأ أيضاً:
"روح الروح".. ملحمة خالد نبهان تذكرنا بغزة
بين أروقة السياسة وأصوات القضايا العالمية، انشغل العالم برحيل بشار الأسد عن السلطة في سوريا وظهور اسم أحمد الجولاني، المطلوب دوليًا بتهم الإرهاب، كبديل مؤقت. وسط هذه الزحمة الإعلامية، انطفأت الأضواء عن غزة حيث تستمر آلة الحرب الإسرائيلية في حصد أرواح الأبرياء. إلا أن قصة الشيخ الفلسطيني خالد نبهان جاءت كجرس إنذار، كأنها رسالة عابرة للحدود، لتعيد العالم العربي إلى قلب المأساة الفلسطينية، حيث لا تزال جرائم الاحتلال تُكتب بدماء الأطفال والشيوخ.
خالد نبهان... الجد الذي لم يكن عادياً
لم يكن خالد نبهان مجرد جد محب أو مواطن فلسطيني عادي. كان قصة متجسدة من الأحزان والأشواق، تحمل ملامح شعب يُذبح يومياً بصمت العالم. أصبح خالد بصوته وابتسامته المغمسة بالوجع أيقونة تحكي للعالم قصة غزة المحترقة.
رحل خالد شهيداً كما عاش مُحباً، بعد أن سبقته حفيدته "ريم"، التي كانت "روح الروح" كما وصفها. مشهد خالد وهو يحمل جسد ريم الصغير من تحت الأنقاض، يعانقها كأن الحياة ستعود إليها، كان صورة تلخص مأساة غزة وتعيد للأذهان المعاناة اليومية التي يتجرعها هذا الشعب الصامد.
قبل عام واحد فقط، كانت ريم، الطفلة ذات الثلاث سنوات، تملأ البيت ضحكاً وفرحاً. لكن صواريخ الاحتلال الإسرائيلي اختارت أن تجعلها رمزاً آخر للمجازر. جسدها الصغير، المغطى بالدماء، كان شاهداً على حرب لا تفرق بين طفل وشاب، شيخ أو امرأة.
في تلك اللحظة، خسر خالد قطعة من روحه. كان حضنه الذي احتوى حفيدته الأخيرة هو نفسه حضن الصمود، يضمها وهو يدرك أن العدوان يستهدف كل ما ينبض بالحياة في غزة.
شاءت الأقدار أن يولد خالد وحفيدته في الشهر ذاته، ديسمبر، وأن يكون هذا الشهر شاهداً على وداعهما للحياة بفارق عام واحد. بعد استشهاد ريم، جاءت حفيدة جديدة أطلق عليها خالد اسم "روجاد"، وهي كلمة تعني وقت صلاة الفجر، في إشارة إلى النور الذي ينبعث من بين ظلمات الاحتلال.
لكن خالد لم يعش طويلاً ليحتضن نور "روجاد"، فقد كان ينتظر بفارغ الصبر اللحاق بروح حفيدته الأولى. رحل شهيداً، تاركاً وراءه رسالة حب، صمود، وإيمان بقدسية الحياة رغم وحشية الموت.
قبل استشهاده بأيام، نشر خالد تغريدة يقول فيها: "هل نلتقي؟ فالبُعد مزّق خافقي. هل نلتقي من بعد شوق مُحرق؟". كانت كلماته اختصاراً لكل مشاعر الفقد التي عاشها منذ أن فارقت حفيدته الحياة. كان يعلم أن رحيله قريب، لكنه لم يخشَ الموت، فقد كان يرى فيه لقاءً طال انتظاره.
خالد نبهان... صوت غزة الذي لن ينطفئ
لم يكن استشهاد خالد نبهان مجرد إضافة إلى قائمة ضحايا الاحتلال، بل كان تذكيراً صارخاً بحقيقة المأساة الفلسطينية. رحيله، كما رحيل ريم، هو ملحمة إنسانية تصفع وجه التجاهل العالمي.
قصة خالد نبهان هي قصة الشعب الفلسطيني بأسره؛ شعب يُقاتل على جبهة الحياة، رغم آلة الحرب التي لا تفرق بين طفل وشجرة، شيخ وزهرة. إنها حكاية لا تزال تُكتب بالدم والأمل، صرخة تتحدى الصمت، ورسالة تقول: "غزة ستظل حية في أرواحنا جميعاً".