تايمز: بوتين في مأزق ويتطلع لتصعيد الحرب مع أوكرانيا
تاريخ النشر: 27th, June 2023 GMT
تقول صحيفة "تايمز" (Times) البريطانية إن خطاب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الليلة الماضية لم يستطع إخفاء حقيقة أنه محاصر بين صراع على السلطة في الداخل وحرب متعثرة في الخارج، وإن رده على هاتين الأزمتين لم يكن كفئا أو حاسما.
وأضافت الصحيفة في افتتاحية لها أن رد فعله على الأزمتين يجعله يبدو كأنه في مأزق، لكن سيكون من التهور المراهنة على الإطاحة الوشيكة به، وسيتعين على أوروبا أن تستعد لمزيد من الاضطرابات ومزيد من الوحشية بينما يقاتل من أجل بقاء نظامه.
ومضت الصحيفة في توقعاتها لما سيأتي به المستقبل، قائلة إن إسقاط بوتين سيحتاج إلى كثير من الجهود، فإذا فشلت صفقته المفترضة مع يفغيني بريغوجين زعيم متمردي فاغنر فقد يصبح الرئيس الروسي صوتا للقوميين المتطرفين المحبطين، وإذا حققت أوكرانيا مكاسب كبيرة في هجومها المضاد فإن الحالة المزاجية في موسكو ستصبح قاتمة، وإذا كثف الوكلاء الأوكرانيون غاراتهم داخل روسيا فسيواجه بوتين غضبا عاما، وإذا حدثت التطورات الثلاثة في وقت واحد فسيكون بالفعل في وضع خطر.
وقالت إنه لتفادي هذا المأزق، وحماية جناحه من القوميين المحبطين، من المرجح أن يقتدي بوتين بالرئيس السوفياتي الأسبق جوزيف ستالين ويطلق حملة تطهير واسعة وسط الضباط، مضيفة أن من غير المرجح أن يكون تطهير بوتين نسخة كربونية من تطهير ستالين.
إدارة فوضوية وقوى متحاربةوأضافت تايمز أن نظام بوتين اعتمد على مبدأ "فرق تسد" لاستبعاد الانقلابات، لكن هذا أدى إلى إدارة فوضوية متزايدة وغير متوقعة، وأصبحت روسيا دولة تقودها قوى متحاربة وفشلت في تحقيق ما كانت تخطط له في أوكرانيا بعد أكثر من عام.
وقالت إن بوتين يلقي باللوم في الإخفاقات العديدة على الغرب وعلى إمدادات الأسلحة والتدريب والمعلومات الاستخباراتية، وستكون غريزته هي تصعيد العمليات في أوكرانيا، لكن ثقته الضئيلة بكبار الضباط تعيقه الآن، ويكمن الخطر في أن النظام سوف يبحث عن طرق لمهاجمة أهداف البنية التحتية والمنشآت المدنية، بما في ذلك تفجير محطة زاباروجيا للطاقة النووية وتدمير الزراعة في أوكرانيا ليظهر أن عزيمته القتالية لم تضعف.
وختمت بالقول إن بوتين، المحاصر، خطر ليس فقط على أوكرانيا واستقرار أوروبا ولكن أيضا على العديد من البلدان في الجنوب العالمي التي لا تزال تعتقد أن من مصلحتها أن تقف إلى جانب الكرملين.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
لا للطيبة والسذاجة، ولا للتواضع في غير محله
قدرُنا أننا كسودانيين جُبِلنا على طيبة وتواضع أضاعا منا ولنا الكثير من الحقوق، والطيبة في غير موضعها سذاجة، والتواضع في غير محله يورث المذلة، قلبوا صفحات التأريخ لتتبينوا كم كان الآباء والأجداد منا سُذّجاً، فقد ذلوا عندما فرطوا في الأرض وفي أمواه النيل!
ومافتئ تراثنا الغنائي يعج بالكثير الذي لا يعين على الحفاظ على مقدراتنا وحقوقنا التي وهبناها الله، وهانحن نغني:
ويدوا الزاد
حتى إن كان مصيرهم جوع ..!!
ويموتوا عشان حقوق الجار..!!
لماذا كل هذا الكرم الحاتمي للغير والموت عشان حقوق الجار ومافتئت العديد من اقاليمنا يتضور أهلنا فيها جوعا، وبيوتهم تحت هجير الشمس وبرد الشتاء أغصان الشجر بينما حال من من نتعهدهم بغير ذلك؟!
الله يأمرنا بأن الأقربون أولى بالمعروف، فقد قال الله في كتابه الكريم {قُلْ مَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ خَيْرٍ فَلِلْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ} البقرة 215، وقال تعالى: {كُتِبَ عَلَيْكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ إِنْ تَرَكَ خَيْرًا الْوَصِيَّةُ لِلْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ بِالْمَعْرُوفِ} البقرة 180.
وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ: (دِينَارٌ أَنْفَقْتَهُ فِي سَبِيلِ اللهِ، وَدِينَارٌ أَنْفَقْتَهُ فِي رَقَبَةٍ، وَدِينَارٌ تَصَدَّقْتَ بِهِ عَلَى مِسْكِينٍ، وَدِينَارٌ أَنْفَقْتَهُ عَلَى أَهْلِكَ، أَعْظَمُهَا أَجْرًا الَّذِي أَنْفَقْتَهُ عَلَى أَهْلِكَ). رواه مسلم.
والمثل عندنا يقول: الزاد ان ماكفا أهل البيت يحرم علي الجيران، والجيران منهم من أغتصب -ومافتئ- حقوقنا من أمواه النيل، ومساحات بملايين الافدنة الخصبة في الشمال الشرقي، وكذلك ضاعت حلفا وميليها من السوح الذاخرة بكنوز الأرض في الشمال، وإذا ببعضنا لايرضى عندما يسعى الجيش إلى إعادة حق لنا سليب في الفشقة!، بل يصل الأمر بالبعض إلى طعن الجيش في الظهر وغمط انتصاراته همزا ولمزا وتخذيلا ومافتئوا يفعلون الآن في حرب الكرامة!
حتى تاريخنا فرطنا فيه ليكتبه سوانا، فطمسوا منه الكثير من مواطن الفخر والإشراق، وإذا بنا جُعِلنا تبعا وقد جاءنا جندهم مطايا للانجليز وجيش محمد علي باشا!، وإذا بالاستعمار/الإحتلال الانجليزي للسودان يصبح (الحكم الثنائي)!، ثم جعلنا التأريخ الخاطئ جزءا من مناهجنا الدراسية، والعالم كله يشهد بأن السودان قد نال استقلاله من الإنجليز قبل ان يتحرر منهم (مستعمرنا) الثاني المزعوم بسنوات!، والدنيا كلها تعلم ان السودان لم يحكمه سوى إنجليز وعثمانيون خلال فترة الاحتلال، (وللتصحيح فإن كلمة استعمار خاطئة لكونها تعني العمران، بينما الصواب أن نقول احتلال)، وهنا يحسن إيراد ما قاله السيد عبدالرحمن المهدي للأستاذ محمد حسنين هيكل اكونه يلخص الأمر:
قال هيكل، سألت السيد عبدالرحمن المهدي، لماذا تذهبون إلى الإنجليز وتفاوضونهم حول استقلال السودان ولاتفعلون ذلك مع المصريين؟! فكان رد السيد عبدالرحمن المهدي:
دخل الاحتلال إلينا في عربة مصرية تجرها خيول مصرية، فهل نتفاوض مع الخيول؟ او مع السيد الراكب فوق الخيول؟!
لندع الماضي فقد ذهب بخيره وشره، ولنصبح أبناء اليوم فهو الشاهد، ولنصلب عودنا ونقف بصلابة، ولنتمثل قول الله جل في علاه:
{وَلَا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَىٰ عُنُقِكَ وَلَا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُومًا مَّحْسُورًا} الإسراء29.
وها نحن اليوم تتعرض لحرب ديمغرافية مخطط لها من كائدين ومعهم خونة من بني جلدتنا ولم نجد ممن عشر ما قدمناه للآخرين!.
بحول الله ومشيئته سينتصر جيش السودان ومن معه من الشرفاء، ومن بعدها حري بنا ان نقنن وجود الاجانب معاملة بالمثل كالذي تفعله كل دول الجوار معنا، ولابأس من انفاق من بعدها بتوسط من بعد الوفاء بالأولويات.
اللهم هل بلغت، اللهم فاشهد
عادل عسوم
adilassoom@gmail.com
إنضم لقناة النيلين على واتساب