أوكرانيا تخوض معارك ضارية في الشرق وروسيا تصد هجوما عند نهر دنيبرو
تاريخ النشر: 27th, June 2023 GMT
أعلن الجيش الأوكراني استعادة بلدة جنوبي دونيتسك شرقي البلاد، وقال إن قواته اشتبكت مع قوات روسية بالضفة اليسرى لنهر دنيبرو في خيرسون، وذلك في ظل الهجوم المضاد الذي أعلنت عن كييف.
ومن جانبها، أفادت الاستخبارات البريطانية بأن القوات الأوكرانية سيطرت على قرية كراسنوهوريفكا في دونيتسك، وتستعيد لأول مرة أراضي سيطرت عليها روسيا منذ عام 2014.
وأضافت الاستخبارات البريطانية أن الهجمات الأوكرانية المتعددة، المتزامنة مؤخرا في جميع أنحاء دونباس، قد أرهقت القوات الموجودة في دونيتسك والقوات الشيشانية المقاتلة في هذه المنطقة.
من جانبها، نشرت قوات حرس الحدود الأوكرانية مشاهد مما قالت إنها معارك عنيفة ضد القوات الروسية بمنطقة باخموت شرقي أوكرانيا، حيث تحاول قوات أوكرانية استعادة المدينة التي تسيطر عليها القوات الروسية.
وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ليلة البارحة إن الهجوم الأوكراني المضاد -المستمر منذ أسابيع لاستعادة الأراضي التي استولت عليها موسكو- يسير بنجاح.
وأضاف زيلينسكي في خطابه اليومي بالفيديو بعد زيارة لمواقع الخطوط الأمامية والاجتماع مع القوات "اليوم تقدم محاربونا في جميع الاتجاهات، وهو يوم سعيد".
وقد زار الرئيس الأوكراني -أمس الاثنين- مقرّ قيادة الجبهة الشرقية بالجيش، وذلك بعد ساعات من إعلان السيطرة على بلدة "ريفنوبل" جنوبي دونيتسك شرقي البلاد.
والتقى زيلينسكي -خلال زيارته الثانية له إلى المنطقة بعد سيطرة مجموعة فاغنر الروسية الخاصة على باخموت في 17 مايو/أيار الماضي- قادة الجبهة الشرقية والقوات المتمركزة فيها، معربا عن أمله بتحقيق النصر على الجبهة.
وبدعم من المساعدات العسكرية الغربية، استعاد الجيش الأوكراني في هذه المرحلة قرابة 10 مواقع، معظمها على الجبهة الجنوبية، حيث يحاول اختراق الدفاعات الروسية، ولا تزال الخطوط الرئيسية تبعد عدة كيلومترات.
ووفق محللين عسكريين، فإن الجيش الأوكراني يشنّ هجوما منذ أسابيع في 3 اتجاهات رئيسة: جنوب أوريخيف باتجاه توكماك في مقاطعة زاباروجيا (جنوب شرق) وفي محيط ريفنوبل غير بعيد عن فوغليدار، وأيضا على الجبهة الشرقية في محيط باخموت (دونيتسك أيضا).
معارك نهر دنيبرومن جهتها، أعلنت سلطات خيرسون (جنوب) الموالية لروسيا أنها قصفت القوات الأوكرانية التي حاولت عبور نهر دنيبرو، ونفت أن تكون قد سيطرت على الضفة اليسرى من النهر.
وقد أفاد موقع "ريبار" العسكري الروسي بأن وحدات أوكرانية استطاعت الوصول إلى موطئ قدم عند الضفة اليسرى لنهر دنيبرو، في مقاطعة خيرسون جنوب شرقي أوكرانيا.
وتداول ناشطون صورا، قيل إن مُسيّرة روسية وثقتها، وتظهر إطلاق آليات روسية النار بكثافة عند شاطئ الضفة اليسرى من النهر، بالقرب من جسر أنطونوف.
وتصاعدت الأهمية الإستراتيجية لنهر دنيبرو خاصة مع بدء القوات الأوكرانية هجومها المضاد، حيث تستخدم هذا النهر في الإمداد وتتحرك فيه وحدات بحرية للحماية من هجمات المسيرات.
من جهة أخرى، قالت وزارة الدفاع الروسية في وقت مبكر اليوم إنها تجري تدريبات تكتيكية بطائرات مقاتلة فوق بحر البلطيق هدفها الرئيسي اختبار الجاهزية لأداء العمليات القتالية وعمليات المهام الخاصة.
وقالت الوزارة الروسية على تليغرام إن الطائرات المقاتلة من طراز "سو-27" التابعة لأسطول البلطيق أطلقت النار من أسلحة محمولة جوا على صواريخ كروز وعلى محاكاة لطائرة العدو.
وأضافت أن الهدف الرئيسي من التدريب هو اختبار مدى جاهزية طواقم الطائرات لأداء المهام القتالية والخاصة على النحو المنشود.
وقالت الدفاع الروسية إنه -بالإضافة إلى تحسين المهارات- تقوم طواقم هذه الطائرات بمهام قتالية على مدار الساعة لحراسة المجال الجوي لكالينينغراد.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
أوروبا بين مطرقة ترامب وسندان الحرب الروسية الأوكرانية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
يواجه الاتحاد الأوروبي، تحديات كبيرة، خصوصاً تحت ضغط الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي يدعو لزيادة الإنفاق العسكري الأوروبي ويؤيد خطة السلام بين روسيا وأوكرانيا.
الحرب الروسية الأوكرانية وتزايد تدخل الصين، مع تركيز الولايات المتحدة على مواجهة بكين، وضع أوروبا في "لحظة حاسمة" لتحمل مسؤولية أكبر في ضمان أمنها.
وأكد رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر أهمية دعم أوكرانيا، بينما أقر رئيس الوزراء البولندي دونالد توسك بأن الإنفاق العسكري يشكل التحدي الأكبر للوحدة الأوروبية.
لذلك، تعمل الدول الأوروبية على زيادة ميزانيات الدفاع لتحقيق هدف الناتو بتخصيص 2% من الناتج المحلي الإجمالي للإنفاق الدفاعي، مع تخصيص 20% منها للمعدات العسكرية. بعض الدول تجاوزت هذه الأهداف، لكن تنفيذ خطط الدفاع الإقليمية يحتاج إلى المزيد من الجهود، خصوصاً فيما يتعلق بجاهزية 300 ألف جندي لتعزيز الجناح الشرقي.
وأكد أمين عام الناتو، مارك روته، على إمكانية تعزيز الشراكة بين الاتحاد الأوروبي والناتو بشرط أن يُعتبر الاتحاد الأوروبي دعماً للناتو وليس منافساً له.
تعد الأزمات فرصة لتعزيز استقلالية أوروبا، خاصة مع الدعوات في فرنسا وألمانيا لإنشاء قوة دفاعية مستقلة وتقليل الاعتماد على الولايات المتحدة.
ومع ذلك، تظل الانقسامات بين دول شرق وغرب أوروبا، وبين الدول الكبيرة والصغيرة، عقبة أمام توحيد السياسات الدفاعية، حيث تفضل دول مثل بولندا ودول البلطيق البقاء تحت المظلة الأمريكية خوفاً من التهديدات الروسية.
ورغم تحقيق بعض الدول الأوروبية أهداف الإنفاق الدفاعي، فإن دولاً أخرى مثل إيطاليا وإسبانيا وألمانيا والمملكة المتحدة ما زالت بعيدة عن تحقيقه.
أكد رئيس وزراء بولندا، دونالد توسك، على ضرورة تجنب الحرب التجارية بين الولايات المتحدة وأوروبا، مشددًا على أهمية الحفاظ على المصالح الأوروبية مع احترام الذات الأوروبية. وأشار إلى أن هذه المرحلة تشكل اختبارًا للوحدة الأوروبية في ظل التحديات المتعلقة بالإنفاق العسكري المتزايد بين الحلفاء عبر الأطلسي.
مع تصاعد التوترات بين أوروبا والولايات المتحدة، خاصة بعد فرض ترامب رسوماً جمركية، بدأ الاتحاد الأوروبي يعي ضرورة اتباع نهج مشترك في الدفاع، مع التركيز على بناء "تحالف من الراغبين"، يشمل المملكة المتحدة والنرويج.
وأكد رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر أن الضمانات الأمنية لأوكرانيا تتطلب استمرار الدعم عبر توفير القدرات والتدريب والتمويل، مع التأكيد على أن المناقشات حول الضمانات الأمنية ستأتي لاحقًا.
أما الموقف الأمريكي، فيتعلق بمحاولة ترامب عقد صفقة مع أوكرانيا، حيث يقترح أن تدفع أوكرانيا ثمن الدعم الأمريكي عبر تنازلات اقتصادية تشمل صفقات تفضيلية مع المعادن النادرة، مثل التيتانيوم والليثيوم، ولكن لا يزال من غير الواضح ما إذا كان هذا النهج سيظل مستدامًا.
كما أرسل الرئيس الأمريكي، وزير الخزانة سكوت بيسنت، إلى كييف للتفاوض بشأن المعادن الاستراتيجية. وأكد جوزيف هاموند، الخبير في الشؤون الدولية، أن مطالب الرئيس الأمريكي حول الإنفاق الدفاعي وحل النزاع في أوكرانيا واضحة، رغم محاولات البعض تحريفها.
وأضاف هاموند أن ترامب كان صريحًا في انتقاداته لروسيا والبيروقراطية الأوروبية، مشيرًا إلى معاملة دول الاتحاد الأوروبي السيئة تجاه الولايات المتحدة، وفقًا لما ورد في خطابه في دافوس.