ليوناردو دينى يكتب: أبحاث الفضاء.. مصر ضمن الدول التسع الرائدة فى هذا المجال
تاريخ النشر: 6th, November 2023 GMT
أعلن مدير وكالة الفضاء المصرية، البروفيسور شريف صدقي، في ١٣ سبتمبر، أن القمر الصناعي المصري الجديد المسمى Nex Sat ٢، والذي تم تجميعه واختباره في مصر، على وشك الإطلاق في نهاية عام ٢٠٢٣ ويساعد القمر الصناعي في مراقبة التغيرات المناخية.. وأعلنت الوكالة المصرية، في ٧ يوليو ٢٠٢٣، أنه سيتم بدوره إطلاق قمر صناعي مصري آخر هو "نكس سات ١" من الصين نهاية العام، بعد تجارب في ألمانيا.
وفي الحقيقة، يعتبر هدف مصر هو إطلاق العديد من الأقمار الصناعية، وهيكلة كوكبة من الأجهزة لإنشاء نظام مستقل لمراقبة المناخ. ويعد المشروع جزءًا من استراتيجية التنمية المستدامة المسماة "مصر ٢٠٣٠" ويمثل خطوة أساسية في برنامج أبحاث الفضاء المصري.
وفي وقت سابق، من بداية هذا العام، أطلقت الصين، الشريك العلمي الرئيسي للقاهرة، قمرين صناعيين في ٢٣ فبراير: القمر الصناعي حورس ١ (سمي على اسم البانثيون الأسطوري المصري حورس) وفي ١٣ مارس ٢٠٢٣، أطلق الصينيون أيضًا القمر الصناعي حورس ٢ من قاعدة جونتشيوان، وكلاهما من إنتاج الأكاديمية الصينية لتكنولوجيا الفضاء "CASC".
وفيما يتعلق بالتعاون المستمر بين بكين والقاهرة، ينبغي أن نتذكر أن المحفظة الإجمالية لهذا التعاون تبلغ اليوم ١.٧ مليار دولار.
يعود أول مشروع قمر صناعي مصري إلى عام ٢٠٠١. وأول قمر صناعي مصري Egypt Sat ١ تم بناؤه من قبل المصريين بالتعاون مع شركة Yuzhnoye Design الأوكرانية. وتم إطلاقه من قاعدة بايكونور في كازاخستان في ١٧ أبريل ٢٠٠٧. وتم بناء القمر الصناعي الثاني لدولة الأهرامات، مصر سات ٢، مع شركة RSC Energy روسيا وتم إطلاقه في ١٦ أبريل ٢٠١٤.
دور مصر في أبحاث الفضاء الدولية
غالبًا ما يتم تصور مصر على أنها دولة آثار بامتياز، لكن هذا البلد يتمتع أيضًا بنظام بحث علمي متميز، وهو من أهم الأنظمة في أفريقيا والشرق الأوسط، مع برنامج أبحاث فضائي متطور، والذي يضعها علميًا على قدم المساواة مع المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة اللتين حققتا مؤخرًا نجاحات ملحوظة في استكشاف الفضاء.
بشكل عام، اليوم، تتطور جميع أبحاث الفضاء في بلدان أفريقيا والشرق الأوسط بشكل متسارع وتعد الإمارات رابع دولة في العالم تصل إلى كوكب المريخ بمسبار في مداره، بعد الولايات المتحدة وروسيا والصين؛ في حين أن الهند وصلت للتو إلى القطب الجنوبي للقمر.. والحقيقة، أن الهند، مع الولايات المتحدة وروسيا والصين، هي الدولة الرابعة في العالم التي وصلت إلى القمر.
مصر والبحث العلمي الفضائي
وبالفعل، في عهد الرئيس عبد الناصر، في أوائل الستينيات، وبالتزامن مع بدء استكشاف الفضاء الروسي والأمريكي، أطلقت مصر مشروعها البحثي الطموح والمحدد في مجال الفضاء.. ويعتبر ذلك هدفا أكثر جرأة وشجاعة لأنه ولد خلال فترة الاستقلال وهذه الفترة جسدت بشكل كامل الهوية الوطنية لهذا المشروع الذي توقف تمامًا بسبب حرب ١٩٦٧، ولم يُستأنف إلا في عام ١٩٩٤، مع ولادة وكالة الفضاء المصرية، وهي منظمة تشهد في الفترة الحالية تطويرًا كاملًا.. ومهمة هذه المنظمة هي تحليل ودراسة بيانات الأقمار الصناعية والقيام بأنشطة البحث العلمي والتكنولوجي.. ويقود هذا المشروع الدكتور شريف صدقي خلفا للمؤسس الدكتور محمد القويسي. ومنذ عام ٢٠١٩، يتم تنسيق العمل البحثي مع وكالة الفضاء الإيطالية ASI، حيث يوجد تعاون متبادل مهم يتطور تدريجيًا.
بالإضافة إلى كل ذلك، ما يعرفه القليل من الناس هو أن القاهرة تستضيف منذ عام ٢٠١٧ المقر الرئيسي لوكالة الفضاء الأفريقية الدولية، التي تجمع برامج الدول الأفريقية في أبحاث الفضاء وتخطط لإنشاء بعثات فضائية أفريقية، تعتبر حدثًا تاريخيًا، ويدعم الاتحاد الأفريقي، الذي يضم الدول الأفريقية، هذه الوكالة ويمول المشروعات البحثية التي تنفذها في القاهرة. وتنص خطة الاتحاد الأفريقي لأفريقيا ٢٠٦٣ على الإدماج التدريجي للبلدان الأفريقية، التي كانت مستبعدة حتى الآن من هذا المجال، في مشاريع الاستكشاف والبحث التابعة لوكالة الفضاء الأفريقية.
وفي حين لا يزال هناك عدد قليل من البلدان الأفريقية تشارك بنشاط في هذه الوكالة بخلاف العلماء الأفراد أو مجموعات البحث، فينبغي أن نتذكر أن مصر وجنوب أفريقيا وتونس هي اليوم أكثر البلدان الأفريقية نشاطًا حيث تشارك بشكل ملموس في أبحاث الفضاء، على الرغم من اختلاف الآفاق العلمية، وذلك بسبب التفاعل التاريخي لتونس مع نظام البحث الفرنسي وأيضا تناغم نظام البحث العلمي الفضائي لمصر مع النظامين الأنجلوسكسوني والأمريكي.
أنشطة وكالة الفضاء المصرية
منذ عام ٢٠٠٠، خصصت الدولة المصرية صندوقًا مخصصًا لقطاع الفضاء. ويبلغ حجم ميزانية هذا الصندوق الآن أكثر من ٦٥ مليون جنيه مصري؛ لكن في ظل الإدارة الحالية، شهدت أبحاث الفضاء تطورًا سريعًا وغير مسبوق: بفضل القانون الرئاسي رقم ٣ لعام ٢٠١٨، الصادر في ١٧ يناير ٢٠١٨، تضم إدارة وكالة الفضاء اليوم بنشاط في مجلس إدارتها، كلًا من رئيس الوزراء د. مصطفى مدبولي، ووزير البحث العلمي د. خالد عبد الغفار، ووزارة تكنولوجيا المعلومات. ويوجد بها مركز أبحاث يقع في منطقة التكنولوجيا الذكية بمدينة ٦ أكتوبر بالقرب من الجيزة.
ولا تتعامل الوكالة مع الأقمار الصناعية فحسب، بل تتعامل أيضًا مع إدارة البحوث التكنولوجية التي تُعرف باسم العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات (STEM) وتدير شركة EGSA حاليًا ١٠ أقمار صناعية، آخرها نايل سات ٣٠١ وحورس ١.
ويعتبر نايل سات نتيجة تعاون مثمر ونشيط بين مصر وإيطاليا وفرنسا (كجزء من الحوار بين الشرق الأوسط وأوروبا)، من خلال شركة Thales Alenia Space ومقرها مدينة كان، وذلك بفضل مشروع مشترك يجمع مجموعة التكنولوجيا الفرنسية Thales وأصول التكنولوجيا الإيطالية ألينيا. إنهم يتعاونون مع Space X الخاص بـ Elon Musk.
اقتصاد الفضاء المصري
تعتبر النتائج المباشرة لوكالة الفضاء المصرية الجديدة هي تشييد مدينة الفضاء المصرية في القاهرة الجديدة، والتي تضم أيضًا وكالة الفضاء الأفريقية وتتكون "مدينة التجمع لأبحاث الفضاء" من ٢٣ مبنى بمساحة ٥٠٠٠ متر مربع وتشكل مركزًا في مدينة القاهرة الجديدة وبالتالي فإن تجربة أبحاث الفضاء الجديدة لها آثار إيجابية على التنمية المصرية، وعلى تحسين التنمية المستدامة وعلى إنشاء المزيد من المدن البيئية، في بلد يعتمد بشكل متزايد على الألواح الشمسية في طاقته.
من هنا نقول إن مصر تمر بمرحلة تطور تكنولوجي واقتصادي كامل وتواجه تحدي غزو الفضاء جنبًا إلى جنب مع القوى العالمية الكبرى بفضل زعامتها في القارة الأفريقية.
ليوناردو ديني: مفكر وفيلسوف من أصل إيطالى.. كانت أطروحته للدكتوراه حول نظرية السياسة وفلسفة القانون، له العديد من الكتب والدراسات، كما كتب الرواية إلى جانب القصائد الفلسفية.. يستعرض، نشأة أبحاث الفضاء المصرية وتطورها التاريخى منذ ستينيات القرن الماضى حتى الآن.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: الأقمار الصناعية وكالة الفضاء المصرية مصر وکالة الفضاء المصریة القمر الصناعی أبحاث الفضاء البحث العلمی
إقرأ أيضاً:
«ايدج» و«سي إم إن نافال» تتفقان على استكشاف فرص الشراكة
أبوظبي: «الخليج»
وقَّعت «ايدج»، إحدى المجموعات الرائدة عالمياً في مجال التكنولوجيا المتقدمة والدفاع وشركة «سي إم إن نافال» (سي إم إن)، الشركة العالمية الرائدة في تصميم وهندسة وبناء السفن البحرية والتجارية المتقدمة، اتفاقية تعاون استراتيجي لرصد الفرص التي من شأنها توسيع قدراتهما ووصولهما إلى السوق في المجال البحري ووقّع الاتفاقية كل من السادة حمد المرر، العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لمجموعة «ايدج»، وأكرم صفا من شركة «سي إم إن نافال» وبحضور جان دوراند رويل، المدير المالي لمجموعة «سي إم إن»، خلال معرض الدفاع الدولي (آيدكس) 2025 المقام حالياً في أبوظبي.
وبموجب الاتفاقية، ستتعاون «ايدج» و«سي إم إن نافال» في مجالات متعددة، بما في ذلك تطوير المنصات البحرية المتطورة والصيانة والمبادرات التجارية وتهدف هذه الشراكة إلى وضع معايير جديدة في الابتكار البحري والاستفادة من تقنيات الجيل التالي مثل الأنظمة المستقلة المدعومة بالذكاء الاصطناعي، إلى جانب تصميم السفن المعيارية المخصصة لتلبية احتياجات تشغيلية محددة للعملاء العالميين ولطالما كانت «سي إم إن نافال» شريكاً في البرامج البحرية لدولة الإمارات، بما في ذلك السفينة الحربية البارزة «بينونة» وهي سفينة حربية صممتها شركة صناعة السفن الفرنسية.
وقال حمد المرر، العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لمجموعة «ايدج»: «تعزز هذه الشراكة الاستراتيجية التزام مجموعة «ايدج» بإقامة تحالفات قوية تعزز مكانتنا في قطاع الدفاع العالمي ومن خلال دمج الخبرة العميقة لشركة «سي إم إن نافال» في السفن عالية السرعة وبناء السفن المتقدمة والحلول المخصصة مع القدرات التكنولوجية الرائدة لشركة «ايدج»، حيث نمتلك القدرة على تقديم حلول بحرية متقدمة وفعّالة للغاية، لا ريب أن رؤيتنا المشتركة تمتد إلى ما هو أبعد من دولة الإمارات، خاصة مع التركيز الرئيسي على إفريقيا وآسيا والأمريكيتين، مما يضمن بقاءنا في طليعة الابتكار البحري».
وقال أكرم صفا، من شركة «سي إم إن نافال»: «تتمتّع «سي إم إن نافال» بإرث عريق في توفير السفن البحرية الحديثة لـ52 قوة بحرية حول العالم وتُمثل شراكتنا مع «ايدج» خطوة جوهرية من شأنها أن تشكل مستقبل الحرب البحرية والأمن البحري ومن خلال الجمع بين خبرة «سي إم إن نافال» الرائدة في بناء السفن والريادة التكنولوجية لشركة «ايدج»، فإننا نعمل على إنشاء قوة قادرة على تقديم حلول فائقة مصممة هندسياً لتلبية المتطلبات المتطورة للعمليات البحرية الحديثة».