قطاع الزيتون المغربي يطمح لتعزيز حضوره في السوق الأمريكية
تاريخ النشر: 27th, June 2023 GMT
يشارك ما لا يقل عن 40 عارضا مغربيا في معرض نيويورك للأغذية الفاخرة “سامر فانسي فود”. ويضم وفد هذا العام ضعف عدد المشاركين في السنة الماضية، من الصناعيين والتعاونيات من قطاعي الصناعة الغذائية والبحرية.
المشاركة المغربية في هذا المعرض تتضمن عددا كبيرا من الفاعلين في قطاع الزيتون الذين تؤثث منتجاتهم فضاءات رواق المغرب، الذي تم إنشاؤه على مساحة تبلغ 390 مترا مربعا، ويضم مجموعة متنوعة من المنتجات تشمل زيت الزيتون والزيتون والحلويات والكسكس والمعجنات، والسردين المعلب والماكريل، فضلا عن الأعشاب العطرية والمنتجات المجالية.
وبمناسبة المعرض الصيفي للأغذية الفاخرة، الحدث الأبرز في قطاع الصناعة الغذائية، يطمح العارضون المغاربة في قطاع إنتاج زيت الزيتون إلى تعزيز الشهرة المتنامية للمنتجات المغربية داخل السوق الأمريكية.
على مدى ثلاثة أيام، يستقطب هذا المعرض أزيد من 20 ألف متخصص من جميع أنحاء العالم. وأمام المتسوقين والمصدرين، ومصانع التعهيد، والموزعين المتخصصين وسلاسل الفنادق والطهاة، تقدم الشركات المغربية عرضا تنافسيا ذا قيمة مضافة عالية، ومنتجات مغربية غنية بالنكهات وذات جودة. كما أن المنافسة تظل قوية، بغية الاستجابة بفعالية للاحتياجات المتنوعة للطلب الأمريكي.
وتشير المؤسسة المستقلة لمراقبة وتنسيق الصادرات المغربية “موروكو فودكس” إلى أن قطاع الزيتون المغربي يتميز بتطور تكنولوجيات الإنتاج، إذ يعتمد ممارسات مستدامة تساهم في حماية البيئة والموارد الطبيعية والحفاظ على التنوع الجيني والتربة.
ويؤكد أحد العارضين المغاربة المشاركين في معرض “سامر فانسي فود”، المشهود له بجهوده في مجال البحث والتطوير، أن “إنتاج زيت الزيتون يخلف نفايات. وبعد سنوات عديدة من البحث التطبيقي، تمكنا من ابتكار منتجات مذهلة الأداء، ومجموعة من المكملات الغذائية ومنتجات مقاومة الشيخوخة تم إثبات فعاليتها، بالإضافة إلى مجموعة من قوالب الفحم الحجري الإيكولوجية، المصنوعة بشكل كامل من المنتجات الثانوية لأشجار الزيتون، المعاد تدويرها”.
دينامية الابتكار هذه آتت ثمارها، وذلك وفق أرقام “موروكو فودكس”. فخلال السنة الماضية، سجل المغرب نتائج ملحوظة في ما يتعلق بصادراته إلى الولايات المتحدة. إذ بلغ حجم هذه الصادرات من منتجات الصناعة الغذائية إلى هذا السوق ما يناهز الـ169 ألف طن في عام 2022، مسجلة بذلك نموا بنسبة 65 في المائة مقارنة بسنة 2019، و59 في المائة مقارنة بعام 2021.
وتعد الولايات المتحدة بلدا متعدد الأعراق، ومجالا ترابيا شاسعا تتباين فيه خصائص كل ولاية عن الأخرى. ويساهم عدم تجانس التركيبة الديمغرافية في تنمية ثروة البلاد وظهور اتجاهات جديدة للاستهلاك الغذائي، تهتم بشكل متزايد بالحفاظ على الصحة واتباع الحمية الغذائية للبحر الأبيض المتوسط، مما يجعل هذه السوق الأمريكية واعدة وذات مؤهلات عالية بالنسبة للمنتجات المغربية.
ويعد هذا السياق “واعدا”، كما يؤكد أحد الفاعلين المغاربة، معتبرا أنه يتم الاعتراف بزيت الزيتون المغربي بفضل جودة مذاقه العالية، وإمكانية تتبع سلسلة الإنتاج، وغناه بالأحماض ومضادات الأكسدة والبوليفينول الطبيعي، والتي تعد عوامل رئيسية لتعزيز مكانة المغرب في السوق الأمريكية.
وأكد المتحدث أن قطاع الزيتون المغربي يلتزم، بشكل قوي، بالحفاظ على مجال العرض القابل للتصدير للبلاد، والاستمرار في تأكيد مكانة المغرب باعتباره موردا يحظى بثقة عالية في سوق زيت الزيتون العالمي.
مع متم العام الجاري، سيصل حجم سوق المواد الغذائية المتخصصة في الولايات المتحدة إلى 207 مليارات دولار، محققة نموا كبيرا مقارنة مع 194 مليار دولار المسجلة العام الماضي. هذه المنتجات تشكل كذلك 22 في المائة من حجم منتجات البقالة، أي ما يناهز ضعف ما كانت عليه قبل عشر سنوات.
المصدر: اليوم 24
إقرأ أيضاً:
250 مليون دولار من البنك الدولي إلى المغرب لتعزيز مقاومة فلاحته للتغيرات المناخية
وافق البنك الدولي على تقديم 250 مليون دولار، لتعزيز قدرة منظومة الأغذية الزراعية في المغرب على الصمود في وجه تغير المناخ، وتعزيز سلامة الأغذية وجودتها.
وأوضحت المؤسسة المالية الدولية، ومقرها واشنطن، في بيان، أن « البرنامج الجديد يهدف إلى تحسين القدرة على الصمود في وجه تغير المناخ، وإدارة المخاطر في الزراعة البعلية، من خلال تشجيع الممارسات المراعية للمناخ، وتحسين تدبير المياه والتربة، من خلال الزراعة التي تحافظ على الموارد ».
وأضاف المصدر أن البرنامج سيساهم في تحسين سبل كسب العيش، وزيادة جودة الوظائف، من خلال تثبيت غلة المحاصيل وتخفيف المخاطر المناخية، بما في ذلك التوسع في الزراعة بدون حراثة، وزيادة المساحة التي تغطيها أنظمة التأمين الزراعي التي تم إصلاحها.
كما ستعزز هذه المبادرة سلامة الأغذية وجودتها والأمن الغذائي من خلال دعم التوسع في الزراعة العضوية إلى 25 ألف هكتار، وتحسين مراقبة جودة زيت الزيتون، وتخفيف المخاطر الصحية المتعلقة بالأغذية، وعلى مستوى توزيع الأغذية، مع تحديث المعايير الصحية لنحو 1200 منفذ للأغذية.
وحسب البنك الدولي، فإن البرنامج يهدف كذلك إلى دعم الفلاحين في إنتاج وتسويق الأغذية ذات الجودة، وزيادة دخلهم من خلال تحسين سبل الوصول إلى الأسواق. كما سيحد من هدر الغذاء، ويعزز قدرات القطاعين العام والخاص، ويزيد الوعي بالأمن الغذائي. وبشكل عام، من المتوقع أن يعود البرنامج بالنفع على 1.36 مليون شخص، من بينهم نحو 120 ألف من الفلاحين وأكثر من مليون مستهلك، مع تحسين السلامة الغذائية.
وقال أحمدو مصطفى ندياي، المدير الإقليمي لدائرة المغرب العربي ومالطا بالبنك الدولي، إن هذا البرنامج المبتكر الذي يدعمه البنك الدولي، سيساعد المغرب من خلال تأمين فرص تشغيل خضراء في المناطق القروية وتعزيز الأمن الغذائي الوطني، تماشيا مع برنامج الجيل الأخضر 2020-2030 في البلاد.
وأشار البلاغ إلى أن منحة بقيمة خمسة ملايين دولار من صندوق الكوكب الصالح للعيش ستساهم في تعزيز البرنامج على نحو استراتيجي بهدف دعم صغار الفلاحين، من خلال تنفيذ منظومة مبتكرة للحوافز المنفصلة، مما يسهل انتقالهم من الممارسات التقليدية إلى الممارسات المراعية للمناخ.
كلمات دلالية البنك الدولي المغرب جفاف مناخ