غاز ثاني أكسيد الكربون (CO2) هو الغاز الدفيء الأكثر انتشارا، والذي يتسبب في تغير المناخ العالمي. ومع ذلك، فإن زيادته في الغلاف الجوي ستكون أكثر سرعة من دون وجود مصارف للكربون على اليابسة وفي المحيطات، التي تمتص تقريبا نصف انبعاثات البشر سنويا.

وبما أن الانبعاثات الكربونية غير مرئية، يصعب على الناس فهم التغيرات التي تحدث بها.

ولكن إذا استطعنا رؤية التغيرات في نسبة غاز ثاني أكسيد الكربون من خلال مقاطع فيديو، فقد يكون لدينا فهم أفضل.

فيديوهات صادمة

ولذا، نشرت وكالة الفضاء الأميركية "ناسا" يوم 16 يونيو/حزيران الجاري 3 مقاطع فيديو صادمة لانبعاثات الكربون على سطح الأرض.

وتعرض الفيديوهات تصويرا فائق السرعة لانبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون خلال عام 2021، وتقدم نمط الانتشار الذي اتخذه الكربون فوق كل قارة خلال الأشهر الـ12 من العام ذاته.

وتُظهر المقاطع الوقود الأحفوري باللون البرتقالي، بينما تظهر الكتل الحيوية المحترقة باللون الأحمر، والنظم البيئية الأرضية باللون الأخضر، وتم تظليل المحيط باللون الأزرق.

وتُظهر النقاط الزرقاء المناطق التي يتم فيها امتصاص الكربون من خلال مياه المحيط، وتمثل النقاط الخضراء المناطق التي تقوم فيها النباتات بامتصاص الكربون على اليابسة.

انبعاثات مميزة لكل منطقة

وبالتركيز على كل قارة، لاحظت ناسا بعض المظاهر المثيرة للاهتمام في انبعاثات كل منطقة.

ويظهر الفيديو الأول قارتي أميركا الشمالية وأميركا الجنوبية. ففي الولايات المتحدة، تم اعتبار الشمال الشرقي -من واشنطن العاصمة إلى بوسطن- "نقطة ساخنة رئيسة للتلوث".

في حين تظهر غابات الأمازون كنقاط خضراء، حيث تمتص الأشجار غاز ثاني أكسيد الكربون خلال ساعات النهار وذلك خلال عملية البناء الضوئي. غير أن هذه النباتات تنتج غاز ثاني أكسيد الكربون خلال الليل في أثناء عملية التنفس، مما يؤدي إلى تراكم الكربون فوق القارة، كما يذكر تقرير وكالة "ناسا".

وفي الفيديو الثاني -الذي يركز على الشرق الأوسط وقارتي أفريقيا وأوروبا- تظهر أوروبا والمملكة العربية السعودية وهما تعانيان زيادة انبعاثات الوقود الأحفوري. كما تم رصد انبعاثات ملحوظة وسط أفريقيا ناتجة عن المناطق الخضراء.

وبالنظر إلى الفيديو الأخير، الذي يخص قارتي آسيا وأستراليا، فقد تم الإبلاغ عن "نقص نسبي في انبعاثات الوقود الأحفوري" فوق أستراليا. ويرجع ذلك -بحسب ناسا- إلى انخفاض الكثافة السكانية.

وإضافة إلى ذلك، فقد اعتبرت بكين نقطة ساخنة رئيسة للتلوث.

المصدر: الجزيرة

إقرأ أيضاً:

القمر أم المريخ؟ صراع الأولويات يشتعل داخل أروقة ناسا

في جلسة استماع دورية، مثل رائد الأعمال وقائد المهمات الفضائية جاريد إيزاكمان يوم الأربعاء الماضي أمام لجنة العلوم والنقل التابعة لمجلس الشيوخ الأميركي، بوصفه مرشح الرئيس الأميركي الجديد دونالد ترامب لتولي إدارة وكالة الفضاء ناسا.

وقد حملت الجلسة في طياتها العديد من الأسئلة المهمة والنقاش الساخن بشأن صلة إيزاكمان برائد الأعمال إيلون ماسك، ومدى التزامه بأولوية برنامج "أرتيمس" للهبوط على سطح القمر، في ظل ما يبدو أنه توجه رئاسي متزايد نحو استعمار كوكب المريخ.

ورغم نفي إيزاكمان وجود أي تواصل مع ماسك بشأن إدارة ناسا، فقد امتنع عن الإجابة عندما سئل عما إذا كان ماسك حاضرا لحظة عرض الرئيس ترامب عليه المنصب، وهو ما أثار تساؤلات عن مدى استقلاليته في إدارة وكالة تعتمد في كثير من مشاريعها على مقاولات "سبيس إكس"، الشركة التي أسسها ماسك وتُعد حاليا أكبر شريك تجاري للوكالة.

وفي قلب الحديث الدائر، برز مصير برنامج أرتميس، الذي أُطلق في عهد ترامب في فترته الرئاسية الأولى قبل نحو 8 سنوات، ويهدف إلى إعادة الولايات المتحدة إلى سطح القمر خلال هذا العقد.

وقد شدد السيناتور الجمهوري تيد كروز، ممثل ولاية تكساس التي تضم مركز جونسون للفضاء، على خطورة التراخي في هذا المسار، قائلا إن "التخلي عن القمر لصالح الصين الشيوعية سيكون خطأ كارثيا في سباق الفضاء".

رائد الأعمال جاريد إيزاكمان، مرشح الرئيس الأميركي ترامب، لتولي مهام إدارة وكالة الفضاء ناسا خلال الحقبة الجارية (ويكيميديا) ترامب وماسك

ويأتي استهداف المريخ كوجهة للاستكشاف بمركبات مخصصة لرواد الفضاء بمثابة تحد تقني ومالي يفوق القدرات الحالية والمخصصة لاستكشاف القمر، ذلك لأن المريخ يتمتع ببيئة ديناميكية متقلبة وشديدة على عكس القمر الذي يعمّه السكون والهدوء أغلب الأوقات، مما يجعل مهمة الكوكب الأحمر أصعب وأعقد بكثير، فضلا عن المسافات الشاسعة وصعوبة الوصول.

إعلان

لكن ثمة علاقة فريدة تجمع بين ماسك وترامب، بالنظر إلى حجم التعزيزات من خلال الدعم العلني للرئيس المنتخب وتقديم تبرع سخي لحملته. العلاقة التي يفسرها البعض بأنها ستصب في مصلحة الصناعات الفضائية، يمكن أن تكون السبب في تخطي هذه التحديات.

وقد علق أحد المستشارين والمختصين في صناعة الفضاء دوغ لوفيرو بأن هذه الخطوة قد تمهد لخطط أكثر واقعية وجدية نحو احتلال المريخ، إذ من المتوقع أن يندرج المريخ ضمن الأهداف الإستراتيجية على المدى القريب، لا سيما أن ترامب سبق أن أشار إلى أن مشروع القمر يمثل نقطة انطلاق نحو المريخ.

ويعتقد المحللون أن إدارة ترامب تفضل عقد شراكات ثابتة مع شركات خاصة مثل سبيس إكس، بحيث تتحمل هذه الشركات جزءا كبيرا من المسؤولية المالية، وذلك لتخفيف الضغوط على ميزانية مشروع أرتميس.

كما أن ماسك يطمح إلى التحرر من بعض القيود التنظيمية التي تفرضها الحكومة الأميركية على الرحلات الفضائية التجارية، وهو ما قد يؤدي إلى تغييرات جذرية في مكتب الفضاء التجاري التابع لإدارة الطيران الفدرالية، الذي كان يشكل دائما تحديا أمام تطوير نظام الإقلاع الفضائي "ستارشيب" التابع لسبيس إكس، كما قد سبق أن عُلّقت رحلات صاروخ "فالكون 9" التابع لسبيس إكس هذا العام في عدة مناسبات بسبب بعض الأعطاب.

دونالد ترامب وإيلون ماسك (الجزيرة) معضلة تعصف بالوكالة

وبينما تتصاعد التساؤلات بشأن أولوية القمر مقابل المريخ، حاول إيزاكمان تبديد المخاوف بقوله إن ناسا قادرة على المضي قدما في المهمتين معا. إلا أن مواقفه السابقة من "نظام الإطلاق الفضائي"، وهو الصاروخ المخوّل لبرنامج أرتميس، لا تزال تُلقي بظلالها على موقفه، لا سيما بعد وصفه للمشروع بـ"باهظ التكاليف إلى حد غير معقول".

ومع ذلك، أوضح خلال الجلسة أنه "أفضل وأسرع وسيلة متاحة حاليا" لإيصال طاقم "أرتميس 2" إلى القمر.

إعلان

وفي سياق متصل، أثيرت تساؤلات عن العلاقة المتشابكة بين ناسا وشركة سبيس إكس، التي تحظى بعقود تصل قيمتها إلى 15 مليار دولار لتأمين النقل الفضائي للرواد وبناء مركبة الهبوط القمرية.

وأكد إيزاكمان أن "الولاء يجب أن يكون لناسا، لا للمقاولين"، مشددا على أن "سبيس إكس تعمل لصالح الوكالة، وليس العكس"، في إشارة إلى أهمية الحفاظ على التوازن بين الاعتماد على القطاع الخاص وضمان استقلالية القرار الفضائي الأميركي.

ومن بين المواضيع التي فجّرت خلافا ضمنيا بين إيزاكمان وماسك، كان مصير محطة الفضاء الدولية، إذ دعا ماسك إلى إنهاء مهامها بحلول عام 2027، قبل موعدها المحدد بـ3 سنوات. غير أن إيزاكمان عبّر عن رفضه لهذا المقترح، معتبرا أنه "لا مبرر لتغيير خطة إنهاء الخدمة في 2030″، في ظل نية ناسا استبدال المحطة بمحطات فضائية خاصة في العقد المقبل.

ورغم افتقاده إلى الخلفية السياسية التي ميزت قادة ناسا السابقين، يرى إيزاكمان أن تجربته في ريادة الأعمال وقيادة المهمات الفضائية تمنحه زاوية نظر مختلفة قد تفيد الوكالة في مرحلة التحول الراهنة. وقد حظي ترشيحه بدعم تحالف صناعي يضم أكثر من 85 شركة فضائية، إضافة إلى تأييد 28 رائد فضاء سابقا.

وإن تأكد تعيينه، فإن إيزاكمان سيكون أول مدير للوكالة يأتي من خلفية تجارية بحتة، في لحظة فارقة قد تعيد تشكيل ملامح الوكالة في عصر تتقاطع فيه الطموحات السياسية مع متغيرات السوق الفضائي المتسارع.

مقالات مشابهة

  • أرقام صادمة.. البحر يبتلع آلاف الأطفال!
  • ناسا تكتشف ثقبا غامضا على المريخ يثير حيرة العلماء
  • نائبة التنسيقية: على الدول المصدرة لانبعاثات الميثان تحمل مسئوليتها
  • عواصف مغناطيسية تضرب الأرض خلال ساعات .. ماذا يحدث؟
  • بالفيديو .. تفاصيل واعترافات صادمة للخلية التي ضبطتها المخابرات العامة
  • شاهد.. المذيعة تسابيح خاطر تنشر مقطع فيديو لقائد ثاني قوات الدعم السريع مع المواطنين النازحين بدارفور على حسابها عبر فيسبوك وتقوم بقفل التعليقات خوفاً من هجوم الجمهور
  • خلاف جديد بين ماسك وترامب بسبب وكالة الفضاء الأمريكية
  • القمر أم المريخ؟ صراع الأولويات يشتعل داخل أروقة ناسا
  • كيف يمكن التخلص من الكربون؟ دفنه قد يكون حلا
  • الصليب الأحمر: الوضع في غزة جحيم على الأرض ومكاتبنا استهدفت بشكل مباشر